-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 18 - 2 - الإثنين 15/4/2024

  

    قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الثامن عشر

2

تم النشر يوم الإثنين

15/4/2024


تبسمت بإقتضاب حين نظرت نحو ثريا، إستشفت من ملامحها الضجر، ثريا ليست إبنتها لكن هي أكثر من يفهمها بغض النظر أنهن دائمًا على خِلاف، لكن هل تتوه عن شبيهتها بالأخلاق، تبسمت قائله: 

بجالي ساعة منتظرة تخلصي الحديت ويا الست اللى كانت إهنه أكيد وليه رغايه وصدعتك،كنت هجولك تعالى معاي أنا ونجيه نتسلي سوا ونسمع فيلم شغال لـ إسماعيل يس.


رغم عن سراج تبسم قائلًا:

للآسف مش هتتسلى مع حضرتك انا بقول طالما مصدعه ترجع دارها ترتاح.


-"دارها".

طنت الكلمه برأسي 

ثريا،وسعديه 

كل منهن فسرتها حسب أمنيتها

سعديه...تمنت أن يكون سراج كما تشعر نحوه بالألفة 

ثريا...هذا كذب هنالك ليس لها مكان.


رغم ذلك لم تُعارض لا تود أن تُحمل أحد خطأها حين وافقت على الزواج مرة أخري.


بطواعية سارت مع سراج قائله:

تمام،نسهر مره تانيه يا خالتي،إبقي أقفلى الباب بقى.


اومأت سعديه ببسمه طفيفة وتعمدت القول:.

توصلي بالسلامة، هبجي أجي معاكِ بكره عشان ضم الرز هاجي أساعدك فيه. 


تبسمت لها ثريا قائله: 

تسلمي  يا خالتي. 


غادرت ثريا خلف سراج الذى كان يشعر بضيق، ساد الصمت الى أن إقتربا من المنزل فجأة أثناء سير ثريا لم تنتبه وتعرقلت بإحد الحصوات الكبيرة وإنزلقت إحد قدميها، وجثيت من الآلم، خرج  منها آنه قوية، نظر سراج نحوها تفاجئ بها جاثية، تلهف عليها وجثي جوارها قائلًا:

مالك. 


رغم آلم قدمها لكن كابرت على ذلك قائله: 

مفيش، بس إتكعبلت فى حصوة. 


مد يده لها كى يُساعدها حتى تنهض لكن كعادتها تنظر ليده وتتحامل على نفسها وتنهض وحدها، بالفعل فعلت ذلك وحاولت الوقوف على قدمها، لكن لوهله كادت تختل وتقع مره أخري لكن سراج إقترب من خصرها  حاوطها بيده حتى وقفت تفوهت بإستقواء رغم آلم قدمها بعد أن حاولت إزاحت يده عنها قائله: 

شكرًا، هعرف أمشي لوحدي. 


تنفس بضجر قائلًا  بحِدة: 

ثريا  بلاش... 


قاطعته بحِده: 

وجع بسيط..


ترك خصرها مُستسلمًا لا يود جِدال أصبح يعلم بعض خِصال ثريا،وهو العِند..بالفعل تركها،سارت خطوة وإثنين وتوقفت تشعر بآلم حاد،لكن كعادتها تحاملت وعاودت السير ببطئ لكن تبسم سراج وإقترب منها حاوط خصرها مره أخري وقبل أن تتفوه بعناد همس جوار أذنها بهدوء:

بلاش عِند وإمشي بدل ما أشيلك غصب.


نعومة حديثه هزت قلبها،وحقًا قدمها تؤلمها لكن عاندت وهي نحاول إزاحة يده لكن ثشبث وهو ينظر لعينيها التى تلاقت مع عيناه كانت نظرة تحدي منه،لم تستسلم لكن سارت صامته 

،تبسم سراج خِفيه.


دلفا الى داخل الدار،لم يلاحظا تلك العيون التى رأت ما حدث 

عيني شعرت بحسرة وآسي وهي ترا ذاك القاسي سراج الذي أخبرها سابقًا أن حياة الزواج والإستقرار لا تناسبه كـ ضابط بالجيش مُعرض يوميًا للإصابه او حتى الإستشهاد،لكن الحقيقة واضحة أمامها،سراج لم ترا منه يومًا  تلك النظرة التى رأتها بعينيه لها حتى حين غادرت  غادرت وعيناه خلفها،يبدوا بوضوح عاشق لتلك البسيطة... دموعها سالت حسرة من عينيها، لا تلومه فمن يستطيع التحكم فى قلبه، لو كان ذلك لكانت هي أول من تحكمت فى ذلك ونسيت عشقها له، فمن قبل أن تراه كانت تسمع من والدها مديح عنه أنه بقلب شجاع، ارادت رؤيته وصدفة جمعتهم منذ رأته أول مره أغرمت به، لكن هو كان برأسه هدف واحد وهو " الفدائية"

التي تخلى عنه فجأة وعاد لهنا، وتزوج، كان بداخلها أمل أن تكون مجرد نزوة فى حياته كما أخبرتها ولاء ودعتها للحضور هنا كضيفة لأيام، لكن الحقيقة ليست نزوة فالعين تفضح ليس العين فقط بل المواقف، وقوفهم بهذه الحميمية أمامها أكدت أن السراج الشارد قد عشق... تنهدت بآلم وقامت بمسح تلك الدموع التى تخدش وجنتيها وإتخذت القرار 

الخاسر الوحيد هو الذي يُحارب وهو يعلم أنه دخل الى معركة يُقحم نفسه فيها دون سبب. 


عينان أخري 

شريرة تلمع مثل الذئاب التى تضوي بشرر وهي ترا فريسه ترغبها آخر يمتلكها، عيني قابيل الذى كان يقف فى احد شُرفات منزله بالظلام ورأي ما حدث ليقتحم قلبه نار مُشتعلة، لكن لن يتنظر كثيرًا الطريقة الوحيدة لتهدئة ناره هو إبادة سراج. 

❈-❈-❈


بغرفة سراج

بمجرد أن دخلا الى الغرفه نفضت ثريا يده عن خصرها وتوجهت سيرًا بصعوبة جلست على أحد مقاعد الغرفه إنحنت تخلع حذائها ثم نظرت الى قدمها كانت متورمة قليلًا،حاولت تدليكها لكن منعها قسوة الألم، لم تهتم بـ سراج الذي توجه ناحية حمام الغرفه، نفخت أوداجها بآلم، وكادت تنهض لكن بنفس الوقت إقترب منها سراج وجثي على ساقيه أمامها وجذب قدمها المُصابة، لوهله ذُهلت ثريا، لكن فاقت من ذهولها حين ضغط على قدمها آنت بآه خافته، حاولت جذب قدمها، لكن سراج تمسك بها قائلًا: 

ده إلتواء مش كسر. 


تهكمت بسخريه قائله: 

مكنتش أعرف إنك دكتور عِظام. 


أخفي بسمته وهو يُخفض وجهه يقوم ببعض التمسيد على مكان الوجع  بقدمها، ثم شغلها بأحاديث جانبية كانت ترد بإقتضاب، شعرت بالخجل من تمسيد يده لقدمها كذالك شعور آخر لم تفهمه، حاولت جذب قدمها بعنف قائله: 

لكن تمسك بها سراج وبغفلة قام بلفت قدمها بطريقة خاصة،جعلها تئن أهه قويه سمعها، حتي أن من شدة الآلم اللخظي وضعت يدها تقبض على أحد كتفيه بقوة، رفع وجهه ونظر لها وتبسم قائلًا: 

كده الآلم تقريبًا هيروح، كمان المرهم ده هيرخي الوجع، والصبح هتبقي كويسه. 


إستعجبت ثريا حين وضع قليل من ذاك المرهم فوق قدمها وبدأ بتدليكها، شعرت كآن الوجع إختفي، شعرت كذالك بضعف للحظات وتمنت أن تدوم تلك اللحظة، لأول مره يهتم بألمها أحد غير والدتها وخالتها، تمنت أن كان ممدوح أخيها عارضها مره ربما كانت إستمعت له وشعرت أنه سند لها، لكن دائمًا هى من تدفع بنفسها داخل المعارك، وبالنهايه تجد نفسها مُنهزمة مُستسلمة لكن شبعت من الهزائم ولن تستسلم مرة أخري، لوهله تجمعت الدموع بعينيها وهي تتذكر حرق فخذها المؤلم للغايه وهي دون حتى مرهم يُسكن الآلم الفظيع ونبرة الشماتة فى صوت غيث وهي غير قادرة على الحركة راقدة بالفراش تشعر كآن ساقيها أصبن بالشلل 

