-->

رواية نابغة بعصر الأغبياء - للكاتبة أسماء المصري - الفصل 22 - 3 الثلاثاء 28/5/2024

  

قراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية نابغة بعصر الأغبياء

للكاتبة أسماء المصري


الفصل الثاني والعشرون

3

تم النشر يوم الثلاثاء

28/5/2024

❈-❈-❈

أوضحت باتساع فاهها من كثرة الضحك: 

-عايز اسميه سيتي حبيبي.


لمعت عينيه فورا وضحك على حبها المتيم به فخرج صوت عزيزة المعترض هاتفة: 

-ايه سيتي ده؟ اسم أبوها ولا ايه يا إمام؟

بالطبع سيدة متوسطة الحال مثلها لا تعلم بعض الأمور فهي بالكاد تستطيع القراءة لذلك لم يحاول سيتي توضيح الأمر لها وتركها تظن ما تريده ووافق مؤكداً: 

-زي ما تحبي حبيبتي، يبقى ابننا اسمه سيتي.


امسكت عزيزة بالرضيع واقتربت من ما ظنته ابنها وانحنت تناوله إياه وقالت بعفوية: 

-سمي الله وامسك ابنك يا إمام.


اخذه منها وانحنى يقبله من جبينه وعاد ينظر لمعشوقته هامساً بحب: 

-أنا اسعد إنسان بالوجود، طالع زي القمر شبهك.


استمع لصوت والده من الخلف يخبره بصيغه بدت آمرة: 

-أذن في ودنه يا إمام خلي ربنا يطرح فيه البركه ويطلع ابن صالح يعرف دينه.


ارتبك سيتي فهو لا يستطيع أن يردد اي شعائر للأديان قد تؤذي طقوسه وتعاويذه وتبطل سحره، لذلك التفت لعبد المجيد وابتسم له بتصنع واقترب منه حاملا رضيعه وناوله إياه هاتفا بمودة زائفة: 

-خد أنت يابا أذن له.


لم يهتم عبد المجيد فقد التهى وفرح فور أن حمل الرضيع وبدأ يؤذن بأذن الرضيع وأعطاه لوالدته بفرحة ولكنه عاد لتركيزه فأمسك ابنه من كتفه هامسا له بنبرة مبطنة: 

-لينا قاعده مع بعض يا إمام بعد ما مراتك تقوم بالسلامه إن شاء الله عشان أعرف حالك متغير ليه كده، وأكيد هعرف يا بني.


عادوا لمنزلهم فالتفت عبد المجيد لزوجته التي ارتمت على الأريكه بتعب ورمقها بنظرة حائرة فلمحتها هي على الفور وتسائلت بحركة من رأسها: 

-مالك يا أبو إمام؟


رد موضحاً بضيق: 

-الظاهر إن كلامك صح، مع اني حاولت ما اسمعش للتخارف دي بس إمام مش طبيعي.


جلس بجوارها حزيناً مهموما وأضاف: 

-في حاجه بعدته عن ربنا لدرجه مش بس بطل يصلي ده أنا لا سمعته حمد ربنا ولا شكره من ساعة ما رجع من بلاد بره.


وافقته الرأي مؤكدة: 

-مش قولت لك يا أبو إمام، أنا كل يوم بحلم بيه وهو بيستنجد بيا وزي ما يكون محبوس يا حبيبي في مكان غريب.


سحب عبد المجيد نفساً عميقاً وطرده خارجا وسألها بحيرة: يعني انتي فِكرك إنه معموله عمل ولا إيه؟


ردت مؤكدة: 

-ايوه يا اخويا، شكلها الحكايه كده مع إن مراته طيبه وأميره وتتحط على الجرح يطيب.


شعرت بالحيرو واستطردت: 

-اﻻول كنت بقول يمكن عملت له العمل عشان يفضل معاها وترجعه لبلاد بره بس ده أنا شايفه إن هو اللي عايز يمشي وهي مبسوطه وسطنا.


سألها بحيرة: 

-اومال تفتكري مين اللي عامل له العمل؟


زمت شفتيها للأمام بحركة عامية وقالت: 

-العلم عند الله، بس أنا اقدر اروح للشيخ حسب النبي وهو يقولي أعمل ايه!


استحسن رأيها وأكد عليه مضيفا: 

-يكون أحسن برده، وخليني اروح معاكي اهو اسمع أنا كمان منه عشان افهم اكتر والشيخ حسب النبي راجل محترم وبتاع علم ومش ممكن يدخلنا في أمور الدجل والعياذ بالله.


وبالفعل بعد مرور عدة أيام ذهبا للشيخ ودلفت برفقة زوجها بتوتر وجلسا امامه فتحدث الشيخ حسب النبي يسألهما بحيرة: 

-ايه الموضوع يا أبو إمام، ام محمود قالت لي انكم عازيني ضروري.


أومأ له عبد المجيد موضحاً: 

-إمام ابني من ساعة ما رجع من بلاد بره وهو متغير وأنا وامه خايفين عليه اوي، عشان كده جينالك يا شيخنا تشوف لنا ايه الحكايه؟


اكدت عزيزة بحركه من رأسها هاتفة بوجل: 

-ايوه يا اخويا احسن أنا حاسه انه معمول له عمل و.....


قاطعها حسب النبي مزمجرا بضيق: 

-هو أنا بتاع اعمال وشغل الدجل ده يا ست ام إمام برده! استغفر الله العظيم.


حاولت تهدأة ثورته فوضحت: 

-أنا عارفه إن ملكش فيه، بس السحر مذكور في القرآن وأنا عايزه اطمن على الواد.


