-->

رواية نابغة بعصر الأغبياء - للكاتبة أسماء المصري - الفصل 14 - 2 الأربعاء 15/5/2024

  

قراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية نابغة بعصر الأغبياء

للكاتبة أسماء المصري


الفصل الرابع عشر

2

تم النشر يوم الأربعاء

15/5/2024


ظلت يوميا تذهب لعملها تجلس برفقته يتبادلا أطراف الحديث وهي تشعر بوغزة مما هي مضطرة لفعله فقد أخبرها جيرجوري آدمز بإحضار خصلة من شعره حتى يستطيع تنفيذ مخططه بجعل سيتي يستولى على جسده، فحاولت التقرب منه كل يوم أكثر وأكثر حتى تستطيع فعلها، ولكن تقربها منه بهذا الشكل جعلها تشعر بمشاعر جديدة عليها تجاهه وترفض إيذاؤه بهذا الشكل السافر فتنازلت عن فكرة الإستحواذ وخطت خطوتها نحو توطيد علاقتها بذلك الشاب المصري.


وقفت تتزين وتتعطر وهي تنظر لنفسها بسعادة فلأول مره منذ أعوام تشعر بتلك المشاعر التي تحركت بداخلها.


دلف والدها ليناديها للعشاء فتعجب من زينتها وملابسها التي ترتديها بيوم العطلة فاقترب منها وقبل أعلى رأسها وهتف بحنان بالغ: 

-صغيرتي الرقيقة، إلى أين تنوين الذهاب هكذا؟


ابتسمت له وقالت بسعادة: 

-قام إمام بدعوتي لتناول العشاء بتيفاني وبعدها ربما نمرح قليلاً.


ابتسم وربت على كتفها وسألها بحيرة: متى تنوين تعريفي عليه؟


ارتبكت وأجابت بخجل: لا زال الوقت مبكرا أبي ، فقط لأتأكد من مشاعري ربما وقتها أدعوه للتعرف عليكما أنت وأمي.


سحب أيدي نفساً عميقاً وكم شعر باﻻرتياح لمجرد الشعور أن ابنته طبيعيه وبخير بعد مرور عشرون عاماً من المعاناة البحتة، وكم مر عليهم من مصاعب اجتازوها معاً.


أومأ لها موافقا وهمس لها بمداعبة: 

-تظاهري بأنك صعبة المراس حتى لا يشعر بمدى ضعفك تجاهه.


ضحكت ووضحت له: 

-إمام ليس مثل باقي الشباب أبي، فهو شاب مصري كما تعلم ولديهم عاداتهم وتقاليدهم الجيدة والتي تجعله يحترم مشاعر الآخرين ولا يتلاعب بها.


اطمئن قلبه فابتسم لها بحبور وودعها هو ووالدتها ووقفا أمام الباب ينظرا لها بسعادة وهي تهم بقيادة سيارتها.


استقبلها إمام ببسمة واسعة واقفاً بلباقة في ملبسه وحديثه فانحنى وقبل راحتها ورفع جسده ينظر لها ببسمة منمقة قائلاً باطراء: 

-تبدين فاتنة الجمال اليوم دورثي.


ابتسمت له شاكره إياه بخجل: 

-شكرا لك إمام.


دلفا معا لذلك المطعم الشهير فسحب لها مقعدها بلباقة وأجلسها واستدار حول المائدة وجلس شابكا أصابعه بعضهما البعض وأسندهما أمامه وقال بجدية: 

-دورثي، أظن حان الوقت للتحدث بأمرنا.


توترت وارتبكت فأطرقت رأسها لأسفل وهي تشعر بغبطة من السعادة فأضاف: 

-ألا تظنين أنه حان الوقت للتعرف على عائلتك؟


ابتسمت بخجل واكتسحت حمرة الخجل وجهها فأمسكت خصلاتها تضعها خلف أذنها حتى تخفف توترها، ولكنه تجرأ أكثر ومد ساعده وأمسك راحتها ونظر لها نظرة رومانسية قاتلة جعلتها ترمش بعينيها أكثر من مرة وأكمل حديثه بصوته الرجولي ولكنته الجميلة التي تحبها: 

-لم أكن أتخيل أن أقع بعشق فتاة إنجليزية، ولكنك استطعتِ أن تخطفي قلبي بحُبك لمصر ومدافعتك عنها وتبنيكِ لقضية استقلالها بمقالاتك.


هتفت تعقب عليه متسائلة: 

-ألهذا السبب احببتني؟


أومأ رافضا وأضاف: 

-لهذا السبب لم أمنع قلبي من الشعور بكِ واﻻعتراف بحبك.


تنهدت ببطئ فسألها بتردد: 

-هل يعلم والديك بأمري؟

أجابته مبتسمة: 

-بالطبع.


عاد يسألها: 

-أعني هل يعلما أنني مصري وأسمر اللون؟


أمالت رأسها للجانب قليلاً تشاكسه هاتفه: 

-يعلما أنك مصري ولكن بشأن لون بشرتك فلا أعلم ما ستكون ردة فعلهما، ربما يقوما بطردك من المنزل.


تجهم وجهه قليلا فضحكت عاليا وقالت موضحة: 

-أنا أشاكسك، لا تقلق فأبي يعلم كل شيئ ولا يجد مانع طالما ابنته سعيدة.


سحب مقعده ليصبح قريبا منها وهمس لها برقة: 

-سعيدة! هل أنتِ سعيدة معي؟


نظرت بجرأة لعينة وقالت مجيبة: 

-أﻻ ترى هذا؟ بالطبع أنا سعيدة وأظن أنني بأسعد فترات حياتي.


تشجع أكثر فانحنى على قدمه وأخرج تلك العلبة المخملية من جيب سترته والتي يوجد بها خاتم رقيق وفتحه أمامها هاتفاً برجاء: 

-إذن هل تقبلين الزواج بي؟


قضمت شفتيها معا حتى اختفيا داخل فمها واتسعت عينيها بسعادة مفرطة ورمشت قليلاً وأخيراً أومأت موافقة وردت: 

-نعم، بالطبع أوافق.


لم يعلما أن جموع الحاضرين بالمطعم لاحظا عرض الزواج وتابعوه فقاموا بالتصفيق والمباركة لهم وظلا معا حتى انتهت أمسيتهما.


أوصلها بسيارتها أمام باب منزلها وصف السيارة أمام الحديقة الخاصة للمنزل وترجل مناولاً إياها المفتاح وابتسم لها هاتفاً بغزل: 

-إلى اللقاء غداً أيتها الجميلة.


ضحكت وردت: 

-إلى اللقاء غدا أيها الوسيم ذو الشخصية الماكرة.


ضحك وقبل كفها فاستمعا لصوت الباب يفُتح ووقفت هانده أمام الباب تبتسم لهما فشعر إمام بالخجل واضطرت دورثي أن تقول: 

-أظن حان الوقت للتعرف على أمي.


بالطبع لم يعارض فتحرك ناحية الباحة ووقف على أعتاب المنزل وانحنى بلباقة مقبلاً راحتها: 

-إمام عبد المجيد في خدمتك سيدي.


أومأت له هانده مبتسمة وهتفت: 

-هانده والدة دورثي، تفضل لشرب قدح من القهوة فايدي بالداخل وأظنه سيسر بالتعرف عليك.


تنحنح ليجلي حلقه ودلف مطرقاً رأسه فنظرت هانده في إثره وهمست لابنتها ساخرة: 

-يبدو كالفتاة الخجولة التي تتم خطبتها، يا ويلي إن كان هكذا دائما.


امتعضت دورثي من سخرية والدتها وهدرت بصوت منخفض حتى لا يسمعهما: 

-فقط لأنه محترم ولديه عاداته وتقاليده الشرقية، ولكنه إنسان جيد وجدير بي فلا تضايقيه أمي رجاءً.


حركت يدها أمام وجه والدتها بعفويه فرأت الخاتم بإصبعهها بنفس اللحظة التي وقف إمام للتعرف على أيدي والد دورثي فصرخت هانده فور رؤيتها للخاتم بعفوية: 

-هل عرض عليكِ الزواج؟


بالطبع استمعوا جميعا لصرختها فنظر لهما ايدي وقوس حاجبيه من طريقتها الطفولية وأطرق إمام رأسه يشعر بالإحراج ودورثي تجيبها: 

-نعم أمي ولقد وافقت.


دلفوا جميعا لغرفة الضيوف فجلس باحترام صامتاً حتى فتح أيدي معه الحديث مطنباً: 

-تعلم جيداً سيد إمام أن دورثي هي ابنتي الوحيدة وانا أخاف عليها من نسمة الهواء وبطبيعة الحال أنت أول رجل تحضره للتعرف علينا وهذا يدل على أنك شخص جيد وجدير بثقتها، لذا أتمني ان تكون كذلك وتحتويها بأوقاتها السيئة قبل أوقاتها الجيدة.


حك رأسه قليلاً وهو يشعر بالإحراج من صراحة والدها فهو غير معتاد على التفتح الغربي ذاك ولكنه تفهم عاداتهم وتقبلها، فدلفت دورثي حاملة القهوة بيدها وناولته قدحه وفعلت بالمثل مع والدها وجلست بجوار أبيها فأمسك راحتها يبتسم بسعادة وهو ينظر للخاتم الذي زين إصبعها وقال مطرياً: 

-يليق بكِ كثيراً يا صغيرتي، مبارك لكِ ابنتي فكم أنا سعيد لأجلكِ.


تشجع إمام وهتف يخبره: 

-أنا لم أخبر عائلتي بمصر بعد، ولكنني أنوي إرسال خطاب لهم وبه صورتي أنا ودورثي بحفل الخطبة حتى يفرحوا معي.


سأله أيدي بحيرة: 

-هل تنوي إقامة حفل خطبة؟ لقد ألبستها الخاتم وانتهي وأظن اﻵن وقت التحضيرات للزفاف وليس للخطبه أليس كذلك؟


وافق فوراً وقال موضحاً: 

-فقط اختلاف العادات فعندنا بمصر نقوم بعمل حفل للخطبة حتى يعلم الناس بذلك حتى يقوم بزيارتها دون أن يشغل عقله بثرثرة الناس.


ضحك أيدي وعقب: 

-أعلم أن المجتمعات الشرقية متحفظة قليلاً، أنا وعائلتي متدينين ولكن التدين أمر والتحفظ أمراً آخر.


انتهت السهرة بتوديعهم له بفرحة ومودة وصعدت هي غرفتها سعيدة تقف أمام المرآة مبتسمة بسمة بلهاء وتنظر للخاتم بفرحة حقيقة، بدلت ملابسها بأخرى بيتية وأراحت جسدها على الفراش رافعة كفها أمامها تنظر لخاتمها بسعادة حتى أغلقت عينيها وذهبت بنوم عميق.

❈-❈-❈


استيقظت لتجد نفسها بذلك المنزل الطيني الذي خصصه لها الفرعون سيتي فاندهشت وتلفتت حول نفسها تحاول التركيز فهل تحلم أم ماذا ؟


خرجت للخارج واقتربت من ضفة النيل فوجدته هو نفسه الفرعون سيتي يصطاد من مياه النيل فاقتربت منه بحذر ونادته بصوت ضعيف: 

-مولاي.


التفت ينظر لها ببسمة واسعة وهتف متسائلا: 

-متى استيقظتي حبيبتي؟


ابتلعت ريقها وحاولت اﻻنخراط بالحلم ولكنها اعتادت أن تكون بعالم الأحلام بشخصية بنترشيت الحقيقة، فلماذا هذه المرة تظهر كدورثي؟


ردت بتوتر وهي تحاول مجاراة نفسها بالحلم: 

-منذ لحظات، ماذا تفعل؟


ترك ما بيده وصعد لها أعلى الضفة وأجاب: 

-انظري إلى ما قمت باصطياده.


ابتسمت بفتور وأومأت باستحسان فتحرك من أمامها وهو يقول: 

-هيا أشعلي النار حتى نعُد الطعام سويا فأنا أتضور جوعاً.


فعلت دون تعقيب وأمسكت بالعصا والمرجل حتى تشعل النار، هي تعرف الطريقة جيداً ولكنها حقا لا تعرف لماذا لم تنجح بإشعالها؟ فاقترب منها سيتي وأمسك منها العصا والمرجل وقام هو بإشعال النار وهو يقول: 

-ثلاث سنوات كانت كافية لتنسي بترشيت.


انتبهت لحديثه وهو يصرح لها وما زال مشغولاً بتحضير الطعام: 

-ثلاث سنوات قد أنستك عالمك وحياتك وأبسط الأمور ككيفية إشعال النار.


وضع السمك ليطهى وتركه ووقف أمامها ليضيف: 

-ثلاث سنوات كانت كفيلة لتنسيني بالكامل وتستبدليني بذلك الشاب وتقعي له قيثاره الحب أليس كذلك؟


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية نابغة بعصر الأغبياء ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة