-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 10 - 5 - الخميس 23/5/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل العاشر

5

تم النشر يوم الخميس

23/5/2024

باليوم التالي، استغلت بسمه انشغال الجميع بالمنزل وخرجت دون أن يشعر بها شخص حتى تذهب إلى الجامعه لتحضر أي محاضرات فائته، فغيابها أصبح كثيراً هذه الأيام بسبب أستعين حماتها بها طول الوقت بسبب العزيمه التي تحضر لها، لضحي خطيبه شقيق زوجها و أسرتها أيضاً. 


بالإضافة الى أن معاذ أصبح يتودد إليها من جديد ورافض تركها بمفردها و الخروج مع أصدقائه كالسابق، بعد أن تصالحه ووعدها بأنه سيفكر في أمر العمل..والأمر ذلك أزاح عبء كبير من على قلبها وجعلها تشعر بالارتياح عن ذي قبل! فلا تصدق أخيرا معاذ سيعمل ويكون مسؤول وشخص لديه طموح يسعى الى لقمه العيش لينفق على منزلهما، و لم ينتظر المصروف من والده مثل كل مره.. وهي لا تريد أكثر من ذلك!. 


صحيح مزال مهمل بالمنزل وغير مهتم بابنه ولا يرغب بمساعدتها ومشاركتها في أمور أعمال البيت، لكن هي تؤمن بأن كل شيء يأتي بالتدريج حتماً، لذلك ستنتظر أن ينصلح فالأهم أنها وصلت إلى مبتغاها في الأخير، حتى وإن كانت شروط ذلك الاتفاق لم تتحقق كليًا، وبدت سعيدة جداً بتحقيق أملها في زوجها حلالها.. و ما يسعدها أكثر أن شعورها بالذنب قل فاذا كان صادق في أمر العمل ستكون صريحه معه وتخبره أنها كانت تكمل دراستها بالسر!! و ستتحمل منه العواقب و بالتأكيد لم يعود مجدداً إلي سابقاً طالما بدأ يتغير هكذا حدثت نفسها .


لكن ماذا إذا كان معاذ يكذب عليها بأمر العمل! هل ستعود وتكذب عليه مجدداً ؟؟!. تتمنى ان يكون صادقاً فهي لا تريد ان تخفي عنه شيء وتشعر بالذنب والضيق أثر ذلك، وأنها إمرأة غير صالحة لأنها كاذبه. 


❈-❈-❈


بعد مرور يومين.


كان منذر في عمله كالعاده داخل الوكالة منذ الصباح الباكر، بينما على الطرف الآخر اختبأت غادة بالزاوية، وسلطت أنظارها عليه رغم غيظها المحتقن من أمر ارتباطه لكنها لم تستسلم، واكتفت بالمراقبة من على بعد قليلا حتى جاءت الفرصه لها وهو بمفرده.


أرادت أن تثير أعصابه نحوها وتحفزها للتفكير فيه حتى لو كان الأمر مجازفة كبيرة، لذلك

تحركت متأنقة بثيابها الفاضحة لتحرك فيه حمية عندما يراها هكذا ويشعر بالحاجه لها، بالطبع هي وسيلة رخيصة منها لكنها واثقة من نجاحها معه وحدث ما توقعته اختفت بسمته المتسعة من على ثغره عندما لمحها الآخر أمامه ثم رمقها بنظرات احتقارية وقال بوجوم


= استغفر الله العظيم يا رب مش هنخلص.. افندم .


حافظت على ثباتها أمامه وتمايلت بجسدها مستندة بمرفقها على جانب المحل هاتفة بدلال


= ايه مالك مش هتسلم عليا، ده حتى السلام لله .


مرر أنظاره المتقدة سريعًا بغضب مكتوم على ثيابها الضيقة التي كانت تبرز منحنيات جسدها بطريقة فجة مهلكة للأعصاب، لكنه لم يعلق على ذلك و اكتفي قائلاً بجمود


= اخلصي عاوزه ايه. 


جزت علي أسنانها بغيظ شديد وهي تتسائل بحقد


= اشمعنى هي؟


عقد حاجبيه باستغراب وهو يقول بجدية


= هي مين؟ بتتكلمي على ايه .


هزت رأسها بعنف صارخة به بشراسة من بين أسنانها المضغوطة بقوة


= بطل استعباط انت فاهم كويس انا اقصد ايه، انا وانت فاهمين اللي فيها كويس واتفقنا ننفصل وكل واحد يكتم على سره بس لما تتجوز دلوقتي الهانم بتاعتك و تكتشف اللي فيها؟ فانا برده هتكشف معاك 


زادت نظراته نفورًا من أسلوبها المبتذل معه صائحًا باستنكار مزدري


= آه قولي كده كالعاده بتدور على مصلحتك، طب لخصي في حوارك وشوفي رايحه تعملي ايه وانا لو كانت نيته افضحك كنت فضحتك من زمان .


لم تبدو مقتنعة بكلامه في مسألة عدم فضحها، فهتفت بنبرة تشبه فحيح الأفعى


= ما أنا مش هستنى لما تحصل، انا مش عارفه عقلك كان فين لما فكرت تتجوز تاني! ولا مفكره الهانم اللي جايه دي هتكتم عليك و مش هتقول سرك لحد مع الوقت، راجع نفسك كويس يا منذر وسيب البنت دي .


ارتفع حاجبي مصدوم وهو يهتف من بين شفتيه بعصبية واضحة


= انتٍ اتهبلتي، انا مش هسيب حد ومش انتٍ اللي هتيجي تقوليلي اعمل ايه وما اعملش ايه.. واتفضلي غوري من وشي بدل ما اللي انتٍ خايفه منه يحصل وتبقى عليا وعلى اعدائي بقى . 


ظهر الحقد في نظراتها الشيطانية، وقالت  بنبرة تشبه السخرية و التهكم


= الله، ده انت بتهددني من دلوقتي طب والله العظيم يا منذر لو ما سبت البنت دي وبعدت عن فكره الجواز لاكون انا اللي فاضحاك واللي يحصل يحصل بقى ما انا مش هغرق لوحدي .


هدر فيها بصوت متشنج وعيناها تطلقان شررًا نحوها


= هاتي اخرك، الشويتين دول تقدري تضحكي بيهم على أي حد إلا أنا! انا بقيت عارفك كويس وعارف عينتك للأسف.. وسبق وقلتها  انتٍ اللي هتدفعي الثمن غالي أوي لو الموضوع ده اتعرف مش انا


نظرت له بحدة وهي تجيبه بانفعال


=استقويت أوي يا منذر كل ده عشان هتتجوز طبعا ما الشبهات هتبعد عنك وانا اللي هلبس هو أنت عامل للبنت دي إيه عشان ضامن نفسك أوي كده انها مش هتفتح بقها؟؟


صاحت كركرة ضحكتها الشامتة وهي تضيف

عليه بثقة جادة 


= ولا مفكر لما تملى عينها بالذهب والهدايا هتسكت لا يا بابا ما هي في النهايه ست وليها متطلبات، ومع الوقت هتعمل نفس اللي انا عملته وزياده ده اذا كانت اصلا ما عملتش وانت مش عارف اللي فيها.. ويعيني في الاخر طول عمرك هتفضل تشيل شيله مش شيلتك وحاطط جزمه في بقك ومش قادر تتكلم 


امتعض وجهه بشدة، و جذبها من يدها بقوة لدرجه غرز أظافره في قبضتها وهو يصيح بها بسباب قاسٍ


= اتكلمي عدل وبلاش طريقة الـ** هو انتٍ ايه فاكره كل الناس زيك ومن عينتك المقرفه .


ارتفع حاجباها للأعلى من سبابه الحاد لكنها لم تكترث به ولا بالمها من ضغطه على ذراعيها، فخطتها لابد أن تكتمل، لذا تجاهلت كلماته النابية المسيئة لها قائلة بإصرار


= فكر في كلامي كويس يا منذر! بدل ما انت هتفضل تورط نفسك كده مع كل واحده شويه ولو على الجواز أوي كده هتموت عليه عشان كلام الناس اللي كتير حواليك.. انا مستعدة ارجعلك، بس طبعاً بشروطي المره دي .


