رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 13 - 1 - الأربعاء 1/5/2024
قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ما بين العشق والهوس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثالث عشر
1
تم النشر يوم الأربعاء
1/5/2024
فلذلك استغل بسرعة ليضمها إليه، ويثبت ذراعيها عن الحركة مع همسه المتكرر:
-ششش
توقفت بعدم فهم، لتشعر بشفتيه تمر على وجنتيها، فتململت بحرج مرددة:
-عزيز، نحن لن نتفق على ذلك.
لم يجيبها فقد شغله تذوق الفاكهة التي لطالما كانت محرمة ومستحيلة عليه وهو يتابع حتى الجهة الأخرى، فعادت مرددة له بضعف:
-عزيز ارجوك.
توقف فجأة ليتلمس بسبابته شفتيها قبل ان يحقق حلم ليله ونهاره ويتذوقهم، بنعومة جعلتها تسجيب قليلًا قبل أن تستفيق هاتفه به ليرحمها
-توقف ارجوك، هذا لم يكن أتفاقنا.
وكأن بكلماتها كانت تقصد العكس، سمع منها لتشتد ذراعيه بضمها ويعود لما يفعله بشكل أكثر جرأة وقبلات أكثر قوة، ليجعل مقاومتها تتزداد تدريجيا مع ازدياد أفعاله معها، حتى انتابها الشك في سلوك فعل اميرها الراقي لتُعيد بقولها:
-توقف ارجوك ولا تجعلني اندم على المجيء.
مع ازدياد اعتراضها وتحرك رأسها بالرفض رفع يده التي كانت تكبل ذراعيها عن الحركة ليثبت رأسها، فارتفعت يدها في المقابل، لتنزع الغمامة عن عينيها فتلتقي نظرتها بسوداويته، لتبرق جاحظة برعب نحوه، وتنزع نفسها عنه بقوة صارخة بفزعٍ جعله يكمم فمها بكفه على الفور، ويردف بتحذير:
-إصمتي ولا تفضحي نفسك، أنتِ من ستخسرين أكثر.
ازداد فزعها وهي تحاول نزع كفه، وعنيها تطالعه بارتياع وكره، ليشدد هو بكلماته وتهديده:
-اهدأي واعقلي وضعك جيدًا، أنا لم أخطِفك، لقد جئتِ إلي برضاكِ، وبعد أن أستغفلت زوجك بخدعة الذهاب ألى شقيقتك المريضة في البلدة، أم أنك لا تذكرين؟
ازداد الجزع بقلبها مع بدء استيعاب كلماته، ليزيد عليها:
-نعم انا من كان يُحادثكِ يوميًا بصفة الطبيب عزيز، وأنا من استدرجك إلى هنا بالكلمات المعسولة التي كنت اراسلك بها يوميًا وتستجيبي انتِ، وتُبادليني بمثلها.
أزداد هدير أنفاسها بباطن كفه القابضة بعنف على فمها لتكتم صوتها، وعينيها تطلق بالشرر نحوه حتى اصبحت تقوم بضربه بكفيها حتى أشعلت جذوة غضبه، لينذر اخيرًا بهمس:
-قولت اهدئي ولا تثيري جنوني بأذيتك، اهدئي أهدي.
شدد مع تردديه للكلمات حتى استجابت مذعنة على مضص ليردف بعد ذلك.
-سوف أرفع كفي عنكِ الاَن، لنتناقش بكل ود واحترام، وانتِِ المسؤولة عن نفسك وسمعتك لو تطور الأمر.
تركها لتشهق بعنف ساحبة انفاس قوية، لتطالعه بعد ذلك بازدراء واشمئزاز وهي تمسح بعنف على وجنتيها وشفتيها ولكل جزء طاله منها بخسته حتى انحنت أمامه تسعل بقوة تريد التقيؤ.
لتزيد من نيران غضبه فيهدر بها ساخرًا:
-خففي عنك عزيزتي، فمن قبلك كان من البشر وليس مسخًا أو قرد.
رفعت رأسها إليه ترد وهي تحدجه بقرف:
-أنت أبشع من المسخ، وأبشع من القرد، أنت شيطان
تبسم يجيبها بسؤاله:
-وهل أنتِ ملاك؟
استقامت لتقابله بشراسة ترد كازة على أسنانها:
-أنت بالفعل رجل كريه ولا تستحق حتى الشفقة، لا أعلم كيف لامرأة مثل عزة ان تعاشر إنسان مثلك دميم ووقح و...
قطع كلماتها بضغطة بكفها على فكها، ليُشير أمامها سبابته بتحذير:
-كفي عن وصلة الشتائم ولا تأمني حلمي.
نزعت كفه عن فكها بعنف صائحة به:
-إبتعد أنت بيدك القدرة هذه عني.
رفع قبضة يلوح بالتهديد بضربها وقد وصل إحتقانه منها لاَخره:
-لقد حذرتك يا امرأة عدة مرات فلا تختبري صبري.
صمتت هذه المرة بخوف منه لتشيح بوجهها عنه، فتابع بلهجة اخف لها:
-اعلم أن الصدمة قوية عليكِ، لذلك أعطيك عذرك، لكن لا تزيدي، ودعينا نتفاهم يا ابتسام.
