-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 14 - 1 - الأحد 5/5/2024


قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الرابع عشر

1

تم النشر يوم الأحد 

5/5/2024



 لأن ما بداخلها من كراهية نحوه تجعلها تفضل الموت على معادوته للمسها أو تقبيلها، كما فعل بالخدعة بالامس.

عاد الهاتف ينبه برسالة ثانية، فتناولته بإيدي مرتعشة، لترى الجديد وترى ما يخبئ لها مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت رسالة تخاطبها بأمر:


-ارتدي عباءتك المنزلية السوداء وتعالي إلي على الفور أنا في انتظارك في الأسفل، لا تطيلي وتجبريني على الصعود إليكِ، انا اريدك في شئ هام.

قرأت لتشعر بغلي الدماء برأسها، هذا الحقير، يوقعها في الفخ والاَن يأمرها كالخادمة، ويظن انها سوف تطيعه، ولكن هذا لن يحدث.


انتفضت فجأة بانفعال غضبها، لتذهب نحو حوض الغسيل، لتُلقي المياه على وجهها حتى تستفيق جيدًا قبل أن تسجيب بالنزول إليه.


❈-❈-❈


-نعم ماذا تريد؟

هتفت بها إليه حادة أجفلته بوقفته مستندًا على حائط الملحق، ليفاجأها بابتسامة متسلية، وهو يجيبها بمرح:

-ولما كل هذا الانفعال يا امرأة؟ إهدئي وهوني عن نفسك، لقد قولت لكٍ من البداية، أني لن أنالُك إلا برضاك.


رددت خلفه باستخفاف:

-هه لن تنالني إلا برضايا! على أساس استجابتي لابتزازك لي بالصور التي ارسلتها، هذا لن حدث؛ ولن يكون أبدًا برضايا.

طالعها قليلًا بصمت، ليزيد من حنقها، ثم قال بعجالة وهي يتلاعب في هاتفه:


-ضعي أمر الصور على جمب قليلًا، المهم الاَن ما طلبتكِ بسببه.

قال الأخيرة ليضع الشاشة على مستوى طولها وامام عينيها، لتسأله بعدم فهم:

-ما هذا؟


تبسم بانتشاء وهو يغير وضع وقفته ليكون بجوارها، ويشرح لها بتمرير الصور:

-هذا هو المنزل الذي يدخله زوجك يوميًا، وهذه المرأة.

توقف يكبر صورة المرأة التي كانت تطل من شرفة منزلها بشعرها وذراعيها المكشوفان من البلوزة التي ترتديها، ليُكمل بعد ان سرق انتباهها:

❈-❈-❈

هي المرأة التي يخونكِ عصام معها.

إلتفت إليه بحدة قائلة:

-أنت كاااذب، زوجي تاب عن الخيانة التي تشتاق إليها أنت، وابتعد عن طريقي حتى اذهب. 

استدارت وهمت بالذهاب ولكنه تصدر بجسده امامها يرد عليها:


-لست انا بالذي يكذب يا ابتسام، لقد رأيته بأم عيني الاَن وهو يدخل اليها، وانا على علم بعلاقته بها منذ فترة طويلة.

اعترضت بهز رأسها لا تريد التصديق وتريد الصعود إلى منزلها، لتهتف به رافضة:

-لن اصدقك ولو حتى اقسمت، ابتعد عن طريقي. 


ازداد غيظه من غباء ما تردف به، وإصرارها على عدم التصديق، لذلك اقترب برأسه يرد كازًا على أسنانه:


-ولما ترفضي التصديق يا كونتيسة؟ لثقتك الزائدة به؟ أم بسحر جمالك الذي سيمنع رجل كزوجك عن الخيانة؟ أم لرفضك مبدأ ان تكون امراة جميلة غيرك، او ربما تكون أجمل منك، تلك التي استطاعت التأثير على زوجك حتى جعلته يعود عن توبته من الخيانة؟.


زامت امامه كقطة شرسة تود تقطيع وجهه بمخالبها بعد ان ضغط بكلماته على النقطة الحساسة بشخصيتها، لذلك لم تتواني بدفعه بكفيها على صدره لتزيحه من أمامها وتتخطاه.


تبسم يتابع خلف ظهرها بغيظ:

-لقد فعلت ما علي وبلغتك، وانتِ حرة بعد ذلك، ولكن وللأمانة حبيبة اجمل منكِ بحق.

توقفت فجأة بعد سماع الأسم لتلتف إليه بتساؤل:

-ماذا قولت؟


ردد يبتغي كيدها:

-قولت ان حبيبة أجمل منكِ بحق.

اعترضت بعصبية نحوه:

-لا أقصد العبارة، بل أقصد الأسم. 

استغل انتباهاها ليطرق على الحديد وهو ساخن:

-نعم، حبيبة هو اسم عشيقة زوجك.


ولو أردت التأكد بنفسك، استطيع اخذكِ إلى المنزل هناك لتضبطيه بجريمته قبل ان يخرج من عندها على ميعاد النوبة .


انتظر قليلًا يطالع الحيرة على صفحة وجهها، وهي تقف شاردة بتفكير، مع تذكرها للأسم الذي أخطأ به زوجها، وهو نفس الأسم الذي يردف به هذ الرجل الشامت بها، مما جعلها تشك بصدقه، ولكنها تريد التأكد، لذا فاجئته بردها:

-اريد ان اراها.


اشرق وجهه ليردف لها بكل ترحيب:

-إذن ف لتسرعي معي حتى نلحق به.

سمعت لتتحرك معه على الفور، نحو الوجهة المقصودة، غافلين عن عزة التي خرجت بالصدفة لشرفتها لتفاجأ بمشهد حديثهم الحاد بالشد والجذب بشكل لفت نظرها بشدة.


 فجعلها تقف لتتابع ما يحدث بدهشة، قبل أن يسيرا ليختفيا خارج سور المبنى وتزداد حيرتها


❈-❈


وفي الجهة الأخرى انهى حمامه الدافئ، وخرج إليها ليجدها تتحدث مندمجة في الهاتف بصوتها الناعم:

-نعم حبيبي أنا بخير ولا ينقصني سوى رؤياك... طبعًا أشكو من الوحدة في غيابك، ألن تأتي؟

خرجت الأخيرة بعتب جعل الأخر يضحك لتمثيلها المتقن.


لتلحق هي تشير إليه على فمها بسبابتها محذره حتى لا يخطئ ويصل الصوت إلى محدثها عبر الهاتف، رد رافعًا كفيه أمامها بالتسليم، ثم ابتعد ليتناول ملابسه يرتديها أمام المراَة، حتى انهت هي المكالمة لتغمغم بتأفف:

-ياااساتر، يخاف ع القرش وكأنه أعز من أولاده.


ضحك يرد على انعكاس وجهها في المراَة:

-كل هذا وبخيل يا امرأة؟ ماذا يفعل أكثر من ذلك المسكين حتى يرضيكِ؟

أجابت تردد بنصف ابتسامة خلفه:

-اكثر من ذلك! هه يبدوا أنك انت المسكين حبيبي وليس هو...


قطعت لتقف مكملة بوجه جدي ذهب عنه العبث المعتاد:

-هذا الذي الرجل يا عزيزي، يمتلك ارصًا بالأفدنة التي ورثها او التي استصلحها جديدًا، أعدادًا لا تُعد ولاتحصى، وأموال في البنوك لا يذكر عددها.


 ومع ذلك ورغم عشرتي معه بالسنوات لم أطول منه حتى الآن سوى هذا المنزل والسيارة وعدة الاف من الأموال اخذتها مهري منذ سنوات لم يزدادو غير عدد قليل، مهما فعلت او تدللت عليه، فلا أطول أكثر من الحاجة التي تكفيني.


حتى الحمل بالأطفال حرمني منه، كي لا أسبب له مشاكل في المستقبل مع أبناءه من زوجته الأولى، انا اكره هذا الرجل أكثر حتى من الفقر الذي هربت منه بالزواج به.

التف إليها بشبه ابتسامة يردف بتأكيد:

-لهذا تجدين متعتك بخيانته على فراشه وسريره؟


مطت بشفتيها بابتسامة متلاعبة ومقلتيها تتحرك بدوار، لتزوم بفمها تدعي التفكير وتجيبه:

-اممم، قد تكون وجة نظرك صحيحة، ولكني وبكل صراحة، لم اشعر ولو في مرة واحدة بتأنيب ضمير.. بل بالعكس.


ضحك يرد على كلماتها:

-هذا لأنك لا تملكين الضمير أصلًا يا امرأة. 

استجابت لمزحته تردد خلفه:

-نعم انا بالفعل لا أشعر بهذه الشئ، ولا أعلم مكانه أين في جسم الإنسان أساسًا.


جلجل بضحكاته، لتشاركه هي أيضًا بصوتها الرنان، حتى أوقفهما القرع المتواصل على جرس المنزل.

ف التف يسألها بقلق:

-ترى من هذا؟


ارتفعا كتفيها وهبطا بحركة تونبئ عن عدم معرفتها، لتتبع بقولها:

-أنتظرني انت هنا، وانا سأذهب لأرى من الطارق، احتمال ان تكون الفتاة الخادمة.

