-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 10 - 1 - الخميس 23/5/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل العاشر

1

تم النشر يوم الخميس

23/5/2024

❈-❈-❈

كانت بسمة تجلس فوق الفراش تسحب الهواء الطلق الي رئتيها تجدد أنشطة خلايا جسدها، كتمت شهقتها وهي تنظر الي الحزن والحسرة العظيمة التي بدأت في حياتها، تقلصت معدتها و انسابت دموعها أكثر من القهر الذي بدأت تشعر به بسبب أفعال زوجها.. ويلي ضعفها 

تجاه الآخرين!. 


الأمر بدأ يقلق قليلاً فمنذ أن وجهها والدها  بحقيقه الأمر وأنها لم تستطيع الدراسه والعوده الى الجامعه برغبتهم! هي حاولت فتح الموضوع حتى لا تفعل شيء في السر!. لكن تصرفاتهم تدعيها لفعل ذلك واكثر مع الأسف.. رغم أنها لا تعرف ما تفعله اذا كان صحيح أم خطأ.. أن تخفي أمر كذلك عن زوجها دون علمه.


هي تشعر بالخوف والقلق من أن يراها ويذهب ليخبرهم! فالأمر حينها لم يكن لصالحها ابدا.  

لذلك يجب ان تتخلص من هذا الأمر بسرعه! 

لكن كيف وإهمال زوجها لها هو من يدفعها الى ذلك؟ بالاضافه الى عدم اهتمامه ومسؤوليته! وشخصيته التي تنحدر في نظرها ولا يشعرها بأفعاله بأن رجل حقا، لذلك هي تحاول معه وتدفعه للتغيير باستمرار .


عادت للواقع وهي تنظر نحو زوجها بيأس الذي دلف للغرفة متردد كان يبدو كالطفل صغير يريد انهاء الخصام بينهما ليحصل على حلوى مكافاه.. انتفضت من مجلسها علي الفور وهي تعيد ترتيب خصلات شعرها المجعد بأصابع يدها.


= معاذ!. 


همست والدموع تخيق مقلتيها لترمش بعينيها

لتفلت دمعتان ثقيلتان على وجنتيها و يتشوش امام نظراتها بوجهه الحنون ولكن جاء صوته خشنا، دافئا متأوها


= روحه!. 


اقترب منها بخطوات سريعة ومسح دموعها وهو يجذبها لتغرق بتجويف عنقه لتفلت من بين شفتيها تنهيدة حارة فتستسلم لعذوبة 

لا تدري لما شعرت بانها تحتاج ان تترمي باحضانه بالفعل رغم أنه السبب في حزنها و غضبها، لا تعلم هل هذا الشعور بسبب مأساتها 

هى السبب أم أنة الحب؟؟ لكن لالا هي لا تحبه لم تعترف له بذلك أبداً ولم تفكر بينها وبين نفسها حتى، فمن المستحيل أن يكون كذلك فهو بعيد كل البعد عن ما ترغب به من صفاته السيئه.. لكن ماذا إذن.


قبل رأسها بحنان ثم أبعدها وهو يهمس ببحة المشاعر المتدافعة نحوها غصبًا عن تفكيره المتمنع


= طب ليه قلبنها نكد على نفسنا كده، ما ممكن تبطلي تفتحي الموضوع ده وهنرتاح احنا الاثنين 


حركت رأسها نافية وهي تجيبه بيأس وإحباط


= يا معاذ صدقني انا دائماً بعمل كده معاك عشان عاوزه مصلحتك وعاوزاك احسن حد في نظري، يعني يرضيك ابنك ولا الناس يقولوا عليك كلام مش كويس عشان ما بتشتغلش ولا بتعتمد على مصروف والده  


هتف معاذ معترضًا بانزعاج


= وهو ليه الناس تشغل نفسها بيا أصلا؟ أنا عمري ما ضايقت حد بالعكس دايمًا في حالي، وما بحاولش أزعج حد وآ...


مطت فمها بضيق ثم سرعان ما قالت بلهفة


= طب بلاش الناس ابنك وانا، مش كفايه بالنسبه لك عشان تضحي وتيجي على نفسك شويه وتعمل حاجه كويسه لينا 


صمت للحظة بغموض ثم أخفض نبرته هاتفاً بتوتر


= طب خلاص سيبيني أفكر في الموضوع .


خفق قلبها في سعادة، استدارت ناظرة إليه وتساؤلات حائرة تنطلق من نظراتها قبل لسانها

هاتفه بعدم تصديق


= إيه ده؟ ده بجد طب امتى وازاي، وهتبدا من امتى.. وهتنزل شغل الوكاله مع والدك ولا شغل تاني


هز رأسه نافيًا وقال بجدية 


= بسمة حبيبتي.. أهدي كده، لسه الدنيا قدامنا طويلة وانا وعدتك افكر.


تساءلت زوجته بحيرة واضحة عليها 


= ما أنا مش مرتاحة من اللي بيحصل ده و كلامك ما طمنيش أوي اوعى تكون بتاخدني على قد عقلي يا معاذ.. ولا في حاجة حصلت وإنت مش عايزني أعرف؟ ما هو فجاه كده أخيراً اقتنعت .


هز رأسه بالإيجاب وهو يرد بهدوء جاد


= مش إنتٍ بتثقي فيا.


منحته نظرة سريعة من عينيها قبل أن تشتت نظراتها عنه لتحدق في الأمام مجددًا هاتفه


= باين.. المفروض .


فرك معاذ ذقنه هاتفًا بنبرة شبه مقتنعة


= لا ما فيش حاجه اسمها المفروض يا حبيبتي 

إسمها المفروض بثق فيك ايوه .


كان رجاءً منه أمرًا، فاضطرت أن تكبت فضولها مؤقتًا، علها تحصل في النهاية على الأجوبة المشبعة لفضولها المتنامي بداخلها وتحقق ما تتمناه بالفعل، تنهدت بقوه وهي تقول باستسلام


= ماشي هسكت واثق فيك وانا لو غاليه عندك فعلا المفروض تعمل اللي يريحني انا وابنك .


هتف بعبوسٍ زائف تشكل على وجهه


= غاليه عندي هو انتٍ لسه بتسالي.. ده كفاية إني عرفت الحب الحقيقي على إيديكي.


شعرت بالفخر أثر كلماته، ثم صمت للحظات قبل أن يهتف متردد وكأنه قد تذكر شيئًا ما


= ياسو.. هو انتٍ مش بتحبيني زي ما بحبك أصلك عمرك في حياتك ما قلتها لي .


حركت رأسها بتؤدةٍ لتنظر عن كثب لعينيه المحاصرتين لها، هاتفه بصوت مرتبك


= هاه.. آه أكيد مش جوزي وأبو أبني الوحيد


أومــأ برأسه يسألها بجدية


= طب يلا قولي


تحركت رأسه قليلا ليدس أنفه بعنقها بينما يشدد من ذراعه حول خصرها فاتسعت عيناها بتوتر شديد، ثم رفعت أنظارها الحائره إليه وتساءلت في اهتمام


= أقول إيه؟ 


أومــأ برأسه بإصرار قائلًا بتأكيد


= مش هتقوليلي بأحبك؟


تفرس معاذ في وجهها محاولًا تخمين ما تفكر فيه، خاصة بعد أن طال صمتها وهي لا تعرف حقا الإجابة لكن فكرت أن تقولها حتى ولو بالكذب حتى لا يتراجع عن فكره العمل، لاحت ابتسامتها على ثغرها على استحياء هاتفه


= بحبك يا معاذ .


أبتسم بمحبة وهو يطبع قبلة صغيرة علي وجنتيها ثم همس باشتياق 


= وحشتيني على فكره أوي.. على طول بعيده عني ولما تقربي بتنكدي 


عقدت حاجبيها بضيق وهي تردف باندفاع


= وانا ببقى نكديه كده من نفسي ما تشوف الأسباب هو مين اللي بيضايقني مش انت اللي ما بترضاش تسمع الكلام وتريحني وتنزل تشتغل من الأول وتساعدني في شغل البيت


مط فمه للجانب منزعج ليقول بهدوء رزين


= ياسو حبيبتي، انا مش بقول لك وحشتيني عشان تقلبيها نكد وخناق تاني.. أنا زهقت بقي من الجو ده وعدتك ان انا هفكر . 


أغمضت عينيها للحظات تتحكم في أعصابها بصعوبة ثم فتحتها وهي تردف بفتور


= أوف حاضر أسفه.


سلط معاذ أنظاره علي ملابسها الشبه قصيره  التي ترتديها ليشعر بالضيق نوعاً ما لكنه إخفاء، ثم ازدرد ريقه وهو يجيبها بتلعثم


= طب آآ مش هتقومي تغيري اللبس ده .


رفعت رأسها نحوه متفرسة في وجهه بنظرات غريبة وهي تعلق بغيظ


= الله، وبعدهالك يا معاذ نفسي افهمك بالذات في الموضوع ده.. مالها العبايه اللي انا لابساها 


أبعد أنظاره النافره عنها حتي لا تلاحظ، ثم هتف بصوت متقطع


= قصيره أوي وانتٍ عارفه انا مش بحب كده..

شوفيلك حاجه طويله شويه .


صمتت بسمة لبرهة لتفكر مليًا فيما قاله، ثم أردفت متسائلة بجرأة باستنكار 


= هتفرق! ما انا بعد كده في الحالتين اللي انا لابسه مش بيفضل عليا .


تحدث بنفس النبرة الصارمة المعتادة لديه دون نقاش


= آه بتفرق!. عشان اللي انتٍ لابسه بتكشفي تحت الغطاء ومش بشوف جسـ آآ.. انتٍ نازله رغي ليه ما تسمعي الكلام وخلاص ولا انتٍ غاويه نكد وخناق تاني .


صمتت للحظة واحدة بقله حيلة ولم تريد أن تنتهي تلك اللحظه بتلك الطريقه، لانها تعرفه جيد مثل الأطفال يغضب ويعند بسرعه، لذلك تحركت وفعلت ما يريد ليتجاوب سريعًا برغبةٍ ظاهرة عليه معها وشعرت بيده الحنون تداعب تقسيمات جسدها ضاغطة على ثناياه قليلاً، 

ليتعمقوا سوا في تأجيج لهيب الحب بين أجسادهما المتلاحمة.


وكل ذلك حدث كالعادة دون أن تظهر أمامه بوضوح ظاهر لعينه، بل أجسادهم تتعرى تحت الغطاء! يمكن بالعادة يحدث ذلك بين بعض  المتزوجون! لكن ليس طبيعي أن يمنعها حتى تظهر أمامه باي شكل من الأشكال هكذا .

الصفحة التالية