-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 26 - 1 - الخميس 2/5/2024

  

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل السادس والعشرون

1

تم النشر الخميس

2/5/2024



وقف أمام الشقة بعد أن رحل من عند والداتهِ، ينظر إلي تلك العلبة الصغيرة بين يديهِ، والتي كانت الهدية التي أتت بها والداته لتكون المُنقذ لهُ في هذه الليلة، وكانت عبارة عن سلسلة رقيقة من الذهب....... 


تردد قليلاً في أن يرن الجرس، ماذا أن كانت قد نامت، نامت بعد أن ملت من أنتظاره، وإنتطار عودتهِ وهو لم يأتي، في النهاية، آخرج مفتاحهِ، وفتح الباب بهدوء أدخل رأسهِ أولاً يتفقد المكان، من ثم دخل بهدوء، ظل يبحث عن أي أثر لها، لكنه وجد المنزل هادئًا، بالتأكيد نامت، الآن يحاول وجود كذبة للخروج من هذه المعضلة، لا يعلم لماذا النساء يقدسون مثل هذه التواريخ، بالنسبة له هو أن كانت قد نست هي عيد زواجهم أو عيد مولدهِ حتى، لن يعير الأمر له شيئًا، وسيتعامل عادي..... 


كان في طريقهِ إلي غرفة نومهم، لكنه لاحظ أضائة نور الشُرفة، فتقدم إلي الداخل، وجدها جالسة ورأسها مسنود إلي الكرسي من خلفها وكانت نائمة، علي ما يبدو أنها كانت تنتظره هنا ونامت بدون قصد... لعن نفسهِ بداخلهِ عدة مرات، وأقترب منها يجلس علي رُكبتبه، حاول أيقاظها بخفة، فأخذ يناديها بأسمها بهدوء كي لا تستيقظ فزعة. 


_غالية، غالية أصحي أنا رجعت، أصحي يا حبييتي..... يا غالية. 


فتحت عينيها ببطء، تسوعب ما يدور حولها، ومان أن وجدته بالفعل امامها، اعتدلت سريعًا، وهي تتثأء: 


_أنتَ جيت يا عُمر..... هي الساعة كام؟ 


حك مؤخرة عُنقهِ بإحراج، قائلاً: 


_احممم الساعة واحدة، معلش اتأخرت عليكِ، أنتِ كُنت مستنياني؟. 


لمعت عينيها بالحُزن، قائلة: 


_أيوه، وأنتَ اتأخرت ولقيت نفسي نمت.... 


_حقك عليا والله كان فيه شُغل كتير. 


أجابت بهدوء: 


_خلاص عادي... 


_بجد مش زعلانة؟؟ 


نفت برأسها: 


_لا خلاص!. 


_طيب تعالي ندخل جوه الجو هواء عليكِ، قومي. 


نهضت معهُ إلي الداخل اغلق هو الشُرفة، والستائر أيضًا، تقدمت هي تجلس علي الأريكة، وقد نزعت عنها ذالك الروب الثقيل، والذي كانت ترتديه فوق ملابسها، لم تنتبه بالمرة بما كانت ترتديه أسفل الروب، نسيت تمامًا أنها ترتدي ذالك الثوب.......


للحظة لفت نظرهِ ما ترتديه، فكانت ترتدي ثوب من الحرير، بالون الأحمر يصلُ إلي قبل ركبتها بقليل، ويبرز بطنها المُنتفخة نظرًا لوصولها للشهر الخامس فالحمل، وانتبه إلي تسريحه شعرها وهيئتها الحابسة للأنفاس، لم يكن منتبه لها عندما كانوا فالشرفة نظرًا لأنخفاض الإضائة المتواجدة فالشرفة..... 


توترت هي وتوردت وجنتيها خجلاً، أخذت تعبث بشُعيراتها بحركة تلقائية عندما تخجل، فأتسعت إبتسامتهُ قائلاً قاصدًا مُغازلتها: 


_ألعب يا أهلي.... كان فين الحاجات الحلوة دي، دي شكلها ليلة عنب.. 


توترت أكثر، بينما هو أقترب يجلس بجانبها، وأخرج العلبة من جيب بنطالهِ، يفتحها أمامها، قائلاً برومانسية: 


_كل سنه وأنتِ طيبة يا زبادي أول عيد جواز لينا، مش عارف الأيام بتعدي بسرعة أزاي كده... 


تهللت أساريرها، والتمعت عينيها بالفرحة، وأستطاع هو أن يري ذالك بوضوح، لا تُصدق أنه بالفعل لم ينسي، وأنه كان يتذكر، أرتسمت أبتسامة كبيرة علي محياها، تنظر بأنبهار إلي السلسلة الذهبية التي تتوسط العُلبة الصغيرة، قائلة: 


_أنتَ بجد مكنتش ناسي، أنا فكرتك ناسي أصلاً. 


يُريد الآن تقبيل والداتهِ لانها أنقذته، لو لم تخبره، ما كان رأي هذهِ السعادة البالغة في عينيها لمجرد أمر بسيط، هؤلاء النساء يسهل مراضتهم حقًا، لكن فبعض الأحيان تكون مراضتهم مُستحيلة..... انحني يُقبل يديها: 


_طبعًا كُنت فاكر، بس كنت برخم عليكِ شوية، هو أنا أقدر أنسي يوم زي ده برضو. 


أخرج السلسلة، ثم أقترب منها، يُلبسها إياها، وبعد أن أنتهي إبتعد قليلاً لكي يرى جمال السلسلة عندما أرتدتها هي، وكأن جمالها ذاد عندما وُضعت حولها عُنقها المرمري، كانت تتراقصُ هي فرحًا: 


_حلوة عليا؟ 


سألته، فأجابها هو بحُب: 


_تعرفي أنها مكنتش حلوة كده في الأول، أنما لما لبستيها بقت تجنن علشان أنتِ اللي لبساها.. 


_بجد 


_بجد جدا.. 


سحبته من يديهِ بحماس، تنهض من مكانها قائلة: 


_أنا كمان عمالاك مفجأة تعال... 


نهض معها، سحبتهُ خلفها إلي الداخل، إلي غرفة نومهم تحديدًا، وقبل أن تفتح الغرفة المُغلق بابها، اوقفتهُ، قائلة: 


_يوم جوازنا مكنش الطف حاجة، علشان كده أنا حابة اليوم النهاردة يبقا مميز، مُمكن؟ 


أبتسم لها، هامسًا: 


_مُمكن!

الصفحة التالية