برزت أسنانه الصفراء من خلف ابتسامته العابثة وهو يرد دون تردد بثقة


= عارفه انا لو خيروني بين نار جحيم الدنيا وعيشتك، من غير تفكير هختار الجحيم ولا أعيش معاكي ثانيه واحده من تاني.. اطلعي بره و إياكي تيجي هنا تاني .


احترقت أعصابها وهي تستمع حديثه بفارغ الصبر تلك الجذوة التي أشعلت الحرب داخلها وجعلتها تحتد بضراوة مهلكة، نظر لها باحتقار وهو يضيف بازدراء مهين


= اياكي تفكري للحظه واحده ان انا اشتقت لقذارتك بتاعه زمان، طب بصي حتي علي نفسك ده شكل واحده محترمه تبقى مراتي، ده انا لما صدقت خلصت من قرفك هعيده تاني؟. 


شهقت مصدومة من إهانته الجارحة لها، ومن أسلوبه العنيف في التعامل معها فكان قاصداً ذلك حتى تبتعد عنه ويتخلص من عبئها، تطلع فيها باحتقار وهي ظلت على وضعها المشدوه لثوانٍ محاولة استيعاب الأمر ثم هتفت بغل


= ماشي يا منذر بس خليك فاكر كويس انا جيتلك لحد عندك وانت اللي مش راضي استلم بقى .


وقبل أن يرد مجدداً لاحظ تلك الواقفه علي بعد وهي تركز عينيها على يده التي كانت على ذراعها بضيق وشهقت ضحي مصدومة من فعلته، ذهل منذر من وجودها وهو لا يعرف منذ متي وهي هنا وهل استمعت الى حديثهم أم لأ؟ 


عكس غادة التي شعرت بحماس عجيب بعد أن رأتها تلك وهم يتشاجران سويًا، تشكل على ثغرها ابتسامة شرسة تعكس نواياها الخبيثة وهي تقول في نفسها


= والله وجتلك على الطبطاب يا غادة، أحسن حاجة أضرب على الحديد وهو سخن!


ابتلع ريقه بتوجس كبير وهو يردد باهتمام


= ضحي اتفضلي، واقفه عندك ليه تعالي .


نظرت إلى ملامح غادة التي كانت تنظر اليها بغيرة وغيظ، وتلك المره لم تستطيع ان تمنع فضولها لتعرف وجودها المتكرر امامها  


= هي مين دي .


ضغطت على شفتيها مرددة بابتسامة عريضة بانتصار


= مراته السابقه يا حبيبتي، وأم إبنه.. هو ما قالكيش ولا ايه


تمتمت بحنق واضح وقد اصطبغت أعينها بحمرة غيرة


= لا اكيد طبعا عارفه بس خير بتعملي إيه هنا، في وقت ذي ده .


سلطت أنظارها الحادة عليها لترمقها بنظرات دونية وهي تقول ببرود مستفز


= نعم! انا اكتر واحده يحق لي ابقى موجوده هنا ليل ونهار؟ والمفروض تعملي حسابك ان انتٍ هتشوفيني كتير وطول الوقت.. إلا بقى لو مش عاجبك الوضع ما حدش يا حبيبتي قال لك تتجوزي واحد كان متجوز قبل كده وعنده عيل.. الوضع صعب برده عليكي فبدري كده فكري في الموضوع واخلعي بكرامتك احسن.


إهانة قوية تلقتها ضحي وكتمتها في نفسها، لكن اتسعت عيناها هامسة بدهشة


= نعم اخلع!. 


اشتد وجهها بقسوه، فعجزت عن الصمود وهي ترد بحده كبير


= إيه يا حبيبتي هتعملي فيها جايه من الزمالك ما كلنا في حته واحده ما تعيشي عيشه اهلك.. ولا عشان بتعلمي في مدرسه لغات يعني هترسمي نفسك عليا ما كلنا ولاد تسعه .


بدأت ضحي أكثر اشمئزازًا منها، متقززًا من أسلوبها الرخيص في التحدث لتقول بعبوس نافر


= انتٍ مجنونه يا ست انتٍ إيه الطريقه السوقيه اللي بتكلميني بيها دي.. ما تتكلمي عدل وباحترام هو انا عملت لك حاجه انا بستفسر منك عادي .


