-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 28 - 1 - السبت 18/5/2024

 

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثامن والعشرون

1

تم النشر السبت

18/5/2024

نحن لا نتألم على رحيلهم ..

ولا على ذهابهم .. وخذلانهم لنا ..

نحن نتألم على ما خسرناه من أنفسنا ..

وماذهب من أعمارنا .. نحن نتألم على ..

تلاشي أحلامنا .. وفقدان شغفنا .. وإندثار رغباتنا .. 

نحن لا نحزن عليهم .. ومن أجلهم ..

بل لإننا لا نستطيع أن نعود كما كنا قبل أن نلتقي بههم

يا ساااااادة ..

ليتهم يعلمون ..

أن جروحهم حفرت في قلوبنا .. وأننا نتألم بهآ كُلْ ليله ..




❈-❈-❈


قبل ذهاب صهيب وخاصة قبل عدة أسابيع 


أنهت صلاتها ، ثم نظرت حولها تبحث عنه، ظنت أنه خرج خارج الجناح المقرر المكوث به تلك الأيام ..اتجهت لمرحاضها وانعشت نفسها بحمامً دافئً


نظرت حولها تبحث عن ملابسها تذكرت أنها وضعتهم على الفراش، 


أخرجت رأسها تنظر للخارج..حمدت ربها بعدم وجوده، هرولت سريعا بتلك المنشفة التي تحيط جسدها، متجهة لغرفة ثيابها، ولج من الشرفة بعدما أنهى اتصاله، فإذ به ينصدم بتلك النارية التي سقطت بين ذراعيه ..صرخت تغمض عيناها..حدجها لفترة وهي مغمضة العينين، ثم انحنى يهمس لها 

-دراعي وجعني، لو عجبك مستعد اجرهولك..هبت فزعة متراجعة للخارج ..تتشبث بالمنشفة، هنا فاق على طلتها بتلك الهيئة، اقترب منها وعيناه تخترقها بوقاحة فغمز قائلاً:

-طبعا أنا في حالي السما اللي بتحدف نسوان حلوة بالفوط

أشارت محذرة إياه:

-ياسين لو قربت هصوت وألم عليك البيت ..اقترب بخطوات سلحفية مرددًا بتسلي:

-ياريت يابلقيس، اهو أحس معايا انثى في شهر العسل 

جحظت عيناها مما تفوه، فدفعته بحدة 

-قليل ادب ، لا وعامل مؤدب ومحترم..حجزها خلف الباب وهي تتشبث بمنشفتها بجسد مرتجف، فهتفت بتقطع:

-ياسين عيب كدا، انت محترم، اكيد مش هتعمل حاجة وحشة


انحنى رافعًا حاجبه بسخرية:

-دلوقتي محترم..من ساعتين كنت ملك الهكسوس..هزت رأسها ولم تقو على الحديث، وضع أنامله على المنشفة فارتجفت تهز رأسها بعنف 

فأطلق ضحكة قائلاً :

-كنت بلم الفوطة يابلقيس، أصلها توقع وتفكري نفسك انثى بحق وحقيقي وترجعي تقولي كلام محصلش

اغروقت عيناها بالعبرات قائلة:

-مستفز وبارد..جذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره 

-يابت إنتِ تحت ايدي وبرضو لسانك متبري منك، لولا كريم كنت عرفت اقص لسانك اللي زي فردة ..صمت ثم دفعها متراجعًا للخلف 

-جتك نيلة في عيون القطط دي..تحرك للخارج ولكنه توقف مذهولا عندما اردفت


-أكيد مش هعجب اشكالك ، علشان اشكالك عايزين زي ليليان مش كدا 

استدار إليها وكأنها حولته لشيطان وداخله حمم بركانية تريد الانفجار للتو


تحرك إليها كعاصفة تتعثر برياحها الهوجاء، تراجعت بجسدها والخوف سيطر عليها حتى كاد أن يلتهم دواخلها كالتهام النار لسنابل القمح 


حاوط جسدها ونيران تخرج من مقلتيه، قائلاً بنبرة مميتة لحالته

-بتقولي إيه؟!

ابتلعت ريقها بصعوبة، ثم ابتعدت بنظرها عنه 

-مقولتش حاجة..ضغط على اكتافها، حتى شعرت بغرز أنامله بلحمها يهزها بعنف:

-لو جبتي الأسم دا على لسانك تاني..قسمًا بربي لأقطعلك لسانك، وحسابي مش معاكي، حسابي مع اللي خانت الأمانة وفكرتك بنأدمة وحكتلك 

رفع كفيه يجذب رأسها يقربها منه حتى اختلطت انفاسهما، وشعرت بملامسة شفتيه لوجهها مما جعل سيقانها هاوية، فاستندت على صدره متألمة:

-ياسين شعري ..اقترب اكثر ولم يهتم بحالتها يهمس لها بأنفاسه التي حرقت جانب وجهها 

-ابعدي عن حياتي الخاصة علشان ماأقلبش عليكي، زبالة ..قالها ثم ألقاها بعنف حتى سقطت على الأريكة ودموعها تنساب بقوة وعيناها الباكية تخترق عيناه 


ارتعشت ملامحها واحست بدموعها تكوي وجنتيها فأردفت:


-أنا مش زبالة، وكفاية بقى، مش معنى أنا ساكتة يبقى كل شوية إهانة، انت اللي ليك عندي الاحترام، حاول تكون ابن ناس محترم، وكمل جميلك زي ماصاحبك طلب منك ..أما عن حياتك متهمنيش لانك على بعضك مايهمنيش ياحضرة الظابط، انا وانت قابلنا بعض في ظروف مش محسوبة، انا عليا بعد كدا احترمك، وانت عليك بعد كدا تحترمني ..قالتها ونهضت متجهة لغرفة الملابس تبكي بشهقات مرتفعة 


كور قبضته عندما آلامه دموعها، نعم كان قاسيا لحد اوجعه قلبه عليها،

جلس على الفراش محاولا السيطرة على غضبه والتفكير بشيئا يؤل إلى مصالحة الموقف بينهما.. دقائق حتى خرجت وهي ترتدي بيجامة من الحرير الاسود، تاركة خصلاتها للعنان، اتجهت للأريكة وفردت جسدها تواليه ظهرها بعدما جذبت غطاءً تندثر تحته، تختفي من نظراته التي تحاوطها 


مرت قرابة الثلاثون دقيقة ومازال على وضعه، اتجه للشرفة وأغلق بابها خلفه حتى لا تتسرب البرودة إليها ..


ظل جالسًا بها حتى إذن الفجر، فاتجه لقضاء فرض ربه 


بمكانًا آخر وخاصة بغرفة جاسر

كانت تتوسد صدره، فتح عيناه على صوت هاتفه لصلاة الفجر..مسح على وجهه يستغفر ربه، ثم ارجع خصلاته للخلف متذكر ربه، حتى ينفك عنه الشيطان..ابتسم عندما وجد ملاكه وخصلاتها تغطي وجهها بالكامل، لملم خصلاتها بأنامله مما ظهر وجهها البهي إليه وابتسامة عاشقة تنير وجهه


جذبها حتى أصبحت بأحضانه، وذكريات ليلة الأمس لم تفارق مخيلته

الصفحة التالية