-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 8 - 1 - الأربعاء 15/5/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثامن

1

تم النشر يوم الأربعاء

15/5/2024

❈-❈-❈

بعد مرور عدة أيـام، وأصل منذر عدة زيارات إلي منزل ضحي بعد أن اتفق على تحديد موعد محدد لقراءة الفاتحة، وبعدها بدأت تتم الاتفاقات الاتية من شراء الأجهزة والعفش و الاثاث والمفروشات وهكذا فمنذر اقترح بإصرار بانه سيجلب كل شيء بالمنزل وهي ستأتي بملابسها الخاصة فقط! وقد تم الاتفاق أيضا علي موعد لتنزل معه هي و والدتها لانتقاء خاتم الخطبة أو الشبكة، من أكبر محل بالمنطقة بالسيدة زينب.. فكان يرغب بكل شيء يسير باسرع وقت ممكن.


بينما ضحي كادت أن ترقص طربًا من السعادة التي تشعر بها، فاخيرا تعيش اللحظات التي كانت تتمناها بفارغ الصبر مثل اي فتاه كانت تشاهدها بأعين مليئة بالحسرة و خيبة الأمل بأنها لم تعيش تلك اللحظات أبدا من حياتها، لكنها بين ليلة وضحاها وجدت الحياه بدأت تضحك لها وتقيم الأفراح والليالي الملاح، وها هي اليوم في متجر الذهب لتختار شبكتها بنفسها!. 


حدقت بشرود كبير في تلك الأشكال المختلفة للخواتم، ليقع بصرها على خاتم نال إعجابها الشديد وعندما طلبته من الصايغ لترتديه كان ثقيل الحجم أكثر مما توقعت وتفاجات من سعره أنه باهظ الثمن! ظلت لحظات تتطلع له وهو بين اصابعها ثم خلعته وارجعته الى الصايغ مره ثانيه.. استغرب منذر فعلتها لأنه لاحظ إعجابها بذلك الخاتم، لكنه ظلت صامت!  


بينما تنوعت نظراتها ما بين الإعجاب و التردد  فلقد أرادت شيئًا محددًا، وأصرت على البحث عنه. أخرجها من حيرتها صوت منذر متساءلًا باهتمام


= ها عجبتك حاجة محددة؟


ضغطت ضحي على شفتيها بحرج قائلة بتردد


= يعني.. أنا في دماغي حاجة تكون خفيفة كده، ومش فيها شغل كتير!  


عقد ما بين حاجبيه متسائلاً باستغراب 


= و ده ليه؟


نظرت له بجدية وهي تقول بتلقائية 


= عشان ما يغلاش عليك وما تعبكش في المصاريف!


انتصب في وقفته، وحدق فيها بنظرات شبه صارمة مرددًا 


= ومين قال لك ان انا عاوزك تشتري حاجه خفيفه وما تتعبنيش في المصاريف نقي اللي انتٍ عاوزاه يا ضحى وما لكيش دعوه بالفلوس


قطبت جبينها معللة سبب رفضها


= بس كده كتير كفايه الشقه اللي انت اصريت تفرشها كلها من غير ما بابا يشاركك في حاجه.... المفروض الاجهزه والمطبخ وبعض الترتيبات تكون علينا أصلا، انا اخواتي اتجوزوا كده و بابا كان بيساعدهم


سحب منذر نفسًا عميقًا، ثم زفره على مهل قبل أن يقول بصوت جاد


= انا ما ليش دعوه بغيري؛ ومتجادليش كتير هي كلمة ومش عاوز اعتراض، إنتٍ هتتخطبي لمنذر شاهين مش أي حد بالمنطقة، يعني لازم تكون حاجة من قيمتي وقيمتك!


حاولت الاعتراض مجدداً لكنه رفع يده في وجهها باقتضاب بصمت واستدار برأسه ناحية صاحب محل الصاغة موجهًا حديثه له


= شوفلنا أحسن حاجة عندك! ومن فضلك هات الخاتم اللي لبسته في الأول ورجعته تاني .


نظرت ضحي إليه بإعجاب حيث كانت تشعر أنها بحلم جميل حقا ولا تريد الاستيقاظ منه، كيف يكون كريم ورائع ذلك الرجل بهذا الشكل! لقد اكتشفت جزءًا رائع من صفاته الحسنى جزءًا لا يعرف إلا الحنان و الكرم.. باتت تشك بأنه لا يعرف للقسوة والجحود عنوان بحياته أصلا.


لكن علي الجانب الآخر كان العكس كان حزين للغاية بأنه حقا بارع في ارتداء قناع البراءة وخدع به من هم على سجيته، فهو أراد أن يعوضها بتلك الطريقه على ما سوف تكتشفه لاحقاً..لذلك تمكن من إقناعها بيحيلوا الخبيثة.. لكن رغم كل ذلك لم يكن راضي لكن مضطر !. 


وفي ذلك الأثناء على الجانب الآخر، راقبتهم كوثر والدتها من بعيد بصمت، وسلطت أنظارها عليهم فهي لم تتدخل من البداية رغم غيظها المحتقن من استكمال تلك الزيجة لذلك اكتفت بالمراقبة من على بعد.. لكن شعرت بالارتياح والاعجاب من حديثه وإصراره علي شراء افضل شيء لأبنتها! لكن عندما تتذكر فارق العمر بينهما تشعر بالضيق من تلك الزيجة وترغب بتخريب كل شيء حتى لا يكمل، لكن فرحه ابنتها هي التي تمنعها دائماً .

الصفحة التالية