رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 15 - 2 - الأحد 5/5/2024
قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ما بين العشق والهوس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الخامس عشر
2
تم النشر يوم الأحد
5/5/2024
سداد دينكِ إلي!
هتف بالجملة لتنتفض مجفلة، شاعرة بخوفٍ امتزج بندمها، لتطرق برأسها قائلة:
-ولكني لم أطلب منك إدخاله السجن.
سمع منها ليرد بابتسامة منتشية وهو يقترب ليصبح أمامها بالظبط:
-من ادخله هو غباءه حبيبتي، أنا لم أفعل سوى الأتصال بزوج المرأة كي انتقم لك وارد لكِ اعتبارك.
-ومع ذلك لا يعجبني أن يكون هذا مصيره.
قالتها وهي مازالت مطرقة برأسها قبل أن تنتفض فجأة على ضرب كفيه للجدار بجوار رأسها، هادرًا
-وانا لا اكترث لذلك ولا يهمني سوى ديني عنِدك.
فزعت من الصيحة ومن هيئته وهي تجد نفسها محاصرة بين ذراعبه والجدار خلفها فخرج صوتها إليه بارتعاش:
-ماذا تريد؟
اقترب بوجهه منها يجيب بفحيح:
-أريدك أنتِ حبيبتي، أم نسيتي اتفاقنا؟
ارتجف قلبها بالداخل وقد تذكرت بالفعل قولها ساعة الغضب، وهذا الوعد الذي سحبه منها بغفلتها قبل أن تستعيد وعيها وتفكر جيدًا، ولكن ما خشيت منه قد حدث، ليأتي هو الآن مطالبًا بحقه، الم يكفيه خداعه قبل ذلك وما اتخذه عليها من صور؟
-ها حبيبتي لا داعي لكل هذا الشرود وانتِ تذكرين كل شئ.
هتف بها وراسه مازالت مائلة نحوها، ليبث في قلبها المزيد من الرعب منه، تمالكت تبتلع ريقها الجاف كي تجيبه بمهادنة، فهو يمتلك بيده ما قد يؤذيها في سمعتها، لو أخطأت وأغضبته:
-اا نعم قد تذكرت ولكنك تعرف ما أمر به مع ظروف زوجي.
أومأ يدعي التفهم قبل أن يجفلها بقوله:
- وما دخلي انا بما يحدث لزوجك؟ ف ليحترق في الجحيم، لقد قدرتك وراعيت ظروفك طيلة هذه الأيام الماضية.
لذا حبيبتي من الاخر هكذا تعالي معي إلى غرفتنا المزينة ولا داعي للكلام الفارغ.
نطق بالاَخيرة ليتناول كفها كي يسحبها ويسير بها نحو وجهته، ولكنها تشبثت بالارض تهتف باعتراض:
-لن اتحرك معك في أي مكان.
أجفل من حدتها ليطالعها مضيقًا عينيه بريبة، لتردف هي ببعض اللطف:
-انا لم أعُد نفسي لذلك اليوم، اتركني ارجوك حتى اتمالك مع ما يحدث معي.
توقفت على نظرته الغير مريحة لتتابع برجاء:
-أرجوك أنا اصلا جئت متعبة من زيارة عصام في قسم الشرطة وهذه الايام مرهقة بالفعل.
ارتفعت انأمل يده تتلاعب باسفل ذقنه بتفكير، ثم ما لبث ان يجيبها:
- حسنًا يا ابتسام نصبر حتى تُعدي نفسك لكن على شرط...
حركت رأسها باستفهام لتجده يرد وهو يلف ذراعيه حولها:
-أريد الاَن شيئًا أصبر به.
قالها واقترب برأسه نحوها، فهتفت بالاعتراض وهي تبتعد برأسها:
-ابتعد ولا تلمسني هنا في منزلي.
هزهزها بعنف يهدر من تحت أسنانه:
-أن لم تعطيني شيئًا الاَن لن اصبر حتى الصباح .
قالها بحزم جعلها تصمت عن الاعتراض مضطرة، فهذا المجنون لا تضمن رد فعله، شعر باستكانتها فاعتبرها موافقة ليقترب برأسهِ منها.
وما ان شعرت هي باقترابه حتى تخشبت وأغمضت عينيها بشدة أثارت انتباهه ليتوقف معقبًا بغير رضا:
-ما هذا يا امرأة؟ وكيف استطيع الاقتراب منكِ هكذا.
ردت على قوله بانفعال:
:
-قولت لك من البداية أنني لست على استعداد، وهذا اقصى ما عندي.
قابل رفضها بنظرة غامضًة صامتًا لعدة لحظات، قبل أن يقطع ويرد بكل هدوء:
-هوني على نفسك حبيبتي وارتخي قليلًا، لا أريدك أن تنفعلي بهذا الشكل...
توقف ليتناول هاتفه ليرفع شاشته أمامها وهو يردف:
-كل ما أتمناه عزيزتي هو أن أستعيد معك ولو بدقيقة واحدة هذه اللحظات الجميلة... انظري كيف كنتِ رائعة هنا وأنتِ تدعين المقاومة..
تطلعت بصدمة إلى ما يقصده، فالحقير كان يشير لها على مقطع الفيديو الذي صورها به لحظة وضعه الغمامة على عينيها قبل أن تكتشف حقيقة خداعه لها.
قاصدًا إذابة مقاومتها بتهديده الخفي، وهذا ما راَه بالفعل على ملامح وجهها التي أظهرت انكسارًا، ليستغل فرصته مغلقًا الهاتف، ثم يردف لها بنعومة وهو يداعب بإبهامهِ على وجنتها:
-لا داعي للحزن أو القلق، لأني لن افعل به شئ ما دمتِ مطيعة وستنفذين شرطيَ البسيط الاَن، أليس كذلك؟
تحت تأثير تهديده أومأت برأسها، بإذعان له كموافقة، ليزيد بقوله:
-وستفعلينها بكل رضا، حتى ارضى أنا عنك.
اومأت مرة أخرى تدعي الطاعة، فلم تقاومه وهو يعود لضمها وتقبيلها بنعومة في البداية ليستشعر استجابة أدعتها بصعوبة على امتعاض.
بنية امتصاص جنونه في هذا اللحظة حتى تستطيع التفكير في حل ما بعد ذلك، تعلم جيدا انها في موقف ضعف، فهو باستطاعته ان يأخذها الاَن وفي منزلها، وان قاومت ستكون الفضيحة من نصيبها ، لذا لابد من مهادنته،
ومع شعوره باستسلامها زاد بضمه وتقبيله إليها ليجعلها حميمية أكثر،، كفيه تجول عليها بحريه ، تستبيحها بوقاحة،
وقاحة اجبرتها للرفض، رغم ادعائها الخنوع، فما كان منه إلا أن زمجر يعنفها بضمته، يحدجها بنظرة مخيفة ليثبط مقاومتها، فاستسلمت مجبرة لتغمض عينيها وتقمع نفورها منه، كي تنتهي من هذا الشيء، الذي يدعيه قبلة، فالتقط فرصته، يستغلها على أكمل وجه، ليتعمق، ويُطيل، ويستبيح، حتى إذا انتهى اخيرًا ينزع نفسه عنها بصعوبة،
وانفاسه الخشنة تلفح بشرتها، تكتم بداخلها شهقة الخلاص، وهي تبتعد برأسها عنه، تفتح عينيها للنور اَخيرًا، لترى وجهه القبيح بهذا القرب الشديد، وابتسامة مُقيتة ارتسمت على ملامحه، يغمره شعور الانتشاء، برؤيته لهذا العبث الذي احدثه بها، شعرها المشعث، بشرتها التي التهبت بالحمرة، وشفتيها لن تعود لحالتها الطبيعية سوى بعد فترة من الوقت بعد اجتياحه المجنون لها
نزل بعيناه نحو جسدها المعصور بين ذراعيه، ليتأمل هذا الجزء أسفل رقبتها والذي انكشف بفضله، ليطالعها بمكر، همت ان تنفجر به حتى يحل ذراعيه عنها، مادامت قد نفذت شرطه البغيض، ولكنها اجفلت على صوت ما من خلفه،
وكانت المفاجأة، حينما رفعت ابصارها عنه، لتصطدم بعسليتي رفيقتها وجارتها، زوجته، فقد كانت متسمرة بالقرب منهم، وعلى هيئتها تبدوا الصدمة بشكل جلي، فخرج صوتها إليها كنداء:
-عزة!
انتبه عمران هو الاخر والتفت رأسه نحو امرأته التي استفاقت لتتحرك للخلف مغادرة نحو منزلها بصمت وهدوء، ليفك ذراعيه عن الآخرى، وخرج على الفور خلفها،
اما ابتسام فسقطت على الأرض منهارة، تتمنى الموت على ما اقترفته من ذنب بحق اعز أنسانه لديها.
❈-❈-❈
ولج لداخل شقته خلفها، فوجدها بوسط الصالة، جالسة على مقعدها بواجه واجم، تحمحم بحرج يقصد لفت انتباهها ولكنها لم تفعل ولم تسجيب حتى برفع رأسها، لتزيد من صعوبة مهمته، فاقترب ليجلس على الكرسي المقابل لها ليبدء حديثه بالإعتذار:
-سامحيني يا عزة، أنا بالفعل لا اعرف كيف اعبر لك عن أسفي...
توقف وحينما لم يجد رد فعل منها، تابع بمسكنة:
-لقد ضعفت حبيبتي وهذه اول مرة تحدث معي، أنتِ أعلم بطبعي واخلاقي ولكن جارتك هذه.....
قطع جملته على أثر التفاتها نحوه بنظرة كاشفة اربكته، لتردد خلفه بتشكك:
-ما بها جارتي؟ تقصد أنها هي من أغوتك؟
سؤالها المباشر جعله يردف باضطراب اختلط بعقدته:
-ولما تستعجبين ان يحدث هذا؟ الست رجلًا وليس من الجائز أن تنظر امرأة مثلها إلي؟
خرجت الأخيرة بحدة لم تؤثر فيها، لترد بكلمات مقصودة:
-لا لن تنظر إليك يا عمران، وهذا ليس لأجل تشوه وجهك، بل لأنها بالفعل تحب زوجها، حتى لو هي أظهرت العكس، كما اعلم عن ثقة انك انت من يقتلك الشوق على نظرة واحدة منها..
قاطعها بقوله:
-عزة افهمي اولا ولا تخطئي الظن.
ردت بحدة غير مكترثة:
-أنا لا أخطئ الظن، ولكني أرى بعيني جيدًا وافهم، اعرفُك وأعرفُها، أفهمك وافهمُها، رغم عدم علمي باللذي يدور بينكم، ولكني على ثقة تامة انك مدان وبشدة.
أثر كلماتها القوية بدا جليًا على ملامح وجهه التي تعقدت بسخط، فزوجته الهادئة دائمًا تُظهر اليوم إليه وجهًا اَخر، وجه امرأة لم تعد تثق به بل وبرغم ما رأته بعينها تجد تبريرًا للأخرى، نهض فجأة يدعي العتب ليؤجل النقاش:
-كنت أظنك تحملين نحوي ولو ذرة واحدة من الاحترام، حتى اجد معك مسافة للتفاهم ولشرح ما حدث كي تعلمي الحقيقة.
اومأت بابتسامة جانبية ساخرة:.
-لم تعد تهمني الحقيقة يا عمران، لاني وبكل بساطة لن أستمر معك.
سأنتظر فقط ميعاد مولدي وبعدها كل فرد منا سيذهب لحال سبيله
هتف عليها معترضُا:
-ولكني ارفص يا عزة ولن أسمح لكِ بتربية ابني بعيد عن حضن والده.
رمقته بنظرة مستخفة قبل ان تُشيح بوجهها عنه، بدون أن تجيبه أو تتعب نفسها في الجدال، فقد حسمت الأمر، مما جعل الاَخر يستشيط غيظًا، ليتركها متوجهًا نحو غرفته، ليظل فيها مع افكاره وهواجسه حتى أتى ميعاد النوبة المسائية وخرج منها مرتديًا ملابس عمله.
فوجدها غيرت للإستلقاء على الكنبة، تقلب بجهاز التحكم عن بعد بقنوات الشاشة الصغيرة أمامها، فلم تكلف نفسها برفع رأسها إليه ولو بنظرة، وكأنها لم تعد تهتم، نفث عن غضبه بزفرة طويلة قبل ان يتحرك بأقدامه ويترك المنزل صافقًا الباب الخارجي، بقوة جعلتها تنتفض مخضوضة
وضعت كفها على رأس جنينها تخاطبه:
-إهدأ حبيبي ولا تجزع، كل شئ سيمر بخير، سيبتعد الأشرار ولن يظل معك سوى كل قلب طيب. إهدأ حبيبي ولا تقلق.
❈-❈-❈
وفي منزلها بالداخل كانت بجوار الباب الخارجي لشقتها من الداخل تراقب على أعصابها بقلق، لم يهدأ منذ ساعات، ومن وقت خروج عزة من منزلها، بعد موقفها المشين مع هذا الشيطان الذي أجبرها على ذلك، حتى ظهر مشهدها امام رفيقتها بهذا السوء.
ومع سماعها لتحركاته بالخارج ثم صفق باب المنزل بقوة، لتتنفس اَخيرًا بارتياح، بعد علمها بخروجه، على الفور لفت حجابها لتغادر هي الأخرى، وتذهب نحو جارتها.
ضغطت على جرس المنزل، فانتظرت، وحين لم تجد استجابة للفتح ، استندت بكتفها عليه بتصميم جاد على رؤيتها، لتخرج إليها الأخرى بعد دقائق مرغمة من الازعاج:
-نعم ماذا تريدين؟
هتفت بها عزة إليها فور رؤيتها، تنهيدة كبيرة خرجت من الأخرى قبل ان تدلف إليها دون استئذان، وتكمل بإغلاق الباب خلفها، لترد اخيرًا:
-أريدك أن تعلمي الحقيقة.
رمقتها عزة بنظرة يملؤها الإزدراء، ثم دلفت تسبقها دون ترحيب، تجاوزت الأخرى لتلحلق بها مردفة:
-لكِ كل الحق يا عزة، لكِ حل الحق في رد فعلك معي مهما كان، هذا لانكِ لا تعلمين بمصيبتي.
عادت عزة لجلستها على كنبة الصالون قبل أن تسجيب لها برد حاد:
-وما هي بالظبط مصيبتك يا سيدة ابتسام؟ ما نوع المصيبة تلك؛ التي تجعلك مع زوجي بهذا الوضع ال....
توقفت الكلمة على طرف لسانها، لتُغير بعد ذلك بقولها:
-تخونيني وتخوني زوجك مع عمران يا ابتسام؟! لقد رأيتكما بعيني ومازلت لا استوعب يا امرأة، كيف فعلتيها تلك؟ كيف فعلتيها
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..