رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 5 - 1 - الثلاثاء 16/4/2024
قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ما بين العشق والهوس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الخامس
1
تم النشر يوم الثلاثاء
16/4/2024
خرج من الغرفة وفور أن وقعت عينيه على المائدة الصغيرة للطعام وقد توسطها الطبق الكبير للون الأخضر لمحشي ورق العنب الذي يعشقه بالفعل، صياح الأمعاء الجائعة اصبح وحوش تعوي بداخله وقد زاد جوعها لأضعاف فور الرؤية المحببة إليها، ولكنه اللتزم الهدوء حتى جلس على مقعده على رأس السفرة.
وضعت اقراص الخبز بجانبه ثم ذهبت للمطبخ لتأتي بالبقية، انتهز الفرصة ليتناول اربعة خلف بعضهم سريعًا، والطعم بفمه يكاد أن يطيح بعقله من الروعة، تناول بعضهم سريعًا مرة أخرى قبل إن تخرج من المطبخ ليتمهل بالمضع حتى لا ترى لهفته.
اقتربت لتلامس كتفه الأيمن بذراعها المكشوفة وهي تضع طبق الدجاج المحمر أمامه، ثم الأطباق الصغيرة بالتوالي وهي تتعمد التلامس عن قصد لتزيد من ارتباكه الذي يحاول بصعوبة للسيطرة عليه، رائحتها الرائعة مع شهيته المفتوحة للطعام كل هذا يجعله بعالم اَخر معها.
جلست اَخيرًا لتتناول الطعام على مقعدها، لتجده انكفأ على طبفه يتناول بصمت دون أن ينظر إليها، الأمير المتعجرف يتعمد التجاهل رغم كل ما تفعله معه، وكأنها هي من أخطأت كما تفوه بالأمس وأردف بالكلمات التي سرقت النوم منها، ليتها تفهم ما يدور برأسه.
عصام زوجها الذي يشعرها في لحظة أنها ملكة متوجة على قلبه، ثم يقلبها بغتة ليزرع الخوف بقلبها مع تهديده الدائم أنه قادر على الاستغناء عنها في أي وقت وبدون تفكير، ولكنها تعلم أن لها مكان ما في قلبه، ولكنه يأبى الإعتراف أو الشعور به.
تطلعت إلى شهيته المفتوحة وهو يتناول الطعام بنهم، وقد تناسى تحفظه معها، يبدو أن الجوع مع طعم طعامها الشهي قد أتى بمفعوله معه.
-بالهناء والشفاء على قلبك.
قالتها فجأة وكأنه تنبهه على لهفته على طعامها، سمع منها يومئ برأسه لها دون صوت.
تابعت هي بمخاطبته سائلة بقصد فتح الحديث معه وفك جموده، فقد ضاقت من المحاولات الكثيرة التي لم تؤتي بنتيجة جيدة حتى الاَن معه:
-لم تقل لي رأيك في الطعام؟ هل أعجبك؟
صمت قليلًا ثم أجابها وعيناه الحادة تأسر خاصتيها:
-تعلمين أني أحب محشي أوراق العنب، هذا يعني أن طعامه بفمي سيكون جميلًا حتى لو هو ليس كذلك.
اعتلت ابتسامة رائعة ثغرها لتردف له:
-نعم أعلم وفعلته مخصوص من أجلك يا عصام، كما فعلت أنت صباحًا وأتيت إلي بالشئ الذي أحب.
عاد إلى طعامه ليُظهر عدم اهتمامه رغم فهمه لما تقول، وشعورها هي بما يقصده من تجاهل، لتجفله فجأة بمسك يده ليرفع أبصاره إليها باستفهام ليجدها تخاطبه برجاء:
-أرجو منك ألا تفعلها مرة أخرى يا عصام، انا أحاول دائمًا لإرضاءك، ومجاهد بكل قوة حتى تفشل زيجتنا.
صمتت برهة لتتابع:
- عدني ألا تفعلها أرجوك، إن وجدتني أخطأت نبهني أو حتى وبخني، أو اضربني لو لزم الأمر، لكن لا تهددني بالانفصال.
كانت تتطلع إليه ياستجداء وهو يبادلها النظر بصفحة مغلفة لوجهه لاتظهر أي رد فعل لقولها.
ظل على وضعه لحظات بصمته يحارب لعدم الإستسلام، يرغم نفسه لعدم الإستماع لهذا النداء الخفي بداخله والذي يأمره بمطاوعتها والإستجابة لرجائها، أنهي حديث حيرته بالنهوض فجأة عن الطعام، وقبل أن يلفها الإحباط وخيبة الأمل جيدًا، باغتها بطبع قبلة على وجنتها أجفلتها من خلف ظهرها.
شهقت متفاجئة من فعلته فتبسمت بفرحة، لتجده حاوط كتفيها بكفيه، ليمرر بشفتيه على عنقها بتمهل أربكها عن المقاومة وشتت عقلها عن التفكير، حتى وصل بالقرب من أذنها ليكمل هامسًا لها بصوته الدافئ:
-سأنتظرك بالداخل لا تتأخري.... هممم لا تتأخري.
ختم بقبلة كبيرة أخرى ثم استقام ذاهبًا نحو غرفته، وقد زررع بداخلها فرحة وقتية ونجح بخبرته أن يُنسيها ما كانت تُصر عليه منذ قليل، ألا وهو؛ الوعد الذي لم ينطق به.
❈-❈-❈
في الشقة المقابلة
كانت عزة متكئة بجلستها على الاَريكة تشاهد مسلسلها المفضل على على شاشة التلفاز المعلقة على الحائط، حينما شعرت بفتح الباب الخارجي والذي دلف منه زوجها بعد ذلك، يحمل بيديه عدة أكياس، ألقى التحية لتجيبه على عجل قبل أن تسأله:
-أين ذهبت يا عمران؟ لقد دخلت الغرفة منذ ساعة ولم أجدك نائمًا على فراشك، كيف خرجت وانا لم أشعر بك؟
أجابها وهو يُلقى سلسلة المفاتيح أمامها على الطاولة قبل أن يجلس ويضع بجوارهم الأكياس التي بيده:
-لقد خرجت بعد ان خاصم النوم جفني، فبعد نومي على التخت القديم ظللت لمدة طويلة اتقلب على فراشي ولم أجد فائدة، تذكرت الدواء الناقص معك فنهضت وارتديت ملابسي وخرجت لاَتي بهم، وأنت مشغولة في مطبخك بإعداد الطعام.
صمت برهة ليتابع:
-ألقي نظرة على ما أتيت به من أدوية، لتري هل هي نفسها الأصناف المطلوبة في علاجك أم لا؟
قطبت بدهشة من الأكياس المتعددة أمامها، فاقتربت لتفحصهم، لتجد كيس به مجموعة الأدوية الخاصة بها والأخر فاكهة والثالث كان....
شهقت بفرحة طفولية وهي تخرج العلبة المغلفة لتردف بغبطة لعمران.
-انها علبة مشكل لمجموعة من الحلويات.
تبسم يجيبها بفرحة لفرحتها:
-نعم يا عزة لقد أتيت بها لأجلك حينما وجدت محل الحلويات أمامي وتذكرت عشقك لهذه النوع.
تطلعت إليه بامتنان قائلة:
-شكرًا لك يا عمران، لأنني فعلا كنت أتشوق لتذوقها ولكني كنت خجلة من طلبها،
-مرة أخرى يا عزة، ألم أقل لكِ قبل ذلك ألا تتردي في ذكر أي شئ ترغبين به، لما الخجل من الطلب بما ترغبين به يا امرأة وانا زوجك؟
قالها باستياء حقيقي.
-حسنًا سوف أفعل.
قالتها بعدم انتباه وهي تفتح العلبة وتخرج لها قطعة حلوة لتأكلها باستمتاع قبل أن تبحث في الكيس الاَخر فهتفت ضاحكة:
-هذا تفاح ومعه.. تين! ما قصتكما اليوم يا رجل مع التين، أو تكون متفق مع جارك؟
سألها يدعي عدم الفهم:
-ماذا تقصدين؟ وما دخل جاري بما ابتعت من فاكهة؟ ما القصة يا عزة؟
ضحكت ببرائة تجيبه:
-ليست قصة ولا رواية إنما فقط هو جارنا العزيز أتى لزوجته بالتين الذي تحبه من أجل صلحها بعد مشاجرة أمس، وقد أتت إلي بطبق منه صباحًا.
-اممم.
زام بفمه يدعي الفهم لما تقصده، ليردف لها:
-إذن هي من أتت بالطبق الذي وجدت به ثلاث حبات في البراد، بصراحة يا عزة رأيت حبات التين الطازجة، وهممت بأخذ واحدة منهم ولكني غيرت رأيي وفضلت أن اشتري أفضل.
حجة زكية منه ليبدو الأمر منطقيًا أمام زوجته الغافلة، فهي لا تعلم أنه قام بشراء التين ليرى رد فعل الأخرى غدًا برؤيته، بعد أن سمع قصتها اليوم عن جدها وجدتها حينما كان يتصنت خارج المطبخ، فلم يتمكن من الرؤية الجيدة كما يفعل دائما من ثقب غرفة نومه.
توقف عن شروده ليرى فرحة عزة بهذه الأشياء البسيطة، وهي تتناول في قطع الحلويات المختلفة وتدعوه لمشاركتها:
-سوف اَتي من المطبخ للطبقين.
هتف بها يوقفها باعتراض:
-لا داعي يا عزة، لقد تناولت قطعة من يد الرجل البائع ولم تعد بي شهية لأي صنف من الحلوى .
أومأت عزة بتفهم لتكمل بعرضها:
-إذن فلتتناول طعامك بوجبة الغداء، سوف أقوم وأحضرها لك، فقد أعددت اليوم محشي أوراق العنب مع جارتي، شهيًا وسيعحبك بحق.