رواية جديدة اليمامة والطاووس (روقة) لمنى الفولي - الفصل 13 - 2 - الأثنين 20/5/2024
قراءة رواية اليمامة والطاووس (روقة) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية اليمامة والطاووس (روقة)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة منى الفولي
الفصل الثاني عشر
2
تم النشر يوم الأثنين
20/5/2024
استيقظ زينهم لصلاة الفجر فوجد ياسر يقرأ بمصحفه، ابتسم له دون حديث وصدح الأذان فاستقما ملبيان، ليهمس بخزي دون أن يرفع عينيه: أنا فعلا اتجسست، بس والله مش هاعمل كده تاني.
ابتسم له زينهم وهو يجيبه بهدوء: لما قولت أنك سمعت الست شوقية بتقول ياروقة، وأنك عارف صوتهم، افتكرت أنك سمعتهم بالصدفة زي ما ساعات باسمع حد منهم يطلب ملح ولا لمونة، وده معلهوش ذنب، لكن أنك تركز وتقرب وتبقى قاصد تسمع ده كمان تجسس لازم تستغفر عنه.
اندفع يبرر وجهة نظره: بس هما بيتكلموا بصوت علي وجايز أي حد يسمعهم.
أجابه بهدوء وتفهم لطريقة تفكيره: ده لأنهم فاكرين أنهم لوحدهم وواخدين راحتهم في الكلام، [محاولا تقريب الصورة لعقله] تخيل كده لو واحد مهكر تليفون الست دعاء وبيسمع كل كلامها وهي بتتكلم براحتها مع صاحبتها وأهلها كان هيبقى شعورك أيه.
اشتعلت رأسه لمجرد تخيل الأمر، ليندفع صارخا دون تفكير: ده أنا كنت خرمت ودانه بسيخ محمي.
ابتسم زينهم بهدوء مرخيا كتفيه وكأنما يخبره دون كلمات {هاقد حكمت على نفسك فأن كنت تغار على دعاء فلهن أزواج يغارون أيضا}، لينكس رأسه خزيا للمرة الثانية.
❈-❈-❈
ما كاد زينهم يغادر حتى ارتفعت زغرودة فاطمة مدوية، ليقف مبهوتا يفكر، هل تستحق فاطمة هذا، لقد رأها بالسوق ورأى كم هي محتشمة خافتة الحديث، وأن انطلاقها ببيتها مصدره اطمئنانها لعدم سماع أحد لها غير صديقاتها، وأنه هكذا يهتك سترها، بل سترهن جميعا.
اندفع لغرفة زينهم مغلقا الباب خلفه، ولكن رغم عنه طارده صوت شوقية الناقم: شكله اتهبل، أمه أيه دي اللي نرجع نسكن معها.
لم يصله غير صوتها المنفعل ردا على تعليق لرانيا لم يصل لمسامعه: أوعي جناحتك من وشي السعادي ياروقة، باقولك سيبت المركز بمزاجي وجيت أعيش في الحبسة دي عشان أبعد عنها وعن تحكماتها.
من المؤكد أن هناء بصوتها الطفولي تسائلت عن عمله السابق، بناء على إجابة شوقية الغاضبة: ياهنون، هو أساسا كان بيشتغل مع ابن عمه وماسك له الحسابات، ولما جيه شغل المزرعة مكانش راضي بيه، بس أنا لاقيتها فرصة أعيش بعيد، فتلككت ودبيت خناقة مع مرات ابن عمه وأمه، هو ساعتها من احراجه ساب الشغل.
لم يعلم من علقت بعدها ولكن استمع لضحكة شوقية الخبيثة معقبة: ما أنا عارفة أن حماتي بقالها فترة بتصلح العلاقات، بس يبقى يوريني هيرجع شغله القديم أزاي، والله لو حسيت بس أنها ناويها لأدخل على صفحة مرات ابن عمه واشتغل في التلقيح لحد ما تولع نار وأنا مكاني.
كان من الواضح أن الجميع يحاول تهدئتها ونصحها ولكن لم يصله غيرصو تها الناقم المتوعد لعلوه وحدته، وقرب المسافة كذلك ولكنه طمأن نفسه بعدم وجود وزرا عليه طالما الأمر خارج عن إرادته كما أخبره زينهم.
❈-❈-❈
انفتح باب الغرفة، ليطل عليه وجه زينهم المستبشر: السلام عليكم، أذيك يا أستاذ عامل أيه النهاردة.
صاح مدافعا ينكر ذنب لم يوجهه له: والله متصنت على حد، ده أنا حتى أقفلت الباب بس الصوت ساعات هو اللي كان بيوصل.
ضحك زينهم بمرح: عارف.
همس مندهشا: عرفت أزاي.
فجأه صوت زينهم السعيد بما لم تصدقه أذناه: توبت عن الذنب فانفك الكرب، أستاذ عمر كلمني وقال أنه جاي ياخدك النهاردة خلاص مشكلتك اتحلت.
قفز قلبه بين ضلوعه، لا يصدق انكشاف تلك الغمة التي جثمت على صدره حتى كادت تزهق روحه كمدا، لا يصدق أنه سيعود لحياته وقد أعطاه الله الفرصة لتصحيح خطأه بعدما أنار عقله وقلبه بتلك الفترة العصيبة، فاندفع يرمي بنفسه بحضن زينهم يبكي، وهو يلهج بشكر الله ويثني على صنيع زينهم معه.