رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 11 - 1 - الأحد 26/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الحادي عشر
1
تم النشر يوم الأحد
26/5/2024
بـعـد مـرور أسـبـوع.
في منزل معاذ، اندهشت بسمة من عوده زوجها مبكرة هذه الأيام لكنها علمت على الفور السبب عندما طلب منها أن تترك ما تفعله و تظل معه فهو يشتاق لها! جلست فوق الفراش جانبه وسعدت بتقربهم فذلك بالتاكيد سيزيد الرابط بينهما وسيسرع في تنفيذ اوامرها واهمها عمله، رغم أنه لم ينطق بشيء يدل على ذلك وانه سوف ينفذ وعده لها لكنها صمتت حتى لا يعاند وقابلت تجاهل معاذ بالصمت مثله.. وبعد فترة انتبهت لانتظام تنفسه يدل على استغراقه في النوم بينما يميل رأسه للجانب..
وجدت نفسها على الفور تبتسم ببراءة وتقترب منه لتسمح لرأسه بالاتكاء على كتفها.. وبدت مستمتعة وهي تجذب ذراعه وتضعها حول خصرها بحذر حتى لا يستيقظ، ثم قامت بتدليك ذراعه كي تمده ببعض الدفء وقد شعرت باحتياجه لها، وبالفعل تسلل الشعور بالدفيء إليه وعبير عطرها يغزو أنفه دافعا عقله للاسترخاء فروحه كانت تئن شوقًا في قربها، وقلبها رغم تمرده يتوق له، ونفسها تشعر بالخواء والفراغ.. كأن كل جزء بجسدها يتآمر عليها محتاجا له إلا عقلها يصدها عن التقرب منه فلم يدعها تتذق النوم مثله.. تحركت رأسه قليلا ليدس أنفه بعنقها بينما يشدد من ذراعه حول خصرها فاتسعت عيناها هامسة
= معاذ! انت صاحي فكرتك نمت .
طالعها بنظرات أكثر عمقًا وهمس بصوت خافت للغاية بشغف
= كملي اللي كنتي بتعمليه وقفتي ليه
عقدت حاجبيها باستغراب قليلا لتجد نفسها قد شردت وتوقفت عن تدليك كتفه وجسده،
لاحت ابتسامتها على ثغرها على استحياء وكفيها تستمران بتدليك ذراعه قبل أن تدسُّ كفه البارد في دفء يديها الغضتين..
لوي ثغره بابتسامة خفيفة بحب من تصرفاتها له والتي ملأته شوقًا ورغبة فيها، وحدثها باشتياق
= انا فرحان ان احنا اتصالحنا وبطلنا كل شويه خناق، كويس أني سمعت كلام منذر لما قال لي صالح مراتك وما تخليهاش تنام وأنتم زعلانين من بعض!
تلاشت ابتسامتها فجاه بجمود وهي تنظر إليه مطولاً ثم هزت رأسها وهي تردف بنبرة متوترة
= بقول لك ايه يا معاذ هو انت عملت ايه في موضوع الشغل دورت ولا قررت تشتغل في وكاله والدك
تأفف بضيق و غضب منها و تتمتم بصوت خافت
= وبعدين بقى يا بسمه لسه بقول لك فرحان ان احنا اتصالحنا بتفتحي الموضوع ليه تاني، هو انتٍ صعب عليكي تعيشي من غير نكد
أثـــار الموضوع شكوكها بصورة مبالغة،
فهمست بتوجس كبير
= عشان انت وعدتني لو كنت ناسي أنك هتفكر في الموضوع ومن ساعتها وانت ولا جيت قلتلي انك لقيت شغل ولا انك فكرت تشتغل مع باباك حتي، معاذ اوعي تكون بتضحك عليا.. انت وعدتني ها.
ازداد تجهم وجهه بغضب بارد مشيحا بنظره عنها، ثم قال بوجوم
= يا ستي هو انا قلت لك رجعت في كلامي ولا حاجه، كل ما في الموضوع ان انا بدور و بفكر زي ما قلتلك، و وقت ما الاقي اكيد هاجي اقول لك.. بس ما تقعديش كل شويه بقى تزني
أومـــأت برأسها بالإيجاب وهي ترد بشرود
= خلاص ما تزعلش انا بسال بس لا تكون نسيت، ماشي و اوعدك اني هسكت لحد ما أشوف اخرتها معاك ايه .
