-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 23 - 2 - الجمعة 3/5/2024

  

قراءة رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث والعشرون

2

تم النشر يوم الخميس

3/5/2024


مفيش أحباب غيرك يا عارف، احلفلك بإيه، وحياة ابني اللي لسة منزلش ع الدنيا. 


صرخ بها بعدم تحمل، وقد ضج عقله بالظنون السيئة التي يصورها له في هذه اللحظة:


- كمان بتحلفي بولدى؟ انتي ضميرك مات من كله، وهان عليكي تحلفي كدب عشان تبرئي نفسك وفي داهية يغور العيل، ما الباشا صح جاعد في انتظارك، بعد ما تخلصي من ابن عمك عديم الكرامة، بعد ما خلاص راسك بجت مرفوعة جدام الكل، تجدري تتجوزيه وتخلفوا براحتكم ، بجي بيه وصاحب املاك، يعني يناسبك دلوك، وفي داهية مراته ولا يشغلها خدامك عندك احسن .


لطمت بكفيها على جانبي جسدها، تصيح بانهيار:

- يا مرك يا روح، انت كمان وصل بيك الظن لكدة، اسمعني يا واد عمي والله العظيم، قسما بالله العلي العظيم، كل اللي في دماغك اوهام وظنون بيهيئها الشيطان في لحظة غضبك، وانا وربنا العزيز مجدرة وحاسة، بس عايزاك تسمعني يا عارف. 


اقترب بجموده يقابل عينيها بخاصتيه يردد بقوة ما يحمله بداخله من ألم:

- اسمع ولا افهم ايه بالظبط؟ ايه اللي يخلي مرة محترمة في الدنيا كلها، تجابل حبيبها الجديم بعد جوازها وجوازه من واحدة غيرها؟ ايه المواضيع اللي تجمع ما بينكم ياروح عشان تروحي وتجابليه.


- انا كنت بواجهه بعيبه عشان يحل عني، وجفت اخته شاهد ما بينا عشان تشهد بنفسها على خسة اخوها اللي بيطارد مرة متجوزة وهو مجمع فلوسه في الغربة من ورا جوازه بواحدة اكبر منه، اربع سنين .


- وكمان سألتي ووصلتي لجوازه من ولية نعمته؟


ارتدت رأسها للخلف بصدمة تستوعب ما تفوه به، ليعود ويؤكد لها:

- ايوة يا روح، انا كنت عارف بجوازه من جبل ما اتجوزك ولا تتكتبي على إسمي، بس انا ميلزمنيش اني ابين حجيجته جدامك ، عشان مجبلش ابدا اني ابني حبي في جلبك على انقاض حبك الجديم........ يا تحبيني زي ما انا يا بلاها...


غامت عينيها بالدموع، لتتمسك بيده مخاطبه له برجاء وصدق:

- ما انا فعلا والله حبيتك، ويشهد ربي....


- بسسسس. 

هدر بها، ينفض قبضتها عن ذراعه، بهياج:

- كفاية حلفان، عشان مهما بررتي يا روح، مفيش حاجة تخليني اسامح عن كرامتي، كرامتي اللي دوستي عليها وانتي بتجابلي حبيبك الجديم مهما كان دفاعك..... انا غبي عشان صدجتك ومشيت ورا جلبي وانا فاكر انك نسيتيه..... انا اللي استاهل كل اللي يجرالي.


اللي هنا ولم تعد بها قدرة، خارت قواها لتسقط بثقلها عليه، تضمه بذراعيها، كطفلة تتشبث بأبيها، تستعطفه برجاء:

- ابوس ايدك يا حبيبي اسمعني، انا اللي علجني فيك، هو ثقتك فيا وحنيتك وصبرك عليا، بلاش تغلب لحظة الشيطان، 


❈-❈-❈


وفي الناحية الأخرى 

لم تكن اقل اشتعالا، فهذا الساخط لم يترك شيئًا في مكانه،  يدفع بقدمه ويلقي بأي شيء تطاله يداه، بانفعال يجعله يود إحراق المنزل وما فيه:


- الهانم جاي تحاسبني ومطلعاني شيطان، هي كانت مكاني، شافت الذي اللي انا شوفته، تعرف هي ايه عن جوازي من عنود؟ انا اللي اتعذبت وروحي ماتت، هي كانت عايشة برنسيسة في عز اهلها، ومع اول ازمة اتخلت عني، كنت عايزها تتمسك بيا، عشان محسش اني ضحيت في الهوا، مفيش فلوس تعوضني عنها يا جميلة،  مفيش فلوس ترجع عمر الجديم.... ما تردي انتي ساكتة ليه؟


توجه بالاَخيرة نحو شقيقته الملتصقة بالحائط بالقرب منه ، بخوف جعلها تنتظر انتهاء ثورته، ليخرج صوتها في الرد عليه بتماسك بعض الشيء:


- حتى وانت معاك عذرك، برضوا محدش يلومها، هي مجبرتكش تسافر وتضحي عشان تجمع فلوس.


حدجها بأعين برقت باحمرار مخيف، وكأنه يود الفتك بها، ليزيدها فزعًا من هيئته، وهدوء ما يسبق العاصفة:

- يعني انتي كمان لسة بتدافعي عنيها؟ دا بدل ما تجدري وتحسي بأجرب الناس ليكي..... اخوكي يا جميلة .


ابتلعت تجسر نفسها حتى لا تضعف وتخونها الشجاعة:

- لا يا واد ابوي، انا مش هجدر انافق ولا اطاوعك ف الحديت ، عشان انت اخويا تهمني اكتر من اي حد في الدنيا،  حتى وانا جلبي بيتجطع عليك دلوك،  هجولها، مهما حصل مهما شوفت، خلينا في النهاية، انت دلوك وصلت لايه؟ اظن الحاضر اولى انك تعيشه، سيبها ف حالها وكمل انت حياتك.....


- انتي بتجولي كدة عشان مشوفتيش، متكوتيش بالنار اللي اخوكي داجها، عايزه تعملي فيها منصفة بيني وبين صاحبتك، وبتهدري حج اخوكي 

انتفضت على اثر صرخته المباغتة لها، مفضلة الانسحاب على جدال لا نفع منه:


- انا بجول امشي احسن، انت الشيطان عميك، وشكل كلامي معاك بيزود، مش بيهدي،  اجيلك وجت تاني يا واد ابوي.


صاح بها بما يشبه الطرد:

- يبجى احسن برضوا، انا لا عايز حديت معاكي دلوك ولا بعدين... مش عايز اسمع منك أساسا. 


قالها والتف يعطيها ظهره، لتبتلع الغصة المؤلمة بحلقها وتغادر، تدعو الله له بالهداية، وقد تأكدت بالفعل الاَن، انه فقد انسانيته بفقدانها.....


ظل على وضعه حتى سمع صوت اغلاق الباب، غلبته عاطفة الأخوة، ليتحرك نحو الشرفة، يراقب خروجها بأسف، فهو لم يقصد ابدا طردها، ولكن غضبه منها في دفاعها المستميت عن الأخرى، يجعله لا يرى امامه.


استفاق من شروده على توقف سيارة نصف نقل بالقرب من منزله، ليتفاجأ بترجل زوجته العزيزة الصغيرة منها، تتحدث بتباسط مع السائق وامرأة بجواره، امعن النظر جيدا ليتأكد ان المرأة هي خالتها التي رأها قبل ذلك في مناسبات عدة، وهذا المتحذلق الصغير ما هو إلا ابن خالتها الذي كان يود الزواج منها..... 


اظلم وجهه بغضب متعاظم، فما كان ينقصه الا هذا الان ليزيد من جذوة النيران التي تسري بداخله، تلاحقت انفاسه بتسارع جعل صدره يصعد ويهبط بعنف، ينتظرها حتى انتهت وغادرت السيارة، ثم دلفت الى داخل المنزل دون ان تنتبه لوجوده في الشرفة، حتى اذا وصلت بداخل الشقة، هتف يستقبلها بتهكمه :


- حمد الله ع السلامة يا برنسيسة، البيت نور بوجودك، معزمتيش ليه على ابن خالتك ولا خالتك المصون، يشرفوا معاكي، على الأجل تضايفيهم ولا عايزاهم يجولوا عنك جليلة ذوق .


عبست بوجهها تطالعه بضجر وعدم فهم تردد:

- جليلة ذوق، لا ان شاء الله مش هيجوله، كتر خيرك .


زفر يطرد دخان من فتحتي أنفه،  ليتقدم نحوها كدب على وشك الفتك بفريسته، وحظها العاثر قد اتى بها إليه الاَن في هذه اللحظة.


دنى برأسه منها، مقربا وجهه منها، يخاطبها بهدوء خطر:

- مش دا الولد اللي كان هيموت ويتجوزك برضو حسب ما سمعت، انا بجى مش منبه عليكي جبل سابج، متكلمهوش من الاساس، جوم انتي يا حلوة تركبي معاه عربيته،  وتهزري وتضحكي معاه كمان!


ابتلعت بزعر زحف بقلبها، فهيئته الغريبة،  لم تكن مبشرة على الإطلاق، ولكنها لم تخطئ حتى تخشاه:

- انا مكنتش بهزر معاه هو، انا كنت بضحك على كلام خالتي، اللي جاتلي تزورني مخصوص على بيت ابويا، اول ما عرفت اني موجودة، وان كان على توصيلهم ليا، فهي برضو اللي عرضت عليا توصلني في طريجها بدل ما اخدها كعابي، أظن يعني مش هكسفها، عشان جنابك مش طايج ولدها.


- حسك علي، لا وبتروديلي الكلمة بعشرة كمان.

قالها ثم باغتها على حين، يقبض على لفة شعرها من أسفل الحجاب، ليضغط بقوته،  يهدر بفحيح:


- شكلي دلعتك كتير، وكتر الدلع لما بيزيد بيخيب صاحبه، فوجي لنفسك يا بت، انا لما أجول الكلمة تتسمع من غير رد، فاهمة ولا افهمك من تاني.


- ااااه 

تأوهت بتوجع لتنفجر به صارخة وقد فاض بها:

- ليه ان شاء الله؟ حكم جراجوش؟ انا مغلطتش فيك عشان تشندلني، واد خالتي زي اخويا من ساعة ما اتجوزتك، انت بجى حاطه في مخك، انا ايه داخلي؟


إلا هنا وانفرط العقد، وكأنها قد أتت في الوقت المناسب، ليجد متنفسًا له عن غضبه، وقد استنفرته بغباءها، وطيرت كل وجه للحكمة من عقله، ليزمجر بوحشية ، ثم يهزهزها بعنف مرددًا بتوعد:

الصفحة التالية