رواية جديدة ليتها تعلم لمريم جمعة - الفصل - 11 - 1 - السبت 6/4/2024
قراءة رواية ليتها تعلم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ليتها تعلم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة مريم جمعة
الفصل الحادي عشر
1
تم النشر يوم السبت
خمسُ دقائق مرُّوا على تواجُد تلك الزائِرة الَّتي إقتحمت المنزل فجأةً، وكُل فردٍ من العائِلة يعلمُ بمجيئها يأتي على الفور، وقد كانت تجلِسُ بجوار يعقُوب وهو يُحاوطِها بذراعيهِ وأعيُنهِ مُمتلئة بدموعٍ لم تجِف منذُ أن رآها غير عابئ بوجود أحفاده ورؤيتهم لهُ وهو يبكي، وتحدَّث بنبرة تملؤها الإشتياق..:
_وحشاني أوي يادهب.. أحسن حاجة عملتيها إنك جيتي واللهِ.
_وإنت كمان ياحاج يعقُوب، أنا قولت بقالي كتير أوي ماشوفتكش، ومُكالمات المحمول بينا ماعدتش تكفي ولا تصبرني على البُعد، فجيت أقضي معاك اللي باقي من رمضان.
_زين ماعملتي ياحبيبتي.
رد يعقُوب عليها بتلك الكلِمات وهو يرمُقها ببسمة واسِعة مُحبة، بينما خللت الأخيرة بصرها نحو أحفاده الَّذين لم تراهُم منذُ ست سنوات، وبسمة بسيطة إرتسمت على محياها وهي تراهُم قد كبروا سريعًا، ولكنها إنمحت عندما وقعت عيناها على محمود، وعادت تبتسِم مرة أُخرىٰ فور أن رأت مُصطفى الَّذي كان هو الوحيد يعلمُ مجيئها يلج داخل غُرفة الصالون ويسيرُ بإتجاهِها بلهفة، فنهضت وعانقتهُ مُربِّته على ظهره بعد أن قبلها من كفها وسمعتهُ وهو يقُول..:
_بيت الحاج يعقُوب نوَّر بوجودك ياغالية والله.
مرَّ هذا المشهد أعيُن محمود الَّذي كان يرفعُ إحدى حاجبيهِ بإستنكارٍ من جمودها الغيرُ مُبرر معهُ ومن إبتسامتها ولينها مع شقيقهِ مُصطفى، وقد جحضت عيناهُ عندما تحدثت دهب بنبرة عالية كي يسمُعها الجميع..:
_بما إني جيت هنا، إن شاء الله كُل يُوم هنفطر معَ بعضِنا تحت عند الحاج يعقُوب لحد آخر يُوم في رمضان كـ عيلة واحدة بدل التفكك اللي إنتوا فيه.
وفي آخر كلماتها نظرت لمحمود وكأنها توجِّهُ لهُ ماقالته، ولاحظ محمود تلميحها وتملل بعدم رضى، ولكن معرُوفٌ عنها أن أوامِرها تُنفَّذ غصبًا عن أي مُعترض، فصمت راضغًا لطلبها ظاهريًا، ولكنهُ سيُحاول أن يجد أي حجج للهرب طُوال تجمعهم في رمضان.
❈-❈-❈
خرج يُونس من غُرفتهِ بعدما بدَّل ملابسهِ وسار نحو المطبخ بخطواتٍ مُتثاقِلة من أحداث اليوم الشاق الَّذي مر عليه، ولكن كان ختامهُ مسك بسيرهِ مع رَامَ اللَّه لإيصالها للمنزل، ولم تتفوه بأي شيئٍ طُوال سيرهِما غير أنها شكرتهُ فقط بنبرة خافِضة عندما وصلا للمنزل وإختفت على الفور من أمامه، ولكن كان هذا أفضلُ شيئٍ بالنسبةِ له، يكفيهِ فقط أنه رافقها لبعضٍ من الدقائِق..
