-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 12 - 2 - الأربعاء 1/5/2024


قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثاني عشر

2

تم النشر يوم الأربعاء

1/5/2024


أما عن عزة 

فقد ولجت لغرفتها وعقلها يسبح بالعديد من الأفكار عن هذا الرجل زوجها، طوال السنوات التي قضتها معه لم تشعر في مرة أنها فهمت ما بعقله، ولكن سلوكه كان معروف لديها، قليل الكلام دائمًا وقليل الاستجابة بالضحك أيضًا.


لا يعبر عما يشعر به إلا في أضيق الحدود، تذكر في أحد الاَيام إصابه كف يده اليسرى بجرح كبيرة في الوسط، نتيحة لمساعدته في تقطيع لحوم عجل كبير؛ أمر بذبحه الطبيب للفقراء من أهل الحي، لقد أصابها الفرع يومها وهي ترى الدماء تسيل من يده بغزارة وهو صامت ويدعي أن كل شئ بخير. 

 

.إذن رجل بهذه المواصفات يأتي عليه الوقت ويصرخ بصوت عالي على مجرد ألم بقدمه، مهما كان حجمه، لقد ذكرت لها ابتسام، انها انتفضت على صرخته، وكان هذا سبب هرولتها لمعرفة السبب، وعلى ذكر جارتها، فقد تأكد إليها اليوم إعجاب هذا الرجل الشديد بالمرأة.


 تبسمت بسخرية مريرة وهي تتذكر هذه النظرة التي رأتها في عينيه وهو يرمق جارتها بها، لكم تمنت ولو مرة واحدة؛ أن تجدها منه إليها، ف المرأة مهما ادعت الحكمة والتعقل، ولكنها دائمًا ما تشتاق إلى نظرة إعجاب مثل هذه من رجلها، ف إن لم تجدها من زوجها، تبحث عنها أين إذن؟ 


زفرت بتعب لتتحرك خطوتين حتى تقف أمام المراَة، لتلمس بكفها على الطفل الذي يتحرك بداخل أحشائها متمتمة بالدعاء:


-اللهم اني وحيدة في دنياي، احفظ لي طفلي واجعله ونسي وأهلي في السنوات القادمة، وعلى مدار سنوات عمري حتى أتوفى وتسترد أمانتك، اللهم اجبر بخاطري واحفظه هذه المرة يا أكرم الأكرمين  


❈-❈-❈


وبداخل الشقة المقابلة 

خرج عصام من حمام غرفته ليلقي بجسده تحت الغطاء؛ الذي رفعه فجأة؛ دون أن ينبه زوجته التي كانت تتابع الفيلم على شاشة التلفاز، لتهتف بها مجفلة:

-اللعنة عليك يا عصام، لقد أفزعتني.


تجاهل الرد عليها وأعطاها ظهره بعدم اكتراث، لتقترب منه وتلامس بكفها على ظهر كتفه لتخاطبه بهمس:

-عصام، عصام .

زام من تحت الفراش معترضًا، فتابعت بسؤالها له:

-ما بك يا رجل؟ نويت أن تنام وتتركني حتى بعد أن أعطاك الطبيب راحة لهذه الليلة؟


اعتدل فجأة يحدجها بنظرة غاضبة ويجيبها بحدة:

-ماذا تريدين يا ابتسام؟ 

برغم خوفها من حدته ولكنها أكملت غير مبالية:

-اريدك ان تتحدث معي، مادمت حاضرًا بجواري هذه الليلة، ولست في مناوبتك كالعادة.


قضم على أسنانه يلوح بكف يده المفتوحة وكأنه يريد خنقها، ليردد بعد ذلك بتهديد:

-لقد سمح لنا الطبيب بالإنصراف من أجل الراحة، بعد جهدنا المضاعف لهذه الليلة؛ التي لم يُعد يتبقي بها سوى ساعات قليلة وتنتهي، ف اتركني الحق بهم، 


قال الأخيرة ليعود مرة أخرى للنوم ولكنها اقتربت منه مرة أخرى تقول بغيظ:

-هذا على أساس انك معتاد النوم في هذه الأوقات! ..

صمتت برهة ثم تمتمت برجاء:

-كلف نفسك واعطني ساعة منهم، لكي نتحدث كرجل وزوجة ولو لمرة واحدة حتى يا عصام.


ضرب بكفه على الفراش يتحلف لها بتوعد:

-أقسم يا ابتسام أن لم ثصمتي فتصبحي كالسرير النائمة عليه، لأجعلك تنامين بكف قلم يسقط على فكك، يغيبك عن الواقع ليلتين.

تراجعت على الفور خوفًا من تهديده، أما هو فغمغم من تحت الفراش:


- تريد التحدث كرجل وزوجته، على أساس أن لديها عقلها يصلح للنقاش من الأساس.

ابتعلت الإهانة صامتة، لا تجرؤ على الرد، حتى لا ينفذ تهديده، ليزداد احتقانها منه ومن تسفيهه الدائم لها ولكل رأي تدلي به أمامه، وكأنه امتلك الذكاء وحده، وامتلكت هي الغباء وحدها.


