-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 8 - 2 - الأربعاء 15/5/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثامن

2

تم النشر يوم الأربعاء

15/5/2024


في نهاية الأسبوع اليوم تم تحديد الخطبة و الزواج كان في نهايه السنه لكن منذر لم يعجبه ذلك فكان يرغب ان يبكرا الموعد عن ذلك، لكن وافق مضطر حتى تسير الأمور بهدوء و يجعلها تثق فيه اكثر هي وأسرتها وبعد ذلك سيحاول معهم ان يقدمون موعد الزفاف .


في منزل شاهين، تأنق منذر على غير عادته  فبدا وسيمًا للغاية بثيابه تلك فلقد أرادها أن تنبهر بهيئته ويلفت أنظارها نحوه لتنجذب به أكثر و اكثر، وأن يشعرها بأهمية أبسط الأمور من منظوره حتى لو كانت في الملبس فقط.. وبدأت باقي العائله تجهز نفسها للذهاب الى الخطبه ماعدا والدته مايسة التي صاحت بحده وهي تهز رأسها رافضة الذهاب مع ابنها البكري الخطبه


= مش رايحة! يعني مش رايحة 


حك منذر رأسه بغضب مكتوم من إصرار والدته علي عدم راحلها معهم مثل كل مره! حتي للتقدم رسميًا لخطبة تلك الفتاة تحديدًا.. والآن ايضا ترفض الذهاب و بدأ يبذل مجهودًا كبيرًا في إقناعها، لكنها كانت متشبثة برأيها رافضة الإنصات إليه تنهد بتعب، لكنه لم ييأس فرسم على ثغره ابتسامة راضية قائلا


= وبعدين يا أمي يعني كله هيجي ماعدا انتٍ، مش كفايه ما جيتيش معايا قراءه الفاتحه و بابا بس اللي راحه هو ومعاذ 


اشاحت وجهها للطرف الآخر بخيبة أمل و 

ردت عليه بعبوس


= مش انت اللي عمال تمشي امورك من غير راينا كمل بقى للاخر، وكفاية أبوك وأخوك يروحوا معاك لكن انا مش هروح عشان مش موافقه على البنت دي وانت عارف كده كويس 


مسح علي فره شعره بعصبية وهو يردد بهدوء ممتعض


= وأنا مش هروح من غير ما تكوني راضية وموافقة! عشان انا يهمني رايك مش زي ما انتٍ فاكره مش مهتم، وبعدين انا مش فاهم انتٍ رافضه ليه . 


نظرت إليه بانزعاج هاتفه بجدية


= يا بني أنا نفسي أفرح بيك وأشوف عيالك بيتنططوا حواليا وانا اللي ارابيهم مش يتربوا بعيد عني ذي ابنك الوحيد! بس مش من دي! شوفلك اي حد الا البنت دي.. وتكون من سنك .


لوي ثغره للجانب بامتعاض ورد بجمود ظاهر


= تاني ياما! ما احنا اتكلمنا في موضوع السن ده وقلت لك مش فارق معايا واهم حاجه اخلاقها وبعدين انا اللي هتجوز انتٍ ليه مش عاوزه تقتنعي ان ده اختياري . 


نظرت له بحدة وهي تقول بنبرة منفعلة 


= عشان أنا بأدور على مصلحتك، وصدقني مش هتكمل مع البنت دي وبكره تقول امي قالت! يا ابني في حاجات بتبقى باينه من غير ما نستنى النتيجه في الآخر.. ما تقول حاجه يا شاهين عاجبك ابنك يتجوز واحده اكبر منه بسبع سنين، ما انت كنت رافض ذيي إيه اللي جد وخلاك توافق


سحب شاهين نفسًا عميقًا، ثم زفره على مهل قبل أن يقول


= مايسه فضيها سيره واسمعي كلام ابنك وقومي البسي مش عاوزين الناس تقعد تسال وتتكلم عن سبب غيابك كل مره، وبعدين اهو قالها لك اختياره يعني هو اللي هيشيل النتيجه في الاخر لوحده .. عشان ما يجيش بعد كده يقول لي انت اللي غصبتني وانت اللي عملت انا شلت ايدي منه خالص هو حر 


نظر منذر لأبيه ساخراً بألم فهو يعرف بانه غير رأيه خوفا من أن يكون مازال يفكر في بسمة وليس يدعمه في رغبته كما يظهر، فهو اكثر شخص يعرف جيد نواياه نحوه دائما لا يريد ما يريده! واحيانا يشعر بانه يقصد ان يختار عكس ما يريد حتى يعكر صفو.


