-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 15 - 1 - الأحد 5/5/2024


قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الخامس عشر

1

تم النشر يوم الأحد 

5/5/2024


-ماذا حدث؟ الم نتفق على الإبتعاد خصوصًا هذه الفترة؟

سأل بها فور ان فتحت باب منزلها له لتستقبله، ادخلته وأغلقت خلفه الباب جيدًا، قبل أن تجيبه وهي تلج معه للداخل:

-لم اطلبك إلا لشئ مهم وضروري يا عصام. 


قطب حاجبيه يردد بدهشة:

-مهم، وضروري، وما هذا الشى المهم والضروري؟

ردت بعدم معرفة:

-لا أعلم يا عصام، ولكني طلبتك لأتأكد. 


-تتاكدي من ماذا؟

سالها وقد أزادت في قلبه الحيرة، ثم جلس على اول كرسي وجده أمامه، جلست هي الأخرى على الكرسي المقابل، لترد وهي تفرك بكفيها بتوتر:

-لا أعلم كيف اشرحها لك، ولكني أشعر بشئ ما غير مطمئن، كلما حادثت زوجي في الهاتف.


 تنتابني الريبة من نبرته، حتى أسئلته العادية تصلني بمغزى غير مفهوم، أنا قلبي يحدثني بذلك.

سمع منها ليزفر بقوة وهو يشيح بوجهه عنها يغمغم بالسباب، قبل أن يعود إليها ويخاطبها من تحت أسنانه:


-وبما انك تشعرين بالريبة من قول زوجك، وقلبك يحدثك انه ليس بالطبيعي، لماذا اتصلتي وطلبتيتي؟ اتريدين تثبيت التهمة إن كان بالفعل يشكِ بكِ يا امرأة؟

خرجت الاخيرة بصيحة أجفلتها فردت تخاطبه بعتاب:


-لمَ هذه العصبية المفرطة نحوي يا عصام؟ انا لم أطلبك للأذية او تثبيت التهمة كما تدعي، هذه مجرد افكار تتواتر بعقلي منذ مجيء زوجتك والذي فعلته معنا؟

سألها منتبهًا:

-وما دخل زوجتي؟


طالعته قليلًا بتردد قبل ان تحسم الأمر بسؤاله:

-اخشى أن تكون اخبرت احد ما عما حدث، فوصل إلى زوجي.

عبس وجهه يحرك رأسه بعدم رضا، ليجيبها عن ثقة:

-اتركي أمر زوجتي وارفعيها من حسبتك.


  انا واثق بأنها لم تخبر احد، لأني أوصيتها وحذرتها الا تتفوه بهذا الأمر حتى امام جارتها العزيزة عزة، ثم وللعلم، زوجتي فهمها قليل، ليس من المعقول ان تصل إلى زوجك.


تهكمت تردف ساخرة:

-اها، وكيف فعلتها إذن وأتت إلى هنا ؟

رد يجيبها بحدة:

-لم تأتي من نفسها كما تظنين، لقد اخبرتني بأمر امرأة اتصلت بها تحذرها من خيانتي انا مع امرأة بأسمك. 


شحب وجهها لترد بجزع:

-يا وليتي، معنى هذا أنني فعلا مراقبة، يا إلهي لقد بدأت أخاف بالفعل يا عصام.

عاد ليغمغم بالسباب وقد شعر الاَن ان الخطر يقترب منه بقولها، لذلك نهض يخاطبها بحزم:


-إذن اعقلي ولا تتصلي بي مرة أخرى، لقد اتفقنا على الإبتعاد، إذن فلنفعل خصوصًا هذه الفترة، بمعنى ألا تهاتفيني مهما حدث والأفضل هو أن تمسحي رقمي من عندك.


تمتمت ساخرة وهي تنهض مثله:

-هه ألهذه ألدرجة أنت خائف؟

هدر بها غاضبًا:

-إنتقي كلماتك يا حبيبة ولا تجبريني على الرد القاسي، أنتِ الخائفة، وانتِ من تشكين في تغير زوجك، 


إذن فلتشغلي عقلك وكفي عن استفزازي، هذا إن كنتِ تبغتين الاَمان .

