رواية جديدة الضالين لزينب عماد - الفصل 1 - 4 - الثلاثاء 7/5/2024
قراءة رواية الضالين كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية الضالين
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب عماد
الفصل الأول
4
تم النشر يوم الثلاثاء
7/5/2024
بينما توبه لم تحرك ساكنه ولم تعطى أى فعل يذكر وهذا أثار ريبته...ولأن طارق يملك الكثير من معارف والده من رجال الأعمال القاتنين بهذا المنتجع وكان ذلك من حسن حظه...
فقد إستطاع توفير سياره تعيدهم للقاهرة بأقصى سرعه...وخلال ساعات وصلوا للمشفى وتوبه لاتزال على حالتها الساكنه...وريم بجوارها تبكى وهى شارده بعالمها الخاصه...
إلا أن المشاعر بدأت تظهر على ملامح وجه توبه حين توقفوا أمام المشفى....وهى تسرع نحو بابها حتى وصلت للإستقبال وعيون تلمع بدموع تأبى السقوط....وكأن بسقوطها ستفقد أحب الناس على قلبها....
ولكن حين وصلت أمام الإستقبال إنعقد لسانها...
وهى لا تستطيع السؤال عنهم خوفها من الجواب الذى ستتلقاه....إلا أن حضور طارق وريم أنقذوها والذى قال بلهفه ونفس منقطع بسبب ركضه خلف توبه:لو سمحت ممكن نعرف مكان العيله الى جت
فى حدثه من شويه؟!...
أجابته الممرضه بعمليه:الاتنين الى كانوا قعدين وراء الحمد لله عندهم بعض الرضوض وكسور....تنفس الجميع براحه من حديث الممرضه المطئن إلا أنها أكملت حديثها قائله بصوت يحمل بعض الشفقه:بس الى كان سايق العربيه والست الى جنبه حالتهم خطيره جدا...وفى العمليات أدعولهم ربنا يقومهم بالسلامه...
كانت توبه تشبه التمثال الرخامى لا يصدر منها أى صوت...بينما ريم تمسك بكتف طارق متشبسه به وهى تبكى وتنظر للممرضه برجاء أن تخبرها أنهم سيكونون بخير....
إبتلع طارق ما بجوفه وهو يشعر بالمرار عالق به قائلا بتوتر وهو يشعر أن القادم أسوء:طب هما فى أنهى دور لو سمحت؟!...
ردت الممرضه بهدوء:الدور التالت حضرتك...
وكالعادة أسرعت توبه نحو المصعد تركض على درجات المصعد بأقصى سرعتها....وهى لا تستمع سوى لصوت تنفسها القوى يصم أذنيها....وخلفها يركض كلا من طارق الممسك بأيدى ريم ليستطيعوا اللحاق بها...ولكنه إستطاع رؤية مازن يقف بنهايه الممر...مما جعله يتنفس براحه لرؤيته معافى سوى من ذلك الكسر بيده اليمنه...
بينما كانت توبه تردد بصوت خرج متشقق وكأنها ظلت تصرخ لساعات...ولقد كانت تفعل ذلك ولكن بصمت كما كانت تدعو خالقها بتضرع:ياارب...
ياارب نجيهم....ياارب أنا مليش غيرهم ياارب....
وبسبب رؤيتها المشوشه لم تستطع رؤية شقيقها... ولكنها رأته يقف مستنداً بإرهاق جوار باب نقش عليه بالخط العريض العمليات...
حينها أصبحت تركض أسرع وعقلها يهيئ إليها أنها كلما أسرعت كان هذا أفضل لوالديها وسيكون لها فرصه أفضل لرؤيتهم...ولكن قبل اقترابها أكثر خرج الطبيب بوجه غير مقروء من غرفة العمليات قائلا بعمليه: البقاء لله....
هنا توقفت توبه عن الركض كما توقف عالمها عن الحركه...وأصبحت لا ترى شئ...كما أصبح كل شئ يسير ببطئ على عكس ما كانت تشعر به منذ لحظات...كما كانت تنظر لما حولها وكأنها ليست جزء منه....لهذا كانت تنظر ل شقيقها الثائر وهو يحاول الدخول ليرى والداهم ولكن طارق ومن حوله يمنعونه من ذلك...لهذا كان يصرخ بالكثير من الكلام الذى لم تستطع سماعه....
