رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 7 - 5 - الأثنين 13/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السابع
5
تم النشر يوم الأثنين
13/5/2024
في منزل شاهين في الصباح كان الأب و الأم و منذر أيضا مجتمعين حول السفره يتناولون الافطار بهدوء، بينما رفع عيناه نحوهم بنظرات مترددًة في الحديث ثم تنهد بقوة باستسلام وتنحنح بخشونة صائحا بنبرة شبه مرتفعة ليلفت الانتباه نحوه
= انا رحت لعم فوزي من أسبوع، و النهارده الصبح اتصل بيا عشان يقول لي قراره النهائي وبلغني أنه بنته خلاص موافقه شوفوا الوقت اللي يناسبكم عشان نروح لهم تاني ونتفق علي كل حاجة .
نهض شاهين واقفًا من على مقعده بصدمة مشيرًا له بيده وهو يقول بنبرة غاضبة
= انت بتعاندني ياض وخلاص ايه اللي خلاك تروحلهم من ورانا وتتفق معاهم من تاني احنا مش قلنا لك مش موافقين على الجوازه دي .
نهضت مايسة هي الأخري قائله بصوت حاد
= ده كمان بيقول لك وافقوا خلاص ما هو لازم يوافقوا صحيح هيلاقوا دهول غير إبنك فين
يا ابني انت عاوز تحرق دمنا وخلاص بعد كل اللي قلناهلك برده مصمم تتجوزها، الجوازه دي مش هتنفعك وبكره هتندم والبنت مش مناسبه
طأطأ رأسه وأجاب قائلاً بهدوء مفتعل وهو يكمل طعامه
= مش مناسبه بالنسبه ليكم مش ليا، انا بالنسبه لي مش شايف أي مشكله.. ما انتم كنتم موافقين من البدايه وكل حاجه كانت ماشيه تمام.. لحد اول ما عرفتوا سنها خلاص بقتوا شايفينها وحشه و مش مناسبه طب عاشورتوها الأول عشان تعرفوا اذا كانت وحشه ولا كويسه وبعدين انتم متاكدين من اخلاقها بالذات أنت يا بابا .. لا إلا ما كنتش وافقت انك تروح تطلبها لي
ليصيح بعصبية في إبنه معاتبًا بغيظ
= كنت ورجعت في كلامي عندك مانع! وبعدين انت اللي ما كنتش صريح معايا من البدايه وما قلتليش على حكاية سنها دي.. واحنا بنرفض دلوقتي عشان مصلحتك مش من قله البنات راح تتجوز واحده اكبر منك هتموت أوي على الجواز كده من بكره نشوفلك اللي احسن منها ومناسبه ليك .
بدت نظرات منذر قاسية للغاية قبل أن يرفعها للامام هاتفاً بازدراء
= آه لا معلش بطلناه جو انك تختار الست اللي هكمل معاها حياتي وهتفضل معايا طول العمر انا بعد كده اللي هختار وده من حقي وانا اللي هتجوز في النهايه مش انتم ولو في اي حاجه غلط حصلت بعد كده انا اللي هشيلها في النهايه برده مش انتم.. مش انت يابا دايما تقول لي انا بختارلك عشان شايفك عديم المسؤوليه ومش بتفهم في حاجه ولو أخترت يبقي تتحمل نتيجه اختيارك اديني بقى هتحمل نتيجه اختياري .
ضجرت والدته من عدم الحصول على رفض واضح منه، فهتفت بنفاذ صبر وهي تربت على فخذيها بتعب
= انا مش فاهمه مالك مصمم على البنت دي أوي كده وعمال تعند معانا! تكونش سحرتلك قابلتها فين ولا تعرفها منين عشان تتعلق بيها أوي كده.. يا ابني اسمعني كويس وريحنا المشكله مش حكايه انها اكبر منك المشكله انها عندها 35 سنه الأيام لما تعدي هي اللي هتكبر ومش هتعرف تسندك بدل ما انت اللي تتسند عليها واذا خلفت انت اللي هتشيل مش هي و...
تنهد منذر بانهاك وهو يقاطعها بضجر
= سبق وقلتلي الكلام ده وانا برده مقتنع باللي انا بعمله، عشان مش شايف في مشكله او مش شايف الموضوع بنفس الطريقه اللي انتم مصممين تشوفوها.. وبعدين انتٍ أش ضمنك يا أمي لما اتجوز واحده صغيره ولا في نفس سني هتسندني وهتعرف تشيل مسؤوليتي ومسئوليه العيال ضمنا منين انها هتكون كويسه معايا وهتصون شرفي وعمرها ما هتسيبني ولا تغدر بيا.. وبعدين هنروح بعيد ليه ما انا سبق واتجوزت الصغيره وشفت اسوء ايام حياتي معاها .
أشار له شاهين برأسه قائلاً بصلابة
=وهي غاده كانت عملت لك ايه عشان ما تطيقهاش اوي كده ولا حتى بتروح تشوف ابنك هو احنا عارفين سبب خناقكم ولا طلقتها ليه، ده انت لحد دلوقتي مش راضي تقول لنا وكل اللي عليك كانت اسوء جوازه اتجوزتها
وانت السبب عشان جوزتها لي .. طب يا فالح اديني سبتك تختار وما عرفتش و رايح تشوف واحده اكبر منك.
أجابه بغموض وهو يشير له بعينيه
= مش ممكن تكون اللي اكبر مني دي هي اللي مناسبه ليا وهي اللي هتنفعني بجد، على الاقل اللي اكبر مني دي ما فيش حد عينه منها و هيسبقني ويروح يجوزها لابنه! من غير ما يفكر فيا، رغم انه عارف ان انا كان عيني منها ومتكلم عليها.. بس هنقول بقى ايه قله أصل .
