-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 26 - 2 - الأثنين 20/5/2024

   قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل السادس والعشرون

2

تم النشر يوم الأثنين

20/5/2024


ظهرًا

بالمركز الرياضي

دلفت إيمان قبل قليل.. تبسم لها الأشبال وهم يقتربون منها يرحبون بعودتها بعد أيام من غيابها... بنفس  الوقت كان  جسار بغرفة مدير المركز لمناقشة بعض الشئون الإداريه خاصه بأشبال المركز ومدى تطورهم الرياضي, كذالك مشاركتهم فى بعض البطولات الإقليمية، مدح المدير به قائلًا: 

رغم إنك هنا من فترة قصيرة بس مستوي أبطال المركز إرتفع ودخلنا فى بطولات إقليمية وفوزنا بمراكز متقدمة، وفى منهم وصل لتصفيات منتخب مصر، كل ده بفضلك وخبرتك.


مديح المدير له لو كان لشخص آخر لشعر بزهو لكن هو يعلم أنه ليس السبب الوحيد فى تقدُم مستوي الأشبال،هنالك من سبقته وربما لها التقدير الأكبر فهي من ساهمت بإنشاء ذاك الأشبال تفوه عن قصد:

الكابتن إيمان هي صاحبة الفضل الاكبر،أنا يادوب طورت حاجات بسيطه،لو مش تأسيس كابتن إيمان للأشبال،كان زماني يادوب لسه ببدأ معاهم بالتمهيد،لكن دول شبه محترفين.


واقفه المدير قائلًا:

طبعًا كابتن إيمان لها فضل كبير مش بس هى،كمان والدها الحاج عُمران العوامري،من أكبر المساهمين هنا فى المركز الرياضي،حتى مكنش عندنا هنا مكان لتدريب الكارتيه هو اللى جهزه مخصوص عشانها،بنت وحيدة على تلات شباب أكيد لها مكانه خاصه عنده،لو مكنش كده كان قِبل إزاي إنها تمارس رياضة عنيفه واضح إنها مُتأثره بأخواتها الشباب،لو واحده غيرها كانت تبقى مدلعه،لكن كابتن إيمان مُتمردة.


"مُتمردة"

حقًا هي كذالك وربما ذلك ما يجذب لها العيون،لا بل القلب...

لمعت عيناه ببسمة هو حقًا لا يُفضل الشخصيه المُدللة،تذكر إشتياقه لرؤية إيمان منذ عِدة أيام لا تأتي للتدريب،فكر أن يُهاتفها لكن بأي صفه...تنهد مُشتاقًا... كن سُرعان ما فاق ونهض قائلًا:

تمام كده،دلوقتي عندي تمرين لازم أطلع للـ الأشبال عشان كمان وقتهم فى منهم قرب مواعيد إمتحانتهم،ولازم يكون عندهم وقت للتركيز فى دراستهم،لازم جنب التفوق الرياضي يكون تفوق دراسي،الإتنين يكملوا بعض. 


أومأ له المدير موافقًا... غادر جسار صاعدًا الى قاعة التدريب، لكن سمع أصوات عاليه، كآنهم يقومون بالتمرين، بالفعل إبتسم حين وقع بصره على من تهتف لهم بالتشجيع، شعر بخفقات قويه، كآن ما كان يُفكر فيه حقيقة، إقترب من مكانهم، لم تُبدي أي ردة فعل وإستمرت بالهتاف والتدريب، لكن كان بعقلها أو قلبها شعور آخر غير معلوم لها، لكن تذكرت قبل يومين وذاك الطفل الذي ناد عليه"بابا"

مازال بداخلها فضول لمعرفة بعض المعلومات عن جسار، لا تعلم لما يتملكها ذاك الفضول هي بطبيعتها عكس ذلك، أكملت تدريب الأشبال الى أن شعرت بإرهاقهم، فتوقفت قائله: 

عشر دقايق راحه وهنرجع نكمل من تاني. 


ذهبت الى آريكه بمكان جانبي بالقاعه، جلست تستريح، إقترب جسار منها وجلس جوارها لحظات صمت فقط إختلاس النظر لبعضهم، الى أن صدح رنين هاتف جسار... تبسم وهو ينظر الى الشاشه، لوهله إختلست إيمان نظره الى الهاتف دون قصد، قرأت الإسم بوضوح

"أمينه" 

بينما جسار نهض وإبتعد قام بالرد، لم يمُر سوا لحظات ودخل الى القاعه ذاك الطفل ومعه الأخري، عاد نفس المنظر 

الطفل يهرول ناحية جسار بمرح، وجسار يضمه بقبول وحنان، وفضول يشتعل بعقل إيمان، لكن لم تهتم، او هكذا أظهرت... بينما أمينه تبسمت لـ جسار قائله: 

قال لازم يشوفك وأنت بتدرب الأشبال، مفكر أن أطفال الصعيد مختلفين عن أطفال القاهرة. 


إبتسم لها جسار  بترحيب وهو يضم الصغير، بينما لاحظت أمينة نظرة إيمان نحوهم فتبسمت لها بإيماءة رأس، أومأت لها إيمان ونهضت نحو الأشبال لكن قبل أن يبدأ التدريب مره أخري، صدح رنين هاتفها، توجهت نحوه ونظرت الى الشاشه، سُرعان ما زفرت نفسها قائله بهمس مسموع: 

دي ماما، إزاي نسيت أكيد هتفكرني بميعاد كتب الكتاب... قامت بالرد عليها الى أن قالت لها: 

تمام يا ماما ساعه ونص بالكثير هكون فى الدار،إنتِ عارفه إنى  مش باخد وقت على ما أجهز، متقلقيش. 


كانت أمينه قريبه من إيمان، وسمعت همسها كذالك جزء من حديث إيمان مع والدتها، دون قصد... 

بينما عادت إيمان الى تدريب الأشبال  بمشاركة جسار وأمينه وصغيرها يجلسان يشاهدان ذلك، بعد وقت توقفت إيمان تلهث، ثم قالت:. 

أنا كفايه كده النهارده، أنا مُرتبطة بميعاد مهم، ولازم أمشي، الكابتن جسار هيكمل معاكم. 


بالفعل دقيقه وغادرت إيمان، بينما جسار  أكمل بقية التمرين الى أن إنتهي، تبسم للأشبال، ثم ذهب يلتقف ذلك الذى جري نحوه مُهللًا، وقف جوار أمينه التى تبسمت له قائله  بإعجاب ثم سؤال: 

بصراحه مكنتش مصدقاك لما كنت بتقولى إن الصعيد إتغير، فعلًا وبنت بتقوم بتدريب الكارتيه... كمان جميلة، وسمعتها وهي بتتكلم عالموبايل، باين كتب كتابها النهاردة. 


نظر جسار لـ أمينه يشعر بخفقات زائدة قائلًا بتفاجؤ: 

سمعتي إيه!؟. 


لاحظت أمينة  نبرة جسار المُنزعجه فأجابته:. 

معرفش سمعتها بتقول إنها هتكون فى الدار قبل ميعاد كتب الكتاب. 


إزدادت خفقات قلب جسار وشعر بتوتر لاحظت أمينة  ذلك لكن بسبب حديث صغيرها الذي قال: 

أنا جعان يا بابا، إنت قولت لى إننا هنتغدى فى مطعم كبير. 


أخفي مشاعره وتبسم بمودة لذاك الصغير. 

❈-❈-❈

مساءًا 

بـ دار العوامري

بشقة سراج... 

شعرت ثريا بآلم بسيط ببطنها، وضعت يدها على بطنها ظنت أن هذا الآلم ربما من بقايا تأثير الرصاص بجسدها، تجاهلت ذلك  بالتأكيد وقت وسيزول، جذبت ذاك الفستان ذو اللون اللنفسجي الغامق المُطعم ببعض القطع الكريستاليه الملونه الامعه، وقامت بإرتداؤه ثظ وضعت وشاح رأسها،لم تضع أي مُستحضرات تجميلية سوا كُحل بعينيها، بنفس الوقت دخل سراج الى الغرفه نظر بإعجاب لـ ثريا لكن أخفي ذلك وإقترب منها وعاود تحذيرها: 

ثريا ممكن بلاش تتصادمي مع عمتي ولاء حاولى تتحملي على نفسك ، وكمان ممنوع ترقصي. 


زفرت نفسها بضجر قائله:. 

أولًا أنا مش بتصادم مع عمتك هي اللى دايمًا بتبدأ يعني أنا ببقى رد فعل، وقولتلك مش هرقص، فى أوامر تانيه، ولا الأفضل إني محضرش كتب الكتاب. 


نظر لها سراج  سائلًا بإستفسار: 

وليه متحضريش كتب الكتاب. 


زفرت نفسها وأجابته: 

يمكن مش قد المقام  و.... 


قاطعها سراج قبل أن تُكمل بقية حديثها الذي يجعله يتعصب، وضمها من عضدي يديها لصدره، إنخضت من ذلك وشهقت ترتعش شِفاها، تبسم سراج وقبل أن تتفوه قبلها برغبة فى ذلك ليس فقط ليُسكتها، بسبب المفاجأة والخضه إستكانت ثريا، لكن  شعرت بعودة ذاك الآلم أسفل بطنها، آنت منه وضعت إحد يديها فوق يد سراج، واليد الأخري وضعتها أسفل بطنها مكان الآلم.


لاحظ سراج ذلك وشك حاول إخفاء لهفته سائلًا:

مالك...إنت تعبانه.


ضعطت على أسنانها تتحمل الآلم كذالك شعور آخر بالغثيان،إبتلعت ريقها ونفضت يديه عنها وسارت نحو باب الغرفه قائله:

لاء كويسه،خلينا ننزل عشان منتأخرش وعمتك  تبوء وتنفخ،وهي نفسها كتب الكتاب ميتمش أساسًا.


إبتسم سراج وهو يتعقب ثريا. 

 


بالأسفل بردهة الدار 

كانت الفرحه مُرتسمه على وجه عُمران وفهيمه كذالك  إيمان وهم يقفون ، الى أن إقتربت منهم إيناس تشعر بالمقت، إزداد حين رأت ثريا وسراج قادمون ثم من خلفهما آدم وحنان، شعرت بغضب وغِيره منهن وهي تراهن جوار ازواجهن عكسها الذي تحجج قابيل وذهب لقضاء بعض الأشغال رغم إتصالها عليه قبل قليل وأخبرها أنه قادم،لكن تأخر، كانت تود أن يهتم ويكون جوارها مثلهن. 


بينما إيمان إقتربت من إسماعيل الذي نزل الى التو ومعه رحيمه تضع يدها بيده مُبتسمه، مزحت إيمان قائله: 

كده إنتم التلاته بقيتوا متجوزين... مبقاش فاضل غيري. 


إبتسم سراج قائلًا: 

خلصي دراستك الأول. 


كذالك وافقه آدم، الذي وضع يده على كتفها بأخوه قائلًا بتدليل لها: 

أنا مع سراج إنك تخلصي دراستك الأول، مع إنى من دلوقتي مُشفق على الشخص اللى هيرتبط بيك هيلاقي له أكتر من ضُره،إنت مش أي بنت. 


ضحك الجميع،كذالك إيمان التى نظرت له بإمتنان قائله: 

طبعًا ما أنا أخت الفرسان التلاته على رأي خالتي رحيمه... 

تبسمت لها رحيمه  قائله: 

إن شاء الله لو كان ليا عُمر هحنيكي بيدي للعريس اللى هيفوز بزينة الصبايا. 


تبسمت لها فهيمه وقالت بموده: 

ربنا يديكِ طولة العُمر بصحه. 


حوارات بسيطه بمودة، بينهم كانت تشق سهامً مسمومه بقلب ولاء كذالك إيناس. 


كذالك مزح مع إسماعيل الذي يخشي أن يفتعل والد قسمت بعض الإعتراضات كي يُفسد عقد القران، لكن هنالك رحيمه الوحيدة التى تستطيع السيطرة عليه، هذا ما طمأنه قليلًا. 


أثناء خروجهم من المنزل تصادموا مع قابيل الذي وصل للتو، يقدم إعتذار عن تأخيره لسبب إنشغاله بالعمل، إنشرح قلب إيناس وذهبت تتآبط ذراعه كآنها تتباهي به أمام عيونهم، وهو كانت عيناه مُنصبه على ثُريا التى تسير جوار رحيمه  وإيمان يتحدثن بود بينهن.

الصفحة التالية