-->

رواية جديدة وفاز الحب الجزء الثاني من رواية ثأر الحب لزينب سعيد القاضي - الفصل 58 - 1 - الجمعة 3/5/2024

   قراءة رواية وفاز الحب

 الجزء الثاني من رواية ثأر الحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية  وفاز الحب 

الجزء الثاني من رواية  ثأر الحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثامن والخمسون

1

تم النشر الجمعة

3/5/2024



"أسيرا أنت بين جدران الحبس بدون ذنباً إقترفه ليتني موت قبل هذا ولم ينتهي بي المطاف إلي هنا "

يتحرك ذهاباً وإياباً في زنزانته وهو يدخن لفافة التبغ بشراهة يومين فقط قضاهم هو وهو يكاد يشعر أنه سيصاب بالجنون لا محالة كم يود أن يخرج من هنا ويقتل هذا المعتوه لن يتردد في خنقه بيده حتي لو سيؤدي هذا بحياته ويصل إلي حبل المشنقة المهم أن يأخذ ثأره يعلم أنه إنتصر في جولة عليه عندما إسترد زوجته وأطفاله ولكن الآخر لم يدعه ينعم بقربهم سواء ليلة واحدة وأتي به إلي هنا.

سأم من الحركة والسير ألقي لفافة التبغ أرضاً ودعس عليها بأقدامه وجلس علي الأرض وتمدد فوق الفراش وهو يتطلع إلي السقف بشرود هل سيخرج من هنا يوماً ما ام سيظل أسيرا وسط هذه الجدران العتيقة .

لاحت علي ذاكرته ومضات من يومه مع طفليه كما إشتاق لهم هل إنزعجوا منهم عندما اختفي فجأة هل سيعود يزيد يعامله كما كان ؟ أم سيتقبل سفره كما قالوا وينتظره حتي يعود ؟ أسائلة كثيرة تداهم عقله لا يري لها أيه إجابة كل إجابتها منصبة علي خروجه من هنا ولكن متي سيخرج من هنا ؟ هذا هو السؤال الأهم الأن ؟ متي سيخرج ؟ وكيف سيخرج ؟

❈-❈-❈


استيقظت مبكراً وأطمئنت علي طفليها وغادرت الغرفة بحذر شديد حتي لا يستيقظوا ويطلقون وابل من الأسئلة عليها وهي الأن فى غني عنها.

تطلعت حولها وجدت السكون محاوط بالمكان معني ذلك أن الجميع نائمين هبط الدرج سريعاً واتجهت إلي الباب كي تغادر دون أن يلحظ أحد هذا ولكن ما أن وصلت إلي الباب تفاجأت بصوت والدتها:

-رايحة فين يا عليا دلوقتي ؟

ابتعلت ريقها بتوتر وألتفت إلي والدتها وتحدثت بحذر:

-ها خارجة أتمشي شوية يا ماما.

رمقتها والدتها بعدم تصديق وتسألت:

-إلي خارج يتمشي بيتسحب كده زي الحرامية ؟

هتفت بإرتباك:

-عشان مزعجكمش يا ماما قولت أكيد نايمين.

ابتسمت والدتها ساخرة وعقبت:

-بجد ؟ وهو طبيعي تخرجي كده من غير ما تستأذني ؟ أو تقولي لحد ؟ أنتي رجعتي لجوزك يعني أي خطوة لازم تكون بعلمه أنتي أستأذنتيه ؟

تنهدت عليا وحركت رأسها نافية وقالت:

-لأ .

صمتت قليلاً واكملت بتبرير:

-هو مسافر هستأذن منه ازاي ؟ وهو اكيد نايم دلوقتي.

تحدثت صفاء ببساطة:

-يبقي متخرجيش.

أخذت صفاء نفس عميق وقالت:

-أنا واثقة أن فيه حاجة أنتوا مخبينها عني أيه هي أنا مش عارفة لكن واثقة أنها تخص عاصم هو مسافرش صح ولا غلط ؟

صمتت عليا بتوتر وتهربت بأعينها عن والدتها.

أومأت صفاء بتفهم وقالت:

-يعني تخميني صح ؟ عاصم في ايه يا عليا حصل ليه ايه ؟

هو كويس ؟

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-كويس .

تسألت صفاء بلهفة وشوق:

-طيب هو فين يا بنتي طمنيني عنه هو كويس ؟

أومأت بإيجاب وقالت:

-أيوة.

تسألت صفاء بحيرة:

-طيب راح فين ؟

غمغمت عليا بتوتر:

-صدقيني يا أمي مش هقدر أقول حاجة.

تنهدت صفاء بقلة حيلة واسترسلت بإيضاح:

-طيب يا عليا أخرجي ومتتاخرش.

أومأت بإيجاب وقالت:

-طيب ممكن ما تقوليش لحد أني خرجت إلي لو لاحظوا ده ولو سألوا.

تسألت صفاء بحيرة:

-ليه ؟

صمتت قليلاً وتسألت:

-أنتي كنتي بتتكلمي مع يوسف إمبارح ؟ صح وأكيد عارف انك عايزه تخرجي ورفض صح كلامي ؟

عضت علي شفتيها بخجل وقالت:

-صح يا ماما.

هزت رأسها بيأس وقالت:

-ماشي يا عليا ماشي روحي بس خلي بالك من نفسك وترجعي بسرعة تمام ؟

حركت رأسها بإيجاب وردت:

-حاضر يا أمي حاضر سلام عليكم.

رددت صفاء بشرود:

-وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.

تحركت صفاء وجلست علي المقعد وهي تضع يدها على قلبها بقلق شديد هي تشعر بإنقباض في قلبها منذ أمس لا تعلم سببه لكن من المؤكد أن هناك شئ علي غير ما يرام سيحدث لا محالة هذا ما يهديه لها عقلها .

رفعت يدها إلي السماء وتمتمت بدعاء:

-يارب احفظ ولادي ومتوجعنيش في حد منهم يارب .

❈-❈-❈

لم يغمض عينه طوال الليل ظل مستيقظا يتطلع إلي زوجته وطفله قليلاً ويشرد بما يؤرق قلبه قليلاً يفكر هل ما فعله صواب أم خطأ.

عاد بذاكرته لما دار بينه وبين جاسر من حديث خفي لم ولن يعلم به أحد حتي الأن.

تسأل شادي بحيرة:

-طيب وليه بتقولي الكلام ده والمطلوب مني ايه من الأساس ؟

تنهد جاسر وتحدث بحذر:

-المطلوب منك تروح ليها.

قطب شادي جبينه بعدم فهم وتسأل:

-أروح ليها فين ؟ هي هنا في مصر أصلاً ؟ وبعدين هروح ليها ليه ؟ حكايتنا خلصت من زمان انت عايز توصل لأيه بالظبط يا جاسر أنا مش فاهم حاجة .

تحدث جاسر بتريث:

-هي هنا في مصر عايشة في شقة في الشيراتون.

تسأل شادي بحيرة:

-وأنت عرفت منين ؟

استرسل جاسر بإيضاح:

-عرفت منين ده شغلي أنا بقي المهم عايزك تروح ليها عشان محتاجين مساعدتها.

رمقه شادي بعدم تصديق وانفجر ضاحكاً وعقب:

-بجد مش هي شغالة معاهم ؟ هتساعدنا أزاي بقي ؟

زفر جاسر بحنق وقال:

-ممكن تهدي وتبطل ضحك وتسبني افهمك ؟

تنهد بقلة حيلة وقال:

-تمام سكت أتفضل فهمني أنت عايز أيه بالظبط لأن حرفياً دماغي هتشت مني .

أومأ بإيجاب وقال:

-أولا هي مدخلتش بإرادتها هي دخلت بسبب شهاب اخوك هو إلي دخلها يعني مرغمة علي الشغل معاهم وطبعاً العداء والكره الموجه لشهاب عامر كان ليه نصيب منه لأنه صاحبه الروح بالروح أما بقي أنا عايز أيه منك عايزك تروح ليها وتطلب منها تساعدنا .

ابتسم ساخراً وعقب:

-بجد وأنا مجرد ما أقول ليها تعالي ساعديني وعرضي نفسك للخطر قتل بقي ولا سجن هتوافق ؟ تفتكر ده كلام يصدقه عيل صغير ؟

تغاضي جاسر عن سخريته وتحدث متهكما:

-أكيد طبعاً واثق لأنها ببساطة بتحبك دي أول نقطة وتاني نقطة والأهم هي هتبقي حابة تنتقم من شهاب واي حاجة تخصه .

حرك رأسه بإستهزاء واشار إلي نفسه:

-بغض النظر أنها ممكن تكون لسه بتحبني أنا صورة طبق الأصل منه يعني حتي لو كانت بتعشقني وتموت فيا ده بردوا ميمنعش أنها كل ما هتشوفني هتبقي شايفة شهاب قدامها صح ولا غلط ؟

تنهد جاسر وتحدث بثقة:

-غلط طبعاً لأنها هتشوفك بقلبها مش بعيونها.

ضحك شادي بخفة وعقب:

-هو أنت سيبت النيابة وشغال في العلاقات العاطفية ؟

ابتسم جاسر بثقة وقال:

-لأني حبيت وزي ما بيقولوا مراية الحب عامية وواثق من كلامي هي مش هنشوف شهاب لأ هي هتشوف شادي حببها إلي اتحرمت منه.

تنهدت شادي بقلة حيلة وقال:

-حاضر يا جاسر أمري لله.

صمت قليلاً وتحدث محذراً:

-أنا هنفذ إلي هتقول عليه بس علي شرط ؟

انتبه له جاسر وتحدث بحذر:

-شرطك أنا محدش يعرف عشان الموضوع ميوصلش للمدام صح كده ؟

ابتسم بخفة وعقب:

-مش بقولك سيبت النيابة وشغال علاقات عاطفية مش مصدقني .

ضحك بخفة واسترسل بإيضاح:

-مش موضوع شغل موضوع اني حبيت قبل كده وعارف أنا بقول ايه اطمئن الموضوع ده هيتم ما بينا زي ما قولت ليك.

تنهد براحة وقال :

-تمام فهمني كل إلي مطلوب مني وأنا معاك.

استرسل بإيضاح:

-بص يا سيدي…

سرد له ما عليه فعله وهو يستمع له بترقب شديد وهو داخله قلق من شئ ما زوجته إذا علمت من المؤكد لن تصفح عنه لا محالة لكن هذا عمل إنساني يخص بإنقاذ شخص برئ فسيفعل ما بوسعه حتي يحدث هذا.

الصفحة التالية