ارتدت مئزرًا فوق منامتها لتخرج وتتركه وحده بالغرفة، ينتظر النتيجة.


وعلى باب المنزل، رفعت يدها عن جرس المنزل، فور أن سمعت بصوت خطوات تقترب، حتى إذا فتحت لها صاحبة البيت، ازبهلت تنظر لها دون ان تنطق بحرف واحد، فالمرأة كانت رائعة الجمال كما وصفها هذه المدعو عمران. بالإضافة إلى هيئتها الراقية.


فتبدوا كتلك النساء التي تراها على شاشة التلفاز، الشعر الأسود المصفف في صالونات التجميل، والبشرة الصافية التي لا تشوبها شائبة، ثم هذه المئزر المفتوح على منامتها بجراة لا تفعلها سوى امرأة مثلها كما يبدوا من هيئتها الواثقة من نفسها.


-من الأخت؟ وماذا تريدين؟

صدرت بحدة أجفلتها من حبيبة، لتلتف إليها اَخيرًا وتُجيبها بحرج، وقد نست كل وصايا كل هذا الرجل عمران:


-- اناا... أنتِ حبيبة؟

ضحكت المذكورة تردد خلفها بتساؤل:

-ماذا تقصدين؟ انا حبيبة، أنتِ من؟

بلعت ريقها لتجيب بتردد:


-انا امرأة تريد مساعدتك، هل تسمحين لي بدخول المنزل.

قطبت متفكرة قليلًا تنظر خلفها، ان تكون هذه المرأة مرسلة من أحد المجرمين رغم ان هيئتها لا تدل على ذلك، وحين لم تجد أحد، ارتدت للخلف خطوتين تخاطبها بترحيب:


-تفضلي.

دلفت خلفها ابتسام لتصبح الجلسة بينهم في الصالة الخارجية، وتجلس المرأة أمامها واضعة قدمًا فوق الأخرى، فبادرتها بالسؤال لتنتهي سريعًا منها:

-والاَن ماذا تريدين؟


أضطربت تبحث عن رد وهي لا تدري بما تجيبها، حتى تذكرت ما اوصاها به عمران لتدعي السعال بكفها، قبل ان تُخاطبها:

-هل من الممكن ان تسمحي لي بالماء؟

تنهدت حبيبة لتنهض على مضض، كي تأتي بالماء لهذه المراة الغريبة، 


لكن وقبل ان تصل إلى الطرقة المؤدية للمطبخ، وجدته يجذبها من يدها لتلج معه بداخل الغرفة، ليسألها بهمس:

-من الزائر؟ أو الزائرة؟

أجابت بعدم معرفة:

-لا أعرفها

-نعم؟


لفظ كلمته كسؤال، لتردف له:

-والله لا أعرفها،إنها امرأة غريبة، وجدتها على الباب تريد مني مساعدة، اما نوع المساعدة، ف انا لا اعرف، إن كان ماديا او...

قطعت كلماتها، مجفلة على نظرته الغريبة خلفها، لتردد سائلة بقلق:


-ماذا يا عصام؟ مابك؟ أخبرني يا رجل.

حينما لم تجد إجابة منه، التفت هي أيضًا، لتجد المرأة على مدخل باب غرفتها، بهيئة لا تؤنبئ بالخير أبدًا، ولكنها تمالكت لتتقدم نحوها سائلة:


-انتِ يا مدام، كيف تجرؤين على ترك مكانك كضيفة، لتأتي إلى هنا وتقتحمي غرفتي؟

أجابتها ابتسام بلهجة امرأة على وشك الانهيار:

-كما جرأتِ أنتِ على خيانتي مع زوجي!

شهقت حبيبة واضعة كفها على فمها.


أما عصام فاستدرك الصدمة ليقترب منها سائلًا بخشونة:

-كيف خرجتي من المنزل بدون إذني؟

- هذا هو ما يهمك؟

صاحت بها بوجهه وقد استفزها النبرة المتعالية منه، حتى في هذا الوضع المشين، لتهتف به حبيبة بخوف:

-يا إلهي ستفضحنا.


سمعت منها ابتسام لتهدر إليها بتوعد صدر مع جنونها:

-فضائح! وهل انتِ رأيتِ شئ حبيبتي انا سأجعل الجيران يتجمعون ليروا المرأة الشريفة زوجة النائب، ماذا تفعل في غيابه، سأوريكي جيدًا الان الفضائح، يا جيراا.....


قطعت مجبرة بعد أن كممتها كف زوجها؛ الذي ضغط بشدة عليها، ليهمس بتهديد ووعيد:

-أقسم يا ابتسام، كلمة أخرى يعلو بها صوتك وسأجعلك تعودين بورقة طلاقك إلى البلدة.


مع تهديده الاَخير فقدت الذرة الباقية من عقلها لتضربه بكفيها وقبضتيها صارخة بوجهه:

-ولك عين؟ ولك عين تحكم وتتجبر وانا ضبطتك في منزل عشيقتك وفي حجرتها، مبتل الشعر، تهددني بالطلاق، يا خاااائن، يا عشيق الخااائنة.


استشاط الغضب بعصام الذي لا يجد طريقة للتفاهم مع جنون امرأته، وفي نفس الوقت يرفض الضعف أمامها، لذا ومع كلمتها الاَخيرة، فلم يدري بنفسه وهو يلطم خدها بكف قوية جعلتها تصدر صرخة قوية على اثرها، ثم تعقد لسانها وهي تطالعه بصدمة لا تصدق فعلته.


فازداد الإرتياع بقلب الأخرى لتنزوي على طرف تسريحتها تردد 

-ستفضحنا، ستفضحنا. 

أما ابتسام التي استفاقت، ليخرج صوتها اَخيرًا، لتخاطب الرجل الواقف أمامها بجمود وكبرياء، لا يُظهر على وجهه ذرة من العطف نحوها:


-تضربني أنا بالقلم يا عصام؟

اجاب بنبرة حازمة قاسية:

-وعلى استعداد ان أكررها أضعاف، إن لم تخرجي من هنا حالًا، وتحفظي لسانك داخل حلقك حتى تغادري إلى المنزل، وإلا سأفعلها يا ابتسام وأيضًا ستعودين إلى منزل أهلك بورقة طلاق بائنة، ليس بها رجوع، أخرجي .


هتف الأخيرة بصيحة قوية فاردًا ذراعهِ امامها، انتفضت على إثرها مجفلة، ليتبع بصيحة أقوى، حينما لم تستجب من فرط زهولها، لما تراه منه لأول مرة:

-أخرجي حالاً.


انتفضت هذه المرة أيضًا ولكن لتستدير عنه، مذعنة لأمره صاغرة بذل، تجر أقدامه وكفها على وجنتها، بانكسار وضعف، حتى غادرت المنزل نهائيًا، فالتفت حبيبة إليه تعاتبه:

-كنت قاسيًا جدًا عليها يا عصام.


تنهد بقوة يجيبها:

-إن لم افعل هذا، كانت ستسمر بجنونها 


❈-❈


 وفي الشارع الخلفي للمنزل كان عمران منتظرًا بسيارة الأجرة يأكله القلق، ولا يستطيع التحرك وترك مكانه لاستطلاع الأمر حتى لا يكشف نفسه، لذلك ظل منتظرًا حتى لمح شبحها على أول الطريق، ليظل متابع خطواتها البطيئة على جمر، حتى وصلت لتنضم بجواره داخل السيارة بجمود صامتة، ليبادرها على الفور بسؤاله:


-ما الذي حدث؟

لم تجيبه بلسانها بل مالت بوجهها ليرى اثر اللطمة على وجنتها، فهتف يدعي الجزع:

-ضربك بالقلم؟


سمعت منه لتنطلق في موجة حارقة من البكاء، وتشهق غير قادرة على التوقف، وتخرج الكلمات المتقطعة مع بكاءها:


ضربني... وأهان كرامتي أمامها.... أمام عشيقته... يراعي مشاعرها على حساب زوجته.... ليُذلني ويهينني ويتجبر... وكأني حشرة لا تستحق الترضية حتى .


ظل يستمع إليها صامتًا لفترة طويلة، حتى خاطبها بحرص:

-افهم من هذا، أنه ضربكِ وأهانِك امام عشيقته، بعد أن ضبطته متلبسًا؟


أومأت برأسها ليردف هو:

-اقسم أنني لأول مرة أعرف ان عصام جبار بهذه الصورة .

التفت إليه تهدر بانهيار بكاءها:

-جبار معي انا فقط، لاني انا الضعيفة المهانة، الذليلة... ربي ينتقم منك يا عصام انت وعشيقتك، ربي ينتقم منك.


ظلت ترددها مع البكاء الذي لا يتوقف، لتفاجأ بقوله:

-ومن ينتقم لكِ ويرد إليكٍ حقك، ماذا تعطيه؟

توقفت تجيب، وقد أعمتها نار الأنتقام:

-أي شئ تريده.

ردد لها بمغزى ليتأكد:

-أي شئ أريده؟

أجابت بعقل قد ذهب منها:

- أي شئ . ..


الصفحة التالية