-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 5 - 1 الأحد 5/5/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الخامس

1

تم النشر يوم الأحد 

5/5/2024


جلست نرمين إلى جوار ضحي المكلومة في منزلها فقد جاءت لزيارتها لتطمئن عليها، كانت حالتها ليس جيده بالفعل لتضمها إلى صدرها تواسيها وتشاطرها حزنها الكبير، أحاطتها نرمين بذراعها وراقبتها بنظرات أسفة قبل أن تردد


= دبست العيال في مصطفى النهارده لما عرفت أنه قاعد من الشغل وقلت اجاي اطمن عليكي بقيتي احسن دلوقتي .


ابتعدت عنها وهي تجيب عليها بصوت فاتر


= زي ما انا مفيش جديد! مافيش بس غير موضوع العريس اللي رفضته لما فكرت كويس في الموضوع واديني اهو زي ما انا وهرجع تاني استنى واحد غيره يتقدم ويكون كويس ومناسب ده إذا اتقدم غيره أصلا! ده انا خلال ال 35 سنه ما تقدمليش غير واحد امال الثاني هيتقدم امتى لما اكون عديت 60 ولا 70 


هتفت الأخري بعبوس قليل وبصوت حازم


= يا ضحي بلاش تتجوزي عشان رغبتك في الهروب من ظروفك او من بيت اهلك، إللي كل يوم بتصحي على خناقه جديدة ولا أن ما فيش قاعده ما حدش بيسالك هتتجوزي امتى! ولا علشان يتقال عنك انك اتجوزتي او علشان اصحابك اتجوزوا ولقيتي نفسك لوحدك هروبك من الوحدة هتدفعي تمنه غالي، السبب الوحيد اللي يخليكي تتجوزي... هو انك تكوني عايزه تتجوزي الشخص ده. مش اي حد والسلام. مش سد خانة ، الإختيار الصح من الأول هو أساس العلاقة كلها 


تابعت نرمين قائله بجدية شديدة


=ولما حد ثاني مره يقول لك هي الناس اتعمت ولا ايه؟ قولي لهم لأ انا اللي مفتحة وعشان غاليه ومش عاوزه اخد اي حاجه والسلام! ولما يقولوا لك هنفرح بيكي امتى؟ قولي لهم ما تفرحوا بيا انتو مش فرحانين بيا إن انا كويسة إن انا بشتغل إن انا مؤدبة ما تفرحوا يا حبايبي على فكرة فيه حاجات تانية في الدنيا تفرح.. 


أجابت ضحي بصعوبة وهي تحرك عينيها نحو أمرها المستحيل


= الكلام سهل يا نرمين انما الفعل صعب، 

يعني يا ريت فعلا المجتمع يرحمنا.. يا ريت لما نكون قاعدين وسط ناس يبطلوا يحرجوني ويسالوني احسن انا اتطورت في شغلي ولا لاء! مش يسالوني على العرسان ليه مش بيتقدموا لي كأنها حاجه بايدي. 


أمسكت يدها بدعم وهي تردد بتريث


= صدقني انا حاسه ومتفائله خير ومتاكده ان اللي جاي هيكون أحسن، وبعدين يعني خلينا صراحه اللي فات ما كانش احسن ولا حاجه 

انك ترفضي واحد عينه زيغه وهيحرمك من الخلفه ومن كل حقوقك دي مش فرصه تبكي عليها ولا إيه؟. 


شردت في أمر ذلك المدرس الذي تقدم لها هي بالأخص ليفرد سيطرته عليها ويجعلها خاضعة لكل اوامره لأنها تخطت عمر الجواز وبالتالي ستقبل أي أمر وهذا ما كان يفكر فيه، ولا تنكر بان الأمر اتضح امامها بالكامل ولم تعد نادمه على هذا القرار بعد ان كشفت حقيقته الخبيثة وبالتاكيد كانت ستندم أكثر بعد حين على هذا القرار، لذلك ردت مستسلمة


= ما ده اللي انا فكرت فيه عشان كده رفضت ولا هقبل اكون شايفه واحده تانيه في حياتي بتشاركني جوزي ولا احرم نفسي من الخلفه اللي لسه عندي امل حتى بعد ما عديت ال 35 إني أبقي أم.


❈-❈-❈


تململت ديمة فوق الأريكة بمنزل أختها مصدرًا أنينًا موجعًا متنهدا و مترددة أيضا! حيث أنها جاءت إلي هنا منذ الصباح الباكر بنية الإعتراف عما فعلته بحق نفسها فالأمر بدأ إتخاذ منعطف خطير في البلوغ وبدأت تشعر بالخوف الشديد من ذلك المدعو هيثم أو حمدي أو غيره وأنها أصبحت متاحة للجميع للاستغلال، و شعرت بالمذلة الشديدة و الفضيحة المنتظرة مع فارق عرض تلك اللحظة المهينة في بثٍ حي على معارفها كلتيهما، ليزداد إحساسها بالإذلال والخزي من موقفها أمامهم حتماً سيكون موقف صعب للغاية.


شعرت بالرهبة تجتاحها بعنف، فقد شاهدت بأم عينيها حجم الكارثة التي حطت على رأسها حين جعلها ذلك الحقير تستسلم له وتعطيه نفسها بصدر رحب دون التفكير بالعواقب في الفضيحة و الخوف من أسرتها و.. ربها، لقد باعت نفسها بالمعني الحرفي الي شخص لا يستحق التنازل عن شرفها ولا أن تغضب ربها لأجله! بالإضافة إلى استغلاله لها بعد ذلك بالأموال التي يأخذها منها يومياً.. وما زاد الأمر سوءا الورقة التي جعلها تمضي عليها تحت التهديد .


اقتربت رانيا أختها منها متسائلة بتعجب


= مالك يا ديمه بقيلك ساعه قاعده ساكته ما تقولي يا حبيبتي عاوزه ايه؟ 


رمشت بعينيها بتوتر مستشعرة تلك السخونة الطفيفة التي تنبعث من وجنتيها كدليل على خوفها بشدة فهي قررت أنها ستعترف بالحقيقة ويحدث ما يحدث أفضل من تطور الأمر أكثر بطريقة صعبة الحل، وكانت لديها أمل طفيف بأنهم ربما سيتفهمون الأمر و سيعيدون لها حقها المسلوب من شخص حقير مثله استغلها بأبشع الطرق، رفعت رأسها نحوها مرددًه بتوتر كبير


= هاه آآ انا كنت جايه عشان اقول لك حاجه بس عاوزاكي تسمعيني للاخر وتفهميني . أنا آآ


كانت نبرتها مهتزة رغم وضوحها لكنها لم تلاحظ كل ذلك حتى ملامحها الباهته، ثم أردفت بنفاذ صبر و استعجال


= ديمه أنا شويه والمفروض اخرج عشان شغلي فقولي عاوزه ايه بسرعه انا ما عنديش وقت 


تقوست شفتاها بابتسامة باهتة غير راضية عما تقوله وعدم اهتمامها بأمرها، لتقول بصوت مختنق


= ايه الجديد طول عمرك مشغوله عني انتٍ واختك، ومش دريانين ولا واخدين بالكم من اللي بيحصل حواليكم .


أطالت ديمة النظر نحوها وقد تراجعت عما كانت ستفعله وشعرت بانها لا تريد التحدث والاستنجاد بها كما كانت تريد، فعدم اهتمامها لأمرها جعلها تصاب بإحباط و خيبة أمل كبيرة بأخواتها فهي أيضا لم تنسي، بوقت لاحق عندما أرادت أن تكون صريحة معها من البداية جاءت لها وأخبرتها بنفسها بأنها تحب شاب! حينها أمرتها أختها بأسلوب شديد اللهجة أن تقطع علاقتها به علي الفور دون أن تفهمها خطورة الأمر الذي أصبحت فيه وقد تمنت بشدة لو أن أشقائها قريبون منها بحد بالغ حتي لا تقع تحت يد من لا يرحم!. نظرت إليها أختها بعدم فهم من كلماتها الغير مفسرة فتمتمت تضيف قائله بأنفاسٍ متهدجة


= ما تاخديش في بالك انا كنت جايه لك عشان محتاجه فلوس للجامعه 


❈-❈-❈


في وكالة الحاج شاهين، كان منذر يعمل لفترات طويلة وهو يفكر في أمر الزواج من تلك الفتاه التي تكبره بسبع سنوات! ليكن صريح مع نفسه عندما ينظر الى ظروفة الصعبة يشعر بأن لا هناك مشكله في العمر وهو مجرد رقم بالنهاية والاهم أخلاقها، واذا فكر في نظريه المجتمع والناس لم يهتم لهم أيضا! لكن نظره اهله بالتاكيد ستكون صعبه المواجهه !. 


واذا فكر في التراجع عن الأمر و الابتعاد عن فكره الزواج، فلم يرتاحوا الا إذا زوجوه! وهو قد أخذ القرار هذه المره ستكون العروس من اختياره ولا يريد ان يتدخل احدهم في شؤون حياته مجدداً.. لكن ماذا سيفعل في هذه الحيره حقا .


ترك ما بيده وصار بالخارج ليلتقط قطعه قماش يجفف يده بها، وعاود التحديق أمامه بالشارع يراقب الأجواء ولاحظ فجاه بأن نفس تلك الفتاه كانت تمر أمام عينه وهي تتقدم لطريق منزلها بهدوء وتنظر بالأرض دون الاهتمام لمن حولها.


دون الشعور بنفسه تقدم ليراها بوضوح أكثر وبدأ يفكر في الأمر مجدداً فهل تلك ربما اشاره له؟. لاتخاذ خطوه جديه


وفي ذلك الأثناء كان شاهين يمر بالدكان ليجد إبنه منذر غير موجود التفت برأسه للخلف يبحث عنه فوجده يقف بجواره باب الوكالة وعندما اقترب أكثر لاحظ نظراته المهتمه نحو تلك الفتاه التي تمر بالمنطقة، احمرت عيناه بذهول وغضب عارم وهو يقول بانفعال


= هي وصلت لكده يا زباله يا واطي بتبصبص علي بنات منطقتك؟ لما انت كده مش قادر تمسك نفسك ما تتنيل تتجوز وتخلصنا .


شحب وجه منذر فجاه وهو ينظر إلى أبيه الغاضب والذي تفهم أمره بشكل خاطئ، تحركت أعينه نحو وجهه المكفهر، فشعر بما يعتريه من مشاعر مشتعلة، لذلك أشار له بيده قائلاً سريعاً


= يابا إيه اللي انت بتقوله ده بنات مين اللي ببصلها هو انا وش كده انت فاهم غلط .


هز رأسه بعدم إقتناع وهو يقول بصوت منفعل


= طب ما تفهمني الصح يا اخويا مين اللي كنت بتبص عليها دي وهي ماشيه هو انت فاكراني مش شايفك ياض، و عينك اللي كانت هتطلع عليها و مركز اوي معاها .. ايه بتشبه عليها.


سحبه بعيدًا عن نظرات العمال الذين ينظرون نحوه وذلك اشعره بالحرج والغيظ من والده وأفعاله وهو يتهمه بانه يتحرش بنظره بالفتيات، هتف قائلاً باستنكار ممتصًا لغضبه الثائر


= أنا مش بعاكس حد ولا عمري كانت عيني على واحده بالطريقه اللي انت بتفكر فيها دي وقلت لك انت فاهم الموضوع غلط وانا فعلا كنت ببص على البنت دي عشان كنت بشبه عليها، لانها هي دي اللي انا قلت لمعاذ ان انا عاوز اخطبها .


نظر له بجمود رغم اشتعال نظراته مزال، كان حديثه يعكس الكثير ليردف بصوت خشن


= ده الموضوع بقى طلع صح ومش مجرد كلام بترمي لمعاذ عشان نحل عنك ونبطل كل شويه نفتحك في موضوع الجواز .


تلك المرة صاح منذر مرددًا بقوة مستنكرة طريقته في استجوابه وكأنه متهم 


= لا اطمن الموضوع صح واللي انا قلته لمعاذ هو اللي حصل انا شفتها في الفرح وسالت مصطفى عليها لانها تكون صاحبة مراته وهو قال انها ساكنه في المنطقه هنا بشارعين وانا لما شفتها من شويه كنت بتاكد انها هي ولا لا .


عقد شاهين حاجبيه متنهدا وهو يقول باهتمام


= افهم من كلامك انك خلاص خدت القرار وعاوز تتقدم ليها رسمي .


هز رأسه بالإيجاب دون حديث، بينما تنفس الآخر بعمق ليخرج بعدها زفيرًا قويًا، ثم هتف مرددًا بجدية أكثر


= وأنا معنديش مانع بس اعمل حسابك مش هروح اتقدم معاك إلا لما اسال انا كمان زيك عن اهلها وعنها كويس! عشان لو طلع في حاجه كده ولا كده، البنت دي تنساها خالص من دماغك اتفقنا؟ عشان احنا برده مش هناسب اي حد .


توتر منذر من نوعية الأسئلة التي يطرحها عليه، بينما أجاب بثقة زائفة وهو يهز رأسه 


= أسأل براحتك هتلاقي كل خير ما تقلقش.. هي واهلها ناس محترمين .


لوي شفتيه بسخرية لاذعه وهو يقول بصرامة شديدة


= واثق أوي كده! ماشي هنشوف لو طلع كلامك صح على آخر الشهر ده هنروح نتقدم لها واطلبهلك رسمي بس على الله تعمر معاها وما تقوليش بعديها بكام يوم أنك طلقتها كده من غير اسباب.. عشان اللي حصل مع غاده ما عنديش استعداد تاني انك تعيده وتخلف وترمي عيالك.. كانت حجتك اللي فاتت ان احنا اللي غصبناك على الجوازه واديك اهو المره دي بتختار انت، يعني ما لكش حجه . 


أدار وجهه عنه بتوتر شديد، وهو يبلع ريقه 

متوقع الأسوأ. عندما يعلم والده بفارق السن بينهما بالتأكيد لن يتقبل ذلك، ولكن هذه المرة يجب أن يصر على تلك الفتاة بالذات، فهو لم يجد أي شخص آخر مناسب له ولظروفه الخاصة، وستحتفظ سره! .


❈-❈-❈


بعد مرور شهرين.....


عادت ديمة من جامعتها وهي تسير بغير هدى تلفتت حولها متأملة أوجه الناس بشرود وهي لا تعرف الى من تلجأ يساعدها في ذلك المآزق فان لم تحل امرها مع ذلك الحقير سيظل يستغلها الى طوال عمرها، لكن اذا كان اخواتها غير مهتمين اليها فلماذا ستذهب، هزت راسها بيأس وبعد فترة وصلت إلى عمارتها وصعدت على الدرج بخطوات بطيئة من آلام الظاهر عليها، وفي نفس اللحظة انتبهت لصوت صفق باب ما بقوة ونزل آدم على الدرج بغير اهتمام فقد نسى هاتفه بداخل سيارته وهبط لياتي به من الأسفل .


لاحظ وجوه ديمة أمامه فهو يعرفها بحكم الجيره التي بينهما لسنوات ويعرف والدها المرحوم أيضاً جيد، اتجه نحوها وقال مبتسماً


= ازيك يا آنسه ديمه عامله ايه واخبار اخواتك ايه .


سندت بيديها المرتعشتين فوق السور وحاولت رسم ابتسامة بصعوبة بالغة هاتفه بصوت منخفض


= اهلا بحضرتك يا انكل آدم الحمد لله كلنا كويسين حضرتك عامل ايه .


تفرس في وجهها بنظرات دقيقة ولاحظ شحوبها، ثم أردف قائلاً بلهجة مهتمة


= مالك يا ديمة يا بنتي انتٍ كويسه، شكلك زي ما يكون تعبانه 


شعرت بالانكسار والحزن لأن الغريب لاحظ تعبها ولم يلاحظها أقاربها. إبتلعت ريقها وأجابت بإرتباك يشوب نبرتها 


= لا انا كويسه ما تقلقش حضرتك شويه إجهاد بس من المذاكره مش اكثر عن اذنك .


واصلت بعدها الصعود الى الاعلى دون ان تنتظر اجابته حتى لا يلاحظ اكثر ما بها، بينما هو لم يقتنع بحديثها لكنه لم يهتم بالأمر كثيراً وهبط حتى يحضر هاتفه من السياره .


بعد فتره، عاد آدم يصعد على الدرج بخطوات بطيئة ليصل إلى طابقه، لكن قبل أن يبلغ وجهته تسمر في مكانه حينما رأى ديمة متكورة على نفسها في جانب وفاقدة لوعيها. أسرع نحوها وجثى على ركبته أمامها ثم مد ذراعه نحوها ليرفع رأسها عن الدرج وهو يهتف بقلق


= انسة ديمة مالك، فوقي ! 


لكنها لم تكن مدركة لما يحدث حولها فقد تهاوت قدماها وانهارت بتعب مستسلمه الى مصيرها المزعوم وهي متاكده أنها ستكون المذنبة الوحيدة في نظر الجميع، ظل آدم جوارها وضرب هو برفق على وجنتيها محاولاً إفاقتها قائلاً بصوت لاهث شبه خائف


= ردي عليا يا آنسه ديمة، إنتٍ سمعاني ! مالك بس إيه اللي حصلك يا نهار ابيض دي مش بترد وشكلها خلصانه و عاوزه تروح مستشفى 


اقترب في اللحظة الاخيرة وأسند رأسها على صدره وقـام بحملها بين ذراعيه ثم اعتدل في وقفته، واتجه بها نحو باب بوابة العمارة ليدقه بعنف و تحرك إلي سيارته ليضعها في الخلف وفي ذلك الأثناء شاهد بواب العماره ما يحدث واقترب منه متسائلاً بتوجس 


= ايه اللي حصل يا استاذ ادم هي مش دي برد الآنسة ديمة 


نظر إليه آدم بإنزعاج كبير و بدأ وجهه متشنجاً

وهو يقول باختصار


= ايوه هي لقيتها مغمى عليها على السلم بسرعه اتصل بحد من اخواتها يسبقوني على المستشفى اللي في اخر الشارع .


ركض البواب بسرعه الى الداخل ليفعل ما أمره به، بينما اعتدل آدم حتى يغلق الباب ويلتفت الى باب السائق لكنه نظر إلي نفسه بذهـول ، وأخفض بصره نحو تلك التي وضعها فوق مقعد سيارته وشهق متسائلا بخوف 


= إيه ده آآ ده دم! دي بتنزف .


❈-❈-❈


و خلال تلك الفترة لم يتوقف شاهين عن السؤال عن تلك الفتاه التي تدعي ضحي و أسرتها وقد تساءل عنها في المنطقه وخارج المنطقة ولم يجد الا كل خير عنها وعن أسرتها و بالأخص هي! الجميع قد شكر في أخلاقها فوجد ان الكثير من الأسر هنا كانت تعرفها حيث كانت تعطي الى اولادهم دروس بالمنزل 

لكن رغم كل تلك الاقوال الجيده أستمر شاهين بالتساؤلات باصرار وعلى نطاق اوسع فهو لا يأمن باختيار إبنه لكن حقا تفاجأ تلك المره بأنه أحسن الإختيار!. لكن بالتأكيد لم يخبر ابنه بذلك واعترف بها بينه وبين حاله .


بينما منذر كان قد نفذ صبره ولا يعرف لما والده كلما يخبره عن الأمر يعترض بأن يذهب ليطلبها له بالوقت الحالي و يخبرة بانه ما زال يسأل عنها وعن أسرتها، وذلك جعله يشعر بالاحباط واليأس وبأنه سيرفض بالنهاية ويقترح عليه عروسه أخرى من اختياره هو كالسابق! ويفاجئ بالامر بعد ان يذهب ويطلبها له.. لذلك كان طول الوقت يشعر بالقلق من صمت والده الغامض !.


وفي ذلك اليوم كان منذر يعمل بالوكاله بوجه ممتعاض ومستاء من رفض والده إلي زواجه، 

حتي أقترب شاهين وتطلع فيه عده لحظات ثم أخبره بسخرية هاتفاً


= للدرجه دي هتموت وتتجوز ما انا كنت بتحايل عليك انا وامك طول السنين اللي فاتت من ساعه ما اتطلقت هي البنت واكله عقلك للدرجه دي. 


ترك ما بيده بضيق شديد و أردف قائلاً بوجه متجهم 


= من غير تلاقيح من فضلك يا حج قلت لك بدل المره الف انا مش كده، انا اصلا ما شفتهاش غير مرتين مره ساعه الفرح ومره ثانيه لما شفتني وانا ببص عليها بالصدفة لما عديت قدام الوكالة ولا فكرت اروح اكلمها ولا اعمل اي حاجه حرام وقلت لك على طول ان انا عاوز اتجوزها وتعالى معايا.. وانا أهو سايبك كل ده تسال عنها بلاش بقى تقول كلام ما لوش لازمه .


أخذ نفسًا عميقًا ببطء ثم تحدث وهو يجيبه بجدية


= طب اهدى على نفسك خلاص، يوم الخميس ان شاء الله هروح انا وامك ولو عاوز تيجي معانا و نروح نتقدملها، انا لسه قافل مع أبوها و قلت له ان احنا هنعمل زياره عندك بكرة .


الصفحة التالية