-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 11 - 4 - الأحد 26/5/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الحادي عشر

4

تم النشر يوم الأحد

26/5/2024

❈-❈-❈

رد الجميع عليه، وبعدها تساءلت ضحي بغرابة


= امال بابا فين هو روح وسابني ولا ايه 


هز رأسه بنفي وهو يقول بهدوء 


= لا ده لسه في الجامع، قال هيفضل قاعد يستنى العشاء يإذن وبعد كده هيروح البيت وانا قلتله هروحك انتٍ.. ما تقلقيش. 


تساءلت أمه عن زوجها باستفسار 


= امال ابوك فين في الجامع هو كمان ولا ايه .


أشار بيده لها متحدثا وهو يتحرك قاصد الجلوس جانب ضحي  


=جاله تليفون وقال لي روح انت وانا هروح على الوكاله .


نهضت بسمة بعيد متابعتها حماتها، وظلت الأخري صامتة انتاب منذر القلق من صمت ضحي، فقال متسائلاً بتوجس


= مالك في حاجه مضايقاكٍ!. كنت سايبك بتضحكي مكشره ليه دلوقتي؟ هي أمي قالت لك حاجه ضايقتك .


هزت رأسها برفض تنفي ظنه رغم أنه حدث قائلة باقتضاب عابس


= لا خالص انا كويسه مفيش حاجه، ممكن بس عشان مش متعوده على الناس هنا والجو  


مسح منذر على طرف أصابعها برفق الموضوع فوق الاريكه جانبه هاتفاً بجدية لطيفة


= مع الوقت هتتعودي وهتاخدي عليهم هم كويسين ولله.. بس ممكن في بعض الاحيان ليهم طريقه كده صعبه شويه بس لما تقربي منهم هتفهميهم أكثر  


فرك مقدمة رأسه مازحًا مضيفًا 


= مش هياكلوكٍ يعني ما تخافيش اوي كده منهم


أبتسمت له رغم عنها ابتسامة خفيفة، وفي ذلك الوقت تفاجأ الجميع بطرقات قوي فوق باب المنزل اقتربت مايسة بسرعه تفتح بقلق شديد لتجد زوجها عاد بوجه قاتم، وقبل ان تتساءل عن السبب، دفع الآخر زوجته من أمامه بذراعه ليصبح في الداخل مرادفا  بصراخ عنيف


= هو فين البيه إبنك.. فين البيه إللي بيضحك عليا وبينصب عليا وبيستغفلني.. فين منذر


هتفت زوجته مشدوهه وقد ارتفع حاجبها للأعلى بإستنكار جلي


= ما براحه مالك بتزعق كده ليه؟ يا شاهين ايه اللي حصل لكل ده، هو الولد عمل لك ايه 


هب منذر واقفًا من مكانه شاخصًا أبصاره علي والده بتعجب، وهو يتساءل


= في ايه يا حج مالك في حاجه حصلت .


اقترب منه وزم شفتيه مرددًا بسخط قاسي


= وكمان ليك عين تسأل يا واطي يا نصاب  مفكرني مش هعرف ولا مسيرك في يوم هتتكشف لعبتك، بقى انا بعد العمر ده كله تضحك عليا هي دي اخرتها بعد ما علمتك الصنعه وشايلتك كل حاجه في الوكاله واعتمدت عليك تنصب علي ابوك وتسرق ماله .


اتسعت ضحي حدقتاها إلى حد كبير عقب جملته المتعمدة تلك، ولم تختلف الصدمه عن الجميع شيئا! ارتسمت سريعًا علامات الانزعاج على وجه منذر من اتهامه الشانيه امام الجميع وخطيبته بالاخص وازدرد ريقه مرددًا بعدم فهم


= نصب ايه وسرقه ايه ما توضح كلامك عشان افهم انت بتتكلم على ايه


اقترب معاذ هو وزوجته وهو يتسائل باهتمام


= مالك يابا هو في ايه، بتزعق كده ليه؟ هو ايه اللي حصل


رد والده عليه بقسوة وهو يلوح بذراعه في الهواء بانفعال


= تعالي اشهد وشوف اخوك الكبير المحترم بيعمل ايه بعد العمر ده كله طلع بيسرقني بينصب عليا ويسرق مال ابوه، ده انا لسه عارف النهارده امال على كده الموضوع ده شغال معاك من امتى وبتعمله... اتاريها مفتوحه معاك والفلوس نازله زي الرز وداخل بقلب جامد تقول انا اللي هشيل جوازي كله مش عاوز حد يساعدني وجايب ذهب معدي ال 200 ألف .. كان لازم افهمها من الأول أن الحكايه فيها أن وحاجه زي كده لازم تطلع منك يا واطي يا زباله انا اللي استاهل وثقت فيك من الاول وعمري ما كنت بعد وراك ولا اشوف خدت كام ولا حطيت كام 