لطمت أمه على صدرها هاتفة بتوجس فهي تفهم جيد الى ماذا يلمح
= انت قصدك ايه ياض بتلمح على ايه ما تخليك دغري .
لوي فمه للجانب ساخراً، وقطب جبينها مبدي اشمئزازه الصريح قبل أن ينطق بنفور
= لا ما تاخديش في بالك انتٍ ياما ده حوار قديم كده ابويا عارفه كويس..ولا اوعي تكون نسيت! أصلا انا لسه فاكر كويس أوي ذي ما يكون حصل امبارح .
تجمدت أنظار شاهين عليه متسغربًا ما يدور في عقل إبنه لكنه بدأ سريعًا يخمن أن هناك شيء خطير يحدث داخل عقله اذا لم يوافق على تلك الزيجه قبل أن تتأزم الأوضاع بتلك الصورة المميتة التي يلمح لها الاخر. لم يعلق عليه بل اكتفي بالتحديق فيه بنظرات غامضة تحمل الحنق والسخط.
بينما الاخر ألتفت ليرحل وهو على يقين تام بأنه سيفكر مجدداً وتلك المره سيوافق بعد أن جعله يشعر بالخوف من أن يكون مازال يفكر في بسمه زوجه أخيه.. هز رأسه بسخرية مريرة من عدم ثقه اهله به لكنه سيستغل هذا لمصلحته هذه المره حتى يجعله يخضع لما يريد، طالما لم يرق قلوبهم نحوه رغم مرور السنوات.
وبالفعل اضطر شاهين أن يستسلم لإلحاح إبنه خوفا من أن تحدث عواقب ويندم عليها بعد ذلك فزفر قائلا باستياء رغم شراسة نظراته
= استنى عندك حددت ميعاد معاهم ولا اتصل بابوها واحدد أنا .
❈-❈-❈
صفت سيارة تاكسي جانب زوايا في الشارع وهبطت منها نسمة وهي شبه تركض الى الأمام بعد ان دفعت اجره التاكسي وتحركت بخطوات سريعه حتى تلحق فهي تاخرت على الموعد المحدد، بعد ان تركت ابنها الصغير مالك لدي اختها غادة التي لم تكف عن الاسئله لها الى اين تذهب في ذلك الموعد ولما تترك الصغير عندها وترفض ان تصطحبها الى مكان ما تذهب.. بصعوبه تركتها ورحلت بعد ان تحججت باي حجه لها، وهي متاكده بانها بدأت تشك بأمرها ولم تصدقها بالطبع! لكن كل ذلك اصبح لا يهمها فهي ستكمل الطريق طالما بدات .
وقفت امام المكان المنشود تطلعت حولها حتى تتاكد بان لا احد يراقبها ثم خلعت خاتم الزواج لتخبئه بداخل الحقيبه فهي لا تريد ان يعرف أحد عن هويتها شيء بالداخل، حتى عندما يحاولون التقرب منها اول الاستفسار عنها تعطيهم اجابات كاذبه لا صحه لها او تتهرب من الاقتراب نحوهم فهي هنا بهدف واحد فقط !!.
وهو؟ إكمال تعليمها بالسر ..!
خطت داخل الجامعه التي التحقت بها منذ حوالي سنتين لتكمل تعليمها من جديد دون ان يعرف عنها أحد شيء حتى زوجها بالطبع أو أختها أو والدها، لانها على يقين كبير بان الجميع سيرفض ذلك وهي باتت متاذمه من ذلك الوضع ! الجميع يتحكم بها ويؤسسوا حياتها الخاصه كما هم يريدون ولم يسالها احد يوماً ماذا تريد.
لذلك لم تجد غير ذلك الحل ان تلتحق بجامعتها من جديد دون ان تبلغ احد بذلك، كانت بانتظارها شابه تدعي مروة وعندما رأيتها اقتربت منها وهتفت بغيظ
= اتاخرتي كده ليه هو ده اللي مش هغيب النهارده كمان وهاجي احضر المحاضره .
كانت تلك صديقتها الوحيده التي تعرف عنها كل شيء، واضطرت بسمه ان تقص عليها حقيقتها لانها تساعدها أحيانا في نقل المحاضرات التي تفوتها لانها بالتاكيد لم تاتي كل يوم حتى لا يشك احد بامرها، فسألتها بتلهف
= معلش غصب عني، بس هي المحاضره ابتدت ولا ايه؟ انا اتاخرت اوي كده .
جذبتها صديقتها مروة من يدها وهي تردف بضيق
= لا ما تاخرتيش ولا حاجه بس لو فضلتي هنا دقيقه كمان هنتاخر يلا بسرعه .
❈-❈-❈
في اليوم التالي تفاجأ آدم بمجيه رانيا إليه منذ الصباح الباكر، لم يطول تعجبه واستقبلها بابتسامة ودودة وصنع لها واجب الضيافه بنفسه كونه يعيش بمفرده، بينما ظلت رانيا مقتضبة في حديثها مما دفع آدم للاستغراب و للاسترسال معها، لكنها أعطته إجابات مختصرة شارده ولاحظ تحديقها المستمر به بنظرات غامضه بالاضافه الى ارتباكها الواضح. فركت يدها بارتباك لتنظر إليه هاتفة بهدوء وابتسامة صغيرة متشكلة على محياها
= اخبار بنت حضرتك ايه؟