رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 12 - 1 - الأربعاء 1/5/2024
قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ما بين العشق والهوس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثاني عشر
1
تم النشر يوم الأربعاء
1/5/2024
أشاح عصام بوجهه للناحية الأخرى، لا يود نعت زميله وإحراجه بشئ يستحقه، فالتف إليه يردف الكلمات بتمهل وكانه يخاطب إنسان بطئ الفهم:
-قلت امرأتي وأمرأتك وليس حراسة الملحق فقط، فا سمع وافهم جيدًا يا حبيبي معنى الكلمات.
استوعب عمران اخيرًا فتوسعت عينيه بارتياع وهو يسأله:
-تقصد جلسة لهن معنا؟
-نعم، فقد أمرت ابتسام ان تنزل إلي وتأتي بزوجتك أيضًا.
قالها عصام ببساطة كادت ان تصيبه بجلطة دماغية برأسه، هم ليصب جام غضبه عليه ويخبره بالأعتراض حتى يُثني الزوجتين عن المجيء، ولكنه أُجفل برؤيتهن بالفعل.
عزة تخرج من الملحق بالخطوات البطيئة مستندة على ذراع ابتسام التي لا يثبت نظرها على شئ حولها.
وتحرك عصام على الفور ليقرب الكرسي لعزة، كما ساعدتها ابتسام في الجلوس والاستراحة عليه، قبل ان يأتي بالاَخر لزوجته، ليفاجأ بقول عمران:
-ما كان بجب عليكن النزول في هذا الجو البارد؟
بوغتت عزة بقوله فانعقد لسانها عن الرد الذي لم تتأخر به ابتسام لتصدمه:
-وهل بداخل الشقة المنطفئة عنها الكهرباء يوجد الدفء؟
تلجلج في رده لها بعد ان أحرجته:
-اا على الأقل الشقة بها غطاء يدفئها، لكن هنا البرد شديد.
-والنار التي أشعلتها انا، ماذا تفعل؟
هتف بها عصام من خلفه ليزيد من سوء وضعه، فتابعت له الأخرة وقد تشجعت برد زوجها لتخاطبه بحدة:
-صدقت يا عصام، هنا يوجد نار للتدفئة، كما يوجد بشر حولنا نستأنس بهم، خيرًا من الجلسة في وحشة الظلمة او على نور الكشاف العادي أو الهاتف....
-لا داعي للشجار، أنا أبتغي العودة.
تفوهت بها عزة مقاطعة لتزيد من حرج الاَخر وسخط عصام وزوجته عليه وهي تحاول الوقوف.
اقتربت منها ابتسام لتمنعها بعد أن حدجته بنظرة كارهة:
-انتظري حتى تستريحي الأول ياعزة.
وتدخل أيضًا عصام بقوله:
-اسمعي منها يا عزة، فلن يستطيع منعك.
كز على أسنانه عمران، فهذا العصام لا يعطيه فرصة أبدًا في تحسين صورته أمام المرأتين، بل يبرع بحيله الغريبة في اظهار ابشعها، وهو الذي يرفض جلستهن بسبب لا يستطيع البوح به، ولأنه لم يملك حجة بأي شئ يساهم في اقناعهن بالعودة، لذا فاستسلم بالموافقة مع فعل يحاول به حفظ ماء وجهه:
-اجلسي يا عزة واسمعي من الأثنين .
هتف بها وهي يخلع عنه معطفه ليضعه عليها، وتابع ليزيد من دهشة الثلاثة:
-تُصرفي كان ينبع فقط من واقع خوفي عليك وعلى الجنين.
صعقت عزة وهي تفاجأ بدفء المعطف عليها وكفي زوجها تحاوط كتفيها، حتى كادت أن تصدق حجته.
لولا هذه النظرة التي انتبهت لها وهو يرمق بها جارتها،
زوجة رفيقه عصام والذي طالعه بشبه ابتسامة ماكرة غافلا عن نظرة رجل نحو زوجته لا تفهمها سوى امرأة تعرف زوجها جيدًا.
أما ابتسام فقد زمت شفتيها لتخفي امتعاضها منه ومن نظرته نحوها، فقد اَلمها زعل عزة بعد أن أحرجها بجفاء طبعه وعدم إحساسه، هذا الرجل لا يكف عن إبهارها بغباء.
ضحك عصام معقبًا على فعلته:
-نحن إذن ظلمناك يا أبا عمران، كنا نظنك ترفض المبدأ من أساسه.
قالها بأسلوب فكاهي جعل السيدتين تضحكان ليجعل الدماء تفور برأس الاخر وهو يُصر على التسفيه من فعله، بعد أن شعر أنه أحسن صنعًا، فكظم غيظه يدعي الإبتسام بقوله هو الاخر:
-والاَن عرفت الحقيقة وعرفت معدني الأصيل.
-نعم نعم، أنت فعلا معدنك أصيل
غمغم بها عصام وهو يومئ برأسه إليه ليسترضيه، مع ابتسامة خبيثة لا تفارقه، قبل ان ينتبه نحو الباب الخلفي للحديقة، فهتف بجدية إليه:
-ها وقد عاد الطبيب أيضًٍا، هيا بنا يا عمران .