زفـــر منذر من كلمات والده النابية، وأدار رأسه للناحية الأخرى بإحراج فظيع من إهانته التي لم يتوقف عنها الاخر حتى في حضور الاغراب، إبتلع معاذ ريقه بتوجس وهتف قائلاً


= يا حج وضح كلامك في ايه بدل ما انت عمال تقول عليه حرامي ونصاب ممكن يكون في سوء تفاهم إيه اللي خلاك تقول كده عليه فجاه، منذر مستحيل يعمل كده وطول عمره شايل الوكاله لوحده وهو اللي بيطور فيها ودخل لنا فلوس زيادة لما شالها وانت في مره قلت بنفسك يبقى ازاي هينصب علينا .


تجهمت تعابير وجه شاهين إلى حد كبير، و صــاح نافيًا


= انا كنت فاكر كده زيك قبل ما اعرف اللي فيها، بعد ما صلينا في الجامع أنا و البيه إللي  بيصلي ويا ريته بيعمل بصلاته، جالي اتصال من حد من العمال اللي بيشتروا مننا وطلبوا بالاسم بس انا قلت بلاش يروح هو عشان الجماعه اللي مستنينه في البيت وقلت اروح انا بداله واشيل الشغل.. ولما رحت هناك كان في زبون عاوز بضاعه زي كل مره عادي و مشيت معاه لحد الآخر لحد ما جينا نحاسب لقيته بيديني بزياده المره دي، استغربت وبحسبه غلط لكن لما رجعتله الفلوس الزياده.. 


رمقه بنظرات دونية، وهو يضيف عليه بغلظة


= لقيته بيقول لي زياده ايه يا حاج ما ده إللي المفروض بدفعه كل مره من الشهر الجديد  لمنذر ابنك، وكل العمال اللي بيشتروا منكم بيدفعوا نفس اللي انا بدفعه.. من ساعه ما إبنك زود علينا السعر المره دي.. ولما رجعت الحسابات من اول الشهر ده لقيت أن ما فيش فلوس زياده دخلت الخزنه بالعكس الفلوس هي هي بتاعه كل شهر وما زادتش جنيه واحد قولوا لي انتم بقى ده يبقى اسمه ايه؟؟؟ نصب وسرقه ولا لأ.. ابن الكلب الواطي الفاشل عديم المسؤوليه بيسرق ابوه بعد العمر ده كله اللي لولايه كان زمانه قاعد على القهاوي مش لاقي شغل .


شهقت مايسة مدهوشة وهي تتسائل بشك  


= الكلام ده صح يا منذر ما ترد يا ابني انت فعلا بتسرق ابوك، يا ابني ليه ده انت كل اللي بتعوزه بيديهلك ومرتبك بتاخده وزياده كمان، اخرتها تسرقه اخص عليك .


انفرج ثغر معاذ بصدمة أكبر وتساءل بحده وتناسى هو الاخر وجود خطيبته وبدا يعاتبه مثلهم كأنه متهم بالفعل 


= يعني ايه يا منذر انت فعلا بتسرقنا و المفروض انا اخد اكتر من نصيبي اللي بتقبضهلي اخر الشهر كل مره!. 


شحب وجـــه ضحي عقب تصرفات الجميع الهمجية تلك نحو منذر وتفاجئت من ردة الفعل المبالغة منهما دون إنتظار أسبابه، أما هي و بسمة صمتوا منتظرين دوافع منذر، ثم رمقه أبيه بنظرات باردة قبل أن يتحدث بصوت متعصب يحمل الإهانة


= هيرد يقول لك ايه ما انا خلاص كشفت لعبه الزباله ويا عالم لولا عرفت النهارده كان هيفضل مستغفلنا لحد امتى.. مش لاقي حاجه يقولها أكيد بس والله العظيم ما هعديلك العمله دي على خير  


