رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 23 - 1 - الجمعة 3/5/2024
قراءة رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثالث والعشرون
1
تم النشر يوم الخميس
3/5/2024
- جميلة ضلع اساسي في الموضوع عشان كانت شاهدة على كل شيء معايا طول الفترة اللي سافرتها، وانا منتظرة بالسنين رجوعك، وبواجه لوحدي اللوم والضغط من كل جانب، من عيلتي ومن اخويا اللي كان جلبه موجوع عليا ومحتار في أمري، ومن الناس اللي بتسألني كل يوم عن السبب في جعادي من غير جواز.
كانت تتحدث بعصبية، تواجه الاثنان بتحدي ادهشه، واثار الريبة بقلب صديقتها لتسألها:
- ما الكلام ده احنا عارفينه يا روح، وكان عندنا امل تكمل على خير، لكن بجى الأمر بإيد ربنا، راح اللي راح وكل واحد خد نصيبه، وصحبيتنا انا وانتي هي اللي كانت الضحية.
قالت الأخيرة بتأثر جعل الأخرى يرق قلبها للأيام الخوالي والصحبة الجميلة معها، قبل ان يفيقها هو بعنترية وغباء، بقصد توجيه اللوم لها:
- بلاش تفكريها يا جميلة، الصحبية والكلام الفارغ ده، مالهمش معنى مع اللي يبيع حب العمر، وعذاب الانتظار في لحظة ضعف.... لحظة ضعف تضيع جبالها عمر بحاله.
التفت بكامل انتباهها اليه، لتعطيه ردها بابتسامة ساخرة لم يفهمها، لتزيده حيرة بقولها:
- كلامك زين جوي يا عمر، مترتب كدة واللي يسمعه يصدق صح انك واحد موجوع.
- تجصدي ايه؟
سألها بتوجس ليخرج ردها على الفور:
- جصدي اني حافظت ع العهد وفضلت عليه سنين، لحد ما جات لحظة الضعف اللي انت جولت عليها دي ومجدرتش، بس ع الأجل حاولت... لكن انت بجى...... جدرت تحافظ عليه؟!
قالتها بقوة اجفلته، ليرف جفناه فجأة، ثم تنقبض عضلات وجهه بارتباك جاهد ان يخفيه، امام سؤالها المباغت، ليطالعها باستفهام اجابت عنه على الفور، وهي ترفع هاتفها امامه وامام شقيقته ، لتصبح الشاشة مقابلة لهم، قائلة:
- تعرف دي يا عمر؟
على غير ارادته، ارتدت اقدامه للخلف كرد فعلي اولي مصعوقًا برؤية اخر ما كان يتوقعه، وهذه المرأة التي يعلمها جيدًا، جالسة امامه في بث مباشر، تناظره بقوة ، وكأنها حاضرة الحديث من أوله.
- كيفك يا عمر؟
هذا ما تفوهت به المرأة تبادره الترحيب بملامح جامدة وغضب مستتر، حتى جعلت شقيقته تتسائل هي الأخرى:
- مين دي يا عمر؟
تحركت تفاحة ادم في حلقه، يبتلع ريقه الذي جف حتى اسبل اهدابه عن مواجهة المرأة ذات النظرة الحادة نحوه، فجاء الرد من غيرها:
- دي مدام عنود صاحبة الشغل اللي كان ماسكه اخوكي،
الست دي تبجى مراته او طليجته، هو اللي يعرفها دي اكتر مني دلوك، اخوكي اتجوز المدام ف البلد اللي كان بيشتغل فيها، وفي السر، عشان الست كانت عندها مشاكل مع ناس جوزها وتخاف تعلن الخبر جدامهم، المهم انه كان ماسكلها كل شغلها، في النهار المساعد واللي واخد توكيل لإدارة كل اعمالها، وف الليل جوز الست .
ارتفعت ابصاره نحوها بنظرة مشتعلة تلقفتها بعدم اكتراث تتابع بانفعال:
- اربع سنين متجوز المدام، يحوش في الفلوس وينيمني انا برسايل العشج، واني مفيش في الجلب غيري، وهانت يا روح، وانا زي الهبلة اصدج، وانتظر في السنين لحد الباشا ما يستكفي ويجي يحن عليا، بعد ما يغدر بالست ويسيبلها البلد من غير ما يبلغها حتى بسفره، ما هي كانت هتموت وتنزل معاه القاهرة، تعرف البلد وتتعرف على ناسه، ودا السبب اللي كان مانعه ما ينزل ولو حتى اجازة،..... ايه رأيك يا عمر؟ تجدر تكدب السيدة عنود؟!
تدخلت المرأة الأربعينية تساندها:
- ياريت يقلي وش صفتي عنده وإذا كنت كذابة خليه يحط عيني في عينه في الشاشة وأنا أطلع القسيمة وكل الاوراق الي تثبت
ضغط على نواجزه بملامح أظلمت بغضب شديد، ينقل بعيناه من الشاشة والى من تمسك الهاتف، ليهدر بها:
- شاطرة وبحثتي لحد ما وصلتي، لكن بجى اللي عايز اعرفه انا دلوك، يا ترى اللي وصلك بالمدام، خبرك كمان بالظروف اللي اتسببت في جوازي منها؟ مش هجولك عن الفلوس، لأن دي حاجة منكرهاش، انا خدت واستكفيت بس بالحلال منها، كله كان برضاها.
توقف برهة ليسترسل بصوت ارتفع بهياج:
- عشان اجمع اللي يوجفني على حيلي جدام اهلك، اواجهم بجلب مليان وانا مكافئ ليهم، كله كان عشانك، سفر ومرمطة وسجن وجواز من واحدة اكبر من بخمس اتشار سنة برضوا عشانك، عشان اوصلك، انتي السبب في كل التغير اللي حصلي ، كان لازم تواجهي وتتحملي عشاني، عشان ترجعيني لعمر بتاع الزمان، انتي الوحيده اللي كنتي هتريحي جلبي من وجعه، وتمسحي من عمري سنين الشجا والمرمطة، انتي الوحيدة.
هنا لم تقوى على كبت انفعالها به:
- انا مين ؟ ما تفوج لنفسك، جاي وطالب مني ارجعك انسان وانت كنت متجوز في الغربة وعايش حياتك، ايه الأنانية اللي انت عايش فيها دي.
- وايه تاني كمان؟!
صدر الصوت من ناحية مختلفة، من خلف الجسد الطويل، زوجها الذي كان يدلف من مدخل الساحة، وقد سمع على اخر ما تفوهت به، ليفاجأ بمقابلة تجمع الحبيبن السابقين بحضور الشقيقة التي كانت دوما مرسال الاحبة ، وهي تقف باكية وسطهم، بسماعها لعتاب الأحباب.
ابتلعت بزعر تبرر بدفاع عن نفسها، وقد ارتسمت الصدمة جليًا على ملامح حبيبها، نعم هذا ما تأكدت منه الاَن، انه ليس فقط زوجها او بن عمها، بل هو حبيبها الأوحد:
- انا هفهمك كل حاجة يا عارف
❈-❈-❈
- هو عارف مشي؟
توجه بالسؤال نحو جدته، بعدما بحث بعيناه عنه الإنحاء ولم يجده، لتعلق المرأة بمكر وعينيها تتنقل بالنظر نحوه ونحو زوجته الملتصقة به:
- وهيستنى ليه يا خوي؟ بعد ما سيبته وطلعت ورا مرتك، يا واد عيب عليك بجيت مفضوح جدامنا.
- يا مري.
تمتمت بها نادية بخجل، تخفي بكفها على فمها، لتثير التسلية بقلب زوجها في الرد:
- يا بوي عليكي يا فاطنة، استريحتي انتي دلوك لما كسفتيها، مش هتبطلي عمايلك دي ابدا.
اطلقت الجدة ضحكتها المميزة، لتردد بتصميم وخبث:
- ابدا ابدا، طول ما انا عايشة هجعد اناكف فيكم كدة، وجاعدة على جلبكم .
تبسم بحنان ليترك كف زوجته ثم يجلس بجوار المرأة يقبل اعلى رأسها مداعبًا:
- يا ستي اجعدي العمر كله، واكسفيها زي ما انتي عايزة، انا عن نفسي عاجبني مناكفتك دي، كفاية نشوف نشوف حمار الخدود اللي وردت مع كلامك ده .
قالها بإشارة نحو زوجته وهذه السخونة التي زحفت وجنتيها لتبدو شهية كقطعة الفراولة أمامه، لتتراجع هي عنهما بيأس مرددة:
- لا انتوا بينكم هتاخدوني سيلوتكم النهاردة، اروح انا اطل ع العيال في الجنينة، ليكونوا بيتعركوا كالعادة
قالتها وتحركت ليصلها الصوت الجدي هذه المرة في السؤال لجدته:
- يعني مردتيش يا فاطنة، الواد عارف راح فين انا مش شايفه.
اجابته بسجيتها:
- يعني هيكون راح فين، تلاجيه هو كمان راح ورا مرته مطرح ما هي جاعدة، ما انتم الاتنين ضاعت هيبتكم واللي كان كان.
لم تنتبه نادية لقول زوجها ومزاحه في الرد على جدته ، فالخوف بداخلها كان يتشعب ويتوسع مع طول الانتظار، تتمنى ان يمر الامر على خير
❈-❈-❈
بداخل منزلهما، والذي لا تعلم كيف وصلت اليه، كان النقاش المحتدم:
- يا عارف انا عايزاك تفهمني، اقسم بالله ما في اي حاجة من اللي في دماغك فيها، انا كنت.....
- كنت بتتعابي مع حبيب الجلب
خرجت منه بنبرة غاضبة تحمل داخلها اشياء أخرى لا حصر لها من لوم وصدمة وخيبة امل، لتشطر قلبها ألما عليه، فتواصل في محاولاتها علّه يفهم