رواية جديدة وفاز الحب الجزء الثاني من رواية ثأر الحب لزينب سعيد القاضي - الفصل 43 - 1 - الخميس 18/4/2024
قراءة رواية وفاز الحب
الجزء الثاني من رواية ثأر الحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وفاز الحب
الجزء الثاني من رواية ثأر الحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثالث والأربعون
1
تم النشر الخميس
18/4/2024
ليس كل سقوط يعد نهاية
فدائما سقوط المطر يعد بداية
رمقته بحقد وصاحت بغل يسترسل في صوتها:
-أخرس يا حيوان أنت ايه إلي جيبك هنا أصلا ؟ بتعمل أيه هنا ؟ ولا جاي تطمئن هو عايش ولا مات صحيح علي رأي المثل "تقتل القتيل وتمشي في جنازته".
مسح علي جبينه عدة مرات وتسأل:
-هو أنتي أيه بالظبط يا ست أنتي نفسي افهم مخلوقة من أيه بجد ؟ هو أنتي دم ولحم زينا ؟ ولا كتلة نار وسم مش فاهم الصراحة ؟
تدخل يوسف بتعقل وقال:
-اهدي يا عاصم دي مهما كان هي أم أخواتك دي حاجة وكمان لا ده مكانه ولا زمانه.
أشار عليها بغيظ وقال:
-يعني أنت مش شايف مش بتتهد مش عارف أنا ايه ده.
تحدثت مستهزئة:
-وأنت بقي يا يوسف بيه جاي تهديه بعد أيه بعد ما شعللتها أنت سبب كل المصايب إلي أحنا فيها دي كلها أصلا.
طالعها يوسف بصدمة وأشار علي نفسه وقال:
-نعم أنت سبب المصايب كلها هو نطقت أصلا من الأساس من وقت ما جيت ولا أنتي حابة ترمي بلاكي علي أي حد سبب المصايب دي كلها هو انتي وإبنك وتريبتك الغلط عارفة مستغرب عامر جايب الشر ده كله منين لكن طلع مش هيجيبه من بره .
ألتفت إلي علي واسترسل موضحاً:
-علي همشي انا وعاصم وجودنا هنا غير مرحب به لو احتاجت حاجة كلمني سلام عليكم.
اومئ علي بإيجاب واتجه إلي إحدي المقاعد وجلس فوقها متجاهلا والدته.
بينما غادر عاصم ويوسف تاركين وراءهم بركان خامل علي وشك الإنفجار في التو والحال.
❈-❈-❈
استند علي ظهره مقعده وأغمض عينه بشرود ألتفت له يوسف بإشفاق وتسأل:
-أنت كويس يا عاصم ؟
فتح عاصم عينيه وتحدث بنبرة ذات معني:
-كويس أوي مش شايف حالتي.
تنهد يوسف بأسف وعقب:
-حقك عليا يا عاصم فترة وتعدي.
إبتسم عاصم ساخراً وتحدث:
-حقك عليه ليه أنت ذنب أيه بل بالعكس أنت إلي حقك عليا في بهدلتك دي معايا أما بقي في موضوع فترة وتعدي دي أنا بقي عندي شك فيها هتعدي امتي بقي بقالي سنين فيها أجمل سنين عمري ضاعت علي مفيش يا يوسف علي مفيش عشت كول عمري غريب وسط أهلي ممبوذ من الكل حتي لما افتكرت الدنيا بدأت تضحك ليا كانت مع الأسف بداية جديدة عشان اتعذب فيها بشكل أكبر .
رمقه يوسف معاتبا وعقب:
-ايه إلي بتقوله ده يا عاصم إستغفر ربنا حرام عليك انت بتعرض كده علي قضاء ربنا يا صاحبي .
تنهد عاصم بأسي وقال:
-استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم غصب عني بس بجد مش قادر.
ربت يوسف علي فخذه بحنان وقال:
-خير أن شاء الله الفجر خلاص هيأذن أيه رأيك أقف عند أقرب جامع نتوضي ونصلي ركعتين عقبال ما الفجر يأذن وبعدين نصلي الفجر وبعدها نطلع علي أقرب عربية فول وفلافل نفطر فيها زي زمان أيه رايك في الفكرة دي ؟ نعيد امجادنا من تاني.
ابتسم عاصم بحنين وقال:
-ياه أنت لسه فاكر ؟
ابتسم يوسف بثقة وقال:
-وهي دي ايام تتنسي يا صاحبي .
ابتسم عاصم بحماس:
-يلا بينا تفتكر عمك خيري لسه موجود ؟
اومئ يوسف مؤكدا:
-لسه موجود يا صاحبي وفاكرك كمان كل لما أروح يسأل عنك بس بقالي سنة مروحتش ليه.
صمت يوسف قليلاً وأكمل بحذر:
-ايه رأيك بعد لما نفطر نطلع علي القصر.
إستدار عاصم متسائلاً بعدم فهم:
-ليه ؟
❈-❈-❈
تنهد يوسف وقال:
-عشان نرتاح وعشان تشوف ولادك.
ابتسم عاصم بمرارة وتسأل:
-وهنقول لأولادي انا مين هيقولوا ليا يا عمو ؟ تفتكر هقدر اسمعها منهم بعد السنين دي كلها ؟
رد يوسف باختصار:
-لأ هنقول ليهم انك أبوهم يا عاصم ولادك اطفال يا صاحبي وسهل يستوعبوا ده.
أخذ يوسف نفس عميق وعقب:
-الولاد اه صغيرين لكن بيفهموا وعارفين كل إلي بيدور حواليهم كمان تخيل مبقوش يسألوا عن عامر أصلا وبقوا خايفين منه من وقت إلي حصل الطفل بينجذب للحنية يا عاصم ومش أنا إلي هقولك كده يا أبو يزن.
تنهد عاصم وقال:
-معلش يا يوسف أجلها شوية لو سمحت.
تسأل يوسف بعدم فهم:
-نأجلها ليه ولإمتي أنت مش نفسك تشوف ولادك مش وحشوك ولا ايه ؟
ابتسم عاصم بمرارة وأجاب:
-موحشونيش الله يسامحك يا صاحبي وما يكتب عليك مرارة بعدك عن ضناك بس مش حابب عامر يمسك اي غلط وحابب أن والدتهم تمهد ليهم أني ابوهم مش عامر.
صمت يوسف قليلاً وقال:
-تمام القضية بعد أسبوع بإذن الله نخلص من الموضوع ده وترجع معانا البيت تشوفهم .
أومئ عاصم بتفهم:
-تمام بس تفتكر عامر هيظهر ورقه ولا لا ؟
ابتسم يوسف بثقة وقال:
-لأ مش هيظهر حاجة ولا هيعرف يتنفس كمان رجوعك دلوقتي بوظ كل خطته هو دلوقتي تايه ومعتقدش أنه هيجازف يفضح نفسه قدامي أنا وعلي فهمت.
تنهد عاصم بأسي وقال:
-فهمت.
تحدث يوسف متسائلاً:
-طيب أيه أنت هتروح فين محتاج تنام وترتاح هترجع شقة على ؟
حرك رأسه نافياً وقال:
-هروح شقتي مش هقدر ادخل هناك وهو مش موجود فيه.
اتسعت عين يوسف وتسأل:
-شقتك بس دي مقفولة من ساعتها محتاجة تتنضف ما تروح فندق علي الأقل.
هز رأسه نافياً وقال:
-أنت عارف مش بحب الفنادق ويا سيدي هبقي أشوف حد ينضفها ليا بإذن الله لما نوصل.
تنهد يوسف بقلة حيلة وقال:
-علي راحتك يا صاحبي.
❈-❈-❈
بعد ساعة ونصف توقف يوسف بسيارته أمام كورنيش النيل وهبط منها هو وعاصم مظهرهم وغناهم كان ظاهر للعيان وملفت أيضا لكن لم يعطوا بالا لنظرات من حولهم واتجهوا صوب عربة فول متواضعة يقف عليها بعض البسطاء الذين يتناولون افطارهم قبل أن يبدأو رحلة البحث والكد عن قوط يومهم.
ما أن رآهم صاحب العربة حتي تحرك صوبهم بترحاب شديد:
-أهلا أهلا بيكم يا ولاد فينكم من زمن ولا خلاص نسيتوا طبق الفول بالزيت الحار من إيدي.
ابتسم يوسف بدعابة وهو يتجه له يضمه بحب وقال:
-وده يتنسي بردوا ده جبني علي ملا وشي.
ابتعد عنه وأشار إلى عاصم واسترسل مازحاً:
-وشوف جاب مين كمان معايا من بلاد الفرنجة ؟
ابتسم الرجل بفرحة واتجه إلي عاصم بصمه بحب:
-حمد الله علي السلامة يا أبني كده بردوا تسافر وتقطع بيا من غير سلام ؟ ولا أنا مش قد المقام عشان تفتكرني وتيجي تودعني بقي ؟
ابتعد عنه عاصم بأسف وقال:
- لا طبعاً يا راجل يا طيب يعلم ربنا وقتها مودعتش حد من الأساس بس أهو آول يوم اجي فيه مصر أول أكل هيدخل بطني من إيدك.
استرسل مازحاً:
-عايز بقي طبق فول وصاية من ايدك وطعمية بالسم وبصل اخضر وبتنجان مخلل.
ابتسم العجوز بفرحة وأشار علي عينه وقال:
-بس كده من عيوني وبيض مدحرج بالسمن البلدي كمان هو أنا عندي اعز منكم أقعدوا اقعدوا .
ابتسم الشابين وذهب هو ليعد الطعام لهم بينما جلسوا هم علي طاولة بلاستيكية متواضعة وهم يتاملوا المكان من حولهم متنعمين بنسمات الهواء الباردة.
قطع يوسف هذا الاندماج ممازحا:
-أظن مفيش بقي دلع أكتر من كده يا صاحبي أول يوم ليك في مصر فطار علي النيل أهو عد الجمايل.
ابتسم عاصم بخفة:
-ماشي يا سيدي تسلم.
صقف يوسف بحماس وقال:
-عارف ناقص أيه ؟
رد عاصم موكدا:
-كوبيتين عصير قصب من فخفخينا .
ضحك يوسف بخفة وعقب:
-لسه فاكر ؟
أومئ عاصم بوهن:
-في حد ينسي الحاجات البسيطة إلي كانت السبب في فرحته.