-->

رواية جديدة فاتنتي الغامضة لإيمي عبده - الفصل 10 والأخير - الأحد 12/5/2024

 

قراءة رواية فاتنتي الغامضة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قراءة رواية فاتنتي الغامضة

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل العاشر

والأخير

تم النشر يوم الأحد

12/5/2024


- من تقصد؟


- أنتِ واخاكى


كانت كمن فقد العقل للحظه فحاول ببطأ إفهامها وكأنها طفله صغيره فوقع الصدمه أفقدها التركيز


- هذا يعنى أننا لسنا مدينان لها


- على العكس تماما هى المدينه والمدانه


- هل يعنى هذا أن أخى بأمان


- لما هل كانت تهدده بشيء؟


قبل أن تجيب تذكر حديث التحرى كذلك على فتابع بحذر


- أخاكِ بأمان فقد كان السيد علي هو من أنقذه من مأزقه وليست هى كما إدعت ولم يدفع أى أموال وهذا يعنى أن أخاكِ لم يوقع على شيء يدينه


إتسعت عيناها حين فطنت لما يقول والذى يعنى أنها كانت حمقاء ساعدت هند بصمتها على إذلالها فلو أفضت بما يعتمر قلبها من مخاوف لأخاها أو أخبرته لما تعانيه مع هذه القاتله لما عانت كل هذا بلا فائده فنظرت إليه بغضب


- أتعنى أنها عذبتنى كل هذا الوقت بلا سبب منطقي؟


- نعم


- لماذا؟!!


- أرادت التخلص منكِ لتمرح كما يحلو لها فأنتِ تشكين بأمرها وهى لا تريد أن تخلف ورائها ما يهدد خططها


طال بهما الحديث حتى لم ينتبها إلى صديقة سوزان التى تسترق السمع وقد ذهلها حقا ما سمعته فأسرعت لإلتقاف هاتفها وأجرت إتصال لصديقه لها تداوم على الثرثرة معها حيث اسرعت بالقول


- لقد كنتِ محقه


سألتها بضجر: بأى شأن؟


- بشأن السيدة هند


- لا أفهم


أوضحت لها: لقد كانت خادمه بالفعل


- ألم أقل لكِ لكن أخبرينى كيف تيقنتى من الأمر


- لن تحذرى


- ماذا؟


- لقد هبطت عليها الثروه بقتلها لرب عملها


صرخت بجزع: ماذاااا؟!


- لا تصرخى فى أذني


- أعتذر لكنى صعقت يا للهول... قاتله!


- بلى ولن تتخيلى من هو رب عملها هذا


تلاشى ضجرها وسألت بحماس: من هاه من؟


- عم تلك الفتاه التى يعاملونها كالخدم 


هتفت بعدم تصديق: ليلى!


أجابتها بسعاده وقد إسترعت إنتباها لتنصت بإهتمام: نعم هى بشحمها ولحمها وقد علم فارس بالأمر ويبدو أنه لن يرحم أحد 


- نعم لقد لاحظت ميله لتلك الفتاه لكن هل تعتقدى أن سوزان ستتركه لها


- أيتها البلهاء أنسيتى أن هند هى والدة سوزان فإذا كانت قاتله واموالها مسروقه من ليلى فحين يعيد فارس الأمور إلى نصابها ستصبح تلك السوزان فأره عفنه لا تقوى على شيء تماما كما يجب أن تكون 


لم تدرى أى منهما أن هناك أذن ثالثه تستمع لهما فحين مرت هند بجوار الغرفه وسمعتها تهتف بإسمها وقفت تستمع لما يقال وقد جحظت عيناها بذهول لما سمعته فكيف عرفت هذه الفتاه بهذه القضيه وكيف عرف فارس بالأمر والأسوأ كيف ستتخلص من هذه القضيه 


لمعت عيناها بخبث كل هذا من أجل ليلى أليس كذلك فارس لا يعبأ بالميراث فلديه الكثير ولا يحتاج لمال ليلى وسوزان الغبيه متمسكه به رغم نفوره الواضح منها لذا فلابد وأن تجبرها على تركه وتجعل ليلى تمنعه من أى تصرف أحمق لكن كيف ستفعل هذا لو علمت ليلى بالحقيقه فلن يهدأ لها بالا حتى تستعيد حقها كاملا وستحاربها لآخر نفس 


