رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 22 - 1 - الخميس 2/5/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الثاني والعشرون
1
تم النشر يوم الخميس
2/5/2024
«صحراء جرداء»
بـ مقهي مُطل على النيل،
نهض إسماعيل واقفًا يقترب من سياج حديدي فاصل عن تلك الحديقه الصغيرة الخاصة بالمقهي، نهضت قسمت هى الاخري وإقتربت منه وقفت لجواره تنظر له وهو صامت عكس صخب بداخله، تعمدت السؤال كآنه عتاب:
بقالك كام يوم غايب عن المستشفى، لعل السبب خير،وكل ما أتصل عليك ترد كلمتين وتقفل .
قطع صمته وتأمله لمجري تلك المياة التى تهتز بموجات هادئه:
كنت مداوم فى مستشفى تانيه، مرات سراج أخويا، إتصابت برصاصتين.
إنخضت لوهله سائله:
رصاصتين ليه.
أجابها ببساطة:
كانت فى فرح عندنا فى البلد وإتصابت بالغلط.
تنهدت قسمت براحه قائله:
طب الحمد لله وأخبارها إيه دلوقتي؟
أجابها بإيجاز:
الحمدلله حالتها إتحسنت.
-يعني إيه؟.
هكذا سألت قسمت التى تشعر أن إسماعيل به شئ مختلف فى طريقة رده على أسألتها بإيجاز.
بنفس الإيجار:
يعني حالتها بقت كويسه وخرجت لأوضة عادية.
زفرت نفسها وشعرت بآسف قائله:
مالك يا إسماعيل،حاسه إنك متغير معايا.
نظر نحوها،شعر بشعور غريب،كآن قلبه تبلد...أو ربما شعور آخر من الامبالاة فى عقله،،بينما لمعت دمعة بعين قسمت،بسببها عاد قلب إسماعيل، يخفق وإزدادت تلك الخفقات حين أخفضت وجهها تقول بنبرة
عارفه إنك مضايق من اللى عمله بابا، بس بابا والله قد ما هو شخص عصبي بس سهل والله هو طيب جدًا.
غصبًا تذكر نعته له بـ "سليل البرجوازي" فضحك سائلًا:
هو يعني إيه برجوازي اللى زي النغمه فى لسانه.
إبتسمت قسمت قائله:
أنا مكنتش أعرف يعني إيه برجوازي زيك كده، بس بابا فسرها لى وفهمت إنه الشخص اللى عنده مصانع وبيشغل عمال تحت إيديه.
ضحك إسماعيل قائلًا:
طب وده فيه إيه بقي.
فسرت قسمت:
ما هو البرجوازي اللى بيستغل إحتياج العمال ويتحكم فى أجورهم وكمان وقت شغلهم ممكن يجبرهم يشتغلوا ساعات أكتر بأجور قليله.
ضحك إسماعيل قائلًا:
إستغلالي يعني، وهو باباكِ مش إستغلالي وطمع فى الشيكولاته.
ضحكت قسمت، فعقب إسماعيل:
وإنتِ كمان طمعتي فى بوكيه الورد.
نظرت له بسخط قائله بإستقلال:
تلات وردات هتحسبهم عليا بوكيه، دول حتى كانوا دبلانين، إنت كنت جايبهم منين؟.
تذكر قائلًا:
الدبلانين دول وقفوا عليا بربع مرتبي من المستشفى، كنت ماشي بالعربيه أدور على محل ورد، أو حتى مشتل، لقيت بيت مزروع فيه ورد فى البلكونه، كان فى عيل غتت واقف وساومني على حق الوردة، وعشان أرضيكي وافقت، لقيت أمه وأبوه كمان أستغلوا الموقف، كان ناقص يساوموني عالبدله، عالم إستغلاليه..وفى الاخر باباكِ يقولى برجوازي.
ضحكت قسمت وهي تشعر بإمتنان قائله:
إستغلاليه عشان طلبت ورد شيكولاته؟.