حاولت توبه السير نحوه لتخفف عنه إلا أن قدميها كانتا متيبسه كما كانت تشعر بثقل شديد على قلبها...وكلما حاولت التحدث منعتها تلك الغصه المريره التى حطمت قلبها لأشلاء...وكأن أحبالها الصوتيه قد انقطعت...
بينما كانت ريم تجلس أرضا وهى تضع يدها على أذنيها تبكى بصوت مرتفع...وصوت شهقاتها يرتفع أكثر وهى تقول بألم وتحسر:يارب...ياارب...
كانت توبه تشعر بأنها تفقد روحها وهى لا قدرة لها على إيقاف الأمر.....مما جعل رؤيتها تتشوش وهى تضع يدها على عنقها لتحاول التنفس...إلا أن الأمر
لم ينجح حتى قررت الاستسلام...وشعرت بالظلام يجذبها مخلصاً إياها من ذلك العذاب...
كانت الأجواء مشتعله فقد حاولت إحدى الممرضات تهدأت ريم...بينما أحد المرضى أعطى ل مازن حقنه مهدئه ليهدأ من ثورته....
بينما أسرع طارق وأحد الممرضات نحو توبه لحملها بعد سقوطها أرضا بعدما فقدت الوعى...وحين تأكد أنها ستكون بخير خرج ليعلم مَن مِن والديها قد توفى؟!...فعلم أن والدها من توفى فإصابته كانت بليغه....
ووالدتها بالإنعاش الأن وحالته مستقرة وستظل تحت الملاحظه خلال الأربعة والعشرون ساعه القادمه...
بينما تسنيم شقيقة توبه قد أصيبت يدها بإعاقه بسبب دخول بعض الشظايا بيدها...وبقاء البعض الأخر الذى لم يستطيع الأطباء إزالتها خوفا من أن تسوء الحالة....والتى قامت بقطع الضفيرة العضديه والتى ترسل الإشارات من الحبل النخاعى للكتف واليد....إلا أن هناك أملا لعلاجها بإجراء بعض العمليات...
كانت المصائب تتوالى ولا يعلم طارق ماذا عليه أن يقول ل توبه حينما تستفيق من إغمائها.....وتتسأل عن والديها وشقيقها وشقيقتها....
"إنتهاء الفلاش باك"
عاد طارق من شرود على يد توبه التى تجذبه وتشير له بسعاده على شئ ما....فنظر طارق لما تشير إليه فوجدها تشير لعربه تمر من أمامهم مليئة بغزل البنات الملون....وهى تقول بحماس:قوم بسرعه يا طارق قوم بسرعه ده غزل بنات....
نظر لها طارق مبتسما بحنان قائلا:عيزاه زى كل مرة... أومأت له توبه بسعاده....فأسرع طارق نحو البائع وجلب لها طلبها المعتاد....وهو غزل بنات مليئ بالكثير من الألوان....
❈-❈-❈
كانت ريم تقف بتخشب أمام أحد أبواب العمليات المغلقه...وهى تتذكر جيداً أنها وقفت أمام ذلك الباب الحصين منذ ثلاثة أعوام...ولكنها تشعر وكأنه الأمس إلا أن المختلف بالأمر أن بالماضى كان خالها وزوجته وأبناهم من قاموا بحادث مروع مات خالها وزوجته بسببه...
أما اليوم فهى تنتظر خروج أحدهم ليطمئنها على شقيقتها التى وجدتها تنزف بقوة بسبب ضرب زوجها لها....والذى يكون إبن خالها العزيز الذى إعتاد على إهانة شقيقتها...
ولكنها تقسم أنها لن تدع الأمر هذه المرة يمر مرور الكرام...فهى لن تنتظره حتى يقتل شقيقتها كما فعل وقتل والديه من قبل....
أخرجها من شرودها خروج الطبيب من غرفة العمليات.....والذى صدمها حديثه وأصاب قلبها بالحزن والألم يغلفها وهو يقول بعمليه:الحمد لله قدرنا ننقذ المريضه....لكن للاسف فقدنا الجنين حمدالله على سلامتها...
أومأت له السيدة سناء بسعاده وهى تشكره بحرارة...
فهى رغم حزنها على فقدان حفيدها إلا أن وجود إبنتها سليمة معافه هو الأهم...
بينما تسنيم تقف جوارها تؤزرها وهى تربت على ظهرها بحنان....وعمتها تستند عليها وهى تبكى بضعف...
نظرت لهم ريم بحزن وهى تتبع الطبيب قائله بثبات: لو سمحت ممكن أعرف هى ليه قعدت كتير أوى كده فى العمليات....أنا أسفه لتدخلى بس أنا أعرف أن فى العادى العمليات الى زى دى مبتخدشى وقت طويل أوى كده...
أومأ لها الطبيب مؤيدا وهو يقول بعمليه:كلامك مظبوط بس لأن الأستاذة مريم مش أول مرة تعمل عمليه زى دى...شعرت ريم أنه قد تم صفعها وهى تستمع لحديث الطبيب الذى أكمل دون أن يلاحظ تلك الصدمه التى إرتسمت على صفحات وجهها:أنا عملتلها العمليه دى تلت مرات لحد دلوقتى وللأسف كل ده كان فى أوقات متقاربه مش بعيده...وبيكون بعد ما الجنين بدأ يتكون جواها...يعنى فى بدايه الرابع وده سبب ضرر على الرحم بسبب الشفط الى بنعمله علشان نسحب الجنين من الرحم...وأنا حزرت الأستاذه توبه لما جت معاها....وهى وعدتنى أنها هتخليها تحافظ بس للأسف الى شفته انهارده كان عكس كده...
كانت ريم تنظر له بعينى صادمه من كثرة المعلومات التى يخبرها بها الطبيب....إلا أن أكثر ما جذب إهتمامها نطقه لإسم توبه والتى كانت أتت مع شقيقتها أثناء إجهاضها...لما ليس لها علم بهذا؟!..
لما أخفت توبه الأمر؟!..لما؟!..
خرجت ريم من شرودها وهى تقول بصوت خرج مهزوزا...بسبب إنفعالها الذى تحاول كتمانه وعدم تفجيره بالطبيب الذى لا ذنب له:شكرا لحضرتك...
وعادت لوالدتها وإبنة خالها من جديد قائلة بجمود: خليكوا انتو مع مريم وأنا هروح أجبلها هدوم وهاجى علطول...
أومأت لها والدتها هى وتسنيم التى دائما ما تظل صامته.....خاصه فى تلك المواقف الخانقه التى تذكرها بحادثها مع والديها...
كادت تبتعد ريم عنهم إلا أن والدتها أوقفتها قائله: مش هتتصلى بتوبه تعرفيها الى حصل يا ريم...
لم تستطع ريم منع تلك الابتسامه الساخره التى إرتسمت على شفتيها إلا أنها أزالتها قبل أن يلاحظها أحد...وهى تقول بجمود:لا....ومحدش يتصل بيها سبوها هى لما تيجى هتعرف...انهت حديثها ورحلت عازمة على أخذ ثأر شقيقتها من ذلك اللعين...كما أنها لاتزال لم تصدق ما قاله لها الطبيب منذ لحظات عن شقيقتها وصديقة عمرها توبه....التى ظنت أنها لا تخفى عنها سراً إلا أنها مخطئ...ولهذا هى لن تجعل الأمر يمر مرور الكرام...
فالتتخلص من ذلك الحقير الذى دائما ما يفرغ غضبه بشقيقتها أولا....ومن ثم ستواجهه صديقة عمرها بتلك الحقائق التى علمت بها من غيرها ومن قبيل الصدفه...
وصلت ريم لقسم الشرطه وطلبت من المخبر أن تقابل الضابط لأمر هام...تركها المخبر للحظات ثم
عاد لها من جديد سامحاً لها بمقابلة الضابط...
دخلت ريم وهى تحاول أن تهدأ من نبضات قلبها الثائره فهى تدلف لقسم الشرطه للمرة الأولى بحياتها....
لاحظ الضابط توترها فإبتسم وهو يقول بهدوء:
إتفضلى...نظرت له ريم بثبات زائف وهى تجلس أمامه قائلة بدون مقدمات:لو سمحت انا جايه أعمل محضر بالتعدى للضرب...
يتبع....
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب عماد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية