-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 9 - 2 - الثلاثاء 23/4/2024

   

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل التاسع

2

تم النشر يوم الثلاثاء

23/4/2024 

لقد كانت أمي وكأنها تدور في ساقية، طوال اليوم سعي هي وابي في الحقل وبيع الحبوب في السوق، بالإضافة إلى تربية البهائم وبيعها وبيع منتجاتها، او شراء الجهاز لاختي وتزويجها والخ والخ.


أمي لم تكن تجد وقت لتجلس معنا حتى لتُعطينا من حنانها او تُشعرنا باهتمامها.


صمتت عزة تستمع لها دون رد، لتُجفلها الأخرى بقولها:

-أشعر أني ازعجتك بثرثرتي الكثيرة .

نفت ترد بهز رأسها:

-لا لم تزعجيني، أنتِ عبرتِ عما تشعري به تجاه والديكِ، وانا احب الأستماع. 


طالعتها ابتسام لبرهة من الوقت صامتة وكأنها تفكر بشئ ما، قبل ان تبوح به بقولها:

-انتِ طيبة جدًا يا عزة، ورقيقة كالنسمة، لا اعلم كيف تعيشين مع هذا الرجل؟

سألتها ياستفسار:

-أتقصدين عمران؟


اومأت تُجيبها:

-نعم عزيزتي هذا الرجل الجامد والذي لا يعرف الضحك إلا نادرًا كيف تعاشرينه؟ يبدو لي أنه جلف كما ذكر لي عصام قبل ذلك. 


ضحكت عزة وهي لا تجد ما ترد به عليها، فهي تشعر بالفعل أنه كذلك، رغم الإحساس الذي الذي يراودها في كثير من الأحيان بأنه طيب، ولكنه لا يغطيها فرصة لتكتشف عنه شئ بانزواءه الدائم مع نفسه..


❈-❈-❈

 

في اليوم التالي صباحًا دلف لداخل شقته بخطوات مترددة، لا يدري ماذا عليه ان يفعل؟ يتحمحم ام يهتف بأسمها كي تنتبه، تخيل ان يراها خارجة من المرحاض او المطبخ، أو ربما تخرج إليه بشعرها فيشيح بعيناه عنها حتى لا يُخجلها، فيُحادثها باحترام كي يسألها عن صحة زوجته.


 فتجيبه بمودة، يريد أي شئ يفتح مجالا للحديث معها، ولكن لما يشعر لها بصوت او حركة، هل تكون مازالت نائمة؟

وصل إلى باب غرفته يطرق بخفة، حتى وصله صوت زوجته:

-ادخل يا عمران لا يوجد احد .


-لا يوجد احد!

غمغم بها بصدمة قبل أن يدلف إليها يلقي التحية سريعَا قبل ان يسألها على الفور:

-لما أنتِ وحدك؟ لحقت جارتك أن تتركك؟

أجابته بلهجة معاتبة:


-لم تتركني جارتي يا عمران، لقد استيقظت باكرًا واعدت لي الفطار قبل ان تذهب إلى بيتها وزوجها، لم تتركني المرأة .


❈-❈-❈

-الشاي يا ابتسام .

هتف بها عصام وهو يتناول طعام أفطاره على طاولة السفرة، ردت زوجته والتي كانت تجلي بعض الأواني سريغًا في المطبخ:

-حالًا يا عصام دقيقة واَتيك به.


أنهت الأطباق المتبقية سريعًا قبل أن تخرج بكوب الشاي إليه وتضعه أمامه على سطح الطاولة:

-ها هو الشاي يا سيد عصام، هل أنهيت طعامك إذن؟

أوما برأسه يجيبها بنعم، سمعت منه وأخذتها الحماسة لترفع المتبقي من طعامه سريعًا ولكنه أوقفها بقوله:


-انتظري يا امرأة واجلسي معي لعدة دقائق.

جلست مستسلمة تنفيذًا لأمره، ثم قالت:

-نعم يا عصام ماذا تريد؟

صاح بها:

-أريدك تتحدثين معي قليلًا با ابتسام، فقد مللت الجلسة وحدي.


تأففت بداخلها حتى ظهر بنبرة صوتها وهي ترد بنزق:

-تحدث يا زوجي حتى لا يمسك الملل.

رغم عدم رضاه عن ردها، ولكنه تجاوز عن ذلك كي يسألها:

-ماحال جارتك عزة الاَن؟ هل تحسنت وخف اكتئابها؟


-نعم تحسنت جسديًا عن الأمس ولكن لو سنتحدث عن صحتها النفسية، فاأنا أجزم لك بأنني أعذر المسكينة ولا أتوقع لها الشفاء نهائي،  مادامت متزوجة من هذا البائس زوجها عمران، يااا ساتر، إنه عديم الشعور والإحساس يا رجل، لا أعلم كيف لها معاشرته؟


تبسم لها ضاحكًا يرد:

-نعم صدقتي، لقد ثبت لي أنه رجل أحمق بالفعل بالإضافة أنه جلف، ولكن ما المناسبة لقولك؟ هل رأيتِ  بنفسك؟ ام هي ذكرت لك؟

رددت من خلفه نافية:


-لا رأيت بعيني ولا هي ذكرت، ولكن هذه الأمور تظهر وحدها على حال المرأة، ولسان حال عزة يُفصح عن نفسه دون أن تتكلم، عزة يتيمة الأبوين منذ الصغر، تحتاج لأن تشعر بالألفة والمودة من الرجل الذي يسمى زوجها، ولكن هذا الرجل وكأنه بعالم وحده.


