رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 10 - 4 - الخميس 23/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل العاشر
4
تم النشر يوم الخميس
23/5/2024
❈-❈-❈
اعتدل فوق الفراش وسند ظهره للخلف وهو يقول باقتراح بهدوء جاد
= طب هو انتٍ ليه ما تقولهمش انك بتتكلمي مع حد من صحابك، احسن ما انتٍ خانقه نفسك كده
أجابت ضحي موضحة الأمر بشرح
= عشان اكتر صحابي متجوزين واكيد مش بيسهروا لحد دلوقتي، وبعدين انا ماليش صحاب غير نرمين وانا متاكده انها مش بتسهر
بسبب مشغولياتها مع اولادها وجوزها .. و بعدين هو انا صوتي واطي للدرجه دي مش سامعني خالص .
انخفض صوته فجاه وهو يقول بصوت هادئ
= لا سامعك خلاص، المهم انتٍ سامعاني
انفرجت شفتاها قائلة بتعجب كبير
= هو صوتك وطي اوي كده ليه زيي .
أبتسم منذر باتساع وهو يقول بعبث مازحاً
= ابدا قلت اعيش معاكي الاجواء ودخلت انا كمان تحت البطانيه عشان ما يكونش حد احسن من حد .
كركرت ضاحكة علي فعلته وكلماته بمرح وهي تقول بصوت هامس
= هو انت كمان اللي عندك لسه صاحيين لحد دلوقتي
رد عليها منذر مقتضبًا
= لا انا كده كده أصلا بايت في شقتي لوحدي وهم بيناموا بدري او في الحالتين مش هيستنوني اصلا، حتى لو عاوزين يسهروا .
تطلعت أمامها بنظرات حائرة فقد بدأ حديثه غامضًا بالنسبة لها، فتساءلت بفضول
= وهم مش هيستنوك ليه حتى لو صاحيين مش فاهمه قصدك! امال مين بيستناك عشان يحطلك تأكل قبل ما تنام ويطمنوا انك رجعت بخير .
تنهد بألم ثم هز رأسه برفض موضحًا بثبات
= أبدا، يعني انا متعود اعمل لنفسي و اوقات بتحطلي أكل في شقتي وانا بسخن واكل او اصلا ساعات باكل في الوكاله واشتري اكل من بره عادي.
تنهدت بعدم رضا وهي تردف بتحذير
= بس اكل بره مضر لما تاكله كثير وتعود نفسك عليه، اكيد معدتك بتتعب أوقات مش كده.
رد عليها منذر مبتسمًا ابتسامة باهتة
= عادي بقى المضطر ما انا ما عنديش حل غير كده.. و بابا بيروح بدري عشان مش بيقدر يسهر كتير وانا بسهر كتير في الوكاله وهم أكيد مش هيستنوني الوقت ده كله
عقدت حاجبيها هامسة له بنبرة دافئة
= انا فاهمه قصدك، بس انت أكيد بتبدل انت واخوك ذي نبطشيات كده ولا انتم مقسمين الشغل بينكم ازاي .
لوي ثغره للجانب باستخفاف من سؤالها فهي لا تعرف بالطبع كيف تسير الأمور في تلك العيله، وكيف كل المسؤوليات والأمور الصغيرة حتي عليه وحده! وليتهما يشعرون بذلك و يقدرون، ثم أجاب بتهكم
= لا معاذ هو كمان بيروح بدري ينام وياكل رز مع الملايكه، متجوز بقى وما ينفعش يسهر .
هتفت ضحي متساءلة باندهاش عجيب لتخرجه من شروده السريع المؤلم
= يعني إيه متجوز و ما ينفعش يسهر، معني كده أنت شايل كل الشغل لوحدك.. طالما والدك بيروح بدري وكمان اخوك .
تحدث بامتعاض محاولًا تمرير تلك الذكريات المزعجة عن باله
= عادي اتعودت علي كده وهم كمان.. وبعدين حتى لو هو بيسهر اكيد بيروح يلاقي اللي ياخد باله منه ويحضر له الاكل الدور والباقي بقي عليا أنا .
ترددت لوهلة في إيجاد طريقة ملائمة لحل تلك المشكله، لذا أجابته بحيرة طفيفة فاركة طرف ذقنها
= على فكره لو ما عندكش مانع يعني انا ممكن اعمل نصيبك في الاكل اللي بطبخه هنا انا وماما وابعتلك .
تقوس فمه للجانب قائلًا بسخرية
= ايوه عشان والدتك تقتلك وتقتلني، هي اصلا لحد دلوقتي مش قادره تقتنع ان احنا اتخطبنا .. بلاش عشان ما يحصلش مشاكل بينكم بسببي
فكرت للحظات ثم تحدثت باقتراح حينما لاحظت اعتراضة بسبب والدتها
= طب ما انا ممكن ما اقولهاش وعلى فكره انا كده كده اصلا انا اللي بطبخ و مش بتاخر في شغلي زي ما انت فاكر حتى بالذات بعد ما وقفت الدروس .