شعرت الأخرى بانها قاصده اهانتها لذلك اقتربت منها وأرادت أن تفتك بها، أن تنبش بلحمها كي تمزقها إربًا، لتصيح بشراسة


= أنا سوقيه يا بنـ..


تدخل منذر بسرعة و رد هو عليها محذرًا بعدائية ومهددًا بصفعها بكفه


= غــادة! لحد هنا واكتمي واياكي تغلطي فيها

ولا تفكري تجيبي سيرتها على لسانك!


صفعة قوية تلقتها غاده في قلبها لتظل متسمرة في مكانها مصدومة مما سمعته وكيف يدافع عنها ضدها، هتفت بسرعه بتحدي 


= ولله بقيت كمان حامي للهانم طب بالراحه على نفسك يا اخويا و ماتنساش أنا أبقى أم ابنك 


أبتسم داخله بسخرية لاذعه من وقحتها فهي الوحيده التي تعلم جيد بأن هذا الطفل ليس إبنه، أردف بإبتسامة مستفزة وهو يرمقها بنظرات احتقارية 


= على الورق وبس، ده أخرك! واعملي حسابك اذا فكرتي بس مجرد تفكير انك تهنيها تاني ولا تاذيها انا اللي هتصدر وهزعلك أوي.. عشان  دي جزمتها القديمة برقبة 100 من أمثالك!   وما تحاوليش تسوي نفسك بيها.


أحست ضحي بالفخر لكونه يدافع عنها بتلك الشراسة والقوه معيدًا لها كرامتها قبل أن تتطاول أكثر عليها وتسيء لها، فلم تتوقع ذلك بالمره بالأخص امام ام طفله فعندما رأيته قريب منها قد ظنت أنه ربما حن إليها لكن تلك المشاحنه التي صدرت امامها تاكدت بالمره بان لا يوجد بينهما شيء بالذات منه، أما غاده كانت تحترق في مكانها من مدحه لأخرى، وخاصة هي وامامها...


لاحظت ضحي نظرات التحدي والغضب بينهما وخافت من تطور الأمور خاصة بعض الناس والعمال داخل الوكاله، بدأ يراقب الوضع بنظرات متوترة، لذا تدخلت بحرص شديد 


= منذر خلاص عشان خاطري انا الناس ابتدت تبص علينا بلاش مشاكل.. وهي برده أم ابنك . 


احتقنت الدماء بداخلها، شعرت بفوران محتد يشتعل بداخلها، فهدرت منفعلة


= يا حنينه لا فيكي الخير، وفري يا اختك نصيحتك لنفسك انا اعرف ازاي ادافع عن نفسي واحفظ كرامتي واوقف كل واحد عند حده مش مستنيه حامي .


تلك المرة لم تتحمل ضحي الإهانة، فردت بجدية قاصدها استفزازها واشعال غيرتها التي كانت واضحه وقد تفهمت أمرها أخيرًا لما كل هذا الغضب والعصبية تصدر منها 


= انتٍ بجد مش طبيعيه ما تهدي شويه على نفسك عماله تتخانقي و تزعقي ليه كل ده، ما حدش مانعك تيجي هنا بس بالاصول! انتٍ طليقته دلوقتي ومفيش اي رابط ما بينكم غير إبنك.. وانتٍ لو فعلا محترمه وبتفهمي في الأدب كويس هتعرفي انك مفروض ما تجيش لحد في وقت زي ده لوحدك وقدام الناس كلها.. ده أنا اللي اسمي خطيبته باجي في مواعيد محدده مش اي وقت ويكون حد معانا 


فغرت الأخري شفتيها مغتاظة من إساءتها ثم

تأبطت سريعًا ضحي في ذراع منذر ليتفاجيء هو من فعلتها ولم يعترض بالطبع، ثم نظرت لها متحديًا وهي ترد بنبرة حادة


= بس لو كنتي متعوده تعملي كده زمان فالوضع دلوقتي اتغير و ياريت تفهمي ده بقى! 

عشان هو دلوقتي بقى خطيبي وقريب هيكون جوزي .


تنهد منذر بارتياح ليقول بصوته القائل بجفاء


= ما فيش فايده منها، ريحي نفسك يا ضحى اللي زي دي بتحب تتهزق كثير أصلها

الصفحة التالية