تنهد يُونس مُبتسمًا بسُخرية على حاله، هو من ينصح الجميع بأن كرامة الرجُل أهم من الحُب، وأمامها يفرِشُ كرامتهِ على الأرض ويجعلها تسيرُ عليها كي لايتسخ حذائها، وقد حاول أن يُخرجها من قلبهِ بعد أن رفضتهُ، ولكنه يزدادُ تعلُّقًا بها رغمًا عنه ويزدادُ عذابُه، وليتها تعلمُ وتشعرُ بِما يمُر بهِ بسببها، وظل ينهرُ نفسهُ كثيرًا وهو عائِدًا لمنزله لأنه أضاع فُرصةَ الحديث معها ومعرفة أسباب رفضِها له..
إنحنى يُونس أمام الثلاجة يفتحُها ليخرُج منها أي طعامٍ ليتسلى في تناوُلهِ بعد أن طار النوم في عينيه، وقد إتسعت إبتسامتهُ بعد أن وجد أمامهُ طبقٌ كبير مُمتلئ بأكلتهِ المُفضلة الَّتي تبقَّت من طعام الإفطار، فجذب الطبقُ وأغلق الثلاجة، وسار نحو الشُّرفة حيثُ يقفُ هُناك توأمهِ وجذب كُرسيين ووضعهُما قبالة بعضيهِما، وجلس على واحدٍ منهُما وأبعد الآخرُ ليتسنى لهُ فرد قدميهِ بإرياحية عليهِ قبل أن يُحادثُ شقيقهُ قائلًا..:
_تعرف ياض ياخالد ليه أُمك أحسن حد في الدُنيا؟.
ثنى خالد ذراعهِ الأيسر ووضع كوعهُ على جدار الشُرفة وأسند رأسهِ على كفهِ يسأله..:
_ليه؟.
_عشان العظيم مابيجبش غير العظيم واللي هو أنا بس مش إنت ولا أُختك.. وعشان عليها حتت محشي كُرمب وبتنجان يطيروا العقل والله.
أنهى يُونس حديثهُ مُلتقِطًا إصبع من المحشي من داخل الطبق وحشرهُ في فمه يمضغهُ بتلذُّذٍ شديد من مذاقه، ولم يُرد خالد أن يرُد على حديثه كي لا يدخُل معهُ في جِدالٍ سببهُ هو مُبالغتهِ الشديدة في تعظيمِ نفسه، وعاد لشرُوده الَّذي كان عليهِ قبل مجيئ يُونس، وبعد دقيقة من الصمت إستمع ليُونس وهو يقول..:
_يا إلـٰهي، صمتك دا مابيفسرليش غير حاجة واحدة.. أكيد بتحب.
_ياريت يايُونس تخليك في طبق المحاشي بتاعك وتنقطني بسُكاتك أو تقُوم من هنا عشان كُل ماباجي أفكَّر بتقوم تفصلني.
_طب بُص أنا فاضي وغتت ومش هحلَّك غير لما تقولي بتفكَّر في إيه.
نبرتهِ الَّتي ظهرَ فيها إصرارُه لمعرفة مايجولُ في خاطِره جعلهُ يتنهد بإستسلامٍ قائلًا..:
_فاكِر الراجِل اللي سرق ورق المحلات بتاع جدي ولبِّسها في عمي زمان؟.
عقد يُونس حاجبيهِِ بغرابة من ذِكر شقيقه لتلك الحادثة التي مر عليها زمنٌ طويل، وأجاب بسُؤال..:
_أيوا ماله؟.. إيه اللي فكَّرك بيه دلوقتي؟.
_إتقتل إنهاردة في السجن.
إتسعت أعيُن يُونس بدهشة أصابتهُ مما سمِعه، في حين تابعَ خالد حديثهُ موضِّحًا..:
_هو لسا ما إتحددش إتقتل ولا لا، بس إنهاردة لقيناه مُنتحِر في أوضتُه وكان في خبطة في راسُه مش عارف هي السبب في مُوته ولا لا.
_طب إزاي دا يحصل!!. ولو إتقتل مين اللي هيقتله وإيه المصلحة من قتلُه وهو أصلًا محبوس بقالُه يجي 15 سنة؟.