اومأ رأسه مُبتسمًا ثم تنهد قائلًا:
هو ينفع نتجوز من ورا أبوكِ أصله شكله كده مش طايقني.
أجابته برفض:
طبعًا لاء مستحيل،وبعدين إنت هتستسلم من أول لقاء بينك وبين بابا،إنت لو شاريني هتحاول معاه تاني،وعلى فكره بابا مش ديكتاتوري...سهل يقتنع ويوافق على جوازنا،إنت اللى شكلك عاوز تتلكك و...
قاطعها بذهول قائلًا:
لو كنت عاوز أتلكك مكنتش فكرت فى الجواز من أساسه وأنتِ عارفه إن فكرة الجواز دي مكنتش فى بالي أساسًا.
إبتسمت بدلال قائله:
خلاص بلاش تستسلم وحاول مره تانيه مع بابا ومتاكده لما يلاقيك شاريني هيوافق بابا شخص مُتفهم وعمره ما كان ديكتاتوري معايا أنا أو واحده من أخواتي، هو بس بيخاف علينا أوي عشان بنات.
غمز إسماعيل بعينه قائلًا:
هو بصراحه عنده حق فى حكاية خوفه دي، بس نسيت أسألك هو باباكِ بيشتغل إيه.
إبتسمت واجابته:
بابا طلع عالمعاش، كان بيشتغل مدرس "لغة فرنسيه" دلوقتي بقى بيشتغل فى مدرسه خاصه.
ذُهل إسماعيل قائلًا:
مدرس فرنساوي وبيتكلم باللغه العربية الفُصحي آخر شئ كنت أتوقعه.
ضحكت قسمت قائله:
بابا عنده عشق خاص للغه العربيه بيقول عليها لغة لها "مفردات بديعية"... والحديث بها له مُتعة خاصة.
نظر لها بسخط قائلًا:
مُتعة خاصة، أبوكِ ده محتاج....
توقف للحظات ثم عاود الحديث:
أنا عرفت مين اللى تقدر على غتاتة أبوكِ وهيوافق عالحوازة غصب عن ديكتاتوريته.
❈-❈-❈
بالمشفى
ليلًا
آنت ثريا بآلم طفيف، سمعتها سعديه التى كانت تمكُث معها بالغرفة، نهضت سريعًا وأشعلت ضوء الغرفه كاملًا وذهبت نحوها سائله بلهفة:
ثريا مالك سمعت صوت تأوهك.
إبتسمت ثريا قائله:
أنا بخير، بس كنت بتحرك وإيدي شدت عليا شويه بسبب الإبر اللى فيها.
إبتسمت سعديه براحه وجلست على طرف الفراش جوارها أمسكت يدها بحنو قائله بمرح:
وشك نور والدموية زادت فيه، صحتك جايه عالمستشفى.
ضحكت ثريا قائله بغرور:
طول عمري حلوة وموردة يا خالتي.
ضحكت سعديه قائله:
لاء يا بت المحاليل هي اللى نفخت وشك وردت الدمويه فى وشك، غير كده كنتِ سودة من نقرتك فى الشمس طول اليوم.
ضحكت ثريا قائله:
كويس إن أمي اخيرًا رضيت وراحت تنام فى الدار، هنا مش بتنام طول الليل بحس بها، كل شويه تقرب مني.
تدمعت عين سعديه ببسمه قائله بمرح:
هي نجية أختي دايمًا إكده جلبها رهيف، عكسي تمامًً.
تبسمت ثريا قائله:
عارفه إنتِ جامدة ومفتريه يا خالتي.
تنهدت سعديه ببسمه قائله:
لاء يا بت انا مش مفترية، بس ايوه جامده
أم الصبيان لازم تكون جامدة، كفاية هو وعياله ضيعوا أنوثتي.
-أنوثتك
قالتها ثريا ثم ضحكت فـ توجعت قائله:
لما بضحك صدري بيوجعني.
نغزتها فى كف يدها بخفه قائله بمرح:
أحسن ببتريقي عليا يا بت، مشوفتنيش وأنا صبيه بنت خمستاشر سنه كان عودي فاير وابان أكبر من سني كان أبوي يجول للعرسان دي لساها صغار هى اللى خراط البنات خرطها بدري.
ضحكت ثريا فتوجعت قائله:
صادقة يا خالتي، ماهما بيقولوا إنى فيا شبه كبير منك، بس أنا على أحلى.
نغزتها سعديه مره أخرى قائله:
أحلى من مين يا بت، أنا طول عمري مربربه كده مش زيك مسلوعه، زي اللى عندهم السُل.
ضحكت ثريا قائله:
مسمهاش مسلوعه، إسمها جسمي سمبتيك.
-سمبتيك
قالتها بحُنق وسخط وأكملت:
ده حديت العيال بتوع اليومين دول، على أيامي كانت البنات بنات مش زي دلوق مفيش اي معالم للأنوثه الطبيعيه، كله نفخ إشي
شفايف وخدود وحاجات فوق وتحت ونحت وسط، تحسي حاجات مش راكبه على بعضها.
ضحكت ثريا قائله:
كفايه يا خالتي، إنتِ جايه تباتي معاي عشان تاخدي بالك مني ولا جايه تضحكيني عشان اتوجع.
تبسمت سعديه بحنان قائله:
إضحكي يا بت خلى وشك ينور، مش بيقولوا إضحك لها تضحك لك.
تبسمت ثريا بضحكه موجعه قائله بحنق:
والله ضحكت لها كتير هي اللى مش عاوزه تضحك لى.
تنهدت سعديه بآسي لكن حاولت بث الامل فيها قائله:
وماله إفضلي أضحكى برضك يمكن تتكسف على دمها وتضحلك.
نهضت سعديه تتثائب قائله:
وكفايه رغي أنا منعوسه وعاوزه أنام، لكن إنتِ مجضياها نوم بمزاچك.
ضحكت ثريا قائله:
والله انا زهجت من النوم عالسرير ده وعاوزه أطلع من هنا...كفايه إكده أنا بجيت زينه.
تبسمت سعديه قائله:
أهو جلبك الحامي ده هو اللي هيضيع عافيتك بدري،خلي زيي إكده بشتغل عالهادي،وبعدين إنتِ زعج(زعق)لك نبي نفدتى من الموت بأعجوبه بلاها شوية الحماسه دول...هقوم أمدد چتتي عالسرير التاني،إياكِ تئني تاني بلاش إزعاج كتير.
إبتسمت ثريا قائله بكيد مرح :
ياريت أمي اللى باتت معاي... عالاقل مكنتش هتسخسر فيا الوكل،اللى كنتِ بعتاه لى،هو ده اللى طلبته منك،خليتي سراج إتمسخر عليا.
ضحكت سعديه وغمزت بعينيها قائله:
آه صحيح يا بت فكرتيني من اللى وكلك بيده...بالتوكيد الوكل كان طعمة يشهي.
تهكمت ثريا بإستهزاء:
وكل ماسخ ومالوش طعم.
ضحكت سعديه قائله:
على خالتك يا بت،يلا كفايه رغي انا صدعت هنام بقى،تصبحي على خير،ووش سراج اللى يادوب بيسيبك مسافة الليل،لو مش مستحي مني انا وأمك كان بات إهنه.
تهكمت ثريا بسخط وأغمضت عينيها مُستسلمه وهي تتذكر معاملة سراج لها مؤخرًا بعد أن فاقت من الغيبوبه، رغم أنه مازال محتفظًا ببعض من جموده وتسلُطه، لكن هنالك شئ آخر تشعر به لا تفهمه... لم تفكر كثيرًا وإستسلمت لغفوة إجبارًا بسبب تأثير بعض أنواع الادويه.