إبتسمت فجأه بخبث إنه أمجد نقطة ضعف ليلى التى ستضغط به عليها لتجبر فارس على التراجع الا يريدان بعضهما فليكن وستخرج سوزان من طريقهما لكن ستخرج هى بأمان معها أيضا 


❈-❈-❈


أسرعت هند تبحث عن سوزان هنا وهناك حيث وجدتها بالأخير تجلس بغرفة المعيشه تشاهد عرضا مباشرا لأحدث أزياء العام وتدون أيهم ستشتريه فأمرتها باللحاق بها لكن سوزان لم تبالى وظلت مكانها


ثارت هند وهتفت بغضب: ألم أخبركِ أن تتبعينى أيتها الحمقاء


- سأنهى مشاهدة برنامجى الهام أولا


- فليذهب برنامجك إلى الجحيم


فصلت هند جهازها من القابس وأمسكت بيدها تجرها خلفها بغضب غير منصته لتذمراتها ولا مهتمه بسقوطها أكثر من مره حتى وصلت بها إلى غرفتها وقبل أن تتفوه بأى كلمة إعتراض وجدتها تلقى إليها بحقيبه كبيره 


- ضعى حاجياتك الهامه وكل ما هو ذا قيمه غاليه هنا


تلاشى إنزعاجها وسخطها وسألتها متعجبه: ولم هذا؟!


- سنرحل من هنا


- إلى أين؟!


- لا أعلم لكن لابد وأن نغادر فورا


- هل إشترى فارس منزلا جديدا؟


حينها إنفجرت بها هند: أيتها الحمقاء لقد أغرقنا عشقك له وهو لا يعبأ بكِ حتى كل ما يريده هو رضا ليلى وسندفع نحن الثمن


هتفت بسخط: لقد أخبرتك أنها ماكره حقود تريد أن تسرقه منى ولم تصدقيننى لكنى لن أسمح لها بهذا مطلقا


- أفيقى من غفلتك هو ليس لكِ من الأساس لتسرقه


- بلى إنه زوجى


- زوجك المجبر عليكِ الذى لا ينفك يبحث كل دقيقه عن أى وسيله ليتخلص بها منكِ


- لا يهم سيظل لى


- إنه رجل من لحم ودم وليس دميه تتحرك وفق أهوائك ولا لعبه يمكنك إقتنائها لنفسك


- لا أعبأ بكل هذا فإما هذا وإلا...


تابعت بدلا عنها بسخريه وضجر : ماذا هل ستهددى بقتل نفسك مجددا أتعلمين سيكون هذا أفضل ستخلين الطريق لهما ويلتهيا ببعضهما وأستطيع أنا النفاذ بمالى


إتسعت عيناها بصدمه: ألا تهتمين؟!


- لن أدفع حياتى ثمنا لأفعالك


- أولستِ أمى!


- بلى لكن هذا لا يعنى التضحيه بحياتى حياتى غاليه عليّ ولن أضيعها هباءا عزيزك فارس لا يرغب بكِ ويخطط لإلقائى بالسجن وتشريدك


قضبت جبينها بضيق شديد: ولما سيلقى بكِ إلى السجن؟


- هل نسيتِ سريعا؟ لم يمر على الأمر أعواما


- أى أمر


- ألم أكن خادمه؟


- لا تذكرى هذا أخبرتكِ مرارا لا نريد أن تهتز مكانتنا


- عزيزتى أصبح الجميع يعلم وأنتِ بالنوم حالمه


إهتز عرش أحلام سوزان حين تفوهت والدتها بهذه الكلمات وسألتها بصوتٍ يرتجف


- ماذا تعنى؟


- أعنى أن صديقتك اللعينه سمعت من فارس بما علمه وأفشت الأمر للجميع


إتسعت عيناها برعب: عما تتحدثين؟


تأففت بغضب وصرخت بها: أعنى انكِ حمقاء أتيتِ بكل من يمقتك لتتفاخرى أمامهم وحين واتتهم الفرصه أوقدوا حولك اللهب وينتوون إشعالنا لقد علم فارس بشأنى


شهقت بفزع: يا للهول سيحط هذا من قدرى


إتسعت عينا هند بغضب وأمسكت كتفى سوزان بقوه وهى تهزها بسخط


- أيتها الغبيه الأمر أخطر من غرورك الأبله 


إنخفض صوتها قليلا وهمست بفحيح مخيف: لقد قتلت لأصل لهذا ولن أضيعه هباءاً لأجلك أتفهمين؟


- ماذاااا؟!