زفر أنفاسه بقوة وسألهما: 

-طيب فهموني بالراحه وأنا اللي ربنا يقدرني عليه هعمله.


نطقت عزيزة دون أن تعطي فرصة لزوجها بالتحدث فقالت: 

-كل حاجه اتغيرت فيه، لون عنيه وطريقة كلامه وحتى ساعات بحس اإن شكله اتغير.


ضحك الشيخ وعقب: 

-ده طبيعي، أي واحد بيسافر لازم بيتطبع بطباع البلد اللي هو فيها.


أضاف عبد المجيد موضحا: 

-بطل يصلي يا شيخ وكل ما أحاول اقربه من ربنا كأنه بيهرب ومش عايز حتى يذكر اسم الله.


رفع حاجبه متسائلا: 

-شغلت قرآن جنب منه قبل كده؟


أومأ له فسأل: 

-طيب ولما بيسمعه بيترعش مثلا ولا بيجيله هياج؟


نفيا الأمر فقال: 

-طيب كده يبقى مش ملبوس من جن والعياذ بالله.


صاحت عزيزة تقول بضيق: 

-وأنا مقولتش إنه ملبوس، أنا بقول إن حد عامله عمل ولا ساحرله.


اعتدل بجسده و مسح لحيته الكثيفه بيده وتكلم موضحا: 

-اسمعي يا أم إمام، العمل والسحر بيتعمل للتفرقة بين الزوجين والمرض وعدم الجواز يعني ميجيش لواحد فيبعده عن فرضه وعن ربن، انما بقى المس والعياذ بالله هو اللي بيعمل ده، واحنا بنعالج المس بالقرآن وطالما ابنكم مش بيضايق من سماعه يبقى مش ملبوس.


تحير عبد المجيد وسأل بحيرة: 

-يعني ابني فيه إيه يا شيخ؟


حرك كتفيه مجيبا: 

-مش هقدر أعرف ماله من بعيد لبعيد يا ابو إمام، لازم تخليه ييجي وأنا أقعد معاه اتكلم ووقتها المستور كله هيبان بأمر الله تعالى.


وافقا وخرجا متجهين ناحية منزل ابنهما ففتحت لهما بنترشيت حاملة الرضيع سيتي بيدها فابتسمت فور أن راتهما وهللت بترحيب: 

-أهلا ماما عزيزة، أهلا بابا مجيد.


ضحك الأخير وصحح لها هاتفا: 

-يا بنتي قولنا ميت مره عبد المجيد، عبد المجيد مش مجيد.


أومأت بخجل وجلست أمامهما تستمع لعزيزة التي تحدثت بحزن: 

-عامله ايه يا بلبل؟ والواد اللي مبعرفش اسمه ده عامل ايه؟


ردت موضحى: 

-سيتي، اسمه سيتي ماما عزيزة.


وافقتها واستطردت قائلة: 

-طيب يا بنتي اسمعيني كده وطقطقيلي ودانك كويس.


ربما تعلمت اللغة العربية ولكنها لا تتقنها إلى الحد الذي يسمح لها بفهم العامية الدارجة بل والعامية الشعبية أيضاً.


فأومأت لها متصنعة الفهم فأطنبت الأولى: 

-إمام متغير من ساعة ما رجعتوا من بلاد بره وحالة مش عاجبني لا أنا ولا أبوه، وبصراحه كده في اﻻول قولت انه متغير بسببك وعشانك لكن بعد ما عاشرناكي يا بنتي بقيت شايفه انك بنت حلال ومستحيل تكوني السبب في التغيير ده، عشان كده عيزاكي تساعدينا عشان نعرف ماله واهو كله لمصلحته برده.


تجهم وجهها وهي تستمع لها وسألتها: 

-إيه تغيير أنت شايفه ماما عزيزة، إمام هو نفسه إمام من وقت لندن.


نفت برأسها وعقبت: 

-لاااااا ده مستحيل يكون إمام ابني ابداً، ده زي ما يكون واحد تاني واتبدل معاه.


توترت خلجاتها فور أن قالت عزيزة تلك الكلمات وتخوفت من كشف أمرهما فابتلعت ريقها بتوتر وسألتها بتلعثم: 

-ازاي بس ماما؟ إمام كويس، هو إمام مش حد تاني.


حركت سبابتها نافية بحركة كبيرة من جسدها وأكدت: لا والله ده مش ابني، ده واحد غيره.


تدخل عبد المجيد موضحا باستفاضه: 

-يا بنتي أم إمام قصدها إن حاله اتبدل وبقى متغير وبعيد عننا، وغير كده بطل يصلي وتصرفاته بقت غريبه.


رمقها بنظرة متحيرة من ارتباكها الغير مبرر من وجهة نظره وأضاف: 

-أنا عارف أنك مسيحية يا بنتي ومتعرفيش الدين بتاعنا اوي ، بس أكيد وقت ما اتعرفتي على إمام كان بيصلي ولا هو مبطل الصلاه من زمان؟


فكرت وودت أن تخبره أنها لا هي مسلمة ولا مسيحية بل تتبع دينها القديم وهو دين المصريين الفراعنة ولكنها حاولت أن تجيبه بهدوء وتفكير: 

-أنا وقت عرفت إمام هو نفسه مفيش تغيير، و حقيقي أنا مش فاهم أنت عايز أنا أعمل ايه؟


ردت عليها عزيزة فورا ودون مقدمات: 

-تخليه يوافق ييجي معانا للشيخ حسب النبي عشان يطلع العفريت اللي عليه.


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية نابغة بعصر الأغبياء ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة