-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 11 - 5 - الأحد 26/5/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الحادي عشر

5

تم النشر يوم الأحد

26/5/2024


استشعر شاهين أخيراً بأنه اندفاع كالأهوج نحوه ابنه دون ذنب ولا مبررات ادي به إلى مشكلة ما، خاصة أن طريقته الموحية كانت تؤكد شكوكه وبالاخير ظلمه، لذلك عاد يقول  

بارتباك كبير 


= حتى لو كده المفروض حاجه زي كده كنت قلتلي، وبعدين بطل خيابه هو انت ضامن منين الناس دي هتبعتلك الفلوس من غير ما تاخد عليهم واصلات امانه.. في ناس منهم بنشتغل معاهم اول مره و لما يسرقوك ويمشوا انا هستفاد ايه حد قال لك ان انا فاتحها سبيل  .


أجابه باقتضاب وهو يغمض عينيه بيأس جلي


= ومين قال لك ان انا مش ضامن فلوسي منهم هو انا اول مره اشتغل في حاجه زي كده ويبقيلنا فلوس عند ناس، الموضوع ده حصل كتير بس انت تلاقيك ما كنتش بتاخد بالك لسبب واحد انا اللي كنت دايما بشيل الفلوس الناقصه وابعتهم لك من معايا وبعد كده بتصرف معاهم مني ليهم، لكن المره دي عشان جوازي وفرحي! الفلوس مقصره معايا وما قدرتش ادفعهم من معايا ذي كل مره وبعد كده بتحاسب انا والعمال .


والي هنا ضغط شاهين على شفتيه غير قادر على الرد بشفافية عليه، فهو مخطئاً بكل المقاييس وتجاوز حدود المقبول بكثير، و وضع إبنه أمام الجميع في موقف محرج بدون داعٍ، برر موقفه بحذر محاولة استجماع كلماته بحرج

  

= آآ انا كنت فاكر الـ..


قاطعه منذر بصرامة غليظة وهو يشير بيده أمام وجهه 


= وصلات الامانه اهي عشان تتاكد ان انا فعلا امين على حاجتك ومش فاتحلك الوكاله سبيل وأن بحفظلك على مالك لاحسن تكون مش مصدق كمان دي، اتصرف انت معاهم وهات فلوسك الباقيه بمعرفتك زي ما انت عاوز.. عن اذنكم .


ظلت ضحي مسلطة أنظارها المشفقه عليه، ثم أولاهم ظهره وسار بخطوات متعجلة نحو باب المنزل. تابعته بعينيها وهي ترغب في اللحاق له حتى تخفف عنه لكنها لم تستطيع مع الأسف! صفق منذر الباب بعنف بعد أن خرج من المنزل، فاهتزت جدارنه من قوة الصوت.


رفع شاهين عيناه جانب وانفرجت شفتاه للأسفل معلنة عن دهشة عظيمة، فلقد تفاجئ بضحي أمامه فهو لم يراها من شده غضبه! ومعنى ذلك انها قد شاهدت كل ما حدث و ردة فعله المبالغة، حمحم قائلاً بنبرة متلعثمة


= احم انت لسه هنا يا ضحى يا بنتي؟!. 


فغرت ضحي شفتيها هاتفة باستنكار مزعوج


= شكراً يا عمي علي العزومه بس انا همشي دلوقتي عن اذنكم، كده كده بابا هيطلع من  الجامع على البيت على طول وما لوش لازمه حد يوصلني كمان، البيت مش بعيد عن اذنكم  .


راقبت مايسة خروج ضحي، وخطت نحوه  زوجها وهي تقول بعتاب


= عاجبك كده لازم تعمل اللي عملته ده و تفضحنا قصاد البنت دي! مش بعيد دلوقتي تروح تقول لأهلها عن اللي حصل، كنت سالت ابنك الاول بدل ما انت داخل عمال تزعق وتتهمه وتقول عليه نصاب وحرامي 


نفخت بسمة بضيق شديد منهما فكل ما تفكر به حماتها وتخشى حدوثه ان يصل الحديث لعائله ضحى ولم تفكر في ظلم إبنها وكسر خاطره بتلك الطريقه المهينه وكيف اتهموه أمام خطيبته! فكيف أصبحت تنظر إليه الآن وهل شكت مثلهم بالامر، ليقول معاذ أيضاً بنبرة عتاب حاده


= أمي معاها حق انت ما سالتش انت اتهمت على طول وخليتنا نمشي وراك! مع انك ما شفتش منه حاجه وحشه قبل كده عشان على طول اول ما تسمع حاجه زي كده عنه ما تسالوش الأول وتستنى تسمع رده .