ألقى يُونس تلك الأسئلة على خالد الَّذي لا يعلمُ ولا إجابة منها، ورد عليهِ بحيرة كبيرة..:
_أنا مش عارف، بس يومين كده ولا حاجة وهبدأ أدور.
_يبقى شوف مِراتُه وحاول تتكلم معاها وتسألها كان ليه أعداء ولا لا، وراقب المسجونين لو إكتشفت إن هو فعلًا إتقتل عشان مُمكن يكون مثلًا ليه عداوة مع حد فيهُم وقتله.
هز خالد رأسهُ بتفهُّم، ثُم تحدث بنبرة مُمازِحة لا تخرُج منهُ إلَّا قليلا..:
_انت ناويت تسيب التجارة وهتيجي على شُغلي يامعلم ولا إيه؟.
_ياعم روح إلعب بعيد.
_أيوا طبعًا.. ما انت تاجر بيكسب دهب، ولو إشتغلت في مهنتك الأصلية هتدوس علينا ومحدش هيبقى قدك.
أشاح يُونس ببصرهِ عنه وهو يُعدل من وضعيةِ جلستهُ بزهو، وعاد يُكمل تناول المحشي تحت سؤال خالد ذو النبرة المُستنكرة..:
_أيوا بُمناسبة مهنتك الأصلية..هو في حد عاقل ياشيخ يسيب الترجمة اللي أخد طول الأربع سنين في دراستها إمتياز، ويشتغل في محل عِطارة!!.
بدى الإنزعاج الشديد على محيا يُونس بسبب نبرة خالد الَّتي تحولت في آخر كلمة من حديثه للترفُّع، ولكنه رد عليهِ بهدوءٍ تام رغم حديثهِ المُستنكر..:
_مالها العِطارة يا خالد اللي إنت بتستقل بها!.. دي شُغلانة أبَّاهتنا وأجدادنا، ولولاها ماكُنتش إنت طِلعت ظابط ولا عِشنا حياة مُرفَّهه.. وبعدين أنا لو كنت فعلًا إشتغلت في مجال الترجمة وسيبت العِطارة قولي مين اللي هيهتم بيها؟.. عمك محمود اللي ساب كُل المحلات اللي كان شايلها وبِعد 15 سنة!، ولا عمك جلال اللي مش بيهتم غير كُل فين وفين!، ولا عمك عمك حسن اللي مالهوش في الشُغلانة وسايبها وشغال مأذون!، ولا أسيبها لأبوك هو اللي يشيل ال3 فروع لوحدُه وإسم الأصلي اللي بيلمع في أسواق الجمالية ووسط البلد والمُعز يقعوا في الأرض؟..على فكرة أنا سِبت كارير الترجمة وإختارت أقف جمب أبوك وشيلت عنك إنت وولاد عمك كتير وأنا مش كسبان أي حاجة.
كان خالد يعلمُ جيدًا أن شقيقهُ معهُ حقٌ في كُل كلمة خرجت منه، ورغم ذلك إبتسم بسُخرية قائِلًا..:
_طب ياحبيبي ماتحُطش نفسك في خانة المُضحي، أنا عارفك كويس إنك مابتُحشرش نفسك في حاجة إلَّا وإنت دراسها وعارف إنك رابح فيها كتير، وعشان مانخوضش في كلام مالهوش لازمة أنا داخل أنام.. تصبح على خير.
تحرَّك خالد ذاهبًا من أمامهِ فور ما إن أنهى حديثه، بينما أطلق يُونس تنهيدة قبل أن يُتمتم بنبرة يائِسة..:
_عيل غبي.
وأمسك هاتفهُ وفتح تطبيق "الفيس بوك" يتفحَّصُ آخر الأخبار بمللٍ شديد، وقد توقف الطعامُ في حلقهِ ويظل يسعل لعدة ثوانٍ عندما وقعت عيناهُ على نصًا كتابيًا قابلهُ صدفة لأحد الكُتَّاب الَّذين يُحبهم، والَّذي يُسمى "بلال راجِح" يقولُ فيه..:
"تدخُلين الآن إلىٰ نومكِ
خالية البال،
وأنا مُمتلِئٌ بكِ
أُواجه أرقي"
وكأن الكاتِب رآهُ وكشف عن حالهِ ووصفه في بضع كلمات، ولكن الشيئ الخفي الَّذي لا يعلمهُ أبدًا، أنها هي الأُخرى قد جافى النوم عينيها وتجلسُ هي الأُخرىٰ أمام نافذتها تواجهُ أرقها الَّذي أصابها بسببه.
❈-❈-❈
إنتهت المُحاضرة الَّتي لم تفهم منها رُؤىٰ أي حرف منها أخيرًا بعد ساعتين من الجلوس الإجباري، وتنفست الصعداء وخرجت بسُرعة من القاعة وسارت نحو المكان المُعتاد الَّذي تجلسُ فيهِ مع فيروز وأجمل مكانٍ في الجامعة بأكملها " الحديقة"، وعندما وصلت جلست فوق الأعشاب بإرياحية كبيرة، وذلك لإن الجامعة تخُص الفتيات فقط ولا يوجد هُنا أي ذكر، وظلت عيناها تُتابع المارة من حولها لفترة من الوقت علَّها تلمحُ فيروز، ولكنها تنهدت بيأسٍ عندما لم تراها، وقد شعرت بشيئٍ ناعم يحتكُّ في قدميها، فنظرت بجانبها بسُرعة لتتسع عيناها بإنبهارٍ تام عندما وجدت قطة مُتوسطة الحجم ذات فراءٍ كثيف يميلُ لونهُ للأصفر الباهت بجوارها، فحملتها بين يدها ورفعتها وهي تُحادثها ببسمة واسعة وكأنها تفهمُها..:
_الله.. انتِ جميلة أوي.
ولكن ملامحها قدعبست على الفور وهي تُتابع مُتسائِلة..:
_بس انتِ إيه اللي جابك الخغابة المعفنة دي؟.
تنهدت رُؤىٰ ووضعتها على قدميها، وأخذت تُمسد على فراءها بحنان، فهي من أكثر المُغرمين بالقطط والحيوانات الأليفة بأكملها، وبعد عدة دقائق لمعت عيناها بحماس عندما خطر ببالها فكرة ستُخرجها عن الملل الَّذي هي فيه، ووضعت القطة الَّتي بدت مُسالمة جدًا على العُشب، وأمسكت حقيبتها وفتحتها وأخرجت الكاميرا الَّتي تذكرت أنها وضعتها بها، وبعد أن وضعت الحقيبة بجانبها، نهضت واقفة وضغطت على الزر المتواجد في جانب الكاميرا لتفتحُها، وعدلت من وضعيتها وأخذت تلتقِطُ صورًا كثيرة رائعة للقطة وهي تقفُ جوار الشجرة الَّلتانِ كانا بجلسانِ أسفلها، وكانت القطة بالنسبة لها جاءتها كنجدة تُنقِذُها من بؤرةِ وحدتها وحُزنها من "فيروز" صديقة عُمرها الوحيدة الَّتي إبتعدت عنها فجأةً لسببٍ لا تعلمُه، وقد أجفلت رُؤىٰ وتوقفت عن التصوير عندما سمعت صوتًا أُنوثيًا من خلفها يقول..:
_واو.. القُطة دي بتاعتك؟.
إستدارت رُؤىٰ لها سريعًا فوجدت قبالتها فتاة ذات وجهٍ أبيض مستدير ورقيق فشلت نظارتها الطبية الكبيرة الَّتي ترتديها أن تُخفي جمالها وفي نفس طولها تقريبًا ويبدو أنها تُقاربها سنًا، وأجابتها ببسمة مُتوترة..:
_لا، أنا لقيتها جمبي صُدفة.
_أيوا أصل أنا إستغربت إزاي الأمن سمحولك تدخلي بيها!.