نظرت إليه زوجتة بأعين نارية، فمطت فمها قائلة بضجر


= بس انا بقى ما شلتش ايدي ومش عاجبني يتجوز واحده اكبر منه.. يا أبني ما تفتح عينك وتشوف بتعمل ايه في نفسك والتدبيسه اللي هتدبيسها لنفسك دي هتكبر وتعجز وانت هتكون لسه شباب!. 


هز أبنها الكبير رأسه بيأس من تكرار الحديث دون فائدة وأردف بإحباط


= ما تبطلي الافكار دي ياما، محدش عارف مين فينا هيعيش بكره ولا هيكون قادر يروح ويجي.. مش ممكن لا قدر الله يوعدني بمرض بجيب اجلي ولا اعرف اعجز ولا اكون شباب حتي، هو حد عارف مصيره هيحصل ايه بكره 


شهقت مذعورة وردت عليه قائلة بتبرم


= بعد الشر! انت بتدعي على نفسك عشانها  ان شاء الله اللي يكرهوك.. انا مش فاهمه البنت دي عامله لك ايه عشان مصمم عليها هي بالذات تكون سحرتلك ولا عملتلك عمل، مش بعيد ما هي كسرت ال 30 و قالت اي عريس والسلام .


أبتسم معاذ الذي كان يجلس بجانب زوجته و

قاطعها مداعبًا


= هي وصلت لاعمال كمان ياما، بس مش جايز سرها يبقى باتع معاه .


احتقنت عيناي مايسه بشدة، واكتسى وجهها بحمرة مغتاظة هاتفه


= انت بتهزر أنت التاني، بدل ما تعقل اخوك على المصيبه اللي عاوز يوقع نفسه فيها!


سلطت بسمة إنظارها علي حماتها بشماتة خفية وهي تراها تشعر بالغيظ والغضب من تلك الكنه القادمه على منزلها ولا تعرف نواياها حتى الآن، الا انها لا ترغب بوجودها بسبب فارق السن بينها وبين أبنها! لكن بسمه ما زالت تتذكر معاملتها المتسلطه لها وكيف لم تساعدها على تغيير أبنها للافضل لذلك شعرت بالشماته والفرحة لأجل اغضبها، صحيح هي ايضا لا تعرف تلك القادمه هل ستكون معها او ضدها لكن ما يعكر صفو حماتها يشعرها بالسعادة.


تنهد معاذ تنهيدة طويلة ثم قال بنفاذ صبر


= امال عاوزانا نقول لك ايه ياما ما انتٍ اللي منشفه دماغك على ولا حاجه وخلاص كل حاجه اتفقوا عليها والنهارده خطوبته يعني مش هينفع يلغي حاجه وعلى راي ابويا لو في حاجه كده ولا كده اكتشفناها بعدين هو اللي هيشيل .


أشــار لها شاهين بيده بضيق قائلاً بصرامة


= ما خلاص بقى يا مايسة متحبكيهاش، ابنك بقيله ساعه عمال يقنع فيكي وانتٍ اللي نازل عليكي مش رايحه، واللي بتعمليه مش هيفيد بحاجه احنا خلاص اتفقنا والناس مستنيانا.. اقول لك على حاجه خليكي ونبقى نقول تعبتي فجاه ذي المره اللي فاتت مش ناقصين تاخير .


اقترب منذر منها ولف ذراعه حول كتفيها، وانحنى ليقبلها من أعلى رأسها قائلًا بحنان صادق


= بس انا مش هروح من غيرك برضه الفرحة مش هتكمل إلا وأنتٍ موجوده! ده انتٍ الخير والبركة!


