رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 8 - 3 - الأربعاء 15/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثامن
3
تم النشر يوم الأربعاء
15/5/2024
تنفست بعدم ارتياح كاتمة بصعوبة داخلها من الحرج الذي ربما تشعر به بالخارج أمام الجميع، نظرت إليها بضجر وعادت تقول بتوجس
=وبعدين يا نرمين اسمعي الكلام خلي عينك عليا طول الوقت زي ما قلت لك، ابقي تعالي قوليلي باين اوي ان في فرق سن بينا ولا لاء.. ولا اقول لك بلاش تقوليلي دلوقتي ابقى قولي لي بعدين بكره.. بلاش تنكدي عليا في يوم زي ده بحلم بيه من زمان .
عوده الى الخارج مجدداً، نظر فوزي الي منذر فتلك الأيام الفائته بدأ أن ينجذب لشخصه لاحترامه الشديد في التعامل معه، ثم هتف بنبرة مرحبة للغاية وهو يشير بيده
= يا أهلًا وسهلًا بالغاليين، شرفتونا! اتفضل يا ابني جوه معاهم أنت ما بقتش غريب خلاص وبقيت صاحب بيت.
تطلع منذر ناحيته مرددًا بابتسامة صغيرة
= حاضر يا عمي!
اقتربت مايسة من كوثر لتحتضنها بسعادة زائفة، والاخري ابتسمت لها مجاملة وهي تقول باقتضاب
= نورتيني يا ست مايسه، والله احنا زارنا النبي النهاردة!
ابتعدت عنها ورمقتها الأخيرة بنظرات شبه ضائقة وأجابت هاتفه بجمود
= تسلمي!
بعد ذلك استقبلهم والد ضحي في غرفة الصالون مبدي سعادته الغامرة بقدومهم قبل ان يستاذن ليخرج يرحب بباقي الأشخاص! و بامتعاض مزعوج جلست مايسه إلى الداخل فمطت فمها بانزعاج مرادفة بعدم رضا
= بذمتك عاجبك إيه في الناس دول، ولا اللي هتموت عليها دي فيها ايه زياده عن غيرها .
اعتدل منذر في جلسته فوق المقعد بضيق شديد منها، وقال بعبث
= ما خلاص بقى يا أمي احنا جينا الخطوبه خلاص قفلي على السيره دي، ولا كنتي عاوزاني زي ابويا ارجع لغاده بنكدها وقرفها اللي كنت بشوفه معاها .
فهمت أمه إلى ماذا يرمي ابنها، إلى زيجته السابقة التي انعكست بالسلب عليه، رمقته بنظرات مشتعلة وتمتمت بغضب مكتوم
= بلاش أنت السيرة الفقر دي بقي، و انسى البنت دي خالص و اللي شفته معاها.. انا ما بطيقش سيرتها زيك!
هز منذر رأسه بحسره وهمس بصوت خافت
= يا ريتني كنت اقدر انسى كنت نسيت حاجات كتير.
❈-❈-❈
علي جانب آخر كانت بسمه تجلس بجانب زوجها معاذ وفوق قدمها يجلس طفلها مالك، كانت صامتة بتجهم واضح على تعابيرها المتصلبة، ارتفع حاجبي معاذ للأعلى حينما رأها هكذا وسريعًا ما حل الوجوم الممزوج بالسخط على نظراته وهتف بتوبيخ
= ما تفردي وشك اللي قلباه من ساعه ما نزلنا ده، هتعملي لي فيها زعلانه ومقموصه اشحال انتٍ اللي منكده عليا مش انا
نظرت له شزرًا قبل أن تنفرج شفتيها هاتفه بتهكم
= منكده عليك في ايه ان شاء الله؟ اكونش بخرج واروح بمزاجي وما بقولكش بروح فين وكل ما تقول لي حاجه بكبر دماغي وما بعملهاش.
رد عليها معاذ بصوت حاد
= اهو ابتدينا وصله النكد تاني وتلاقيح الكلام، وبعدها لك يا بسمه هو احنا كل يوم في وجع القلب ده! ما انتٍ من ساعه ما اتجوزتيني يا بنت الناس وانتٍ عارفه إني كده ايه اللي جد بقى
رمقته بسمة باحتقار ثم تحدثت قائلة بحنان إلي طفلها بهدوء زائف
= مالك روح يا حبيبي العب مع الاولاد اللي هناك دول وما تبعدش عن المنطقه هنا عشان ما تعرفهاش كويس.