التفت بجسده المذكور ليعلم بصدق قول رفيقه في العمل،
فتحرك بأقدام مثقلة من خلفه ترفض السير، خوفًا من استغلال هذه المجنونة الفرصة، لتوقف الطبيب كالمرة السابقة، وقتها ستكون نهايته.
-هيا يا عمران، تحرك لتُساعد معنا.
هتف بها عصام وهو يرفع مع الرجال في مولدات الكهرباء وبعض الإجهزة الآخرى بغرض إدخالها من خلف المبنى، تقدم هو مجبرًا وساهم في إدخال اثنين ولكن وفي حمله للثالث، انتبه على اقتراب ما يخشاه، وهو مع دلوف الطبيب كانت هي واقفة بجانب جدار الملحق في مكان متخفي قليلًا عن الأنظار، تُشير له بيدها.
في بداية الأمر لم ينتبه الرجل وهو يخطو نحو داخل الحديقة أكثر، ولكن ومع استمرارها، انتبه اخيرًا قبل أن يصل لباب المطبخ الخارجي، فتوقف يرمقها باستفهام، قبل أن يجفله عمران بصرخة قوية من داخل المطبخ، متألمًا من قدمه.
بعد أن أسقط الجهاز الثقيل الذي كان يحمله بين يديه عليها، كي يجذب انظار الطبيب إليه:
-اه اه، اشعر بان قدمي قد كسرت.
بالطبع مع فعلته الذكية استطاع صرف الطبيب عنها نهائيًا بالركض نحوه بالداخل:
-مابك يا عمران؟
-لقد وقع الجهاز الثقيل الذي كنت أحمله بيدي عليها، والألم بقدمي لا يحتمل. اه اه.
اقترب الرجال ومنهم عصام الذي أتى على الصوت سائلًا:
-ما الذي حدث؟ ما بك يا عمران؟
-إحملوه بتأني كي افحصه بالداخل .
هتف بها الطبيب عزيز اَمرًا لهم، بعد أن ألقى نظرة سريعة نحو القدم، ثم ذهب أمامهم ليتبعوه
أما هي فقد لعنت حظها بأشد العبارات بعد أن ذهب من أمامها ولم تسعد بنظرة واحدة منه إليها، فهذا الأحمق الذي هتف من الداخل، كان كالغراب نبح بصوته المزعج وخطفه منها، تحركت بسخطها حتى وصلت لتجلس بقرب النار، على الكرسي المجاور لعزة، والتي سألتها معاتبة:
-أين ذهبتي يا ابتسام وتركتني؟ هل هذا هو الونس الذي وعدتيني به؟
شعرت الأخرى بالحرج، فقالت تجيبها على الفور:
-لا تؤاخذيني يا عزة ولكني توقفت على صراخ أحد الرجال من باب المطبخ الخلفي.
سألتها عزة:
-من الذي كان يصرخ؟
.
❈-❈-❈
في منزله وبعد ان طمأنه الطبيب بأن أقدامه سليمة من الكسر، وأن ما أصابه هو بطحة قوية نتيجة لسقوط الجهاز فوقها، فلم يستدعي الأمر سوى لفها ببعض الأربطة الطبية، مع التوصية بالراحة عليها لعدة أيام، مع تناول الأدوية المسكنة.
كان مستلقيًا على كنبة الصالون التي وضعها عليه عصام، قبل أن يتركه ويذهب مع زوجته، وقد أمر الطبيب بصرف الإثنين ليستريحا عن إكمال النوبة المسائية، مادام المركز يعج بحركة البشر ولا يحتاج لحراستهم الاَن، عزة والتي ظلت صامتة منذ بدء معرفتها بما حدث، اقتربت تسأله بغرض فتح حديث ملح برأسها معه:
-ما حال قدمكِ الاَن؟
أجابها من أسفل ذراعه التي يغطي بها على عينيه:
-جيد والحمد لله.
-الحمد لله.
تمتمت بها قبل تتابع قائلة باستغراب:
-لم أكن أعلم أن ألم القدم شديدًا لهذه الدرجة، حتى يجعل الرجل بهيبته يصرخ بملء فمه:
رفع ذراعه عن عينيه يحدجها بنظرة مخيفة قائلًا بحدة:
-لا يعجبني تلميحك يا عزة، ماذا تقصدين به؟
تبسمت بجانبية تجيبه:
-أنا لا ألمح يا عمران، بل أنا أعقب على ما حدث، أم تظنني أسخر من إصابتك مثلًا، شفاك الله وعافاك من كل سوء.
قالتها ونهضت من أمامه على الفور، ليضرب رأسه على الأريكة من أسفله عدة مرات بغيظ، فقد استطاعت زوجته بكلماتها القليلة أن توصل مقصدها.
ليشعر بها وكأنها سياط جلد تلسعه، تظهر له حجم صغره وتفاهته في عينيها الاَن، بعد أن علمت بصراخه أمام الطبيب والعمال، على مجرد بطحة قوية قليلا بعض الشئ، وليست بالكسر كما كان يدعي.