 لا يشعر بها ولا يشاركها ما تشعر به إن كان فرح أو حزن او أي شئ اَخر.

سمع منها وبدا على وجهه التأثر حتى أنه صمت يتطلع أليها بتفكير عميق بكل كلمة ذكرتها ابتسام بعفويتها المعتادة، فانتابها هي الملل لتنهض فجأة من أمامه لتعيد على ما همت لفعله من البداية،  فهتف بها:


-ما بالك يا امرأة؟ تستعجلين على الجلي وتتصرفي وكأنه سيفوتك القطار؟

هتفت بدورها لترد عليه:

-ليس القطار يا عصام، ولكني اتعجل لفعل ما يحتاجه منزلي كي أعود لعزة، فهي تحتاجني في القرب منها، كي أراعيها.


 فهذا الجلف كما تسميه أنت، لن يفعل من نفسه مادامت هي لا تطلب منه، وهذا ما يصير بالفعل لأنها تستحي الطلب من أحد.

استوعب جيدًا لينتبه إليها باستدراك قبل أن يرد عليها:

-وكيف ستفعلين وزوجها بالبيت وقد يكون نائمًا بجوارها. 


فغرت فاهها لتسقط على الكرسي من خلفها، فقد تناست أمر هذا المخلوق.


❈-❈-❈


بعد قليل 


خرج من حمام غرفته، جفف رأسه وتناول المشط وأمام المراَة كان يمشط على شعر رأسه حينما، انتبه على صوت جرس المنزل، اعتدلت عزة بجذعها على الفراش، ليشير إليها هو بكف يده قائلًا بسخرية:

-ماذا يا أمرأة؟ دائمًا ما تأخذك الحماسة، ونسيت وضعك الاَن؟ لا تتحركي من مكانك حتى لا تتأذي .


قالها وخرج نحو باب الشقة، فتفاجأ بها أمامه تلقي التحية على عجل وهي ممسكة بيدها أحد الأطباق المغلفة:

-صباح الخير.


ردد خلفها التحية بارتباك لفرحة انتابته على الفور لرؤتيها وظنه الأكيد انها أتت لترعى عزة بوجوده، ليردف وهو يتنحى جانبًا ليفسح لها:

-تفضلي تفضلي، عزة في انتظارك .


بشبه ابتسامة ردت ورأسها تلتف للخلف، ليتفاجأ برؤية عصام أيضًا يخرج من باب شقته المقابلة يشير بيده يحيه، قبل أن يغلقه من الخارج، ثم انضم إلى زوجته، لينته الاَخر رغم ارتباكه، وليفسح لهما مرددًا بقنوط:

 -تفضل يا عصام، تفضلا أنتما الإثنان 


دلفا ثلاثتهم خلف بعض، وتقدمتهم ابتسام لتخاطب عزة بمرح:

-كيف حالك الان يا عزة؟ لقد أتيت لكِ بطبق حلوى لقمة القاضي الذي تعشقيه، اعتدلي جيدًا في فراشك حتى تتناوليه. 


تهلل وجه عزة بفرحة غامرة وهي تتناول منها الطبق بعد ان جلست بجوارها ع الطرف،  كاشفة لها عن القطع المقلية ومسقاه بالشربات المحلى، لتقضم منها بسعادة بالغة، مرددة لجارتها:


-انه رائع يا امرأة، لذيذ وشهي بشكل لا يصدق.

رددت من جوارها ابتسام:

-بالهناء على قلبك حبيبتي. 

استمرت عزة بتناول واحدة أخرى بنفس اللهفة، لتجفل على حمحمة بالقرب من باب الغرفة، قبل أن يدلف زوجها بقوله:


-انتبهي يا عزة، لديك زائر يريد رؤيتك 

تناولت ابتسام الحجاب ولفته على رأسها وحول وجهها 

تردف لها:

-ليس زائر غريب، وانما هو زوجي عصام، يعني ليس غريب حتى ترتبكي.


أومأت لها عزة برأسها وانتظرت قليلَا حتى ولج إليهما عصام، يتحمحم كما فعل زوجها في البداية، بعنين منخفضة بنظرها إلى الأرض على استحياء لمرعاة الأصول في دخول هذه الغرف الخاصة مردفًا:

-يا ساتر.

بادرت زوجته بالرد:


-ادخل يا عصام، الدنيا اَمان.

الصفحة التالية