رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 18 - 1 - الإثنين 15/4/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الثامن عشر
1
تم النشر يوم الإثنين
15/4/2024
«مواجهه و قرار»
بـ دار العوامري
إنسحبت ثريا وغادرت دون أي رد فعل غير تلك النظرة التى رمقتها لـ تالين كانت نظرة شمولية، ربما ليست أجمل منها لكنها تبدوا بوضوح من طبقة راقية
سواء آناقتها المُحتشمة وطريقة حديثها الرقيقة والراقية غادرت بصمت رغم نظرة سراج لها ورغبته فى أن لا تُغادر لكن بنفس اللحظة قبل أن يأمرها سراج أن تنتظر توقف بعد خروج ولاء التى لا يعلم إن كان صدفة أم سوء حظ مجيئها الآن لتُرحب بـ تالين بترحاب حافل عمدًا منها غيظًا فى ثريا التى لسوء حظ ولاء كانت غادرت ولم ترا ذاك الترحيب... لكن شعر سراج بالضيق من مغادرة ثريا بهذه الطريقه التى تُشبه الإنسحاب من معركة خاسرة.
تفوهت ولاء بترحيب:
مش ترحب بـ خطيبتك يا سراج دى أول مره تزورنا هنا فى دارنا.
بغضب رد عليها سراج موضحًا:
إنتِ عارفه إن أنا وتالين إنفصلنا من أكتر من سنة.
أقبلت ولاء بسخافة وحضنت تالين حاولت أثارت غضب سراج قائله بذم:
حتى لو إنفصلت عنها دى ضيفه عِندينا... تعالي لجوه الدار يا تالين إنتِ مش ضيفه إنت من الحبايب.
دخلت تالين مع ولاء عقلها مشغول بـ سراج الذى لم يدخل خلفهن عيناه تنظر نحو ذاك الباب التى غادرت منه تلك الفتاة التى رافقتها عيناه، بتخمين منها ربما تلك هي زوجته، شعرت بغصة قويه فى قلبها، لاحظت نظرات سراج كذالك هي نظرتها له كآنها واثقة بحبه لها... بينما تضمها ولاء بحفاوة...
بينما سراج وقف مكانه يُفكر عقله فى الذهاب خلف ثريا تلك التى غادرت عنادًا فيه كآنها لم تهتم لما قالته تالين، كاد أن يوضح أنها قالت ذلك ربما دون قصد منها، وأنها لاشئ بالنسبه له فقد إنهي خُطبتهما بعد وقت قليل من الخِطبة، دون سبب وقتها، غير أنه لا يود الإرتباط بذاك الوقت، مازالت تالين لا تفهم أنها إنتهت من حياته بمجرد أن خلع خاتم الزواج وأعطاه لها... زفر نفسه بضجر، هو عاد اليوم بعد تلك المُهمة السرية الذى كان بها يشعر بإنهاك جسده، كل ما كان يوده فقط هو حمام بارد وفراش يستلقي عليه... لكن ليس أي فراش، فراش به رائحتها، مازال قلبه مأثور وعقله فى تلك الليلة، ليلة إندماجه معها قبل أن يتعكر صفو الليلة، تنهد بجمود كذالك يشعر بالغضب من مغادرتها دون إستئذان منه كآنه لا شئ بالنسبه، زفر نفسه ماذا توقع أن يجدها تستقبله بإبتسامة كمثل أي زوجة زوجها كان غائبًا.. نفض عن رأسه فالبتأكيد حين تعود سيكون هنالك حديث خاص بينهما.
بعد وقت، كانت ولاء تحتفي بـ تالين حتى أنها أصرت أن تبيت بأحد الإسترحات الخاصه بالمنزل هي ليست ضيفة، وافقت تالين كنوع من الذوق لا أكثر، ترقبت أن يطلب منها سراج ذلك، لكن سراج بالوقت الذي جلسه معهم كان صامتًا شاردًا، كان يرد بإقتضات، رغم تلميحات ولاء أن زوجته ليست سوا إمرأة عادية لا تليق بأن تكون كنة عائلة العوامري الشهيرة، هو لم ينتبه لذلك وتركهم وغادر مُتحججًا بالإرهاق، صعد الى غرفته مع ثريا، إستلقى بجسده على الفراش،ينظر الى سقف الغرفه يُفكر ويُفكر فى ردود أفعال تلك المُحتالة،كيف غادرت هكذا،لو كانت تالين محلها لكانت أعلنت مليكيتها له، لكن تلك المُحتالة دائمًا غير مُبالية،ولما تُبالي وزواجهما على المحك... لاول مره بحياته يكون هكذا لا يعلم بأي إتجاه يسير
زفر نفسه،هل ما يشعر به إنهاك بدني،أم إنهاك عقلي...إنتفض جالسًا يحاول نفص تلك الأفكار عن رأسه،توجه ناحية المرحاض حاول إنعاش جسده بحمام بارد، ثم خرج إرتدى ثيابه وقام بإجراء إتصال على آدم ثم أغلق الهاتف نظر الى ساعة حائط موجودة بالغرفه كانت إفتربت الساعه من العاشرة ولم تعود ثريا، أو ربما عادت ومازالت بالأسفل، إتخذ القرار وخرج من الغرفه على آخر درجات السلم تقابل مع عدلات التى تبسمت له سألها:
ثريا رجعت للدار.
أجابته بتوتر:
لاه الست ثريا لساها مرجعتش، يمكن فى الطريق، وعلى وصول هي....
قاطعها يحاول كبت غضبه:
تمام،روحي إنتِ نامي تصبحي على خير.
أومأت رأسها وإنصرفت من أمامه تنظر الى خروجه من الدار تُمتم:
يارب الست ثريا توصل، ويعدي الليلة على خير.
❈-❈-❈
بمكتب ثريا
قبل قليل
كانت تجلس مع إحد الزبائن، لكن
أثناء حديث تلك السيدة معها شردت لوهله فيما حدث قبل وقت قليل،
تذكرت وقت خِطبة سراج،كانت مازالت فى بأول أيام زواجها من غيث، كم كانوا يمدحون بعلو قيمة نسب سراج فهو إختار ما يناسب إسم عائلة العوامري...إبنة لواء سابق بالجيش ذات رُقي وعلو شآن... كان الغرض وقتها تقليل شآنها وأنهم منوا عليها بحجة أن مرآة الحب عمياء، "غيث" أحد أهم شباب عائلة العوامري تزوج من فتاة دون المستوي، كم كان هذا سخيًا بالنسبة لها، بل كان أكثر سخاءًا مما تستحق...
زفرت نفسها ودمعة تتحجر بعينيها،يبدوا أن هنالك دائمًا مقارنة بإنتظارها،
فمنذ خمس أيام وسراج غائب لا تعلم الى أين ذهب...بالتأكيد عاد مع تلك الفتاة لهدف برأسه ،فليس صدفة دخولهم خلف بعض بوقت قليل بالتأكيد الهدف معلوم، هو "المُكايدة "... تنهدت فحتى هذا لن تناله يا سراج، هي لن تهتم والنهاية معه معلومة
زواج خطأ والتصحيح لابد أن لا يطيل هذا الزواج لفترة أطول، وقبل ذلك لن تخرج خاسرة وتتنازل عن الأرض كما يبغي.
فاقت من شرودها على وضع تلك السيدة يدها فوق يدها قائلة:
يا أستاذة بكلمك مش بتردي.
نفضت عن راسها ونظرت لتلك السيدة قائله بتبرير:
كنت بفكر فى القضية.
هزت السيدة رأسها قائله:
والحل دلوق إيه.
تنهدت بآسف قائله:
للآسف الحلول الودية فشلت مبقاش قدامنا غير إننا نقدم قضية فى المحكمه ونحاول نثبت جواز بنتك، عشان نقدر بعدها نثبت نسب الجنين اللى فى بطنها لوالده، وده مشوار طويل وللآسف هيبقى فيه الاعيب كتير.
تنهدت السيدة بآسي قائله:
منه لله بينكر أنه إتجوز من بنتي مع إن البلد كلها عارفه، مش كان الآشهار فى الجامع... إحنا مش عاوزين منه حاجه بس غير يعترف بالجنين اللى بطنها.