زم فمه قائلاً بإصرار معترض
= ما تتعبيش نفسك يا ضحي انا بعرف ادبر نفسي في النهاية، زي ما قلت لك اتعودت على كده.. وبعدين انتٍ مستعجله على ايه بكره بعد الجواز هعتمد عليكي يا ستي ولا تضايقي.. ولا انتٍ مش ناويه تستنيني زيهم بعد الشغل
ازدردت ريقها بحرج كبير، فقالت بحماس
= لا طبعا هستناك وكمان هاكل معاكي، و حكايه اكل بره دي هتنساها خالص بعد الجواز لان انا بعد كده اللي هبعتلك الاكل لحد الوكاله ما انا خلاص بقى هقعد من الشغل وهكون فاضيه ليك .
لوي فمه للجانب بعدم إقتناع فلم يشعر بالاهتمام دوماً في حياته من أسرته أو حتى طلقته بالسابق، ليقول بصوت محبط
= بجد يا ضحى هتعملي كده، وهيكون عندك استعداد انك تستنيني لحد دلوقتي متأخر وتهتمي بيا .
أومـــأت برأسها قائلة بصدق
= أكيد المفروض ده واجبي اصلا..
ثم سألته بجدية حينما لاحظت صمته
= لو عاوز تقفل وتروح تاكل اتفضل انت في اول المكالمه قلتلي انك لسه واصل من الشغل واكيد ما لحقتش تاكل.
تنفس منذر الصعداء بثقل بارهاق، وهتف بلا تفكير
= لا عادي مش جعان ومكسل بصراحه من تعب الشغل، ما هو انا ساعات كده برده بكبر دماغي اقوم اسخن ولا اقوم اعمل لنفسي حاجه سريعه.. غير أني اوقات بزهق من حكايه أكل لوحدي مش بيبقى ليا نفس .
قطبت ضحي جبينها متمتمة بقلق
= طب ما هو كده غلط انك ما تتعشاش شكلك بتجهد نفسك جامد ومهمل في صحتك.
ردد منذر بيأس ظاهر على نبرته زافرًا بصوت مسموع
= ايه خايفه عليا .
هتفت متساءلة بدون تفكير
= و ليه ما خافش عليك مش خطيبي وقريب هتكون جوزي!. اوعدك بعد الجواز الأمور دي كلها هتتغير وما فيش اكل بره ولا هتنام من غير عشا ولا هتاكل لوحدك.. حتى لو هستناك لحد الفجر.
تجمدت تعابير وجه بصوره مؤلمه، وجاهد ليبدو طبيعي في نبرته وهو يرد بحسرة شديدة
= عارفه كل الحاجات البسيطه اللي انتٍ قلتيها دي كانت أبسط امنيات نفسي فيها، انا بقيلي فتره طويله أصلا ماشي علي النظام ده لدرجه ان انا نسيت في حاجه اسمها عيله بتاكل سوا .
ردت عليه بخفوت هاديء مانعة إياه من الشعور بالحرج
= معلش حاول تستحمل الفتره دي والنظام كله هيتغير ان شاء الله، احكيلي بقى عملت ايه في يومك النهارده
ضغط منذر على شفتيه هاتفًا بعدم فهم
= مش فاهم احكيلك ايه، عادي يعني بشتغل وبنظم طلبات للناس واتفق.. هوجع دماغك بحاجات هايفه مش هتهمك في حاجه .
رسمت ضحي ابتسامة خفيفة على ثغرها، ثم هتفت برقة
= مين قال لك انها مش هماني بالعكس انا عاوزه اسمعك حتى لو حاجه هايفه هتكون بالنسبه لي مهمه، احكيلي من اول ما بتصحى لحد ما بتقفل حتى لو حاجه صغيره انا مستعدة اسمعها ومش هزهق .
تهللت أساريره بعفوية، ورمش بجفنيه هاتفاً بحماس مريب
= عارفه ان دي كمان من ضمن امنياتي البسيطه ان حد يسمعني .
شعرت بالعطف والحزن لأجله، وتحدثت قائله بنبرة مواسية
= تمام انا سامعاك قول .
لم يعلم كم مضى من الوقت وهو يتحدث
معها، وكأنه أخيرا وجد من يستمع إليه دون ملل! حتى كل فتره في وسط المكالمه يسألها اذا كانت شعرت بالضيق أو النعاس وتريد أن تغلق.. لكنها كان دوماً تجاوبه! (تحدث ولم تتوقف أنا صامته لأجل الاستماع إليك) .