هالها ما قالته لكن هند لم تبالى بصدمتها وهمست ساخره: ماذا ظننتِ هل تهبط الأموال من السماء


- لكن هل قتلتِ أحدهم حقا؟!


- نعم 


- من يكون؟


- عم ليلى 


- ماذا؟!


- أعلمتِ الآن لما أهتم بها فإبتعادها عنى لا يجعلنى بمأمن هذه الأموال لها ولأخاها عمها الغبى أوصى بها لها آه لو كنت أعلم الأحمق  رفضنى ثم ترك المال لهم ثم سممته لأتخلص منه لظنى أن المال أصبح لى ولم أعلم بفعلته الحمقاء وحين تمكنت من تلميذه أتاه الموت ليحي ضميره ويبتزنى ولكن الآن وقد ظهرت الحقيقه فستكون حربى بها علنيه ويجب أن أأمن شرها سنترك هذا المكان وستنسين أمر فارس نهائيا حتى نستطيع الهرب


- لا ماذا تقولين لا يمكننى فأنا أحبه


- بلى يمكنك لأنكِ إن لم تفعلى ستتعفنيين بالأزقه القذره فهو لن يبقى عليكى لقد واتته الفرصه الذهبيه للتخلص منكِ أتعلمين أنا المخطئه لقد دللتك كثيرا وحين إستطعت النفاذ من الفقر رفعتكِ عاليا وأصبحت رغباتك كل هدفى لظنى أننى أسعدكِ ورغم إحساسى بالخطر من زيجتك بهذا الفارس إلا أننى وافقتكِ كان يجب أن أتتركِ تموتين ولا أوافقك أيتها الحمقاء المدلله أنا من وُضعت بين شقى الرحى هيا أحضرى كل أشيائك الثمينه وإلحقى بى وإلا هلكتِ


إضطرت سوزان للرضوخ إلى رغبة والدتها والتسليم بالحقيقه المزعجه ورفض فارس لها لكن سؤالاً ظل ينخر برأسها حتى غامت عيناها بالدموع فتأففت والدتها


- ماذا هناك؟


- لما لم يحبنى؟


- لا أحد يحب الإجبار لقد أضعتِ فرصتك الأولى بجعله يرتبط بكِ رغم أنفه وأضعتِ أى فرصه تاليه لتسليمك بأنه لا مفر له من دونكِ فقط لأن والدته تدعمكِ كان يجب أن تحاولى إستمالة قلبه باللين


نظرت نحوها بضيق وسخرت من كلماتها: ما كل هذه الحكمه لم تستطعى التأثير على المحامى الأحمق


صرت أسنانها بغضب: لقد كان ذاك النوع المخلص من الرجال فرغم وفاة زوجته منذ سنوات لم يشتاق لدلال إمرأه غيرها لقد علمت لاحقا أن الكثيرات حاولن بلا فائده على كل لقد رحل وأمواله لى ولن ينالها غيرى حتى لو إضطررت لقتل آخر


- من تعنين؟


- هل تظنى أن زوجك المبجل سيتركنا لحال سبيلنا مادمنا غادرناه لا عزيزتى فلو لم يكن لأجل الإنتقام منكِ لما فعلته به فلأجل ليلى سيلاحقنا حتى النهايه لذا فخطتى تقتضى وجود كبش فداء لى


- ومن سيكون؟


- أمجد


صمتت للحظه ثم تابعت: على ما يبدو أنه لم يعلم بشيء بعد لذا سيسهل إستدراجه


- وكيف هذا؟


- بفضل ليلى بالطبع فأخته الحبيبه حين يعلم بمصابها سيأتى راكضا حيث أريد


- أى مصاب؟


- الحادث الذى أغرقها بدمائها


سخريتها جعلت سوزان تفطن أخيرا بأن مقصد والدتها أنها ستبتدع هذه الكذبه لتوقع به فأومأت بصمت ثم نظرت إلى إنعكاس صورتها بمرآه السياره لترى الطريق الذى تعرفه يبتعد شيئا فشيئا 