أنهت الفتاة حديثها واتجهت نحو القُطة وجلست القرفصاء أمامها وحملتها قبل أن تتفحصها وتتأكد من نظافتها، بينما جلست رُؤىٰ بجانبها وهي لازالت مُرتبِكة منها وسمعتها وهي تسألُ بإستغراب..:
_بس دي إزاي دخلت الجامعة؟.
_مش عاغفة الصغاحة.. مُمكن تكون دخلت بالليل ولا حاجة.
هزت الفتاة رأسها بإقتناع من حديثها، ثُم إبتسمت قائِلة..:
_أنا أسفة دخلت عليكِ مرة واحدة كده وانتِ ماتعرفينيش، بس أنا بصراحة لما بشوف القُطط بتهبل، وأرجوا إنك ماتكونيش إتضايقتي مني.
_لا لا ولا إتضايقت ولا حاجة، وكمان أنا بحب القُطط أوي زيك.
إتسعت إبتسامة الأخيرة أكثر، ومدت يدها نحو رُؤىٰ تدعوها كي تُصافحها وهي تتحدثُ مُفصِحة عن هويتها..:
_حيثُ كده بقى نتعرف.. أنا كارما سميح، في تالتة آثار ومن القاهِرة، وعلى فكرة إنتِ عسولة أوي وانتِ بتنطقي الراء غاء.
إحمر وجه رُؤىٰ خجلًا وتعجُّبًا من حديثها الأخير، فهي كانت تُحاول قدر الأمكان أن لا تُظهرها وهي تتحدثُ معها كي لا تتلقى منها سُخرية كما يفعلُ الباقي، وقد بادلتها المُصافحة، وردت عليها قائِلة..:
_أهلًا بيكِ ياكاغما.. أنا غُؤىٰ حسن الأصلي، في سنة تالتة آثاغ بغضوا، ومن القاهِغة تحديدًا في حي الجمالية.
_إيه دا!.. إنتِ في حي الجمالية اللي هو جمبه شارع المُعز ووسط البلد وقلعة محمد علي وجامع الأزهر!!.
هزت رُؤىٰ رأسها للأمام كإجابة صحيحة على قولها الَّذي لم تعلم هل هو سؤال أو إستغراب، وهتفت الأخيرة بإنبهارٍ شديد..:
_واو.. دا انتِ جمبك أحسن وأفضل مناطق أثرية في مصر واللي أنا نفسي أروح أزورها، يابختك أوي بجد.
_لو حابة تزوغيها في أي وقت قوليلي وأنا هفسحك هناك، بما إن كده كده طلعنا دُفعة واحدة.
_واللهِ دا شيئ يسعدني جدًا لإنك طلعتي معايا في نفس السنة والكُلية، وأنا كان نفسي أزور الأماكن دي أوي، بس معرفتش عشان للأسف أنا البنت الوحيدة لبابا وماما وماليش إخوات أروح معاهُم، وكمان ماعنديش أصحاب.
تأثرت رُؤىٰ من حديثها بشدة لأنها تُشبهها كثيرًا في نُقطةِ أنها ليس لديها أصدقاء، وقد سعدت كثيرًا لأنها وجدتها تدرسُ في نفس الكُلية، بل ونفس السنة الدراسية، ولم تكذب وهي تقول في نفسها أنها لأول مرة تراها في حياتها رغم أنهُما درسا في مكانٍ واحد لثلاث سنواتٍ، وذلك لأنها لم تختلِط معَ أي زميلة لها أبدًا لأنها ترىٰ أنهم لا يتناسبون معَ فكرها وإنضباطها، وبعد عدة أحاديثٍ دارت بينهُما أخذا أرقام هواتف بعضيهما، وأقرت رُؤىٰ أنها ستأخُذ القطة معها المنزل لأن قلبها لا يُطاوعها أن تترُكها هُنا، واليوم أصبح نهايتهُ جميلًا جدًا بالنسبةِ لها لأنها قد إكتسبت شيئان جميلين وهُما..صديقة جديدة وقِطة.