نفخت بضيق شديد زائف وحاولت أن تتماسك برأيها لكن الآخر لم يتوقف عن إلحاحه عليها حتى استسلمت في الأخير، وضغطت على شفتيها بتردد قائلة بتبرم


= ماشي، أما نشوف أخرتها ايه معاكم!


❈-❈-❈


اتجهت ناحية خزانة الملابس بخطوات شبه متحمسة لتأخذ إحدى ثيابها الجديدة والتي كانت لديها هنا أكثر من سنتين دون أن تمسها فكانت تحتفظ بها على أمل أن تأتي تلك المناسبة وها هي قد أتت... دققت النظر فيما تملك بحماس كبير ورغم محدودية الاختيارات إلا أنها أصرت أن ترتدي أفضل ما لديها اليوم فكان ثوبًا رقيقًا من اللون الأخضر مصنوع من قماش الساتان.. 


مرت نصف ساعة بعد ارتداء الفستان وجلست مكانها بصمت، تشعر بدقات قلبها تتلاحق من توترها الواضح وجف حلقها لأكثر من مرة، ارتوت من المياه المسنودة على الكومود.


بينما وضعت صديقتها نرمين اللمسة الأخيرة على حجاب رأسها الذي فضلت أن يكون من اللون الأخضر ليتلاءم مع ثوبها، وعندما انتهت استدارت ضحي برأسها نحو المرآة لتطالع وجهها الذي تحول للإشراق بفضل جهود صديقتها، رمشت بعينيها غير مصدقة أنها نفسها، فهي لم تضع من قبل مثل تلك الكمية من مساحيق التجميل، بل على الأرجح لم تضع إلا أحمر الشفاه وفي المناسبات الهامة فقط.


في أسفل البناية ترجل العريس من سيارته وهو في قمة أناقته، وقد راقبت ضحي الوضع من الشرفة بأعين ملهوفه كادت تفترسه نظراتها بين الجميع وبالأخص منذر! وتخيلت للحظات أن لو كان الآن الزفاف وليس الخطبه لكانت عروس تتأبط في ذراعيه و تسير وسط الجيران بخيلاء مرفوعة الرأس لأنها ستتزوج لسيد رجال المنطقة كما أصبح في نظرها.... يالله التخيل لوحده اشعرها أنها محلقة في عنان السماء، لكن لا بأس ستنتظر شهور أكثر حتي تنال مرادها بالاخير وتحقق رغبتها حتى ولو كانت مؤقتة، لكنها ستنالها.


صافح فوزي الاسره كلها بترحاب كبير براحتي يده وهو يبادلهم ابتسامة سعيدة قبل أن ينطق بتهذيب معتاد في تلك النوعية من المواقف


= أهلا وسهلا نورتونا.. اتفضلوا يا جماعه جوه


في الداخل، كانت ضحي بحاله غير جيدة من التوتر عقدت نرمين حاجبيها بتعجب متسائلة بضحك


= ليه كل التوتر ده؟ ده النهارده خطوبه مش جواز يعني! 


صمتت مبتسمة ولم تستطيع الرد، فماذا ستقول لها وهي كانت تتخيل تلك اللحظه في مخيلتها لانها احبطت ان تحدث بالفعل! فماذا سيكون رده فعلها الان وهي تعيشها على الواقع .


اكتسى وجهها بحمرة حرج وهي تضغط على شفتها السفلى قائلة بتردد وقلق


= بقول لك ايه يا نرمين كنت عاوزه اقول لك حاجه، عاوزاكي طول ما انا قاعده جنبه على الكوشه بره تخلي عينك عليا وتشوفي اذا كان باين أوي كده أن اكبر منه ولا لاء .


ردت عليها صديقتها بامتعاض واضح


= لما انتٍ مقلقه من الموضوع ومش عاجبك كده وافقتي ليه قلت لك هتتعبي وبلاش .

الصفحة التالية