لعنت حظها الذي لم يمكنها من التحدث هذه الليلة مع الطبيب العزيز، طبيب قلبها؛ والذي دائمًا ما يتغزل بها ويطلب منها التحدث في أي شئ وكل شئ في هذه الساعة المخصصة لهما في اليوم، والتي حرمت منها بعد مجيئه إلى هنا، لقد اشتاقت إليه، وإلى غزله.


 لذلك لم تشعر بيدها أو تتردد لحظة، وهي تمسك الهاتف لترسل إليه:

-إشتقت إليك.

أرسلتها واغلقت الهاتف لعلمها انه سوف يراها حينما تأتي ساعتهم المخصصة يوميًا.


ولا تعلم أن من يحادثها بالفعل لقد راَى الرسالة في قائمة الإشعارت متصدرة الهاتف، ليتلقف رسالتها بابتهاج يغمر قلبه، مع سعادة تجعله محلقًا كعصفور صغير تعلم الطير بجناحيه حديثًا، لقد جاء اليوم وارسلت هي إليه لتطلبه وتبعث برسالة الإشتياق له، لولا الظرف ومعرفته التامة بانشغال الطبيب الاَن في كشف المرضى بالأسفل.


لكان أرسل يجيبها بالقبلات، فهي لن تمانع بعد الاَن، تنهد بتفكير عميق يحدث نفسه، أنه قد اَن اَوان تطور الرسائل بينهم، كي تصبح تمهيدًا لكشف حقيقته إليها، وحتى لا يأتي الميعاد القادم للطبيب ويتعرض لمهانة كالتي حدثت له اليوم .


أجفل من شروده فجأة منتفضًا على نداء زوجته التي خرجت إليه من غرفة النوم:

-عمران، ألن تأتي كي تنام على تختك؟

تجهم وجهه يجيبها بضيق بعد أن أخفى هاتفه:


-اذهبي أنتِ ونامي، حينما يأتيني النوم سوف اَنام

لم يخفى على عزة طريقة إخفاءه للهاتف سريعًا، ولكنها تجاوزت عن السؤال، وتمتمت له:

- كما تحب يا عمران.


قالتها واستدارت ذاهبة عنه، لتتركه يفعل كما يشاء، وقد تاكد تخمينها من أنه يراسل إحداهن، وهي لن تقف أو تمعنه، لأنه لم يعطيها المساحة التي تسمح بذلك، وهي سيدة تعرف حدودها جيدًا، فتصون كرامتها مهما كان قلبها يحترق. 


وهكذا تمهد لطريق بين الإثنين، لتستمر المحادثات ببنهما ويتطور الحديث يومًا عن يومًا، قصة بقصة، معلومة بمعلومات، صورة بصورة، حتى أتى هذا اليوم الذي طلب لقاءها به.


❈-❈-❈


-ألتقي بك؟ ولكن كيف وأين؟ 

كان هذا سؤالها الذي أرسلته ردًا على مطلبه، فجاءها رده بمباشرةً برسالة منه:

-كيف؟ وأين؟ هذه الأسئلة أنا مسؤول عنها، لكن الشئ الأهم بالنسبة إلي الاًن، هل انتِ موافقة؟


اخرجت من قلبها تنهيدة طويلة تود الكتابة بها، ليعرف الإجابة من نفسه، ويعلم عن مدى اشتياقها إليه، وعن احتراقها لسماع كلمات الغزل من فمه، بعدما شبعت من قرائتها، أن ترى ملامح وجهه وهو يعبر عن عشقه لها بكل كلمة ينطق بها، 


لقد جعلها في مدة قليلة تتعلق له لدرجة الموت، تذيبها كلماته، ويقتلها غيابه، إذن كيف يسألها عن الموافقة باللقاء به؟

انتفضت من شردوها على صوت وصول رسالة على هاتفيا، قرأت لتجده مرسل لها:

-لم تجيبي حبيبتي


على الفور بعثت إليه بدون تردد:

-نعم أريد وأريد جدًا، ولكن لابد أن تجيب على أسئلتي حتى اعرف وأقرر.

زام بفمه مبتسمًا وهو يرسل إليها الإجابة، والتي ما أنا رأتها شهقت من محلها بعدم تصديق، لترسل له بلهفة:


-داخل منزلك عائلتك هنا!

-معقول!

-ولكن كيف سيحدث ذلك مع عيون البشر المترقبة، والمركز يعمل حتى في غيابك؟


شعر بالحسرة لعدم رؤية اللهفة والجنون الذي سيصبها بقراءة الرسالة، كم ود لو شهد على صراخ حماسها الاَن، تنهد يجيبها برسالته:


-لن تدخلي من الباب الرئيسي، بل ستدخلي من الباب الخلفي بعد أن افتح لكٍ انا، وعن الميعاد فذلك سوف سيكون غدًا السبت، أي في عطلة العاملين، حتى لا تشعري بأي تهديد، وحتى تستوعبي مفاجاَتي.

الصفحة التالية