اشتدت أعصاب منذر حتى بلغت ذروتها، وبات يحترق من داخله وهو يجيب بصعوبة


= لا يا حاج انا مستنيكم تخلصوا كلامكم بعد ما كل واحد فيكم صدر الحكم خلاص واللي عنده كلمه يقولها، ما خلاص بقى ما انتم لما بتصدقوا تصطادوا غلطه ليا.. انت لسه من شويه قايل بالسانك ان الراجل قال لك الكلام ده من اول الشهر اللي احنا فيه ده والسعر اتغير إنما قبل كده كان هو نفسه السعر القديم واللي انت اكيد طالما شكيت فيا سالته كان بياخد في القديم كام وعرفت ان انا ما كنتش باخد جنيه زياده وقتها واحطه في جيبي 


فهم أبيه ما الذي يرمي إليه ونظر له بجفاء، هاتفاً بإهانة لاذعة


= فعلا سألت على القديم وطلع نفس اللي كنت باخده منك وما فيش حاجه نقصه منه،  و بطل لف ودوران انا بتكلم دلوقتي على الشهر ده يا حرامي يا نصاب .


لم يتحمل منذر المزيد من عباراتهما اللاذعة المسيئة إلى شخصه، فصرخ بهم بانفعال كبير


= انا مش حرامي ولا نصاب، انا لما غيرت السعر بتاع الشهر ده اكثريه العمال اللي اشتروا مننا ما كانوش موافقين على التغيير فجاه او ما كانوش عاملين حسابهم، وأنا قلت لهم انا مش هغير السعر الجديد ولا باخد الفلوس احطها في جيبي لكن انا لازم ازود عشان الحاجات اللي بشتغل بيها زادت سعرها زي ما كل حاجه بتزيد ومن هنا لهنا وافقوا في الاخر بس قوليلي على شرط واحد ان تستنى علينا باقي الفلوس وهنحاسبك زي ما بنحاسبك كل شهر دلوقتي، انما الزياده هنجيبها لك على دفعات وانا عشان اعرفهم كويس وافقت على معظمهم انما الباقي رفضوا يشتروا مني لحد ما يشوفوا هيدبروا الزياده ازاي.. وانا قلت لهم تحت امركم و براحتكم، و بالنسبه لباقي الناس كنت باخد منهم الفلوس فعلا دفعات كل أسبوع .


نظر له بجمود مطولاً وهو يحدجه بنظرات مهينة وأجاب بفتور


= المفروض انا اصدق بقى صح، طب لو كلامك صح الفلوس اللي كانوا بيبعتها لك على دفاعات كل اسبوع زي ما انت قلت ما كنتش بتديها لي ليه .


أغمض منذر عينيه بقوة محاولة تمالك نفسه فلقد شعر بأنه يريد البكاء فلم يعد يتحمل تلك اللحظة بالأخص عنفهم وتجبرهم على ضعفه و بطشهم الذي طال مداه أمام زوجته المستقبلية لكن لم يتفاجأ فهذا طباعهم كالعاده وبالاخص والده الذي كان دائما يحرجه أمام طلقته السابقه ويكسر عينه أمامها لذلك جعلها تتطاول عليه اكثر بالسابق! والان الامر يتكرر!.  


ابتلع ريقه فمن جديد يشعر بمرارة الإهانة والذل، دون أن يجنى على نفسه بذلك، ولا يستحق من التوبيخات والمهانة أضعافًا مضاعفة منهما ابدأ، حاول بقدر المستطاع ان يكتم دموعه دون الهبوط فاذا هبطت يعلم جيداً سينال اهانه جديده من والده الذي سيلقبه بالفتاه لان البكاء من نصيب الفتيات فقط، اكتست عيناه بحزن كبير وهو يهمس باستياء محبط من بين شفتيه العابستين


= افتح موبايلك وشوف الرسائل اللي بتجيلك وانت على طول بتطنشها عشان بتقول انها مش مهمه وكلها خدمات، هتلاقي من ضمنهم رساله جاتلك امبارح متحول لك فيها الفلوس على حسابك اللي في البنك.. اظن انا بقى لو نصاب مش هبعتهملك ولا ايه يا معاذ يا اللي كنت شاكك ان انا بقبضك وباخد نص المرتب في جيبي . 


عقد حاجبيه بشك وبدأ ينظر حوله مطولاً ثم أخرج هاتفه بالفعل واعطاء الى ابنه معاذ كونه اكثر خبره منه في تلك الأمور وخلال دقائق نظر معاذ إلي والده بتوتر واردف بصوت محرج بشده 


= آآ موجوده فعلا والمبلغ متحول لك من امبارح

الصفحة التالية