هز رأسه بعدم مبالاة ليعود يقترب منها و يمسك بكفها وقام بتقبيل راحة كفها
= اهو كده نرجع بقى نحب في بعض تاني
قالها غامزا لها بطرف عينه بخبث وسرعان ما ألتقط شفتيها و عانقها بقوة، وخلال ثواني تحولت القبلات إلي همسات و نظرات و لمسات.. ثم أنتهت بإتحاد جسديهما في تناغم كان في البدايه من طرف واحد... حتي أصبح برغبة من الطرفين و استسلمت كعادتها له بقله حيلة !.
❈-❈-❈
في اليوم التالي، بناءً على طلب رانيا الخاص تم عمل حفل صغير في منزل والدها ليتم كتب الكتاب هنا أو زفافهما وبعدها سترحل معه لتسكن في منزله، ولم تخبر أحدا من عائلتها كما اتفقت مع آدم سابقآ وقد عزمت أشخاص كثيراً من المنطقه وكانت تقصد ذلك حتى ينتشر الخبر سريعاً بالحي هنا بان شقيقتها تزوجت من السيد آدم .
سابقة انشغلت مع أختها الصغرى في شراء ما ينقصها من احتياجات ولوازم العرس الزائف لكن أصرت ان كل شيء يسير كأنه حقيقه حتى لا يشك أحد بالامر، سعدت الأخيرة بتجاوب ديمة أختها مع مستجدات الأمور بصورة طيبة مطمئنة أراحت قلبها كثيرًا، و عمدت إلى تسخير جهدها بالكامل من أجلها هي فقط علها تعوضها عن غيابها عنها بالسابق.
أفرغت زينب على الفراش ما قاموا بشرائه من ثياب جديدة لترتبها في حقيبة السفر فسوف تنتقل ديمة بالتأكيد بعد الزفاف الى منزل ادم،
بينما كانت ديمة تجلس بالخلف بصمت تتابع كل ما يحدث حولها بروح خاويه دون التعليق او الإعتراض! لقد استسلمت للامر تماماً و على يقين بأن هذا خطأها من البدايه ويجب أن تتنازل حتى تصلح الأمر ولا تتضرر اشقائها بسببها، شردت أمامها وهي تري اختها الواسطه ترتب الحقائب لتلاحظ حقيبه اخرى خاصة بوالدتها الراحلة متذكرة كيف كانت رانيا تسعى لشراء كل شيء يلزمها شهور و سنوات ليوما كذلك حتى تسلمها الى عريسها بنفسها وكيف كانت تحلم بذلك اليوم بلهفة، هبطت دموعها رغماً عنها بحزن وندم فهي لم تضيع أحلامها فقط بل اضاعت أحلام أخواتها الآخرين مثلها فبالتأكيد حال اختها لم يختلف عنها، فهي تعلم جيد بأن هذا الزفاف غير حقيقي وهي لم تعد عروس حقا بسبب ثقتها الزائد بشخص لا يستحق .
❈-❈-❈
بداخل حي السيدة زينب المزدحم، حيث تجد كل ما لذ و طاب، و هنا لدي بائع الدجاج تقف بسمة بعدما طلبت منها حماتها أن تنتظر هنا حتى ينتهي البائع من طلبهم الموصى منهم، و هي ذهبت حتي تشتري باقي المستلزمات و تأتي إليها وعندما انتهى البائع من تنظيف و تقطيع الدجاج تناولت منه وذهبت بعد ان شكرته.
وفي الجهة المقابلة لها كانت تقوم مايسة بتعبئة ثمرات الطماطم فتقدمت منها بسمه فأخبرتها حماتها علي الفور بصوت مهتم
= اوعي الراجل يكون ما نظفش الفراخ حلو من الريش ولا نسي يحطلك الكبد والقوانص زي المره اللي فاتت انتٍ عارفه معاذ بيحبهم قد ايه .
تجهمت قسماتها وهي ترد بنفاذ صبر فتعلم جيد اهتمامها الممل بادق التفاصيل الخاصه بابنها معاذ
= ما تخافيش يا حماتي نبهت عليه 10 مرات وانتٍ لا تعطيني جنبه عشان اراقبه وشفتهم بعيني وهو بيحطهم .