التفت اليه بحدة ترد على كلماته:
-من هذه التي تطلب منها التفاهم بعد جمبع ما فعلته معها؟ هل انت غبي إلى هذه الدرجة يا رجل؟
تبسم بضحكة عالية ليزيد من استفزازه لها، قبل ان يجيب:
-لا يا عزيزتي لست أنا الغبي في هذه اللعبة، أم أنك لا تعي حتى الآن بوضعك؟
اشاحت بوجهها مرة أخرى عنه، لا تريد النظر اليه ولا تحتمل سماع صوته، وهو يردف بهذه الكلمات التي تذكرها بحجم غباءها، ليستغل هو ويتابع:
-كنتِ تريدي المغامرة وها أنتِ حققتيها، كنتِ تريدي الرجل الذي لا يبخس حقك من الدلال والغزل، أظن انني قومت معكِ بالواجب في هذه...
قطع على نظرتها النارية ليُكمل:
-اَسف إن كنت خيبت ظنك في الفرق البسيط هذا الذي قلب الموضوع معك، بأني لم أكن الطبيب الذي داعب حلمه أيامك.
ظهرت على وجهها لمحة انكسار مع شعور القهر بضياع حلمها وتحوله إلى كابوس بشع، فتجاهل هو ليكمل:
-لما لا تنظرين لنصف الكوب الممتلئ؟ لقد حققت لك يا امرأة معظم ما كنت تحلمي به وتتمنيه، حتى انظري حولك إلى هذا الجو الرومانسي، بلالين حمراء.
قال الأخيرة وهو يلمس بكفها على بعض منها ملعق والاَخر دفعه بقدمه في الأسفل.
ثم أشار بكفه على التخت المزين بالورود من نفس اللون على هيئة قلب ليزيد من قهرها بقوله:
-وانظري إلى هذا أيضًا، لقد تعبت جدًا يا امرأة في التزين والتعليق لماذا لا تقدرين جهدي؟
نظرت إلى كل ما أردف لتسقط الدموع الساخنة منها، فكلماته كانت كالملح الذي وضع على الجرح ليكويه.
أشفق عليها فقال يخاطبها بنبرة خلت من التهكم السابق:
-انا لست شيطان يا ابتسام، ولم أستدرجك إلى هنا كي أذلك، انا احبتتك يا امرأة، حتى لو كان هذا دون المنطق ودون كل شئ، ولكني فعلت كل هذا لأجلك، ومستعد ان أفعل اكثر، شرط ان تنظري إلي بعين الرضا.
رفعت رأسها فجأة تستوعب مغزى كلماته، ليستطرد ويؤكد ظنها:
-نعم يا ابتسام، لما لا تتجاوزي عن تشوه وجهي وتتذكري فقط كلماتي ودلالي لك، شغفي بكِ، وإن كنتِ أحببت الطبيب فقد كان هذا هو الوهم، أما انا فهو الواقع حبيبتي.
هزهزت برأسها بعدم استيعاب حتى ردت بازدراء ساخرة:
-لدي لستة طويلة من الصفات السيئة عنك يا رجل، ولكن هذه هي المرة الاولي التي اكتشف بها انك مجنون بالفعل، تريد أن تخون زوجتك معي، وأخون أنا زوجي الوسيم الذي تتمناه جميع النساء، معك انت؟! هل أنت معتوه؟
-لا لست بالمعتوه يا ابتسام.
قالها بحده قبل أن يتابع لها:
-اعلم جيدًا ان زوجك تتلهف على جماله معظم النساء كما اعلم أيضًا، بإذلاله الدائم لك بورقة الطلاق، حتى تظلي تحت طوعه وأقدامه، كما أعلم بخيانته المستمرة لك.
هتفت تهدر من تحت أسنانها:
-اصمت لسانك هذا داخل حلقك ولا تتحدث بالسوء عن زوجي لتشوه صورته امامي، وانت المشوه في الشكل والجوهر.
فقد اعصابه مع كلماتها الأخيرة، لتجد يده امتدت حول عنقها يضغط مهددًا بخنقها:
-لا تكرريها مرة أخرى يا ابتسام، حتى لا اتهور وافعلها بالفعل.
❈-❈-❈
رغم ارتياع قلبها من نظرته المخيفة، التي كانت تطالعها بتحذير، ليزيد بالتهديد بزهق روحها مع ضغط كفه على عنقها لكن بخفة لا تؤذي، استطاعت التماسك لتُظهر شراسة بوجهه وهي تحاول بنزعها:
-أبعد يدك القذرة هذه عني.
اخذه العند ولم يرفعها لتهدر وتنذره:
-أقسم إن لم ترفعها على الفور، لأصرخ بصوتي العالي وليحدث ما يحدث، أبعدها لا أطيق لمستك .
أردفت بالاخيرة وهي تُجاهد لرفعها بكفيها وازدراء وجهها يظهر حجم ما تحمله تجاهه، استجاب لها اَخيرًا ونزعها، ليُعقب ساخرًا:
-لا تحتملين رؤيتي ولا لمستي ومنذ قليل كنتِ تذوبين من لمساتي وقبلاتي.
اصدرت صوت مستهجن لتتبع باشمئزاز :
-لاتذكرني.
تبسم بجانبية خاطبها:
-خففي عندك عزيزتي وتقبلي حتى تعتادي الأمر.