هز مالك رأسه بحماس ونهض إليهن، في حين وجهت حديثها لزوجها هاتفة بتشنج
= عاوز بقى تعرف ايه اللي جد؟ اللي جد واتغير ان انا خلاص زهقت وطهقت و ما بقتش قادره استحمل واللي زاد وغطى بقى واللي ما كنتش عامله حسابه ومش عارفه ازاي كنت ناسياه ان ابنك ابتدى يكبر ويفهم اللي فيها وواحده واحده هيبقى زيك .
تطلع بوجهها المتجهم بحده وقال بسخط
= زيي ازاي ما تحاسبي على كلامك انتٍ الثانيه، وانا مالي يعني بمشي مشي بطال ولا حاجه .
تعقد وجه بسمة وأردفت قائلة بانزعاج
= يا ريتك بتمشي مشي بطال على الاقل يبقى في امل منك او على الاقل اهلك يحاسبوك، انما هم وانت مكبرين دماغكم مش عارفين قيمه الغلط اللي بتعملوا.. انا ما عنديش استعداد ان ابنك لما يكبر يستنى اللي يصرف عليه هو ومراته ولا يكون هو كمان جدو هيصرف عليه ما يلا ماهي شوطه في العيله كلها .
نفخ بضيق شديد وحاول أن يتمالك أعصابه هاتفاً بصوت منفعل
= أنا بقول أحسن خلينا مركزين مع منذر النهاردة، ده يومه!
تنهدت الأخري بقله حيله بتجاهل وتابعت قائلة بامتعاض
= اللي مجنني انكم كلكم كوم! و منذر اخوك حاجه تاني بس ارجع واقول عشان ابوك من الاول أخذته علي الشغل ومخليه شايل الحمل كله عشان كده متعلم المسؤوليه، انت ليه بقى مش طالع زيه .
زم فمه رامقة زوجته بنظرات حادة، ثم قال بانزعاج شديد
= هو انتٍ عاوزه ايه في يومك عماله تحربي بقيلك كام يوم على ايه مش اللي انتٍ عاوزاه بيجيلك لحد عندك وزياده ناقصك ايه عشان كل يوم تعمليلي الهوليله والقرف بتاعك ده
ردت عليه بسمة بتبرم ملوحة بيدها
= ادي اللي فالح فيه كل ما ازنقك في الكلام تقول لي اللي انتٍ عاوزاه بيجيلك لا يا حبيبي ناقصني كثير واهمهم ناقصني ان يبقي جوزي والراجل اللي بتحمى فيه يبقى هو مصدر الامان بتاعي ويعتمد عليه وده هيحصل ازاي لما تبقى راجل كده مالو هدومك وتنزل تشتغل .
نظر لها باندهاش عجيب كأنها قالت شئ غريب لكنه لم يشعر بالرغبه في ذلك فطول حياته لم يعمل وقد اعتاد على ذلك، أبتسم بتهكم قبل أن يقول بوعيد شرس
= اشتغل مره واحده! طب لمي ليلتك بدل ما اهزقك قدام الناس واتكلمي معايا عدل في واحده محترمه تتكلم مع جوزها كده اصلا.. انتٍ بقيلك كام يوم سايقه عليا العوج وعماله تكلميني بطريقه مش كويسه وانا صبري ابتدا ينفذ .
تغنجت بجسدها واضعة يدها على منتصف خصرها ببرود، ثم قالت بأسلوب فظة
= مش ممكن لساني بقى مسحوب الكام يوم دول عشان مش شايفه جوزي وراجلي هو اللي بيصرف عليا من جيبه! اكسر عيني بقى وانزلي اشتغل بالعند فيا عشان ما يبقاليش حجه ولساني يسبقني بكلام ما يصحش اقوله
استشاطت نظراته، وشعر بغلي الدماء في عروقه ولم يعرف كيف يجيب عليها لذلك فضل الهروب أفضل حل، نهض قبل أن يتحدث بعبوس
= انا هقوم من وشك أحسن طالما مش عايزه تسكتي .
تنفست بعمق وهي تراه أولها ظهره متجهاً نحو والدته كعادته. حتى تطيب خاطره وهو يشتكي لها، لوت شفتيها بسخرية هاتفه بنبرة مغلولة
= ادي اللي فالح فيه، عمال تهرب كل ما ازنوقك في الكلام!
❈-❈-❈
وفي ذلك الأثناء خرجت نرمين وهي تفتح الباب على مصراعيه سامحة إلي العروسة بالولوج للخارج، ظلت مكانها بحرج كبير وهي تشعر أكثر الأنظار حولها مسوبه نحوها، هزت صديقتها رأسها وهي تردف بنبرة مشجعة
= تعالي يا عروستنا!
وضعت أمها يدها على ظهرها لتدفعها نحو الداخل وقالت بهدوء
= قربي يا بنتي، سلمي على عمك الحاج شاهين والست مراته مايسة!
أطرقت رأسها في خجل وهي تتجه نحو الأب أولًا، ثم مدت يدها لمصافحته، وتحركت بحذر نحو مايسة لترحب بها بترحيب حاره فبادلتها حماتها المستقبليه نظرات أسفة وشبه حزينة لقوع الاختيار عليها لتكون عروس ابنها فكانت تتمنى أن تكون العروس شابة أو على الأقل في نفس عمر أبنها وليس تكبره لكن خاب رجاؤها، وفي نهاية المطاف القرار الأخير بيد ابنها البكري.
وبعدها اقتربت منها بسمة وعرفتها عليها
لكن بقي وجهها خاليًا من أي تعبيرات واضحة مزعوجة أو فرحه، مجرد ابتسامة خفيفة و بعدها زوجها جاء يبارك أيضا.
بينما ظلت أنظار منذر معلقة عليها مترقبًا أول ظهورها و تحركها بين لحظة وأخرى هنا و هناك، وعندما وجدت ضحي أن لم يبقى غيره لتسلم عليه ازدردت ريقها لأكثر من مرة وهي تقدم خطوة وتؤخر الأخرى، لم تشعر بمثل هذا الاضطراب المنفعل من قبل.
راقبها الآخر ومع كل خطوة تخطوها بقربه حيث خفق بشدة حينما رأها تطل كالبدر في تمامه عليه، لكن ذلك جعله يشعر بالحسرة وليس بفرحة!. فكانت أنفاسها تتسارع و حماسها يزداد بينما هو أنفاسه تضيق بشدة بخيبة أمل وقهر غامض!!.
عندما توقفت أمامه أخيرًا أسبل عينيه نحوها قائلًا بهدوء
= ازيك اخبارك ايه.. مبروك .!
فركت ضحي أصابعها بارتباك كبير،ثم همست بنبرة شبه متلعثمة وقد اعتلت الحمرة وجهها
= كويسه! الله يبارك فيك.
تنفس الصعداء وتطلع إلي حوله باحث عن والدها وعندما رآه تنحنح بخشونة ليلفت انتباهه
= مش نلبس الشبكة ولا ايه يا عمي.
أيده والدها قائلاً بابتسامة هادئة
= ماشي كلامك يا منذر.
كادت دقات قلبها تصم أذنيها من فرط الارتباك والتوتر.. وعدم التصديق لما يحدث حولها هل حقا سترتدي خاتم الخطبه مثلها مثل الفتيات؟ هل بدأت أحلامها تتحقق علي أرض الواقع حقا! تطلعت حولها لعلها تتأكد أنه حقيقية بالفعل..كانت معظم الأوجه فرحة، أو على الأغلب راضية بتلك الخطبة، إلا وجه مايسة و كوثر تحولوا للإظلام، ونظراتهم للقتامة مما يحدث .
لمعت ضحي عيناها أثر تحقيق أحلامها، و سحبت نفسًا عميقًا لتضبط انفعالاتها قبل أن تبكي بلا تبرير. دعمتها نرمين في جلوسها أعلي الأريكة و رحلت بعيد تجلس واستقر الجميع في مجلسه أيضا، وبدأت لحظات إتمام تبادل ارتداء الخواتم! بينما تحرك منذر من مكانه، ومد يده ليتناول العلبة الصغيرة الحمراء التي تحوي خاتم الخطبة من والدته، ثم دنا من عروسته وتنحت كوثر جانبًا بامتعاض مفسحة له المجال ليجلس على مقربة منها ووقفت على الجانب تتابعهما بضيق واضحة.
أخرج الخاتم الخاص بها من العلبة، تجمدت عيناه عليها مطولاً بنظرات غامضة مرددًا
= هاتي ايدك يا عروسة!
رمشت بعينيها بحرج ومدت يدها المرتجفة نحوه، وزادت رجفتها وهو يتلمس كفها محاولًا وضعه في إصبعها وسرعان ما سحبت يدها للخلف وتحاشت النظر نحوه تمامًا.
فلقد تفاجأت من قربه الشديد منها فجاه، وشعرت بخفقان شديد في قلبها أثر اقترابه ذلك و همس مدهوشًا
= طب وانا؟ هو انتٍ نسيتيني ولا ايه مش هتلبسيني دبلتي .
ضغطت على شفتيها بقوة بخجل من تصرفها الأحمق، وأجابته قائلة بحياء
= آآه آسفة معلش.
هز رأسه ببساطة قائلًا بابتسامة لطيفة
= ولا يهمك، اتفضلي.
توردت وجنتاها كليًا عندما أبتسم فابتسمت رغمًا عنها هي الأخري ثم تناولت منه خاتمه بإصبعين مرتعشين جاهدت لوضعه في إصبعه الغليظ حتي أنها تركت الخاتم في نصف أصابعه من الارتجاف والخجل ليكمل هو الأمر بكل هدوء و داخله معجب بحيائها الواضح!.
وفي تلك اللحظة أطلقت نرمين وبسمة زغاريد متعاقبة كتعبير رمزي عن فرحتهم بتلك الأجواء السعيدة، رفعت ضحي أنظارها نحو خاتمها لترمقه بسعادة غير مصدقة أنها حظت به أخيرا مثل غيرها، أبتسم منذر وعاد يخرج من العلبة القطيفة باقي المشغولات الذهبية ما يخطف الألباب ويذهب العقول وبدأ يلبسها باقي الذهب .
ظهرت حينها الفرحة في نظرات ضحي.. و تنفس منذر بارتياح لقد تحقق مبتغاه، وظفر بجولة واحده ضده عائلته.
بينما علي الجانب الآخر شهقت مايسة شهقة مكتومة وهي ترى بريق ذلك الذهب الذي تتخطى قيمته الألوف بكثير، حدقت في أبنها بنظرات معاتبة وتمنت لو تستطيع تعاتبة علي ذلك التصرف المبالغ فيه فهي تراها لا تستحق كل ذلك.. ولا تعرف لماذا متمسك بها بذلك الشكل و يفعل كل ذلك لأجلها! فهو كان يفعل كل ذلك عله يسعدها بطريقة أو بأخرى لأنه يعلم أنه لا يستطيع فعل أكثر من ذلك.. لكن هل يا تري سوف يغنيها الذهب عن ذلك الأمر!!.
❈-❈-❈
بعد مرور وقت....
راقبت بسمة من بعيد اندماج منذر مع خطيبته العفوي بنظرات حالمة فرغم تعرفهم القليل الا انها رأت تقربهم إلي بعضهم البعض بشدة وهم يتسامرون بشيء ما كانهم يعرفون بعض من زمن؟ صحيح هي لا تسمع ماذا يقولون لكن نظرات العروسة الخجوله توحي عما يتحدثون فهكذا تكون البدايات، تمنى لو فقط أبدت تشعر بتلك الإحساس مع طرفها الآخر قبل أو بعد ارتباطهما سويًا لكنها أصبحت زوجه وأم دون الشعور بتلك المراحل فكل شيء حدث بسرعه، ولم تظفر بحياتها معه كحبيبة، تشعر حياتها معه عبارة عن كاب نال ابن و أمًا حنونًا ترعاه بلا تكلف أو ضغينة.
لكن معاذ كعادته يرى كل ذلك مسؤوليه منها وليس تفعل شيء تستحق الشكر او التقدير عليه! فحتى أن كانت تسمع كلمه واحده مقابل ما تفعله او مساعده بسيطه منه ستغنيها عن أشياء كثيره! لكنها محرومه من سماع الكلمات الطيبة والمساعده والشعور بالأمان والمشاركه بالمسؤوليه، تعلم ان أمر الطلاق صعب في حالتها فهي ترى شقيقتها غادة بعد طلاقها كيف تعاني في منزل والدها، لذلك متاكده بان الحل ليس الطلاق وذلك ما يصبرها على العيشه مع زوجها حتى الآن.. فلم تستطع حتى تكمل تعليمها على الأقل بمنزل والدها التي متاكده من رده فعله الصعبه أكثر من زوجها نفسه !.
زوجها! ابتسمت ساخره بقهر فأين هو زوجها بحياتها فدائما يتركها تخرج وتذهب دون الإهتمام لامرها لذلك قدمت الي الجامعه مجدداً وبدأت تذهب وتذاكر وهو لم يشعر بذلك مطلقاً، هي متاكده بانها ليس من اولوياته ولا هي ولا طفلها؟ ليتها حتى تراه مشغول بالعمل لكانت صمتت وسندته أيضاً! لكنها تعلم ما في الامر جيد! هو مشغول بالهي علي الاجهزه الالكترونيه والتنزه مع اصدقائه بالخارج.
عادت تنظر إلى منذر و ضحي مجدداً، و تفرست في وجهه بنظرات دقيقة لا تنكر بأنه شخصيه غامضه دائما امامها لا تعرف نواياه او دوافعه لما يفعله ويصدر منه؟ لكنه شخص مسؤول جداً عن نفسه ويحب العمل وتطوير نفسه لدرجة أنه أسس اسماً وسمعة كبيرة في المنطقة! غير أنه شخص مهذب ومحترم، و زوج صالح جداً يساعد شريكة حياته، وليس لدي أي اعتراض على ذلك ولا يرى فعل ذلك ضعف إلي رجولته بأساً، كما رأت ذلك بنفسها عندما كان على صلة بأختها. بالإضافة إلى أنها طوال سنوات حياتها لم تري منه شيئاً نكره
أو خطأ إلا شيئاً واحداً؟ طفله الذي لا يهتم به على الإطلاق! وما يجعلها تشعر بالغرابة أكثر هو أنه يعامل ابنها مالك بحب وحنان، وأبناء الآخرين أيضًا. ولكن عندما يتعلق الأمر بطفله يتجاهله؟ فماذا فعلت غادة ليصل به إلى تلك المرحلة؟ لكن لكي تكون صادقة مع نفسها، مهما فعلت الأم يجب على الأب أن يتدخل ويكون في حياة أبنائه، حتى لو انفصلوا عن بعضهم البعض.
لكن هذا لا يمنعها من الإعجاب بشخصيته التي كانت عكس زوجها تماما، فكل شيء ما تتمناه في شريك حياتها تراه هنا أمامها، لكن هذا ليس من حقها! وذهب تجوالها دون وعي يعود إلى الماضي، فهل إذا هو الذي تقدم لخطبتها قبل معاذ أم العكس؟ هي التي تزوجته، وأختها تزوجت معاذ. من المؤكد أنها ستعيش الآن في راحة بال. ففي لحظه من اللحظات تتذكرها جيدًا أنه كان معجبا بها بالماضي.. وكانت نظراته واضحة لكن مع الأسف لم يتقدم إليها بلا أخيه.
فهل من الممكن أنه كان سيتقدم لها، لكن سبقه أخيه؟!.
انتبهت الى نفسها فجاه فكيف وصل بها التفكير الى هنا والى أفكارها السيئه وشيطانها الذي استسلمت إليه دون وعي بلحظة ضعف! فمهما كان؟ لا يجب أن تفكر برجل غير زوجها حتى في أفكارها فهذا عيب ولا يصح ! و تصرف غير أخلاقي.. مسحت علي وجهها بضعف وتوتر وحاولت أبعاد صورة منذر عن عقلها فلا يصح ذلك هو أصبح له حياه وهي أيضاً .
رفعت عينيها للإمام تبحث عن زوجها لتجده يجلس بجانب بعيد ويمسك هاتفه مايل بيده ويضغط على الشاشه بحماس كبير لتفهم بأنه يلعب بالتاكيد ولم يهتم الى حديثها أبدا، هزت راسها بيأس و إحباط منه فلو كان شخص آخر و قالت ما قالته له للتو لكان أثر الكلام فيه بالسلب وشعر بالحرج! وانها طعنت كبريائه وكرامته وتحرك يبحث عن عمل اي شيء حتى يثبت لها نظريتها العكسيه! وليس جالس بالزوايا يلعب دون مبالاة !.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية