-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 21 - 1 - الإثنين 1/4/2024

  

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل الواحد والعشرون

1

تم النشر الإثنين

1/4/2024



_عُمر لا متسبنيش يا عُمر..... 


صرخت بها" غالية"التي أنتفضت من نومها مفزوعة، وقلبها يدقُ بسُرعة رهيبة، ودموعها هبطت لا أردايًا، جلست نصف جلسة، ثم أخذت تنظر أمامها، مصدومة، تحاول أستيعاب ما حد للتو، نعم كانت تحلم أنهُ كابوس، كابوس مُزعج وقد أنتهي، وها هي فاقت منهُ، و"عُمر"، لم يُطلقها، وضعت يديها أعلي موضع قلبها الذي يدق بعُنف وكأنها خرجت من حرب، بدأت أنفاسها تنتظم، لم تأخذ سوى عدة ثواني قليلة لتستوعب أنه مُجرد كابوس.... 


وجدت الباب يُفتح تبعهُ دخول "عُمر"، والذي هرول إليها ما أن سمع صوت صراخها العالي بعد أن كان جالسًا بالخارج بعد أن تركته وذهبت هي للنوم، تقدم منها سريعًا يجلسُ بجانبها أعلي الفراش، ما أن رأتهُ هي حتي أندفعت ترتمي بأحضانهِ مُتشبثة بهِ بقوة كبيرة، وقد بدأت في البُكاء بصوتٍ مسموع.....


أنفزع لبُكائها، فشدد من أحتضانها، يُربت أعلي ظهرها، قائلاً بنبرة تحمل القلق: 


_غالية مالك في أي.... 


خرجت من أحضانهِ بوجه مُنفطر من البُكاء، وقد تحول إلي اللون الأحمر، تحدثت بتقطع: 


_عُمر أنتَ ممكن..... ممكن تسبني وتبعد عني؟. 


عقد حاجبيهِ مُندهش مما تقول،تابعت هي تقول بتحذير: 


_أوعي! أوعي تفكر تسيبني يا عُمر 


_أي إللي أنتِ بتقوليه ده؟ أسيبك وأروح فين؟ 


_أنا بحبك، بحبك أوي يا عُمر،خليك جنبي متسبنيش، علشان خاطري مهما حصل خليك جنبي أنا مليش غيرك... 


أخذ يمسح علي شعرها برفق، يحاول تهدئتها من حالة الذعر التي هي بها، ولا يعلم سببها: 


_ما أنا جنبك أهو يا غالية، أنا مروحتش في حتة، أهدي بس أنتِ وفهميني أي حصل؟ شوفتي كابوس.. 


نظرت له بعيون دامعة، تهز رأسها تؤكد علي حديثهِ، قائلة: 


_أيوه، كابوس...... أيوه هو كابوس، كابوس وحش أوي أوي... 


_طيب أهدي طيب، أستني هجيبلك مياه!. 


نهض من جانبها سريعًا يلتقطُ كوب الماء الموضوع أعلي طاولة صغيرة في نهاية الغُرفة، ثم أتي بالكوب إليها، ألتقطتهُ هي ترتشفُ منهُ علي مهلٍ، وشفتيها ترتجف،إرتشفت كمية قليلة جدًا ثُم ناولتهُ الكُوب، وضعهُ علي الكمود بجانبهِ، وألتفتت إليها يُربت أعلي كتفها يُهدئها، نظرت لهُ بعيون دامعة خائفة: 


_عُمر أنتَ مُستحيل تسيبني صح، قول أنك مُستحيل تسيبني؟. 


كان مُندهشًا من فزعها المُفرط بالنسبة لأنها رأت كابوسًا، رغم ذالك إنحني يُقبل مُقدمة رأسها بحنان، قائلاً بنبرة هادئة: 


_والله ما هسيبك، أنا جنبك أهو؟ أهدي أنتِ بس ده مجرد كابوس يا غالية أهدي.. 


لمعت عينيها بالدموع أكثر قائلة بنبرة مُتهدجة: 


_كابوس وحش أوي يا عُمر... 