رد عليهم بحدة وقد أظلمت نظراته نحوهم 


= يا سلام بقيت انا الوحش دلوقتي واللي غلطان انا اصلا ما اعرفش انها كانت لسه هنا ونسيتها اصلا، وبعدين ما انتوا كمان صدقتوا زيي على طول.. كنت اعمل ايه اتجننت ليكون الواد كل ده بيستغفلني.. غير كل حاجه كانت قدامي بتقول انه نصب عليا ما جاش في دماغي بقي رساله بنك ولا انه كان هو اللي بيدفع من جيبه الناقص.


أشارت بسمة بكفها تدخل في الحوار وهي توضح بتجهم عنيف 


= متهيالي بدل ما انتم عمالين تحاسبوا عمي عشان ما استناش يسال الاول تحاسبوا نفسكم انتم كمان عشان انتم ما شفتوش نفسكم اول ما عمي قال إنه حرامي ونصاب غضبتوا على طول عليه وكل واحد جري يفكر في مصلحته والفلوس اللي كان بياخدها كل ده ناقصه ومفكرين ليكم فلوس زياده.. واحرجته قدام خطيبته.  


نظرت حماتها لها بعصبية واضحة وقبل أن تتحدث، هزت بسمة رأسها بإيماءة واضحة وهي تضيف مستنكرة 


= من غير ما تزعقي فيا يا حماتي وتقوليلي ما تدخليش نفسك في اللي ما لكيش فيه انا واخده ابني وطالعه و انتم احرار، بس يعني ما جتش عليا ما انتوا خلاص فضحته قدام الغرب جت عليا.


❈-❈-❈


في منزل والد رانيا بالخارج، تلفت آدم حوله متأملاً ذلك المكان الواسع بنظرات شمولية، ليجد بأن جميع الترتيبات منظمه ولا يوجد شيء يحتاج أن يبذل من مزيد للعمل، لكن لاحظ نظرات بعض الناس له بطريقه غير مريحة! ليفهم الأمر سريعاً دون تفكير كبير فتلك النظرات توحي الى صدمتهم الكبيره بأنه هو عريس لعروسه صغيره في العمر والفارق بينهما يعد ثامناً عشر عاما، لا ينكر بأن الأمر حقا مدهش الى بعضهم البعض و محرج له أيضاً! فبالتاكيد البعض الآخر ينظر اليه الى أنه رجل عجوز استغل فتاه صغيره بعمر أبنته تقريباً، لكن حاول تجاهل كل ذلك دون التفكير به كثيراً او يشغله حتى فهو الوحيد الذي يعرف حقيقه الأمر جيد ولما هو سيتزوجها؟ فهو يقدم خدمه كبيره لهم ويستحق المكافاه عليها، ومتأكد أن ربه سيكافئه عليها يوماً.. بسبب نيته الحسنه وليس كما يظنون هما الآن. 


لذلك حاول تجاهل و نسيان نظراتهما التي تشعره بالاستحقار من نفسه وبسبب سوا ظنهم به! لكن كل ذلك لا يعني حقا، هو سيظل في نظر نفسه ذلك المدرس الفضيل والذي مازال يحافظ على قيامه واخلاقه ولم يتجاوزها يوماً واستغل فتاه صغيره بريئه للزواج ليحطم أملها بل على العكس تماماً فهو بسبب تلك الزيجه! سيعطيها فرصه جديده بالحياه بعد ارتكابها خطيئه لا تغفر من طرف البشر..... ألصق جسده بالنافذة الزجاجية الداكنة بالمنزل ثم اشرأب عنقه للأعلى محاولاً انشغاله برؤية الجميع بالخارج دون اهتمام حتي أخيرا خرجت العروسه .  


عند خروج ديمة من غرفتها وهي تحمل طرف فستانها حتى لا تتعثر، أصابها الأمر بالريبة عندما تفاجأت بحشاد الناس حولها، فظنت أنه سيكون حفلاً بسيطًا في المضيفة لكنها تفاجات بان أختها قد دعت اهل المنطقة كلها، وهنا تفهمت سبب حضور الجميع حتى يشهدون على زواجها الآن حتي حين تنفصل بعد فتره !. 


رفعت ديمة رأسها نحوه ببطء رغم أنها قد رأت ملامحه كثيراً لكن تلك المره غير فسيصبح زوجها بعد دقائق من الآن! للحظة شردت في لمحات سريعة من ذكريات جمعتهما سوى فلم تجد، غير عندما كانت وهي طفله صغيره تراه يتردد على منزلهم كثيراً ويظل يتحدث مع والدها في عده أمور حول العمل والدراسه، كون والدها وقتها كان المعلم الخاص به و المشرف بعد ذلك على رسالته قبل ان يصبح معيد في احد الجامعات بالوقت الحالي، حتى أنها تتذكر عندما كان يقابلها بالصدفه يعطيها قطعه حلوى ويبتسم اليها بطيبه وهي تشكره ببراءه قائلة (شكراً يا اونكل آدم) فحتما علاقتهم كانت من المستحيل أن تنتهي الى ذلك المطف الآن وتصبح زوجته.. الأمر حقا أحيانا يصيبها الى الشعور بالاشمئزاز .


فكيف شخص كانت تعتبره لسنوات طويله في مقام والدها أو شقيقها الأكبر !!. فجاه يصبح زوجها.


انتبهت فجاه هي والجميع إلى صوت المأذون الجهوري الذي صدح بالمنزل لتنخفض الأصوات العالية تدريجيًا، وبدأ في اجراءات الزواج وكان وكيلها أحد ازواج أشقائها..  اصطحبتها اختها لتجلس بعيد وتراقب الوضع!. لكنها أيقنت أنها غير مستعدة كليًا إلى تلك الخطوة الحاسمة في حياتها، لكن ما باليد حيله ولم تستطيع الإعتراض


على الجانب الآخر وزع آدم أنظاره عليها بين الحين والأخر وهو يردد خلف المأذون بحذر، ليلاحظ صمتها المرتبك وتهربها من نظراته فتوترت تعبيراتها قليلاً فراقب ما تفعله بهدوء مزعوجًا، فأعتقد في نفسه أنها مكروهة على تلك الزيجة رغم استشعاره العكس او أختها أخبرته بموافقتها السابقه، لذلك الامر لا يستدعي كل ذلك القلق والتوتر منها.. حمحم بخشونة وحاول عدم التفكير فيها مؤقتًا.


استغرق الأمر عدة دقائق حتى انتهى من التردد خلف المأذون، وفعل زوج شقيقها ذلك الامر أيضًا وسرعان ما أعلن الشيخ بانتهاء عقد الزواج ليعلنهم زوج وزوجه أمام الجميع قبل ختم كلماته الشهيره . 


أطلقت رانيا زغرودة مدوية معبرة عن فرحتها  لكن ليس بسبب عقد القرآن لكن بسبب ضمان ستره أختها بعد زواجها، فأخيرًا ستستطيع التنفس الآن براحه بعد ما حُرمت منها بسبب خوفها الشديد كل يوم أن ينكشف سر أختها للآخرين قبل أن تتزوج، لكن الامر انتهي الآن بمجرد عقد القرآن، نظرت زينب نحو أختها بعدم ارتياح بعد سماعها لأصوات الزغاريد المتعاقبة لتقف إلى جوارها متأملة أختها الصغيرة وهي تقف جانب عريسها الذي يكبرها بسنوات كثيره! بينما ظلت ديمة من الداخل خائفة منه وتحترق كمدًا بنيرانها حتى غص صدرها بالبكاء المرير، ولم تخفِ عبراتها المنهمرة بغزارة التي أعتقد البعض بأنها حزينه بسبب فراق أخواتها عنها، فقلبها قد انفطر على عمرها الذي ضاع بقهر مؤلم.. بسبب زواجها من رجلاً غريب عنها ويكبرها بثامن عشر عاماً . 


❈-❈-❈


بـعـد مـرور سـاعـتيـن.


بعد انتهاء الفرح ورحيل المعازيم والعرسان ايضا، ظلت زينب أكثر إنزعاجاً وتخوفاً عن ذي قبل بسبب تخيلها لبطش آدم وما يمكن أن يفعله مع أختها الآن بعد أن سارت معه الى منزله وحدهما، ندمت نوعاً ما على تهورها وأنها وافقت على اقتراح شقيقتها الكبيره، و أحست أنها تسرعت في تلك الخطوة ابتلعت ريقها بقلق و بشرود مذعور .


جلست رانيا جانبها، وفركت طرف ذقنها مرددة بحيرة 


= مالك يا زينب ساكته من ساعه ما الفرح خلص ليه.. ايه لحقت توحشك .


عبست بوجهها بدرجة ملحوظة سائله إياها بقلق بالغ


= رانيا هو انتٍ مش شايفه ان احنا استعجلنا على جواز اختك من الراجل ده واحنا مش واثقين فيه كفاية، ايش ضمنك ان ممكن ما يضروهاش زي الثاني.. ولا حتي يضحك عليكي وما يطلقهاش زي ما وعدك ؟. 


وضعت يدها فوق فمها بسرعه بتوجس، ثم أخفضت نبرتها خوفه من ازواجهم واولادهم الذين بالداخل يسمعون حديثهما قائلة بحذر شديد


= بس وطي صوتك انتٍ ناسيه اللي جوه احسن يسمعونا احنا اما صدقنا سترنا على اختك وانتٍ تيجي تقلقينا انتٍ شايفه ان ده وقت مناسب للكلام ده بعد ما خلاص اختك اتجوزت وراحت معاه بيته! انا مش فاهمه ايه لازمة الكلام ده اصلا واللي خلاكي تفكري فيه دلوقتي ما انتٍ كنتي موافقه زيي .


هزت الأخري رأسها بندم، فردت عليها بتلعثم


= فعلا كنت موافقه ولما صدقت كمان من خوفي على أختك وخوفي أن إحنا نتفضح معاها ونتطلق، بس للاسف حسيت متاخر أن انا فكرت في نفسي بس وما فكرتش ان ممكن اختك تنضر احنا ادينا الراجل ده ثقه زياده أوي انا بصراحه مش مرتاحه له ولا مرتاحه  للموضوع كله.


اغتاظت رانيا منها ومن حديثها الذي جعلها تشعر بالتوجس والقلق نوعاً ما، فردت عليها بحدة 


= هو إحنا شفنا منه حاجه وحشه عشان تقولي مش واثقه فيه، الراجل ساعدنا من غير ما يطلب مننا حاجه قصاد خدمته و ما استناش حتى لما نطلبها منه وبعدين ما احنا اللي عارضين عليه ان يتجوز اختك عشان يستر عليها .


ضيقت ما بين حاجبيها و تضايقت من حديثها الهادئ، وهتفت مستنكرة ثقتها الكبيرة به 


= وهو وافق على طول مش يقلق، هو انتٍ ناسيه فرق العمر اللي بينهم؟ مش ممكن يتمم الجواز ويضحك علينا احنا ازاي ما فكرناش في كل ده . 


أسندت رانيا رأسها أعلي يدها متنهدة بإرهاق وهي تقول باهتمام قليل


= هو انتٍ غاويه تقلقيني وخلاص يا زينب، اهدي وبلاش الأفكار دي أولا الراجل ما وافقش على طول بالعكس خد وقته وفكر وعلى فكره سبب موافقته عشان هو شاف في ديمه انها ذي بنته! اللي اتحرم منها زمان ولا انتٍ ناسيه الموضوع بتاع بنته اللي اتربت بعيد عنه مع خالتها وياما كان بيحاول يرجعها وهي مش عاوزه ترجعله بسبب خالتها اللي سيطرت عليها، صدقيني هو بيعتبر ديمة زي بنته وده اللي حسيته من كلامه لما قعدت معاه .


تعقدت تعبيرات وجهها بانزعاج، فسألتها بقلق


= مش ممكن يكون بيضحك عليكي واحنا مخدوعين فيه، انا عاوزه اتصل بديمه دلوقتي نطمن عليها أحسن يكون عمل فيها حاجه 


اتسعت عيناها وأراحت جسدها للجانب بسرعه تمنعها من الاتصال عليها بذلك الوقت، وحذرتها بنظرات ضائقة 


= اقفلي التليفون ده وبطلي هبل كده الراجل هيشك ان احنا مش واثقين فيه وهتنيلي الدنيا اكثر ده احنا اللي دخلناه في الموضوع من الأول وطلبنا منه المساعده ويتجوزها.


هزت زينب راسها بعدم إقتناع وكادت أن تتحدث مجدداً لكنها قاطعتها، وهتفت الأخري بصوت مختنق للغاية


= اسكتي خالص يا زينب بدل ما تخلي اللي جوه يسمعوكي بقى احنا الحمد لله سترنا على اختك وانتٍ تيجي تفضحيها دلوقتي! حرام عليكي بقي كفايه قلق و ان شاء الله هنعدي عليها بكره قبل ما نمشي ونطمن.. وبعدين احنا المره دي وعدناها ان احنا حتى بعد ما تتجوز هنفضل نتواصل معاها ومش هنغلط غلطتنا بتاعه زمان ولو حسينا في اي وقت ان في حاجه اكيد هنتدخل.. لكن مش بالطريقه دي! 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة