-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 26 - 1 - الأثنين 20/5/2024

  قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل السادس والعشرون

1

تم النشر يوم الأثنين

20/5/2024


«مُحتاله إحتلت قلبه  »  

❈-❈-❈

بعد مرور يومين 

بالصباح الباكر 

فتح سراج عينيه كما تعود يصحوا باكرًا 

نظر الى تلك النائمه جواره على الفراش بمسافة صغيره تُعطيه ظهرها العاري، تتهد مُتحير العقل، ثريا 

مازالت لُغز له رغم إقترابهم الفترة الأخيرة، وجود أكثر من علاقة بينهم، لكن أحيانًا رغم إنسجامها معه بتلك اللحظات يشعر ببعض التبلُد يتملك منها، وللغرابه لا يشعر أنه نفور منها، بل كآنها تخشي  أن تنجرف بفضيان يُجرفها ويُظهر قشرتها الهشة... 

تنهد حائر العقل فى نفسه هو الآخر، مشاعر يخوضها لأول مره فى حياته، لأول مره يختبر الصبر مع ثريا، ثريا "المُتمردة" "والعاصيه"

لم يكن بحياته شئ آخر غير الخدمة بالجيش ظن أن قلبه قطعة فولاذ لم يشتهي إمرأة سابقًا ، وظنها مجرد رغبات يستطيع كبتها بسهوله، لكن مُخطئ فأنفاس ثريا وهو يُقبلها مثل نسائم الحياة، إتخذ عقله قبب قلبه القرار وإقترب بجسده من ثريا، ضمها لصدرهُ يُقبل كتفها العاري متوغلًا بقُبلاته نحو عُنقها مُشتهيًا عبقها... 


بينما ثريا تغط بنوم عميق، ترا نفسها  كآنها بمكان مُظلم تسمع عواء الذئاب وزمجرة الثعالب، تشعر بفحيح أنفاس ثُعبان تقترب من وجهها بحرارة سامه، أغمضت عينيها لوهله وهي تبتعد عن تلك الانفاس الحاره، ثم فتحت عينيها، الثُعبان يقترب من وجهها عيناه الصغيره أصبحت تحتل وجهه بالكامل عينان تعرفهم جيدًا تُشعان برذاذ سام وهو يلتف حول عُنقها كآنه يخنقها ومازالت عيناه ترتكز بعينيها يستمتع وهو يراها تختنق،تحولت عيني الثعبان الى عينين تكرههما وهي تلفظ نفسها  بإنقطاع تهمس بإستحالة ما ترا 

"غيث"....

تشنج جسدها وهي تحارب بفتح عينيها... 


شعر سراج بتشنج جسد ثريا، إستغرب ذلك، كذالك لم يكُن نُطقها لإسم 

" غيث"

مجرد همس فلقد سمعه سراج بوضوح وشعر بالعضب، ظنًا أنها تحلم به هو من يتودد لها هكذا... سُرعان ما تردد لعقله قول سعديه له

"غيث ملمسش ثريا" 

إذن لماذا تهمس بإسمه وهي نائمه 

حِيرة عقل تجتاحه يود الإفصاح عن ما يجتاح قلبه لكن بسبب بلادتها وهمسها بإسم آخر يؤجل ذلك، لكن قُبلة على عُنق ثريا جعلتها تنتفض جالسه على الفراش تسنشق الهواء يظن عقلها الباطن أنه ذاك الغدار "غيث" 

فتحت عينها وإبتعدت بجسدها لمسافة تشهق. 


إندهش سراج رد فعلها ذلك، بالأخص حين إستدارت بوجهها تنظر له بملامحها الذي لا يعلم لها  تفسير، إن كانت متجهمه أو مُندهشه، بينما بالحقيقة كانت مرتعبة من ذاك الكابوس،ثواني عقلها يستوعب أن من جوارها هو سراج،لكن سؤال آخر برآسها الى متى ستظل ترا ذاك الكابوس بحياتها ألم ينتهي بعد مقتله 

والجواب عقلها هو يجعلها حبيسة أضغاث يحتلها  ذاك الغدار. 


وعقلها يزمها... متى ستتحررين من إستعمار ذاك الفيضان الغادر الذي جرف قلبك


وقلبها يشتهي التحرُر وقبول أنها بعد ذاك الفيضان  مازال قلبها خِصبًا 


"خِصبًا" 

ضحكة إستهزاء مؤلمة بروحها

ما بكِ مازال خِصبًا  يا ثريا 

لقد تصحر كل شئ بداخلك، أصبحتي جافة مثل الصحراء المُتحركة، رمال سهلة الإنطياع والتبعثُر من أقل نسمة هواء،رمال تسير لا تتحكم  بأي أي أرض ترسوا... 


هكذا هي،تشعر لا مكان ولا مرسي لها والأفضل أن تظل هكذا حتى لا تنخدع مرة أخري،وعليها فقط أن تتكيف مع المكان لا أكثر من ذلك.   


بينما رسم بسمة صافيه بشوشه عكس حيرة عقله قائلًا: 

صباح الخير. 


أومأت برأسها تجذب تلك القطعه من منامتها وإرتدتها تحكمها على جسدها وهي تنحي دثار الفراش عنها وتنهض من فوقه قائله بتهرُب: 

صباح النور، عندي قضية مهمة فى المحكمة فى أول رول، يادوب إجهز عشان الحق وقتي. 


-قضية إيه؟ 

هكذا سأل سراج وهو يشعر بضجر. 


نظرت له ثريا قائله بتفسير بسيط: 

قضيه مهمه، يادوب أستحمي عشان الوقت. 


لم تنتظر وذهبت الى الحمام، بينما سراج هو الآخر نهض من فوق الفراش يشعر بآسف من تبلُد ثريا، كآنها تبدلت لأخري عكس التى كانت معه ببداية ليلة أمس... كآنها تُلجم مشاعرها وقتما تشاء... لو فكر سيشعر بالغضب، وقف يقوم ببعض التمارين الرياضة  حتي عادت ثريا كانت ترتدي مئزر حمام قُطني ثقيل وطويل،بنفس الوقت توقف سراج عن ممارسة تلك التمرينات وتوجه ناحيتها عيناه لها بريق خاص يلمع وهي هكذا بخصلات شعرها النديه،كذالك ذاك المئزر رغم أنه مُحكم لكن يحد جسدها،هو ليس مهوس ولا شهواني،يُحركه شعور آخر  إقترب منها تفاجئت حين

وضع يديه يطوق خصرها قائلًا عن قصد ومغزى: 

ليه لما بقرب منك بحس إنك زى اللى متجوزتش قبل كده. 


رغم تفاجئها بما فعل، إرتبكت ولم تفهم مغزى حديثه وتسائلت بإستفهام: 

قصدك أيه، لاء إنت إتأكدت أن جوازي السابق كان كامل الأركان. 


رغم أنه يعلم أنها لم تكُن زوجه ل غيث بالمعني الكامل... لكن ضغط بقوه على خصرها للحظه شعر بالغِيره انها إقترنت بذاك الوغد  قبلهُ،بداخله يود مسح ذلك من رأسهُ  ونظر الى عينيها سائلًا بإستخبار:

وكُنتِ بتحبيه،اللى عرفته إنه كان بيحبك ؟.


مازال عدم الفهم يُسيطر عليها، لكن شعرت بغصه قويه... فـ عن أي مفهوم للحب يتحدث،إن ذاك هو مفهوم الحب لديه هو الآخر فلا تريدهُ  وقالت بلا إهتمام، أو بتلقائيه: 

آه كان بيحبني حُب الدبه اللى قتلت صاحبها. 


لم يفهم مغزى ردها وإقترب بأنفه يزفر نفسه على وجنتها، شعرت بنفسه أغمضت عينيها لا تعلم سببً لتلك الدموع التى تتجمع بعينيها ودت أن يبتعد عنها ويدعها تختفتي من أمامه ترثي حالها بعيدًا عن عينيه حتى لا يرى إنهزامها الدائم، لكن هو كان العكس  يعلم ما الذى أصبح يجذبه إليها من شدة الكُره الذى كان يشعر به إتجاهها هنالك شعور ينجرف نحوه لا يعلمه... سابقًا أخبره عقله الجواب أنها ليست سوا شهوة رجُل بإمرأة يود السيطره على عِصييانها ويحوله الى خضوع تام،

لكن ذلك ليس صحيحً...

بينما هى حاولت الفكاك من حصر يديه واقترابه منها بتلك الحميمية التى تُضعف مشاعرها التى مازالت مثل العذراء، حقًا ليست عذراء الجسد، لكن عذراء القلب.. حين حاولت الابتعاد عنه تمسك بخصرها وضغط عليه بقوه ورفع وجهه ينظر لها ،وهى مازالت تُغمض عينيها تصغط على شِفاها بقوه حتى تستطيع السيطره على تلك الدموع وتلك الذكريات المريره التى أفقدتها روحها 

حقًا مازالت على قيد الحياة لكن بلا روح،روحها إنتُهكت حين رفضت الخضوع لـ زوج قاتل،إنتُهكت بأبشع طريقه،تذكرت نزيفها الذى ظل لليله كامله وهو مُرحب بذلك لولا زيارة خالتها لكان تركها حتى تصفى آخر قطرات دمائها دون أن يشعر بعذاب ضمير،لو كان القرار لها لاختارت الموت ورحلت لكن القدر شاء لمن توعدها بالموت البطئ هو من قُتل سريعًا مثلما قَتل،لكن تركها موصومه بلقب أرمله أو بمعني أصح"عَزبه". 


برغبة منه تشوق لتلك الشِفاة التى تضمهم، بإراده منه إلتقم شِفاها بقُبله تزداد شغف للمزيد، لكن شعر بمذاق ملوحه بين شفتيه، ترك شِفاها  ومازال قريبًا من وجهها ينظر له بذهول قائلًا: 

إنتِ بتبكي!. 


عادت للخلف تنظر خطوه تُجفف دموعها قائله بصوت مُختنق: 

لاء، وهبكي ليه، كل الحكايه عندي حساسيه فى عيني بتسيل دموع. 


تهكم وهو يضع يديه أسفل عينيها يتلمس تلك الدموع قائلًا بعدم تصديق: 

متأكده أنها حساسية فى العين. 


إبتعدت عنه بغضب صامته تشعر بشتات وسقم بقلبها،لكن جذبها من ساعد يدها وألتصق بظهرها يدفس رأسه بين كتفها وعُنقها هامسًا لنفسه بإستخبار: 

فيكِ أيه بيجذبني ليكِ زى المغناطيس... ليه حاسس إنى بقيت مُشتاق لقُربك.


بينما هي تشعر بإرتباك وتبرجل عقلها كذالك ذاك الأسلوب الذي يتبعه سراج معها يجعلها تشعر بالضعف، لكن... 

لكن ماذا يا ثريا... سابقًا وقعتي بخدعة رِقة ومعسول كلام غيث وكان فيضان ساحق مازال تأثيرهُ يسكُن خيالك بأسوء الكوابيس... زفرت نفسها وأغمضت عينيها ثم فتحتهما بقرار وحاولت فك حصار يدي غيث قائله:. 

هتأخر على ميعاد الجلسه. 


كاد سراج أن يضمها أكثر لولا رنين هاتفه، هربت منه قائله: 

موبايلك بيرن.... تنفس سراج برويه وذهب يجذب هاتفه نظر له ثم نظر ل ثريا التى تجذب لها بعض الثياب، فكر بعدم الرد... لكن ثريا إنتبهت لعودة رنين الهاتف، نظرت نحو سراج: 

موبايلك بيرن ليه مش بترد. 


أجابها بهدوء: 

الشبكه هنا مش قويه هروح أرد من بلكونة الأوضه التانيه. 


أومأت برأسها، لكن فضول منها أو شعور الأنثي عدم رد سراج خلفه سبب، خرجت من الغرفة وقفت قريبه من تلك الشُرفه، كان نُطق 

سراج لـ "تالين" كافيًا، بأن تعود لطبيعتها الجافة يكفي  تهاونًا... مكانتك لدى سراج معروفه... عادت الى الغرفه  وأكملت تصفيف شعرها سريعًا وإرتدت ثيابها، بذاك الوقت عاد سراج ونظر لها قائلًا: 

جلسة آيه اللى عندك مهمه أوي كده ومستعجله تروحي للمحكمه. 


ردت بتلقائيه: 

قضية إثبات جواز. 


إستغرب سراج ذلك سائلًا: 

يعني إيه. 


كان جوابها بسيط: 

زواج قاصر. 


فهم سراج، ولم يهتم وهو يقترب منها  وكاد يضع يديه حول خصرها، لكن عادت للخلف قائله: 

لازم أمشى يادوب على ما أوصل للمحكمة. 


لم يهتم وبالفعل عاود وضع يديه يحاول ضمها لكن ضاقت ثريا من ذلك ونفضت يديه عنها قائله بزهق: 

هتأخر... كفايه تمثيل يا سراج.   


لم يفهم سراج لكن لاحظ عصبيتها فسألها: 

تمثيل إيه؟ 


أجابته بلا تردد: 

تمثيل الحِنيه والرومانسيه... إحنا الإتنين عارفين بعض كويس، يبقى مالوش لازمه الدور الجديد، خليك زي ما كنت واضح من البداية، بلاش الأسلوب الجديد ده، عشان مش لايق علي قصتنا، إحنا الإتنين  من البدايه مكشوفين قدام بعض. 


"مُحتالة" 

هل وصفها بهذا الوصف سابقًا 

كان مغفلًا... هى أنسب وصف لها 

"حمقاء" 

تظن أن ما يفعله تمثيلًا.... إذن لن يُبرر مشاعره، لتظن ما تشاء، تحكم بعقله شخصيته القديمة وتفوه بشدة: 

تمام يا ثريا... نوقف تمثيل ونرجع لشخصياتنا الحقيقيه. 


أومأت ثريا برأسها بموافقة تنهد سراج بجمود قائلًا: 

طبعًا عارفه إن كتب كتاب إسماعيل النهارده  بعد المغرب فى شقة والد عروسته، وإحتفال بسيط وطبعًا بصفتك زوجتي المصون هتحضري كتب الكتاب، بس طبعًا بحذرك يا ثريا ترقصي. 


ضحكت مُتهكمه تقول: 

لاء متخافش، مش هرقص، مش عشان تحذيرك لاء عشان لسه وجع الرصاصتين فى جسمي... أشوفك المسا. 


لم تنتظر ثريا وغادرت تركت سراج يزفر أنفاسه بضجر من تلك الحمقاء المُتبلدة.


الصفحة التالية