رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 13 - 2 - الأربعاء 1/5/2024
قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ما بين العشق والهوس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثالث عشر
2
تم النشر يوم الأربعاء
1/5/2024
توقفت لتستنكر هادرة به:
-من هذه التي تطالبها بالتقبل حتى تعتاد الأمر؟ انصحك يا رجل أن تزور طبيبًا نفسي، حتى لا يتطور الأمر معك.
ضحك بصوت مجلجل حتى مالت رقبته للخلف، قبل أن يتمالك ويعود إليها بقوله:
-صدقًا قد أكون هكذا بالفعل، ولكني لا أريد الشفاء، لأن مرضي هو أنتِ، يعني ما أجمله من مرض.
جعدت ملامحها بامتعاض، غير محتملة لثقل دمه ومزاحه، فهتفت بنزق توقفه:
-كف عن سخافاتك هذه، لأني لن أسمح وابتعد عن وجهي حتى اتناول غطاء رأسي وأرحل من أمامك .
جلجل بضحكة اقوى ليغيظها بقوله:
-وهل كان دخول الحمام كخروجه حبيبتي؟!
عبست وجهها تسأله بعدم فهم:
-ماذا تقصد؟
تحرك ليرتد بأقدمه، ويجيب فاتحًا ذراعيه:
-أقصد هذه الغرفة حبيبتي، إنها غرفة عمي بالمناسبة، ولكي لتعرفي، عمي كان من سكان البيت لأنه كان أقرب الرجال للطبيب الكبير في عمله.
اومأت زامة شفتيها بغيظ، فقد علمت الاَن كيف أتى بالصور الكثيرة لعزيز وهذه الأسرار التي لا يعلمها سوى أهل المنزل.
عرف ما يدور برأسها ليتابع لها بابتسامته:
-نعم عزيزتي، بالفعل ما فهمتيه هو ماحدث، المهم الاَن.
توقف فجأة ليردف لها بلهجة جدية أمامها:
-لقد دخلتِ معي هذه الغرفة بغرض، وأريد تحقيق هذا الغرض، أنا أريدك يا امرأة.
هزهزت برأسها بعدم استيعاب تردف ساخرة بحدة:
-في خيالك، هذا في خيالك المريض، أبتعد عني.
صاحت بالاخير حازمة لتتخطاه ولكنه تصدر أمامها يوقفها بأعين مرت لتشملها بوقاحة:
-راعي وضعك وخففي لهجتك معي، لأني لو أردت... أستطيع أن أنالك الاَن هنا ولن تستطيعي منعي...
ارتدت بقدمها للخلف مرتعبة من تهديده، فتابع:
-لكني لن أفعل، لأنك ستعودي مرة أخرى وبرضاكِ.
رفعت طرف شفتها مستنكرة بصمت لا تريد الرد ولكن تريد الهروب، لذلك تناولت طرحتها وخرجت مهرولة من الغرفة إلى باب المطبخ الداخلي ثم الخروج إلى الحديقة من الباب الخلفي.
لتشهق تلتقط انفاسها بقوة، لا تصدق أنها خرجت من هذا الكابوس، لتتخذ طريقها نحو الملحق وتصعد لشقتها على الفور، وجدت زوجها مازال نائما بغرفته، خلعت عباءتها السوداء لتنضم إليه، تحت الغطاء، تضمه بذراعيها لتبغتي الاَمان بغمرته، لتستعيد تذكر ما حدث، وتبكي على خيبة أملها.
❈-❈-❈
-متى جئت يا عمران؟
هتفت بها عزة فور استيقاظها من النوم على إثر حركته بالغرفة فور عودته اليها، أجابها وهو يرتدي جلباب منزلي مريح:
-نعم جئت من نصف ساعة، كنتِ أنتِ نائمة.
- ولكنك لم تتأخر كما نوهت في الإتصال:
سألته وعينيها ذهبت نحو ساعة الحائط، فرد هو وانظاره اتجهت إليها هو الاخر:
-نعم، وهذا لأن دفن الرجل تم بسرعة، فلم نحتاج لوقت طويل في الإجراءات، فعلت الواجب وتحركت على الفور فما الداعي من الانتظار؟
أومأت برأسها بتفهم، لتقول وهي تهم برفع الغطاء عنها والنهوض:
-سوف أحضر لكِ شيئًا تأكله.
أوقفها بكف يده معترضًا:
-كلا لا تتحركي من مكانك، أنا لا ابتغي شيئًا سوى النوم.
اومأت بطاعة لتزد من شد الغطاء عليه قائلة بحنان:
-حسنًا فعلت، لابد ان جسدك مرهق الاَن، جزاك الله خيرًا على فعل الواجب.
ادعى النوم ولم يُعقب على قولها الغريب بالنسبة لحالته، ليتبسم داخله متذكرًا فعل الخير هذا، كم كان جميلًا وشهيًا، ويتذكر معاناته الآن بتركها مضطرًا، حتى تعود اليه برضاها، وسيحدث .
❈-❈-❈
تململ مع قرب استيقاظه، شاعرًا بهذا الثقل فوق ظهره، ف ارتفعت رأسه عن الفراش ليتفاجأ بها بجسدها يلتصق، تحرك رويدًا حتى ابتعد قليلًا ليستوعب مع عودته للوعي ويوقظها:
-ابتسام، ابتسام، أنتِ يا امرأة.
استيقظت مع دفعته الأخيرة لتجيب بقولها:
-نعم يا عصام ماذا تريد؟
اعتدل بجذعه يرد بنزق مع عبوس استيقاظه:
-أريد سؤالك، متى عدت يا امرأة من البلدة؟ حتى تغيبي في النوم بجواري؟
استدركت لتعتدل هي الأخرى، وتُجيبه باضطراب:
-اا انا لم أذهب إلى البلدة، ف سيارات الموقف اليوم كانت مزدحمة عن اَخرها، ظللت لساعتين واقفة وكلما أتت واحدة لتقل الأفراد، لا أتمكن من أخذ مقعد، حتى اتصلت بشقيقتي وطمأنتتي على صحتها.
فاضطررت اَسفة للعودة لمنزلي، كي أرحم نفسي قليلًا من حرارة الشمس والوقوف لساعات أخرى.
-أممم
تفوه بها عصام بتفهم ليجيب ساخرًا:
-هذا يعني أنكِ صرفت النظر عن الذهاب للبلدة وشقيفتك المريضة بسبب حرارة الشمس، بشرى بشرى، يبدوا أن حياة المدينة جعلتك كالبطة بالفعل يا امرأة.
مطت شفتيها بامتعاض لتنهض عن التخت فجأة مغمغمة:
-هكذا أنت، تتصيد أي شئ كي تسخر مني.
ضحك بمرح زاد من غيظها وهي تسير مبتعدة عن التخت كي ترتدي عباءة مريحة لترى شئوون البيت وتبتعد عن محيطه، ولكنه هتف يوقفها قبل ان تخرج:
-أعدي الغذاء على الفور، اريد تناول شئ ما قبل أن أخرج.
التفت إليه سائلة:
-تخرج إلى اين؟ ميعاد نوبتك لم تأتِ بعد؟
رد بسأم وتعالي تعرفه:
-وهل أن مضطر ان أعطيك تقرير يومي عن خط سيري يا سيدة ابتسام؟
نفت برأسها بحرج، لتتراجع عن طلبها وتخرج على الفور، مؤنبة نفسها عن السؤال الذي خرج دون تفكير، رغم فضول تملكها في المعرفة.
فزوجها أصبح يخرج منذ ايام في مواعيد ثابتة، ولا يعود إليها إلا صباحًا بعد انتهاء النوبة، هزهزت رأسها، لتجلي التفكير عنها، فيكفيها خيبة الصباح وماحدث بها.
أغمضت عينيها وتجعد وجهها باشمئزاز مع تذكرها لقبلات هذا الدميم لها لتردف داخلها بالسباب واللعنات عليه وعلى غباءها هي أيضًا؛ ف هو من اعطي الفرصة لهذا الرجل .
❈-❈-❈
في وقت لاحق.
وبعد ان خرج زوجها لمصلحته، وخلى المنزل عليها وحدها، مع عدم مقدرتها الذهاب إلى عزة، بالوضع الجديد مع وجود هذه الرجل الاَن بالمنزل، وميعاد نوبة الحراسة الليلية لم يأتي بعد.
وضعت همها في إعداد شئ ما يلهي عقلها عن التفكير فيما حدث، فقررت ان يكون نوعًا من الحلو، أدارت مذياع الراديو على قناة الاغاني، لتندمج بالترديد مع كلمات الأغنية وما تفعله بيدها من الحلو، حتى انتبهت على صوت رسالة بالهاتف.
تركت ما بيدها لترى ما الجديد، لتصعق ضاربة بكفها على وجنتها بجزع على ما تراه امامها على شاشة الهاتف، ثم تكتم صرختها التي تود الخروج بأعلى ما تملك، لتتهاوي أقدمها وتسقط على أرضية المطبخ، فما تشاهدها، هو أكبر من قوة تحملها،
-فقد كان عبارة عن عدة صور تجمعها مع هذا الحقير جارها، وهو ملتصق بها، يقبلها بشراهة والغمامة على عينيها وهي بمقاومتها الواهية تبدوا كامرأة مستجيبة له.
ثم واحدة اخرى مع لمسات كريهة، والثالثة بدون غمامة وهي مغمغضة عينيها، قبل أن تفتحها جيدَا وترى وجهه القبيح، فهذا يعني انه صورها بكاميرا، والتقط منها الصورة التي من الممكن أن يستفيد منها.
ظلت تؤذي نفسها بالضرب على وجهها والبكاء بعجز ودون توقف، ف أن تخطئ شئ، وان ترى نتيجة خطأك شئ اَخر، جسدها يرتجف برعب يكاد أن يوقف قلبها، فحماقة فعلها ستؤدي بالتأكيد لقتلها، إذا ما وصلت هذه الصور البشعة إلى عائلتها في البلدة.
توقفت فجأة لتتخيل رد فعل والديها أو شقيقيها الرجال، أو أخواتها البنات، لتعود بالضرب على وجنتيها، تود امتلاك الشجاعة لتقتل نفسها وتستريح من عار يلاحقها، لو انتشرت هذه الصور، فهي لن تستجيب لرغبة هذا الرجل ولن تستطيع.