رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 10 - 3 - الخميس 23/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل العاشر
3
تم النشر يوم الخميس
23/5/2024
ضاقت نظراتها وأصبحت أكثر قسوة وهي تقول بنزق
= هو انا هفضل كل شويه افكرك ان في بينا عيل ولازم اعرف كل حاجه كبيره وصغيره عنه واذا كان انتٍ ما تخصكيش يخصني أنا بقى، البنت دي لو بتلعب عليه هتخسره اللي وراه واللي قدامه وابني مش هيلاقي بعد كده اللي يصرف عليه مش كفايه رامي الواد ومش بيسال فيه
ألحت الأخري عليها بفضول كبير، فغرت فمها بنفاذ صبر هاتفه بامتعاض
= هتلعب عليه في ايه يا غاده من كتر اللي معاه يا اختي، وبعدين انا ما اعرفش حاجه عنها غير أنها بتشتغل مدرسه في مدرسة لغات
ومن عيله على قد حالها بس كويسين وابوها على المعاش وامها ربه منزل وليها بنتين اخوات متجوزين
شعرت بالغيرة والحقد اثر كلماتها عنها، ثم
تساءلت بنبرة مضطربة وهي تحاول ضبط انفعالاتها
= بتشتغل كمان ومدرسه! هي عندها كام سنه على كده.. وهو أكبر منها بكتير صح! ومش بعيد تكون مطلقه واتجوزت اكثر من مره .
لوت شفتيها بتهكم هاتفه بشماتة
= لا وانتٍ الصادقه العكس هي اللي اكبر منه وبسبع سنين..العروسه عندها 35 سنه وانسه كمان ما سبقش ليها الجواز قبل كده.
أتسعت عينيها بقوه بعدم تصديق وكأنها بكلماتها العفوية تزيد من لهيب غضبها الفائر، و سرعان ما هتفت مستنكرة بسخط وهي تلطم على صدرها
= نعم أكبر منه! بسبع سنين .
❈-❈-❈
في المساء أنتهي منذر من عمله ليعود إلي منزله، مر بالأول على منزل أسرته ليجد الجميع خلد للنوم، أبتسم ساخراً بألم داخله فاذا كان مكانه معاذ لكانت والدته ظلت مستيقظه حتى تطمئن عليه انه عاد بخير و سلام وتناول طعامه!. لكن هو الوضع عنده مختلف تماماً.. لأنه ليس الأبن الأصغر أو مريض .
صعد إلي منزله و وجد نفسه وحيد كالعاده دون ونيس أو شاعراً باهتمام احدهم به، هوي فوق الفراش يضغط بيده على رأسه حتى يتوقف عن تلك الأفكار التي دوماً تأتي له ولم تذهب إلا لتضعف نفسيته أكثر وأكثر باكتئاب حاد.. آفاق فجاه من ذكرياته علي صوت رنه هاتفه برساله عبر الواتساب عقد حاجبيه باستغراب عندما وجد المرسلة ضحي!.
فتح الهاتف ليجدها ترسل له (لسه صاحي) أبتسم رغم عنه وأجاب (لسه راجع من الشغل اصلا، تحبي اتصل بيكي دلوقتي ولا هتنامي!)
نظرت ضحي حولها بتردد فاليوم الجمعه و عائلتها مستيقظه كلها ولم تنام! ووالدتها عندما تراها مستيقظه و تتحدث معه تغضب بشده عليها وتجبرها أن تغلق الهاتف، سلطت انظارها على والدتها لتجدها منغمسه مع التلفاز دون اهتمام فيما حولها... نهضت بهدوء وعندما دخلت لغرفتها اغلقت الباب جيداً و أرسلت له (تمام أتصل) وحتى لا يسمعها احد وضعت الغطاء فوق رأسها واخذت تتحدث معه بصوت هامس
= ازيك اخبارك ايه، هو انت العادي بترجع من الشغل كده متاخر
عقد حاجبيه باستغراب وهو يقول
= هو انتٍ صوتك واطي كده ليه انا مش سامع حاجه.
حانت منها نظرة خاطفة إلي الباب لتتأكد بان الجميع بالخارج لم يلاحظون غيابها، ثم عادت تحت البطانيه وهي تهمس بتردد
= أصل انا بكلمك من تحت البطانيه
أخذ يضحك بصوت عالٍ قليل وتسائل بتعجب
= وده ليه بردانه للدرجه دي يعني
تنحنحت بحرج، وضغطت على شفتيها هاتفه بخجل
= لا بس مش عاوزه حد يسمعني اصل النهارده الجمعه زي ما انت عارف وهم بيسهروا لحد بالليل النهارده .
حرك رأسه بالإيجاب وهو يقول باستفسار عن قصد
= ممم طب فيها ايه لو سمعوكي هيتضايقوا يعني هو احنا مش مخطوبين برده والمفروض نتكلم براحتنا .
إبتلعت ريقها مجيبة إياه بإرتباك خفيف
= مش كده! هم عارفين ان احنا بنتكلم، بس هيتضايقوا لو عرفوا ان احنا بنتكلم لحد بالليل وبالذات ماما يعني بصراحه .
هز رأسه بتفهم وهو يغلق الغطاء فوقه جيد قائلاً بإيجاز
= تمام فهمت، طب خدي بالك أحسن تكتمي نفسك بالبطانيه جامد عليكي
حمحمت بحرج وهي ترد قائله
= حاضر ما تقلقش .