أومات له برأسها، شاعرة بإصابته للحقيقة، أطمئن هو جانبها ليتحرك مردفًا:


-إذن فسوف أذهب انا، وقد نلتقي انا وانتِ في مكان ما غير هذا.

اومات برأسها بالموافقة ليُقبل اعلى رأسها قائلًا بمزاح حتى يجعلها تبتسم:

-وهذه للوداع، وبهذا نكون قد ختمنا بشئ جميل .


تبتسمت بالفعل تربت على كفه، قبل أن تتحرك معه صوب باب المنزل، والذي فور أن قامت بفتحه صعقت برؤية صاحب الجسد الضخم وهو يقتحم فجأة ليلج إليها في الداخل، فترتد باقدامها هي للخلف مرددة بفرع:

-جمعة! متى عدت حبيبي؟


رد الرجل بسخرية وهو بتقدم ليلج لداخل المنزل:

-نعم جمعة حبيبتي، الهذه الدرجة اشتقتي إلي؟

قال الأخيرة ليغلق خلفه الباب بقوة، ثم يقف لينقل عينيه بين الأثنين، زوجته وعصام الذي وقع قلبه الى أقدامه، ولكنه تماسك، ليتدخل في محاولة للخروج من المأزق:


-سيادة النائب اَخيرًا، لقد تعبت من المحايلة على زوجتك لتتصل بك، انا واحد من دائرتك وكنت اريد الخدمة من سيادتك.

لحقت هي الأخرى لمشاركة الكذب بكلمات مرتبكة وغير موزونة:


-نعم حبيبي، هذا الرجل جاء بالفعل طالبًا خدمة منك، ولكني تعبت كي اعرفه أنك مسافر في البلدة، ولكنه كان مُصر على مقابلتك، لتعود انتِ الاَن! سبحان الله.

رمقها بابتسامة صفراء زوجها، قبل ان يتجه لعصام ويخاطبه مشيرًا بيده:


اقترب يا ولدي وأخبرني بإسمك في البداية، ارتجف عصام ليُذعن لمطلب الرجل حتى لا يشك فيه، يحرك أقدمه بصعوبة نحوه حتى وصل إليه، مد كفه بغرض المصافحة وهو يعرفه عن نفسه بأسم مزيف غير اسمه الحقيقي:

-انا سيد مسعود واعمل حلاق.


مد كفه أيضًا الرجل ولكن ليس للمصافحة بل رفعها ليباغته بلطمة قوية على خده الأيسر بالتزامن مع قوله:

-بل أنت عصام يا غبي، أنسيت إسمك؟

صرخت حبيبة ليوقفها زوجها بنظرة مخيفة:

-إكتمي صوتك انت.


قالها ثم التف عائدًا لعصام المذهول، يتابع 

-أم ظننتني لم أعرفك؟ حتى تستطيع خداعي يا عشيق زوجتي.

صاحت حبيبة من خلف عصام:

-انت فاهم خطأ يا جمعة، إنتظر لتسمع منا ولا تستجيب لفتن مغرضة تريد التفريق بيننا.


-فتن مغرضة يا خائنة؟

ردد بها زوجها وهو يخرج شيئًا معدني من جيب حلته الواسعة، لتشهق حبيبة بفزع فور رؤيته، واستفاق أيضًا عصام من صدمته ليرتد بأقدمه للخلف على حذر مثلها، مرددًا للرجل:


- أدخل سلاحك الناري في جيبك، حتى لا تتهور وتؤذي نفسك على خطأ، أنت نائب محترم ولك سمعة لتخاف عليها.


أطلق الرجل نصف ضحكة خشنة وهو يتقدم بخطواته نحوهم ليردف له بسخرية:

-تطالبني بالحفاظ على سمعتي، والتي قد تلطخت على يديك ويديها...

قطع ليهدر غاضبًا بأنفاس مضطربة:


-انا انتشلك من الفقر لارفع قدرك بزواج لم تحلمي به، لتعودي أنتِ الان لأصلك الوضيع، كي تخوني ثقتي، مع هذا الحقير...