_خلاص راح لحاله، وأنا جنبك أهو أطمني 


_بجد 


هز رأسهُ موكدًا: 


_أيوه والله.... يلا تعالي كملي نومك وأنا أهو نايم جنبك، يلا. 


أومأت لهُ، ثم أبتعدت عنهُ قليلاً، تُندثر أسفل الغطاء، أعتدل هو أيضًا، ينام بجانبها علي الجهة الآخري، وأخذها بأحضانهِ كي تطمئن أكثر...... 


❈-❈-❈


. "صباحًا". 


في تمام الساعة التاسعة صباحًا، أمتلئت شوارع حي السيدة زينب بالمارة الذين يهرولن بنشاط إلي أعمالهم، والأطفال الصغار لمدارسهم، أرتفعت أصوات البائعين بالشارع، كان" عُمر"، يسيرُ بين الناس في الحارة وكأنهُ واحدًا منهم، بالفعل هو أعتبر نفسهُ واحدًا منهم، فقد أعتاد علي طباعهم وعاداتهم وتقاليدهم، وأحبها أيضًا....... 


أعتاد كل صباح أن يستيقظ علي أصوات الأطفال في الشوارع، وأصوات السيارات، و نزاعات سيدات المنطقة التي لا تنتهي، يتشاجرون علي أتفه الأسباب، يصل الأمر بهم إلي المُشجارة بسبب أن غسيل أحداهم قد نقطَ علي غسيل الآخري، أحينًا يظنُ أنهم أعتادو علي ذالك حتي أصبح روتين وعادة لديهم، وأن لم يجدو شيئًا يتشاجرون عليهِ اليوم، يُكملون مُشجارة أمس.... 


تقدم من حيثُ مكان عملهِ، بنشاط وأستعداد لبدء يوم جديد، قابلهُ في طريقهِ "وليد" الذي ما إن رآه هرول إليه قائلاً: 


_ عُمر صباح الخير 


_صباح النور! 


_في ضيف مستنيك في مكتبك 


عقد حاجبيهِ قائلاً: 


_ضيف؟ ضيف مين يعني؟ 


_معرفش روح وهتشوف. 


أومأ له، ثم تقدم إلي الداخل، وبداخلهِ يتسائل من هذا الضيف، ترك الفضول جانبًا فلا داعي، هو سيراه ويعرف من هو، في طريقهِ إلي مكتبهُ كان يُلقي التحية ببشاشة علي كل من يقابلهُ، حتي وصل إلي مكتبهِ، ما أن دخل وقف بمكانهِ لعدة ثواني، مُندهش، أو لنقول مصدومًا، أو مذهولاً هذا أقرب وصف. 


فك إلتصاق قدميهِ التي ثُبتت في الأرض من أسفلهِ نتيجة صدمتهِ برؤية آخر شخص توقع رؤيتهِ الآن وتحديدًا هُنا، وتقدم إلي الداخل بخطوات هادئة قائلاً ببرود: 


_نورت مكتبي المتواضع يا يوسُف بيه... 


نهض والدهِ من علي كُرسيه، قائلاً ببساطة: 


_أزيك يا عُمر؟ 


جلسَ "عُمر"، علي كُرسي مكتبهُ، وعلي وجههِ ترتسمُ علامات الأ مُبالاة والبرود، مُجيبًا إياه بنفس بنرة البرود: 


_الحمدلله زي ما حضرتك شايف... 


_وحشتني يا عُمر!. 


لم يكن يتوقع أن تَخرج منهُ تلك الكلمات الحانية، لم يكن يتوقع من الأساس أن يأتي إلي هُنا، تحدث" عُمر"، قائلاً: 


_ياااه يا بابا، كلمة متأخرة أوي أوي أوي بصراحه، متهئ لي لو كانت أتقالت في وقت أقرب من كده مكنش كل ده حصل


_أنتَ يا واد أنتَ بطل ملاوعة، وقولي هتعقل إمتا بقا وتبطل أللي بتعمله ده!.


الصفحة التالية