-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 10 - 2 - الخميس 23/5/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل العاشر

2

تم النشر يوم الخميس

23/5/2024


بداخل أحد المساجد، اعتدل في جلسته بعد أن سجد للمرة الأخيرة ليشرع فيما تبقى من صلاته قبل أن يفرغ منها تمامًا، ثم ارتخى قليلًا وهو يعاود ثني ساقيه أسفله و عندما التفت جانبا شعر بارتياح كبير حينما لمحه بجواره و أبتسم قائلاً


= حرما يا استاذ ادم ربنا يتقبل منك.


تنهد آدم بعمق وهو يمسك بمسبحته يحركها ببطء شديد متمتمًا بأدعية من الذكر، ثم هز رأسه بثبات مجيب 


= اللهم آمين ربنا يتقبل منا جميعاً، أخبارك إيه يا منذر 


عقد ما بين حاجبيه مرددًا بهدوء جاد


= الحمد لله عايش، بقيلي فتره مش بشوفك في المنطقه هنا، ده انا قلت نسيتنا .


توقف آدم عن تحريك حبات مسبحته، وأشار له بسبابته قائلاً بود 


= ما اقدرش طبعا ده انتم أهل منطقتي، وما ليش غيركم بس الفتره اللي فاتت كنت مشغول جدا حتي ابن عمي دخل المستشفى واضطريت أسافر الصعيد وافضل جنبه لحد ما اطمن عليه .


نظر له بارتباك ملحوظ، فسأله مستفهمًا


= الف سلامه عليه وبقى كويس دلوقتي .


أومــأ بهدوء برأسه هاتفًا بصوت خفيض


= تمام الحمد لله، اخبارك أنت ايه واخبار شغلك 


آمـــال منذر برأسه للأمام، وهمس بغموض حذر


= عادي زي كل يوم ما فيش جديد إلا.. بس موضوع إني خطبت من فتره وكان نفسي تحضر خطوبتي بس ما لقيتكش وما كنتش بترد على تليفونك. 


بدا الاهتمام على تعابير وجه آدم عقب جملته الأخيرة تلك، فأبتسم بشده وأجابه بتريث خافت


= بجد الف مبروك معلش تتعوض في الفرح ان شاء الله، بس على الله ما تعملش الفرح في نفس التوقيت اللي هكتب في كتابي اصل انا كمان نويت اتجوز قريب .


اتسعت حدقتي باندهاش كبير وهو يردد بسعادة


= بجد الف مبروك، أخيراً بس خير ما عملت ان شاء الله يكون فاتحه خير عليك .


صمت لبرهة ثم أخفض نبرته قائلاً بصوت حذر للغاية


= أخبار الحاج شاهين ايه؟ لسه زي ما هو معاك


تعقدت تعابير وجه منذر نوعًا ما متساءلًا بجمود ساخراً


= إيه اللي هيغيره يعني هيصحى فجاه يلاقي نفسه ضميره وجعه وندم! عادي هو اتعود يعملني كده وانا كمان اتعودت على طريقته كده متهيالي أصلا لو غيرها هحس أن في حاجه غلط .


تنهد بحزن عليه الآخر ثم أشـار له بسبابته بأمل مرددًا بنبرة عقلانية 


= ان شاء الله ربنا هيعوضك خير، على صبرك ده و بكره تقول أدم قال .


تنفس منذر بإنهاك وهو يقول بصوت هامس بضعف


= مش باين!. 


❈-❈-❈


وصلت غاده إلى منزل أختها التي تسكن فيه مع زوجها، محاوله تصليح الأمور بينهما حتى تعرف معلومات أكثر عند زواج طليقها منذر من غيرها!. تنهدت الأخري بيأس وهي تقول بصوت خفيض 


= خير مش سبتلك البيت ومشيت جايه ورايا ليه تاني؟ لسه ما خلصتيش كلامك السم والدبش اللي بتقوليه 


رفعت غادة رأسها نحوها بغيظ مكتوم وهتفت بصوت متشنج


= ما خلاص يا بسمه انا عارفه ان انا محققه ليكي واديني جيتلك لحد عندك، بس انتٍ برده ما تنكريش انك غلطانه حاجه زي كده كان لازم اعرفها من باب المعرفه حتي! مش اعرف بالصدفه.. يعني انا دلوقتي لو عاوزه اتجوز مش اكيد هقول لهم واديهم خبر يبقى انا كمان لازم ابقى عندي خبر .


نظرت بسمة نحوها بضيق، بينما حافظت الأخري على جمود تعابيرها واضافت موضحة بتعمد مقصود 


= وحتى لو اتطلقنا غصب عني وعنهم في عيل ما بينا ولا أنا غلطانه في دي كمان.


نظرت لها بسمة بحنق ثم أردفت بنبرة مزعوجة موضحة أمرها 


= يا بنتي انتٍ هبله عاوزاني اروح اقول لك حاجه زي كده، عشان لما يعرفوا انك عارفه اول واحده هتيجي في دماغهم انا وهيقولوا عليا دي بتطلع اسرار البيت ويا عالم بتقول لها ايه تاني عننا من ورانا.. انا كان اخر واحده لازم تعرفي مني الموضوع ده يا غاده عشان انا اللي هضر مش انتٍ .


كان الأمر مقنع بالمرة لكن مع ذلك لم تقتنع، وهتفت بصوتها المحتد


= تمام واديني عرفت من بره زي ما انتٍ كنتي عاوزه، و جايز فعلا معاكي حق! بس على كده هو عرفها منين يعني فجاه كده صحي الصبح لاقي نفسه عاوز يخطبها.. اتعرف عليها فين اصل انا اكثر واحده عارفه منذر ده قفل أوي وعمره ما يروح يكلمها مش جايز هي اللي بتلعب عليه


ردت عليها أختها بسمة غير مهتمة 


= تلعب عليه ما تلعبش حاجه ما تخصنيش ولا تخصك انتٍ كمان، انا مش فاهمه مهتمه أوي بالموضوع ده ليه مع ان اللي يشوفك دلوقتي ما يشوفكيش زمان ما كانش فارق معاكي خالص ولما كنت باجى انصحك تقوليلي مش ده الراجل اللي يفرق معايا وازعل عليه.. ولما هو مش فارق معاكي بتدوري عليه ليه دلوقتي؟.

الصفحة التالية