وجملة قاسية يستمتع بها

"كل ما هترفضي إني أقرب منك وهيكون عقابي أسوء من العقاب اللى قابله أنا قدرك الأسود، هخليكِ تتمني الموت ومش هطوليه" 


والسؤال برأسها

-ماذا فعلت له كي يفعل بها ذلك 

-تمنعت أن تُسلمه جسدها

-لا ليس هذا سببًا كافيًا لأفعاله الشنعاء بها

-الحب كما كان يقول 

"حياتي كلها عاشرت ستات كتير مفيش ست قدرت تستحوذ عليا زيك، بقيت مجنونك، لكن أنا مش من النوع اللى بيذل نفسه، اللى بيفكر يمنع عني حاجه أنا عاوزه بمحيه حتى لو كان روحي فيه، إحمدي ربنا إنى صابر عليكِ.. 


كشف ردئها عن ساقيها ونظر له بقسوة ضغط عليه جعلها تصرخ من الآلم المُميت...


ضحك بغلاظة على صُراخها... دموعها.. آلمها..

صوت ضحكتة كآنه صرير تروس حديديه تحتك ببعضها،صوت مُفزع يجعل قلبها ينقبض،وليته ينقبض ويتوقف عن النبض وتنهي بعد أن يخرج من  تلك الغرفه التى جهزها خصيصًا بمجثات خاصة كاتمة للصوت،لا تعلم كيف خدعها بهذا الشكل الرقيق سابقًا كان صائدًا ممتاز وهي أسهل فريسة وقعت تحت يداه،نسخ ضبابه عليها،وإستسلمت للعتمة تائهه"


أغمضت عينيها بقوة تحاول إيقاف تلك الدمعة أن لا تخرج من بين أهدابها،يكفي ماذا فعلت لها الدموع...لا شئ 


لكن سبقتها الدموع وسالت من إحد عينيها، خدشت وجنتها وصولًا الى ساعد سراج الذي كان إنتهي من تدليك قدمها ولف رابط ضغط عليها،رفع وجهه حين شعر بنُقطة ساخنه على ساعده،نظر نحو قريا كانت تغمض عينيها بل تعتصرها لحُسن حظها أنه ظن ذلك رد فعل من تآلمها،غض قلبه قائلًا:

دلوقتي مفعول المرهم هيشتغل ومش هتحسي بأي وجع 

  

سريعًا فتحت عينيها

عن أي وجع يتحدث،وهل هذا آلم،تهكمت ومسحت تلك الدمعة...جذبت قدمها،وإرتزكت بيديها على مسندي المقعد،ثم نهضت واقفة حين ضغطت على قدمها المُصابة شعرت بآلم طفيف،لكن تحاملت وجذبت ملابس أخري وذهبت نحو حمام الغرفه،دقائق وعادت،كان سراج قد تخلص من بعض ثيابه وأصبح بسروال منزلي وفوقه فانله بلا أكمام،نظر نحوها قائلًا: 

خدي المسكن ده هيريحك، وحاولى نتدوسيش عليها. 


أخذت المُسكن من يده تناولته وإرتشفت قطرات مياه ثم 

ذهبت نحو الفراش وتمددت لا تشعر بآلم قدمها لكن آلم آخر أقوي عذاب،آلم روحها المسلوبة،جروح لا تندمل مع الوقت،حاولت إغماض عينيها تستجدي النوم علها تحصل على  راحة عقلها... بالفعل لم تتخذ وقت وغفت ربما بسبب ذاك المُسكن،بينما تسطح سراج جوارها ينظر لها صامتًا،لما بعد أن كان غاضبًا تحول الى هادئ...نظر لملامحها  كانت بريئة وهي نائمه،خُصلات من شعرها تمردت،لاحظ سابقًا بعض خُصلات بيضاء تظهر بوضوح فى شعرها الأسود،تعطيه منظر جذاب كآنها خيوط فصية تشق الظلام،هدوء غريب يشعر به،كان يفتقد ذاك الإحساس،كان ثائرًا،وبلحظات تبدل الى لطيف،إعتدل نائمًا على الفراش بظهره،لكن نظر لها تنفس بقوة وأغمض عيناه.

❈-❈-❈


قبل قليل 

بمنزل والد حنان

عُرس ما قبل الأمس تحول اليوم لـ عزاء رغم مرور أيام لكن النساء مازالت تتوافد لتقديم العزاء، هنالك تلامُز بينهن، بسبب جلوس حنان بينهن،فمازال حفظي بالمشفى رغم تحسن حالته وخروجه من مرحلة الخطر لكن مازال بغيوبة لم يفوق منها،ماذا سيخدث حين يعود للوعي ويعلم أن والده قد توفي،وأنه لم يأخذ عزاؤه،والسبب هو تلك التي تبكي من يرا بُكائها يعتقد أنها بريئه،وربما هى السبب فى تعجيل وفاة عمها بعدما لم يتحمل إصابة ولده ومكوثه بالمشفى بين الحياة والموت والسبب تلك التى تسيل دموعها،مثل التماسيح.


 بالمندرة نهض آدم وهو ينظر الى ساعة يده كذالك يشعر بوجع فى ساقه،تفوه بهدوء:

أحمد روح قول لـ حنان إنى منتظرها بره عشان نرجع لدارنا  ، وافق وذهب... 

وقف مجدي يُصافح آدم قائلًا:

كتر خيرك يا ولدي،واجفتك كان طيبة معانا.


تنهد آدم بآسف قائلًا:

ده واجب حتى لو مش بينا نسب،وربنا يجعلها آخر الآحزان.


بعد قليل بـ دار العوامري 


فتح آدم الشقه  وتنحي جانبًا،دخلت حنان أولًا ثم هو خلفها،جلست على أحد مقاعد الردهه وخلعت وشاح رأسها الأسود تنهدت بآسي،جلس آدم جوارها يضمها من كتفيها لصدره،مالت برأسها على صدره وتنهدت وأطلقت عنان عينيها،شعر آدم بسخونة دموعها على صدره،رفع وجهها ونظر لها يشعر بآسي  سائلًا:

بتعيطي ليه يا حنان.


وضعت رأسها على صدره مره أخري قائله:

عمي كان صحيح قاسي كنت بشوفه جبروت وبخاف منه،قد إيه المرض هزله فى وقت قصير،وقضي عليه،سمعت حديت النسوان وهما بيتهامزوا بيقولوا إن السبب فى موته هو إصابة حفظي.


ضمها قائلًا بمواساة:

ده عمره ومفيش أي سبب لموته هو كان مريض وإشتد عليه المرض وربنا أراد يريحه من الآلم،أوقات كتير الموت عند التعب راحة...وده اللى حصل معاه،مفيش أي سبب غير إن ده آجله.  


تنهدت تضم نفسها لـ آدم تحتضنه، ضمها بين يديه وقبل رأسها قائلًا: 

مش كفايه حُزن بقى، بحب أشوف عينك بتبتسم. 


رفعت راسها عنزصدره ونظرت له ضمت وجهه بين يديها قائله: 

أنا بحبك  يا آدم، بحب أخلاق الفارس اللى عندك، أنا إتربيت التحكمات والاوامر، أمي كانت ومازالت شخصيتها ضعيفه، أنا كمان زيها، لكن إنت مش زي أبوي. 


ضم وجهها  ثم قبل وجنتها قائلًا: 

ثم إقترب من عُنقها قبلها قُبلة ناعمه هامسًا بعشق: 

أنا مش بحب الشخص الضعيف، سواء ست أو راجل، الضعيف دايمًا بيبقي خسران يا حنان 

ومش معني كده إني أتجبر وأستقوي، أستقوي فى الحق، لكن مستقواش لمجرد فرض الهيمنه والقوة... عاوزك تبقي قوية، عشان ولادنا.


تنهد آدم يشعر بآسى وتذكر والدته كانت ضعيفه فأهلكها ضعفها عكس خالته رحيمة كانت صامدة مثل جذع الشجرة التى يتشبث بالأرض،هي من كانت تعارض دائمًا،ليس لشي،فقط لمجرد المعارضه وانها قادرة على فرض ما تريده.


لمعت عين آدم بشغف وهو يرا خجل حنان حين إقتربت شفاه من شِفاهها ترحب بقبلته لينعما بقبلات عاشقه تقودهم الى غرفتهم يأخذان وقت مُستقطع من الأحقاد الذي على يقين أنها مازالت تحاوطهم.  



الصفحة التالية