-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 17 - 1 - الخميس 11/4/2024

  

قراءة رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السابع عشر

1

تم النشر يوم الخميس

11/4/2024



(( كان في هذه اللحظة داخل المنزل نفسه ، بعدما تسلق الجدار الخلفي، ليلحق بهذا الفتى المتهور قبل ان يغدروا به، ضاربَا بتحذيرات غازي الدهشان عرض الحائط، فلم يطاوعه قلبه على الإنتظار اكثر من ذلك، وقد نوى بداخله ان يوقفهم ويوقف شرهم، أو ع الأقل يتصدى لهم حتى تأتي النجدة،


ولكن ما تفاجأ به وجعل عقله يتوقف، هي هذه الجملة التي وصلت لأسماعه من مالك الغبي نحو سند وعيسى.


- انتوا الاتنين بالذات فاهمكم من الاول، مش من النهاردة وبس، لا يا غالي، دا من بداية الحكيوة كلها وموت حجازي اللي كان متفق هو كمان معاكم.......


- حجازي....... يا وجعة مربربة، هو المرحوم حجازي كمان كان معاهم؟

غمغم متسائلا مع نفسه بعدم تصديق، قبل ان يستفيق لما يحدث، مع هذه الأصوات المكتومة التي تصله من داخل الغرفة المقصودة، انتفض داخله ليواصل تقدمه نحو الجهة الموجودين بها، مخرجًا سلاحه الناري من جب الصديري الذي يرتديه، مدفوعًا بشعور الخطر نحو هذا الأرعن الذي يتحدى بجسده الهزيل اربع وحوش من الرجال، اذن فقد كتب عليه المواجهة معهم.


- الله يخرب بيوتكم ، الحكومة عاملة حملة وجاية ع البيت، يلعن فايز وخلفة فايز، بجدمكم النحس اللي يجيب الفقر 


هتف بها صدقي واقدامه تتحرك على الفور نحو المغادرة وخلفه الشيخ المزعوم، الدجال الذي ساهم معهم في اخراج الاَثار، ليتفاجأ بمن يتصدر أمامهما الاَن:


- على فين يا صدجي باشا؟ هتمشي كدة من غير ما ترحب بحبايبك اللي جاينلك مخصوص يباركولك ع اللقية الجديدة. 


تجمد الرجل مصعقوًا، كرد فعل اولي ، قبل ان يتمالك وتبرق عينيه باشتعال، يغمغم الاسم بتذكر:


- بسيوني.

تبسم المذكور ينقل ببصره عليهم قبل ان تتوقف ابصاره على هذا المدعو سند، ليأمره بحزم كي يفك ذراعه عن رقبة ابن خاله، مصوبًا السلاح نحوه:


- حل يدك عنه يا واد.

رد بتحدي يزيد بالضغط على رقبته حتى بدا انه على وشك ان يخنقه:


- وان محليتش يدي عنه، هتجتلني، طب جولي بصفة ايه الاول اتبعك؟ وانت واحد جاي متهجم ع البيت، ولا تكونش بوليس وانا معرفش؟


تغاضى بسيوني عن نبرة الاستخفاف ليرد مقارعًا لهذا البغيض:

- مش بوليس يا سند، بس انا شاهد ع النصيبة اللي هتعملوها، من اول اللجية اللي فتحتوها في غياب صاحب البيت لحد الواد اللي عايزين تخلصوا عليه دلوك..... 

انا شاهد على كل شيء. 


حاول سند الاحتفاظ بثباته امام الهدوء المريب من صدقي، واعتراض ابن خالته:


- انت مين انت؟ حد يعرفني يا جماعة، الجزين ده تبع مين؟ لا اروح فيه في نصيبة دلوك؟


- انا اللهوي الخفي يا حيلتها.

قالها بابتسامة ساخره ليغيظه، فخرج صدقي عن صمته:

- اسمع يا بسيوني، انا معرفش انت لوحدك ولا معاك حد غيرك، سيبني انا اطلع وانتي صفي امورك معاهم، لا دا بيتي ولا اللجية لقيتي، مع ان رأيي تفتح مخك وتاخد نصيبك اللي يعيشك ملونير، بدل المرمطة عند غازي الدهشان، دا لو عارف تفكر. 


ردد مستفزًا له:

- لا انا معرفش افكر، وعايز المرمطة،  وانت شريك معاهم يا عم بسيوني، زيك زيهم. 


- بس انا مليش دعوة بحد انا عايز اروح بلدي، انا مش من هنا اساسا يا ناس 


هتف يها الشيخ المزعوم، ليعلق صدقي بنفاذ صبر:

- يا بسيوني بعد عن طريجنا، بلاش تجيب لنفسك اذية انت في غنا عنيها. 


استشاط الاَخير غضبًا من هذا الرجل الذي يفعل الجرائم دون حسيب او رقيب، والاَن يهدده صريحًا كي يتركه، ليزيده اصرارًا:


- وانا مش هين لحد فيكم عشان يأذيني، مفيش طلوع غير لما ياجي البوليس، وانت حل يدك عن الواد، بجولك سيبه يا ميحصلش طيب؟


اظهر سند عدم اكتراثه بالصيحة الغاضبة، رغم ارتعاد اوصاله، حتى يعطي الشجاعة لعيسى المندفع ويتصرف بطبيعته المتهورة، ليدنو سريعًا نحو صف التماثيل المرتصة على الأرض، فيتناول احدهم، ويدفعه على حين غفلة من بسيوني، ليصيب كفه فوقع السلاح الناري، واستغل على الفور ليهجم بثقله عليه، ولكن الأخر استطاع ان يسقطه ارضًا بضربة قوية من قبضته جعلته يتلوى بألم قبل ان يواصل الاشتباك معه، فتدخل سند بعد ان افلت مالك عنه، ليرفع فأس الحفر ينوي ضربه به ولكن القوة الجسدية أفادت الاخر ليتفاداه بذراع واحدة ويدفعه عنه، قبل ان يلتقطه، ويكيل له الضربات مع ابن خالته، حتى أوشك ان يقضي عليهم .

قبل ان يحدث اخر ما كان ينتظره........ ))


- ايه اللي حصل يا بسيوني؟ وقفت ليه؟

سأله المحقق بعدما توقف فجأة عن استرساله، لتنكمش ملامحه فجأة مغمضًا عينيه، يزفر انفاس مشبعة بحزنه، ثم واصل .


- المسدس اللي كان وجع مني، فجأة لجيته في يد مالك وبيرفعه علينا كلنا وبيهددنا بيه:


(( - انا هاخد حجي بيدي يا غجر، والراجل فيكم يجربلي عشان افرغ طلج مسدسي جوا صدره.


قالها وهو يجثو بركبته على الارض، يتناول من صف التماثيل، وبعض الحلى الفرعونية ، يدفعه الطمع مستخفًا بحالة الغضب التي اوغرت الصدور واولهم كان صدقي الذي لم يحتمل عبث هذا الفتى، بهذه الاشياء الثمينة، فهو المُخول بتصريفها ولا يسمح لأحد بالتعدي على اختصاصه:


- انت يا واد عبيط ولا مخبل؟ فاكرها لعبة، دي حاجة محجوزة من صحابها، ارفع يدك عنهم ولما ابجى اصرفها انا، هديك اديك نصيبك منها .


- تدي مين يا عم صدجي؟ انت هتمشي على طوع المخبل دا كمان ولا ايه؟


صاح بها عيسى تاركًا شجاره مع بسيوني، ليتبعه ابن خالته، يتقدمان نحو الاخر، والذي ارتعب منهما، رغم وجود السلاح بيده، ليصوبه نحوهما باهتزاز:


- ابعدوا عني، بدل ما ارجدكم انتوا الاتنين دلوك سايحين في دمكم .


رد عيسى مستهزءًا:

- مش لما تعرف تستخدمه الاول يا حيلتها.

قالها وانقض عليه، والاخر معه ليشلوا حركته، احدهما كان ينزع القطع الأثرية منه، والأخر يضغط بقوة ليخلص السلاح منه، 


شعر بسيوني بخطورة القادم، فتحرك على الفور يتبعهم، بغرض ايقاف الجميع والسيطرة على الوضع، ولكن وما أن تحرك بخطوتين حتى باغته الم غير عادي، على اثر ضربة تلقاها على رأسه في الخلف ف التف جسده بعدم اتزان لتقع عينيه على هذا الرجل الذي يدعى بالشيخ المزعوم، رافعًا بذراعه؛ قاعدة الفأس التي وضح عليها اثر الدماء، دماءه ، ومعه صدقي يبدوا وكأنه هو من القى بالامر، يحدجه بتشفى، 

ود ان يهجم عليهما الاثنان ليفتك بهما، ولكن الإصابة كانت اقوى على المخ من ان يتحملها، ليسقط على الأرض، زائغ العنين، تلفه هوة سوداء رويدا رويدًا، ليكون اخر ما يصل لأذهانه، هي صرخة قوية من الفتى الذي كان يبغي حمايته، ولكن القدر كان له رأي اخر))


- لدرجادي التحقيق جوا كان صعب؟

هتفت بالسؤال تعيده من الشرود اليها، والذي طال حتى اقلقها عليه، ليضطر ان يطمئنها بمرواغته:

- وه يا نادية، دا على اساس انها جضية دولية يعني! انا بس سرحت في البلد واحوالها دلوك في غيابي، سيبك انتي خلينا نجوم نروح.


قالها ولم ينتظر الرد، لينهض مخاطبًا ابن عمه وشقيقته:


- عارف ياللا بينا نروح ونريحوا شوية.


- تروحوا فين يا عم؟ انتوا نستوني ولا ايه؟

جاءت من يوسف الذي فاجئهم بعودته، مشبكًا كفه بكف زوجته، ليطالعه غازي بحنق:


- نسيناك ليه تاني يا يوسف؟ ما انا كلمتلك الراجل وفهمته ع الوضع، بس هو دلوك تعبان ومعندوش مرارة ع الأخد والرد في الحديت.


وقف امامه متخصرًا:

- يعني ايه؟ مش فاهم انا كدة العبارة، رضي ولاعصلج معاك، جيب من الاَخر يا غازي.


زفر الاخير بتعب رافعًا عينيه للسماء برجاء، فتكفل عارف بالرد:

- يا يوسف الدنيا ما طارتش، جالك كلمه، وانا جولتلك انه لسه بيستوعب، حاول تراعيها دي يا جدع .


- امممم

زام بها بفمه يظهر امتعاضًا ليثير استفزاز الاثنين، فتدخلت هي برقتها:

- طب انا خايفة ليكون شايل مني يا عم غازي، عايزاه يسامحني ويرضى عني، انا مش متعودة ع الوش ده منه.


بقولها أثارت الشفقة نحوها منهم جميعًا، ليتراجع غازي من أجلها، بحنو :

- اخوكي عمره ما يشيل منك يا بتي، خصوصا بعد ما سمع منينيا عن ملابسات الجوازة.... وعم العموم برضوا عشان خاطرك هحاول معاه تاني، تعالي معايا ندخله سوا.


قالها يشير لها ان تتقدم معه، فعلق يوسف بمناكفة كعادته:

- تدخل معاك لوحدها! وانا روحت فين ان شاء الله؟ انا جاي معاكم. 


حدجه غازي بغيظ، ليوافق على مضض بمرافقته لهما. 


الصفحة التالية