تهكمت ثريا قائله:
للآسف المحكمة ملهاش بالإشهار فى الجامع،لها باللى مثبوت فى الاوراق الرسمية الموثقة، وجواز بنتك مش مثبوت فى أي أوراق رسمية متوثقة من المحكمة، ومعنى كده إن معانا مشوار طويل...وبالتأكيد بمجرد ولادتها هندخل فى قضية إثبات نسب إبنها وربنا معانا.
بكت تلك السيدة بآسي، نظرت لها ثريا ولم تشفق عليها فطمعها وجشعها جعلها تُعطي إبنتها التى لم تبلغ بعد طُعمً لأسوء الرجال الذي يقبل على نفسه الزواج من قاصر، دون السن القانوني والهدف معلوم...
جوازة ببلاش.
بكت تلك السيدة أكثر لم تشفق عليها ثريا، لكن بداخلها شفقة على طفلة ضاعت طفولتها وليت هذا فقط هنالك طفل آخر بأحشائها ربما يُصبح منبوذًا بلا نسب.
بعد وقت
كانت مُنهمكة فى قراءة أبعاد تلك القضية تحاول صرف تفكيرها بما حدث اليوم، سحبها الوقت دون دراية منها لم تنتبه لمرور الوقت، أو ربما أرادت أن تنسى الوقت عمدًا... قلبها بائس لا تشعر بأي إحساس يجعلها تعود لذاك المنزل،زواج بقرار خاطئ منها...فاقت من إنشغال عقلها بتلك القضيه على طيف واقف أمامها،رفعت رأسها نظرت أمامها،إستهزأ عقلها حين رأت سراج يقف أمامها بوجه مُتجهم ،أغلقت الملف وإستمعت لحديثه الساخر يشوبه الغضب:
مش ملاحظة إن الوقت إتأخر ولا سيادة الأڤوكاتوا نسيت إن ليها بيت لازم ترجع له...ولا يمكن معتبراه أوتيل او بنسيون تروحه بمزاجها،متفكريش إنى كنت غايب عن هنا ومش عارف إنك بترجعي للدار بمزاجك.
زفرت نفسها ببرود وتحدثت بنبرة إغاظة:
والله أنا هنا بيتِ الأصلي.
نظر لها بغضب و إقترب منها بغيظ وقبض على مِعصمها بقوة قائلًا:
ثريا بلاش النبرة دي معايا متخلنيش أمنعك تخرجي من دار العوامري، لغاية دلوقتي...
لوهلة إرتجف جسدها من قوة قبضة يده القوية نهضت واقفة تنظر له وقاطعته بتحدي:
سيب إيدي، ولغاية دلوقتي إيه مشبعتش تحكُمات فارغة، أنا مش عارفه سر ولاء مع رجالة عيلة العوامري،نظر لها بغضب قائلًا:
ومن مش عارف ليه دايمًا حاطه عمتى ولاء فى دماغك،مع أنك عارفه إني مش بسمع كلام من أي،بمشي اللى فى راسي وبس والدليل إني أتجوزتك رغم معارضة الجميع،وأعتقد هنا المكان مش مناسب إننا نتخانق هنا كمان فى دار أهلك.
-قصدك داري، أنا مكاني الحقيقي هنا يا سراج.
نظر لها قائلًا:
كان يا ثريا، وبلاش تستفزيني ويلا بينا.
كادت ثريا أن تعترض، لكن دخول سعدية الى المكتب من الباب الآخر، تبتسم قائله :
بت يا ثريا، إنت هتجضي طول الليل فى...
صمتت سعدية حين رأت سراج يقبض على يد ثريا... كذالك نظرة عيناه التى تحولت حين نظر الى سعديه وإبتسم بقبول.
تبسمت هي الأخري بتلقائيه حين رأت سراج، رغم شعورها القديم بالبُغض من غيث، لكن لا تعلم لما بقلبها شعور آخر نحو سراج،رغم ذاك كانت مُعارضة لزواج ثريا منه،فأحيانًا تُخطئ مشاعر القلب،نظرت نحو ثريا وقالت:
أهلا يا سراج...رجعت أمتي مش كنت مسافر
أومأ لها برأسه وأجابها:
أهلًا وسهلًا... رجعت النهاردة المسا.