-يا جمعة..

هتفت حبيبة، بها ليصيح هو يقاطعها عن التكلمة


-لا تلفظي إسمي مجردًا يا خادمة، أنا سيدك الذي اخطأ بالزواج من امرأة قليلة الأصل مثلك، كان يجب علي من البداية ان اعرف، أن من ينشأ في الوحل يحن بالعودة إليه مهما مر عليه من وقت.


هتف عصام يصرفه عن الأخرى 

-يا سيد جمعة، انت دخلت ولم تجد علينا شيئًا مشين، لا اعلم لما لا تصدقنا؟ ونحن امامك الاَن، أقسم بالله لم ت

نفعل شيئًا


فاض به الرجل واحتدت نظرته، ليصوب السلاح الناري نحوه الاَخر، ويخاطبه كازًا على أسنانه:

-أتظنني مغفل يا حيوان حتى تستطيع خداعي؟ انا من الأفضل ان ابدا بك انت .

قالها بنيه واضحة على قتله ليسحب زر الامان وفور ان هم بالضغط على الزناد.


باغتته حبيبة بإلقاء مطفأة السجائر على رأسه التي اندفعت للخلف مع قوة البطحة ليختل توازنه ثانية ويسيل معها الدم الغزير، ولكنه استعاد نفسه لتخرج الطلقة نحوها هي قبل أن تتمكن من الهرب مثل عصام الذي ركض نحو الباب ولكنه تفاجأ بحارس الرجل على باب المنزل يمسك به ويسأله


-ماذا حدث؟ ومن أنت؟

هم لاختلاق كذبة فورية ليتمكن من النجاة، ولكنه توقف على قول الرجل من الخلف وهو يخاطب حارسه بانفاس متقطعة وايد مرتعشة:


-أمسك به يا حلمي... ولا تدعي.. لا تدعه يهر...

قال الأخيرة ليسقط على الأرض، بلا أي حركة أخرى.

بعد عدة أيام.

كان ميعاد زيارتها له في قسم الشرطة، بعد موت الرجل النائب واتهامه هو بقتله، بالأضافة لأصابة هذه المرأة حبيبة ووضعها تحت العناية المشددة حتى تستفيق من غيبوبتها، او تسطيع الكلام .


ولج بصحبة رجل الأمن في حجزة معاون المباحث والذي نهض عن مقعده تاركًا الغرفة لهم، ليبادر عصام بسؤالها فور مغادرته:

-لماذا جئتِ يا ابتسام؟


تطلعت إلى هيئته الغريبة والتي لم تعتد عليها قبل ذلك، 

وجهه الوسيم كان منطفئًا، ذقنه الغير حليقة وشعره المبعثر، ملابسه الغير مهندمة على الرغم من اهتمامه بالنظافة وتبديلها دائمًا داخل محبسه، بدا وكانه شخصًا اخر لا تعلمه.


-ماذا حبيبتي، ألهذه الدرجة أعجبتك هيئتي؟ ام العكس؟

رفعت رأسها إليه تجيبه بلهجة عاتبة:

-وما الداعي من التهكم يا عصام؟ انا زوجتك وما اصابك قد اصابني أنا أيضًا.

تبسم بجانبية وهو يعدل من وقفته ليجلس على المقعد خلفه، ثم قال:


-حديث جميل، لكني للأسف لا أصدق ان يكون من قلبك.

جلست هي الأخرى على الكرسي المقابل له، لتساله:

-وما السبب الذي يجعلك لا تصدق؟

اجابها بوجه ذهب عنه العبث:

-أنتِ تعلمين، فلا داعي للكلام.


رددت بجراة غير مكترثة لغضبه:

-ولما لا داعي للكلام؟ ام ان الاعتراف بالحق ثقيل على لسانك، ثقيل عليك ان تعترف بخطئِك في تكرار الخيانة؛ التي أدت بك لهذه النتيجة.


احتدت عينيه بنظرة غريبة إليها ولكنها لم تبالي لتردف بدمعة ساخنة سقطت منها:

-رأيتك بعيني، وتكبرت أنت حتى عن ترضيتي، او إعطاءي وعد ولو بالكذب بعدم الفعل مرة أخرى


بل لطمتني بالكف وأخرجتني ذليله من منزل عشيقتك، بعد تهديدي بالطلاق، وكأني امرأة بلا إحساس، أو لا 

أستحق كرمك بالعيش معك.

قطعت فجأة لتمسح بكفيها لتجفف أثار الدموع من وجنتيها ثم تابعت:


-لم اَتي اليوم لفتح جراحي معك، انا جئت بصفتي زوجتك، لأطمئن عليك، ها كيف حالك اليوم؟

طالعها بصمت وتفكير عميق لعدة لحظات، ثم قال:

-اعلم اني جئت عليكِ كثيرًا، وحملتك ذنب خطأي في الزواج الأول، ولكني أليوم أريدك ان تعلمي جيدًا، أنكِ انتِ من مكنني بضعفك، وارتجافك مع ذكر كلمة الطلاق.


انا لم اقصد الجدية في تهديدي لك ولو في مرة واحدة، ولكني وجدتها ورقة ضغط تؤتي بالفائدة معي، حتى تُطعيني ولا تعصي لي أمر، فلماذا لا أستغلها؟ ورغم ذلك، ف اليوم قد افعلها بجدية لو اردتي؟ واطمئني على وضعك في البلدة، فبعد محبسي الاَن، لن تجدي من يلومك؟ أو يضيق عليكِ، لاني سوف أعطيكِ حقوقك كاملة، ها ماذا تريدي يا ابتسام؟


❈-❈-❈


عادت من لقاء زوجها في القسم، إلى مبنى الملحق، تصعد الدرجات باقدام ثقيلة وعقل شارد، فهذه اول مرة ترى زوجها بهذا الصدق، ورغم كل ما رأته منه في الايام السابقة، ورغم كل ما تحمله في قلبها من عتب نحوه الا انها لم تتحمل عليه، يطلب منها ان تقرر الأختيار بين الانفصال او الاستمرار، ولا يعلم أن عائلتها تضغط بالفعل عليها منذ علمت ماحدث، لتطلب الطلاق وتنفصل عنه، بعد ان ساءت سمعته، وقد انتشرت الاشاعات الكثيرة حول الحادث الذي أدى لسجنه بعد موت النائب، وإصابة زوجته بالطلق الناري، تتنهد بعمق ما يؤرقها الان ويشغلها، وهو التفكير في القادم،  

زفرت فجأة لتكمل الصعود، فهذه الافكار تفتك برأسها هذا الأيام.

وصلت الى شقتها وفتحت بمفتاحها لتدفع الباب وتدلف للداخل وفور ان استدارت لتهم لغلقه، شهقت مجفلة وهي تجد هذا الكريه يدفعها للداخل ويدلف هو معها عنوة، حتى ابعدها عن الباب بمسافة، لتعترص هي وتقف بوسط الصالة تنهره:

-أجننت يا رجل؟ أم اتريد قتلي من الرعب بفعلتك؟

-سلامة قلبك من الرعب. 

قالها بلهجة ناعمة وهو يقترب برأسه منها فجعلها ترد وهي تتراجع للخلف:

-لا تدعي الخوف على سلامتي وانت تفعل العكس.

اقترب مرة أخرى وهي تراجعت حتى التصقت بالجدار خلفها لتجده يرد بلهجة تقترب من الحدة:

-وماذا علي ان افعل؟ وانا اجدك تتهربين دائمًا مني، ولا استطيع لقاءك.

هتفت بوجهه معترضة:

-ولماذا تريد لقاءي؟ وانت تعلم انشغالي الشديد بما حدث لزوجي.

تبسم يفرد نفسه امامها ليفاجأها بقوله:

-وانا اريد لقاءك بسبب ما حدث لزوجك، لاني نفذت ووفيت بوعدي إليكِ، وعليكِ انتِ الاَن..

قطع ليشملها بنظرة وقحة قبل أن يكمل:

-سداد دينُكِ إلى

الصفحة التالية