-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 26 - 2 - الخميس 2/5/2024

  

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل السادس والعشرون

2

تم النشر الخميس

2/5/2024


اتسعت أبتسامتها الراضية، ثم فتحت الباب، وتقدموا إلي الداخل، تقدمت هي أولاً وهو خلفها، وقف بمكانهِ عند عتبة الغرفة، مُندهشًا مما يرى، تصنم يُطالع كل شيء حولهِ بإنبهار وذهول، بداية من الغرفة المُزينة علي أكمل وجه، وكأنها مُهيئة لأستقبال عروسين، الإضائة خافتة بطريقة لطيفة ومميزة، هناك ورود مبعثرة في كل زاوية، وعلي السرير، رُسمت علي شكل قلب، الغرفة حقًا كانت خاطفة للأنفاس، مظهرها الرائع يدل علي كمية الجهد المبذولة في أخراجها بهذا الشكل الأكثر من رائع، تحدث بأنبهار: 


_أنتِ إللي عملتِ كل ده لوحدك... 


طالعتهُ بخجل قائلة: 


_لا ماما نادية ساعدتني فكل حاجة؟


يود الآن أعطاء والدته مئة قبلة وليس قبلة واحدة فقط: 


_يا حبييتي يا ست الكل... 


_أنا عملالك عشا، شكلك ماكلتش... 


كانت ستتقدم إلي حيث الطاولة الصغيرة الموضوع عليها صنية تحتوي علي عدة أصناف من الطعام أعدتهم بنفسها، لكنه اوقفها يسحبها لكي تلتصق بهِ، قائلاً يهمس لها: 


_أنا فعلاً جعان، جعان أوي أوي وعايز أكل زبادي، منها لله إللي كانت مجوعاني طول الفترة دي.....


توسعت عينيها قائلة: 


_لي....ده أنا بعملك الأكل بأيدي كل يوم. 


زمجر بغيظ منها: 


_لا ده مطلعتش أنا بس اللي جلنف والأستيعاب عندي صفر زي ما ماما بتقول، ده طلع في جلنفة هنا مش فاهمه حاجة أكتر مني؟ 


طالعتهُ ببرءة طفلة قد أخطأت ووالداها يُعاقبها، بينما هي تتودد لهُ: 


_طيب ما تفهمني! 


_ما أنتِ لو مُهتمية كنتِ عرفتِ لوحدك.. 


ضربته بخفة في كتفه: 


_بس بقا...


_طيب قوليلي الحلويات دي طلعت فجأة كده أزاي هل ده تأثير الحمل، علي كده بقا ده انتِ تفضلي حامل طول الوقت..... 


نظرت إلي الأسفل بخجل، ثم رفعت عينيها تنظر إلي عينيهِ بنظرة تُقطر عشقًا، وللعاشق نظرهً لا تَخيب ابداً فهو مفضوح حتى وإن حاول اخفائها: 


_أنا عارفة أن الفترة إللي فاتت دي كانت صعبة خصوصًا عليك، أنا عايزاك تنسي كل حاجة حصلت علي الاقل النهاردة بس، أنا عايزة اعوضك عن كل اللي فات.. 


_أنتِ معوضاني بوجودك جنبي يازبادي.. 


إن طريقته فيّ مُناداة اسمها موُسيقى تُعزَف علي أوتار قلبها الغارق بهِ حد الموت،  نظر إليها صامتاً , لكن قلبه كان يتحدث إليها بلا توقف ، يُلقي عليها الكلمات الحانية، يبدو ثابتًا، ولو حاولت أن تقترب منه لـ سمعت دقات قلبهِ، تنهدت بحرارة، قائلة بنبرة هادئة حنونة: 


_خلينا ننسي أي حاجة حصلت فالسنة اللي فاتت دي، ننساها بمشاكلها وزعلها، ونخلينا مركزين في أننا نبقا مبسوطين وبس.... 


_حاضر..... طيب أي ناوية تأكليني ولا هتخليني جعان... 


فهمت ما يرمي إليه بخبث، فأبتسمت له برقة بالغة،كانت ناعِمة كأنهَأ منسَوجّة مِنْ الحِرير الخالص، كل شئ بها يضخُ بالرقة والحنان، عينيها التي ستسبب في يوم من الأيام بأنهيارهِ صريعًا أمام فتنتها ‏تمتلك وجهاً يدفعه للوقوع في حبها في كل مرة يراها، رقيقة جدًا كَرِقة ورقة الشاي، ‏ كلما ابتهجت خجلًا ازدادت حُمرة، قلبُها يَضخ وردًا من فرطِ رقتهَا....... 


الآن هي كانت بكامل زينتها، تضجُ فتنة وأنوثة بالغة، خَمرية الخدين سوداء العينين، فاتنة حد الجنون بالنسبة لهُ، خجُولة جداً , ولكِنّها تَعرفُ جَيداً متَى تَكون جريئة، كما الآن عندما تخلت عن خجلها وبادرت هي بتقبيلهِ قبلة شغوفة، فصلتها بعد عدة ثواني لاهثة، ساندة جبهتها علي جبهتهِ، تهند هو قائلاً: 


_أنتِ مُتاكدة أن الدكتورة قالت لك مفيش أي خطر علي البيبي....


هزت رأسها بنعومة، فتحدث بتأكيد أكبر: 


_مُتاكدة يا غالية، أنا لو بدأت مش هقف، أنتِ حرة. 


هزت رأسها مرة آخري تهمس برقة: 


_تؤتؤ... 


_براحتك علي العموم أنا هعرف أزاي أتعامل مع إبني حبيبي.... 


أطلقت ضحكة رنانة أثارت الربكة بقلبهِ، تضحك بأنوثة، لم يُمهلها طويلاً، وقد أخذها معهُ إلي عالمهِ الخاص، ليتانسون أي شي سئ قد مضي عليهم ومن هنا تبدأ رحلتهم........ 


❈-❈-❈


." في اليوم التالي ". 


نهضت في العاشرة صباحًا، أخذت حمامًا دافئًا يُنعش جسدها، اليوم تشعر بالراحة والهدوء، مُقررة في ذاتها، أنها لن تترك نفسها كالورقة الجافة تعبث بها رياح الحزن كما تشأء، بدلت ملابسها إلي أخري خروج، ملابس صيفية خفيفة ذات الوان فاتحه، أخذت ترتب خُصلاتها السوداء، وتركتهم بحُرية مُنسدلين علي ظهرها...... 


خرجت من الغرفة، في طريقها إلي الخارج، اليوم ستُقابل" وليد"الذي أخبرها عنهُ شقيقها، وقد كلفه بتدبير أمورها في ترتيبات عملها الجديد، وفي أقل من دقيقتين كانت قد نزلت إلي الأسفل في مدخل العمارة،تبحثُ عنهُ.......


بينما الآخر كان يقف مُنتظرًا إياها منذ دقائق، وجدها تهبط بهدوء، أنها لا تعرف شكلهُ لكنه يعرفها، فقد رأها سابقًا عدة مرات لكنها لم تنتبه له، فـ بادرا هو بالإقتراب منها، قائلاً ببسمة هادئة: 


_آنسة سيرين مش كده؟ 


طالعتهُ بهدوء: 


_أيوه أنا... أكيد وليد صح؟ 


هز رأسهِ أيجابيًا،من ثم ألقي عليها تحية الصباح: 


_صح، صباح الخير.... 


_صباح النور 


_دلوقتي هنروح نشوف مكانين السمسار لقاهم.. 


أومأت بهدوء،قائلة: 


_تمام يلا بينا... 


_أتفضلي أنا معايا عربيتي؟ 


ركبت معهُ سيارتهُ، وأنطلقوا إلي وجهتم، كانت هادئة بشكل مُبالغ فيه، لم تتحدث بأي شئ، فقط تنظر إلي الطريق أمامها، حاول هو فتح حوار بينهم، فسألها: 


_أي هي المواصفات إللي عايزاها في المكان... 


_مفيش مواصفات مُعينة أهم حاجة بس يكون المكان كبير، وفي حتة هادية هيكون أفصل؟ 


كان مُصوبًا نظرهِ علي الطريق، أمامه، نظر لها بطرف عينيهِ قائلاً: 


_شكلك بتميلي جدًا للهدوء؟؟ 


إبتسمت إبتسامة صغيرة لم تصل إلي عينيها، وأجابتهُ: 


_مش أوي، بس يعني ده مكان شغل هيكون أفضل لو كان مكان هادي ولا أي؟ 


_أكيد، أن شاءلله نلاقي المكان إللي علي زوقك 


_أن شاءلله!. 


بعدها ظلوا صامتين تمامًا لم يتحدث أيٍ منهم، حتي وصلوا إلي المكان الأول، وترجلوا من السيارة لكي يتفقدوه.....

الصفحة التالية