❈-❈-❈


لقد أوضح فارس خطته لليلى التى شرع فى تنفيذها بالفعل كما أخبرها عن حقيقة زواجه من سوزان وكيف تمكنت منه وأفضى لها مكنونات قلبه العاشق لها كما أخبرها بأنها تخللت أوردة قلبه منذ لقائهما الأول وقص لها عن لقائهما الثانى الذى لا تعرفه وقد فاجئها حقا بهذا الحديث وصدمها أنه يظنها لا تعبأ به ولا تُكِن له أية مشاعر فإعترفت له بخجل أنها تعشقه كما يفعل بل وأكثر لكنها لم تتخيل أن يلحظها وقد ظنت أن كلماته لها ومحاولاته للتقرب لها فقط للتسليه أو خطه من سوزان للسخريه منها ورغم إنزعاجه لسوء تقديرها لمشاعره لكن أسعده أن تكون عاشقه متيمه له بعد أن ظن هذا مستحيل


❈-❈-❈


لقد إكتشف فارس لاحقا هرب هند وإبنتها حين وجد صديقة سوزان تبحث عنها بلا جدوى وقد أخبره أحد الخدم أنهما غادرتا يحملان حقيبتى سفر ضخمتين وحين بحث بغرفتهما وجد أنهما حملتا كل غالى وثمين وإختفيتا فأخطر ليلى بهذا وطلب بأدب إلى صديقة سوزان المغادره


لم يجعل هرب هند فارس يتراجع بل أصر أكثر فقد هربت بمال ليلى فلا أحد يعلم أين تضع الميراث فبعد أن سرقته بمساعدة المحامى أخفته بمكان لا يحذره أحد فقد بحث فارس بكل البنوك بلا جدوى 


❈-❈-❈


بعد يومان وصل إنذار لليلى بأن أخاها هرب من الجيش ففزعت وحاولت الإتصال به لكنه لا يجيب فحاول فارس مساعدتها بالتواصل مع أحد زملاء أمجد الذى تصادف أن والده صديق لعلي لذا ساعده بترحاب فأعلمه أنه تلقى إتصال غامض أفزعه وجعله يخرج فزعا من مسكنه قبل نهاية عطلته بساعات قليله ولم يعد بموعده وقد مر على هذا أكثر من يومٍ كامل فإعتُبِر هاربا فسأله بهدوء 


- ألا تعلم من هاتفه؟


- لا


- ولا عن أى شيء تحادثا؟


صمت للحظات يتذكر ثم هتف بحماس: بلى أعلم لقد كان مضطرباً وحين سألته عما حل به صرخ غاضباً بأن ليلى قد أصيبت بحادث مميت لكن لا أعلم من تكون تلك الليلى فأمجد لا يتحدث سوى عن أخته التى لا أعلم إسمها


- أمتأكد أنت من هذا؟


- نعم 


- حسنا أشكرك كثيرا


- لا بأس لكن إذ وجدته إجعله يعود إنه جندى رائع وعقابه سيضر به 


- سأفعل


بحث فارس عن أمجد ولكن بلا جدوى وتأثرت ليلى بهذا كثيرا وبدى الحزن جليا على ملامحها الرقيقه وكانت على وشك اليأس حين وجدت الخادمه تخبرها بوجود إتصال لها من إمرأه ترفض البوح بإسمها وكادت ترفض لكن الخادمه أخبرتها أن المتصله تريدها بشأن أخاها فهرعت إلى الهاتف


- أين أخي؟


- إنه هنا أمامى


قضبت جبينها حين سمعت الصوت وحاولت أن تحذر من فهو ليس بغريب عنها


- من أنتِ؟


- هل نسيتنى بهذه السرعه لا حق لكِ ليلى ألم نكن عائله كبيره محبه


إتسعت عيناها عين تعرفت على صاحبة الصوت وصرخت بفزع: ماذا فعلتِ بأخي؟


- لا شيء عزيزتى إنه يأكل ويشرب كباقى البشر


سخريتها البارده جعلتها تزداد فزعا وسألتها بإضطراب


- ماذا تقصدين؟


- أقصد أننى أطعمه وأسقيه كما أفعل مع كلبى حين يخطئ


- لاااا أيتها المختله الحقود ماذا تريدين منا بعد أخذتِ المال فلتتركينا بحالنا


- وهل ستتركينى أنتِ؟


- ماذا تعنين؟


- أعنى ما فهمته بالضبط طالما تنبشان أنتى وعشيقك الأحمق خلفي فلن أدعكما تهنئا لحظه


هتفت بصدمه: عشيقى!


