رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 16 - 2 - الجمعة 5/4/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل السادس عشر
2
تم النشر يوم الجمعة
5/4/2024
بآخر الليل
بمكان مُظلم لا ضوء به سوا شُعلة خشب
كان الخبيث قابيل يتحدث بفحيح:
متوكد إن سراج دلوق إهنه فى الوجت ده مش صدفة، نفس التوجيت(التوقيت) يحصل هجوم من البوليس عالجبل، من أكتر من خمستاشر سنه محصلش هجوم سري بالشكل ده.
عَقل الآخر حديثه وفكر قليلًا ثم نفي ذلك قائلًا:
لاه تخمينك بالتوكيد غلط،يوم هجوم الجبل كان دخلة سراج وبالتوكيد كان مع مراته،مش معقول هيسيبها و....
قاطع بتذكير:
غيث كمان ليلة دخلته سابها وراح جتل الخاين،وأتاريه هو اللى كان خاين وقتله للراجل ده كان عشان يخفي خيانته.
عَقل الآخر فحيح غيث برأسه ثم نفي ذلك بيقين:
لاه معتقدش،سراج عمل إكده...
كاد غيث أن يتحدث لكن الآخر سبقه:
وانا هتأكد من حديتك ولو طلع صُح...
سبق غيث بعين لامعه مثل الذئاب قائلًا:
ولو حديتي أكيد التمن هو دم سراج....ونضرب عصفورين بحجر واحد
نبقى خدنا بتارنا من الحكومة اللى صفت عدد كبير من رجالتنا وحرزت البضاعة اللى كانت فى الجبل
وكمان جتل ظابط زي سراج هيكون له شنه ورنه وهيوصل الخوف فى قلب غيره، والحكومة ترجع تنسي الجبل... وجتها نشتغل على كيفنا زي ما كان.
نظر له الآخر وفكر ثم أومأ قائلًا:
بلاش نتسرع ونجتل سراج دلوق قبل ما نتوكد،...
كاد قابيل أن يتحدث بإصرار، لكن كلمة الآخر كانت ناهيه وقاطعه:
جولت لازمن نتوكد الأول، ممكن جتله دلوق بدل ما يبجى فى صالحنا يفتح علينا نار ويفتح العين أكتر عالجبل.... دلوق لازمن نفكر نعوض البضاعة اللى خسرناها، زين إننا كنا نزلنا الآثار من الجبل قبل الهجوم، أنا أتحدت ويا التاچر اللى هيصرفها لينا، أهو نعوض خسارتنا فى البودرة والمخدرات،والسلاح اللى صادروه، عاوزك تهدا وبلاش تتسرع، بلاش نتصادم ونرچع نندم.
غصبًا إمتثل قابيل وأومأ برأسه قائلًا:
تمام... المخزن اللى شايل فيه الآثار متأمن كويس، زي ما يكون جلبي كان حاسس، الحمد لله لو كانت لساها فى الجبل كنا خسرنا كتير. ربت الآخر على كتفه بمؤازرة تقديريه يمدح فى ذكائه قائلًا:
زين، زين، دلوق مسؤولية توصيل الآثار هتبجي لك، إتفق مع الرجاله اللى تعرفهم فى المرور عالطُرق... وبس تتم العملية دي بسلام لك مكافأة كبيرة همس لنفسه بإصرار وتمني:
مكافأتى الكبيرة هي جتل سراج.
❈-❈-❈
مع شروق الشمس
بغرفة سراج
نهضت رحيمة من جوار ثريا التى مازالت غافيه من بعد صلاتهن للفجر معًا عُدن الى النوم،لكن كعادة رحيمة تصحوا مع شقشقة العصافير،واليوم برأسها هدف،أو بالأصح زيارة خاصة.
بالتأكيد سراج إستيقظ هو مثلها يصحوا باكرا
صعدت بضعف الى تلك الشقه ودقت الجرس،فتح لها سراج الباب،تبسمت له قائله:
إتوقعت إنك صاحي،زين يلا تعالى إمعاي عندي زيارة لازم ألبيها،قبل ليلة دخلة آدم،هم يلا لازمن نرجع بدري اليوم طويل.
تبسم لها وهو يأخذ يدها سائلًا:
والزيارة البدريه دي هتكون لمين بدري أوي كده.
غامت عينيها بالدموع قائله:
لازمن أزور قبر المرحومة رحمه،وأجول لها إن آدم الليله عُرسه،أنا متعودة أتحدت وياها دايمًا وأبشرها،بالك الواد إسماعيل يوم ما أتخرج من كلية الطب جاتلي فى المنام فرحانه،بس لامت عليا إني مروحتش لها وبشرتها،كيف ما عملت يوم لما دخلت كلية الحرب بتاعتك دي.
ضحك سراج قائلًا:
حربية يا خالتي.
تبسمت له قائله:
نتحدت فى الطريق.
تبسم لها وذهب معها الى المقابر،مازال عقله مشغولًا بـ ثريا،لا يعلم السبب او ربما فسر عقله السبب هو الغضب مازال مُسيطرًا عليه فهو لم يستطيع معاقبتها بالامس... هكذا فسر عقله... لكن لينتهي الزفاف بهدوء وبعدها تبدأ عاصفته معها.
❈-❈-❈
بمنزل وجدي العوامري
فتحت عينيها مازال هنالك هاجس بقلبها يِخيفها، حفظي ليس بهذا الهدوء ليلتزم دون إفتعال مشاكل، ليس حُبًا فيها بل لطمعه وجشعه، هي على يقين أنها ليس عاشق لها بل عاشق لثروة وسطوة أبيها، كذالك وقاحته تدل على ذلك، محاولته التحرش بها سابقًا تدل على إنعدام أخلاقه، فهو لم يصون أنها إبنة عمه ولابد أن يكون لديه نخوة هي بمكانه خاصة، كان يتعمد التحرش بها لفظيًا، وحاول جسديًا ونظرة عيناه البغيضة كانت تخترق جلدها، تجعلها تشمئز منه بل تبغضه.
نفضت عن رأسها قليلًا حين صدح هاتفها بصوت رساله
تبسمت تعلم من صاحب الرسالة الصباحية، شعرت بإنشراح فى قلبها وهي تجذب الهاتف تقرا الرسالة بصوت هامس
"صباح الخير قُبلاتى زوجتي الحبيبة"
ضيقت عينيها بخجل لاول مره يرسل رسالة صريحة هكذا، خصها بكلمة "زوجتي"
ليس هذا فقط
كلمة "قُبلاتي"
لاول مره يكتبها لها، شعرت بإنشراح فى قلبها لما تستغرب ذلك، بنهاية الليلة سيجتمعان، حلم كان مستحيل أصبح واقع يتحقق بعد ساعات...، نهضت من فوق الفراش تحتضن الهاتف بين يديه، تقوم بالرد عليه لكن لم تكُن جريئه كعادتها
"صباح الخير يا آدم"
سُرعان ما وصل لها إشعار برساله
"المفروض الرد يكون، صباح الخير زوجي الحبيب، وقُبلة"
خجلت، هذا ليس آدم التى عاهدته، كان دائمًا هنالك حدود، يخصها بكلمة "حبيبتي"لا أكثر من ذلك،ماذا تغير.
ذمت نفسها،أيها البلهاء هو أصبح زوجك بعد ساعات ستكونان بغرفة واحده دون قيود.
بخجل أجابت على رسالته:
"واضح إنك صاحي مبسوط".
أجابها
"أنا منمتش أصلًا.
والسؤال منها:
"وإيه السبب اللى منمتش بسببه.
والجواب منه:
بتمني اليوم ينتهي بسرعة ويجي الليل ونبقى مع بعض للأبد.
إبتسمت بحياء:
صبرت كتير،كم ساعه مش هيفرقوا،ونام ساعتين عشان تبقى فايق.
إبتسم واضعًا قُبله ومعها رسالة:
نجتمع مساءًا زوجتى الحبيبة.
انهت الرسائل:
نجتمع على خير يا آدم.
أغلقت الهاتف وقذفته على الفراش تمطئت بيديها، كآنها مثل العصفور الذى يفرد جناحيه ليستعد للطيران، ذهبت نحو شُرفة الغرفه، ازاحت الستائر تسمح للنور أن يدلف الى الغرفة، لكن وقفت مُتصنمة حين وقع بصرها على ذاك المعتوة حفظي، يقف قريبًا من منزلهم، خفق قلبها، بالتأكيد كيف شعرت بالإطمئنان، زاد خفقان قلبها، حين أشار لها بيده مُتعمدًا، كآنها رسالة واضحه منه، إرتعبت من ذلك، وسرعان ما تركت الستائر وساد الظلام بالغرفه، وضعت يدها فوق قلبها، تهدأ ذاك الخفقان، ذهبت نحو هاتفها وفتحته وقامت بإرسال رساله
"حفظي واقف فى مكان قريب من بيتنا"
كان الرد سريعًا
"لا تقلقي هو جبان لن يستطيع فعل شئ وهو مُراقب جيدًا".
أغلقت الهاتف
هدأت قليلًا وتمنت ان تمُر الليلة بخير وسلام.