فأجابتها بسخريه: نعم وهل له تسميه أخرى مازال زوج سوزان أم نسيتى؟


إتسعت عيناها بتفاجؤ فقد نسيت هذا تماما فى فورة إنشغالها بكل ما يحدث معها


وصل فارس ليجدها تمسك بسماعة الهاتف وتبدو مرتبكه حانقه فإقترب منها بحذر


- ما بكِ حبيبتى؟


نظرت إليه بسخط فاجئه وقد أنهت هند المكالمه فصرخت ليلى بوجهه


- والدة زوجتك المصون اختطفت أخي


- ماذا؟


فسخرت منه بغضب: اعتذر هل أهنتها دون قصد


قضب جبينه متعجبا: ماذا تقصدين؟


فصرخت بيأس: أنت تمقتها فلما مازالت زوجتك وانا بمنزلة العشيقه


- ما هذا الجنون؟


- إنها الحقيقه


- اهدئى فقط وسنتحاور


- لا أريد 


حاول طمئنتها وإمتصاص غضبها بتوضيح الأمر: أستطيع تطليقها اليوم والزواج منك لكنك منشغله باختفاء أخاكِ وحين إكتشفنا هرب سوزان ووالدتها أصررتِ على ألا نجتمع إلا بعد أن تقتصى منهما وانشغلنا بكل ما يحدث وغفلت عن الأمر فلم تكن هذه الزيجه مهمه بالأساس ولأثبت لكِ


أخذ منها سماعة الهاتف وأجرى إتصالا وسمعته يقول


- أريد إنهاء  كافة الإجراءات اليوم لا أريد لسوزان بأن تكون ذا صله بى مطلقا 


أنهى المكالمه وهو يخبرها أن محاميه سيتمم الأمر وتركها وغادر بعينان معاتبتان فأحست بالندم لقد تلاعبت بها هند وبدلا من أن تهدأ وتحاول إيقاعها وقعت هى فى فخها فلحقت به


- فارس أرجوك إستمع إلي


- ولما هذا أنتِ لم تستمعي إلى حين اطلقتى حكمك


أمسكت بيده ونظرت له راجيه: أنا أعتذر لقد  تمكنت منى وخوفى جعلنى لا أحسن التفكير


إنسابت الدموع من مقلتيها فلم يتمسك بغضبه بل لان سريعاً وإبتسم بدفء


- لا تخشى شيئا ما دمت معك


- لقد اختطفت أمجد وتسيء معاملته إنها تقيده وتضع طعامه على الأرض وتسقيه من إناء قذر


رفع حاجبيه مندهشاً: ما هذا الوصف البشع؟!


أخبرته بكلمات هند كما أخبرته أنها كانت تفعل هذا أمامها بكلبها حين يعصى أمرها والأسوأ أنها حين ينتهى من طعامه كانت تكيله الضربات بسوطها المخيف


ضغط فارس على أسنانه ليخفى رغبته الخانقه بالسب لتلك المرأه المختله لكى لا يزيد رهبة ليلى ويستطيع التصرف بهدوء 


❈-❈-❈


أبلغ فارس الشرطه وكذلك أوصل الخبر إلى قائد أمجد الذى كان غاضباً بشده لهرب أمجد  فهو يرى به نفسه بشبابه ولكنه ازداد غضبا حين علم ما حدث وقرر مساعدة فارس لإيجاد أمجد 


بدأ البحث بسريه تامه وانتظر فارس وليلى إتصالا آخر من هند وأتاهم هذا الاتصال بمنتصف الليل فأجابتها ليلى بخوف


- أرجوكِ إتركى أخى لا أريد المال


فأمرتها بحده: ستتنازلان عن هذا الميراث لى


- حسنا


- وسيساعدنى فارس للسفر به خارج البلاد


نظرت ليلى إلى فارس بترجى فأومأ بصمت فتنهدت بتعب وأجابتها


- لكِ هذا


- حسنا أتمى هذا وسأخبرك بعدها عن مكان أخاكِ


- لاااا إنتظرى لا


إنهارت باكيه فضمها فارس إليه حتى هدأت وطمئنها أنه سيفعل كل ما تريد وظل بجانبها حتى نامت فحملها إلى فراشها ودثرها جيدا ثم غادر متوجها إلى منزل قريب تم استئجاره يضج بأفراد من الشرطه والجيش حيث تم رصد موقع هند من خلال تلك المكالمه وأصبحت الخطه الآن هى التسلل إلى هناك وإنقاذ أمجد أولا من يدها ثم إلقاء القبض عليها وكل هذا بدون علم ليلى لكى لا تزداد رعبا 


تم تنفيذ الخطه المتفق عليها مع متابعه حذره من فارس لكى لا تنتبه ليلى لما يحدث 


لقد كانت هند وإبنتها يمكثان بمنزل ريفى قديم وقد وضعتا أمجد تحت حراسة رجلين ضخمين إنهما لصان مأجوران إستطاعت هند الإتيان بهما لتمسك بأمجد فحين وصل حيث أخبرته أنه موقع تواجد أخته بعد الحادث المزيف هجم عليه الرجلين وقيداه ومنذ حينها وهو أسير لديها ولم تفعل ما قالته لليلى فهى لم تجعله حتى يراها فقد أوكلته للرجلين حتى لا تثور غضبا كلما رأته وتذكرت أنه بسببه هو وأخته ستخسر كل شيء وقد تسيء التصرف بفورة غضبها وتفسد خطتها هى فقط أرادت أن تخيف ليلى لتنفذ لها رغبتها


❈-❈-❈


تحت ظلال الظلام ترقبت الفرقه المكلفه بالمهمه المنزل وتسلل الأفراد تباعا خلف قائدهم حتى تم محاوطة المنزل من كل الجهات ليتم  إنقاذ أمجد حينها إستيقظت سوزان تشعر بالإنزعاج من الناموس وتوجهت ساخطه إلى والدتها


- ألم تجدى سوى هذا المنزل لما لم تأتى لنا بمنزل على الشاطئ بدلا من هذا البلاء


- منزل الشاطى سنجد به من يتعرف علينا


- لقد مللت كل هذا


- تحملى قليلا حتى نستطيع الهرب


تأففت بضجر وفتحت النافذه فرأت طيف أحدهم بالخارج فدققت النظر لترى أنه ظلا اظهره ضوء القمر لرجلا يحمل سلاحا ففزعت وأخبرت والدتها التى تبعت نظرها ورأته فأسرعت بحمل ما تطاله من أغراض ثمينه حملتها بحقيبة سوزان وحملت حقيبة المال وسلاح قد أحضرته سابقا للإحتياط وخرجتا متسللتان إلى الغرفه التى تحتجز بها أمجد لتهددهم به إذا لزم الأمر وأمرت الرجلين بإتباعها وحين أصبحوا بالخارج واجهتهم الأسلحه وأمرهم القائد بالتسليم ففزعا الرجلين وتركا أمجد وإستسلما وصرخت سوزان وحاولت الركض بعد أن ألقت حقيبتها على الأرض فأمسك بها أحد الجنود ففزعت هند وأمسكت بأمجد وصوبت سلاحها صوب رأسه لكنه كان أقوى منها ودفعها بحده فأطلقت النار ولكنها كانت تترنح حينها فطارت رصاصتها لتنغمس بصدر إبنتها فصرخت بذهول وألقت بحقيبة المال التى تمزقت وطارت منها بعض الجنيهات لتسقط على سوزان الغارقه بدمائها وركضت تحتضنها وهى تصرخ بجنون


تم إلقاء القبض عليها ولم تحضر حتى جنازة إبنتها التى لم تحدث فقد تم دفنها بصمت فى مقابر الصدقه فهى بلا عائله فقد توفى والدها منذ سنوات بعيده وكان وحيدا لا أهل له وقد فقدت هند عقلها من هول الصدمه وقضت ما تبقى من سنوات عمرها وعقوبتها بمصحه للأمراض العقليه


بينما عاد أمجد إلى أخته سالما ورحب كثيرا بطلب فارس الزواج منها وإنتظروا فقط حين يعود علي وهناء كما إتفق معه فارس أنه سيدعم موهبته إذا ما قرر العوده للكتابه وستكون أعماله بإسمه فأسعده هذا وقرر أن يقم بالكتابه بعطلاته 


بعد شهر كامل أقيم زفاف بسيط حضره المقربين والفرحين لسعادة فارس وليلى أتمه الله عليهما بخير وأسعدا كل محبين يهنئا بالزواج الحلال


تمت

 

يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة