-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 9 جـ 2 - 2 - الثلاثاء 21/5/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل التاسع

الجزء الثاني

2

تم النشر يوم الثلاثاء

21/5/2024



ضغطت ضحي على شفتيها قائلة بتردد


= انا مش عارفه ايه حكايه التوصيل اللي طلعتلي فيها دي هو انا هتخطف يعني ولا صغيره ما انا بقيلي سنين بروح واجي براحتي ما لوش لزوم يعني تتعب نفسك كل يوم توصلني وتجيبني .


نظرت له بعبوس، لكنة أصر قائلًا


= انا غرضي ما اتعبكيش في المواصلات طالما معايا عربيتي، وبعدين انتٍ برده بتنزلي الشغل بدري أوي فما ينفعش تروحي في وقت زي ده لوحدك


حاولت بث الاطمئنان داخلة وهي ترد عليه  بابتسامة خفيفة 


= بلاقي ناس كتير برده بتروح شغلها بنفس الوقت في الشوارع، فما تخافش


أبتسم بتكلف وهو يرد بدبلوماسية معتادة

وبإصرار جاد


= برده مش هيجري حاجه الإحتياط واجب! وانتٍ مش بتتعبيني ولا حاجه كده ..كده متعود اصحى بدري، وانا قلت لك قبل كده الأصول أصول 


اكتفت بالابتسام، وعاودت التحديق بعيد عنه وهي تشعر بالسعاده من اهتمامه الكبير لها،  فاستدار برأسه ناحية ضحي متابعًا التحدث وهو يعمق نظراته إليها محاولة التأثير عليها بسلاحه الخاص الذي يجيد استخدامه


=وبعدين برده ما ينفعش اسيب عروستي لوحدها كده تروح وتيجي! ما يصحش ولا ايه.


توردت وجنتي ضحي بشدة من تلك الكلمات

فخجلت وهي تجيب بابتسامة عذبة


= خلاص اللي تشوفه ويريحك!. 


للحظة تنفس بعمق ثم رفع رأسه نحوها، وجمد أنظاره على وجهها قائلاً بثبات


= بجد عاوزه اللي اشوفه ويريحني .


ابتسمت له أكثر وهي تبادله نظرات دافئة، فقالت مؤكدة


= أكيد يعني!. 


تطلع بوجهها بغموض، ورد متسائلا بنبرة مرتابة


= طب لو قلت لك ان انا مش عاوز جوازنا يكون بعد سنه زي ما والدتك اقترحت قبل كده هيبقى عندك مانع .


أخفضت نبرتها على الأخير وهي تجيبه بغرابة


= امال عاوز بعد قد ايه .


مط فمه للجانب الآخر بقله حيلة وهو يقول بنبرة عميقة


= انا لو عليا عاوز النهارده قبل بكره! بس والدك ووالدتك معترضين على السرعه عشان يعني بنتعرف على بعض لسه و مش واثقين فيا.


خجلت كثيرًا من تلميحه الصريح بتعجيل أمر الزواج ونكست رأسها بحياء من مجرد التفكير في أمر كهذا معتقده بانه يريد الإسراع  ليجتمعوا سوا بمنزل وأحد تفهمت موقفه جيد، لكن مع ذلك أجابت باعتراض واضح 


= لا الحكايه مش كده بس احنا ما كملناش شهر على خطوبتنا حتى والعادي يعني ان الفتره دي بتطول على حسب ما العريس بيخلص تجهيز الشقه والعروسه كمان تكون خلصت حاجاتها .


أسبل عيناه نحوها باهتمام و بصوت ملهوف  همس


= اذا كان على كده فالشقه ممكن تخلص في أقل من شهر كمان، فانا بقول طالما كل حاجه جاهزه يبقى ليه نستنى كثير .. الا لو انتٍ بقى اللي مش عاوزه .


انتابتها أحدثت ارتباكًا إليها، فردت بنبرة مضطربة 


= لو مش عاوزه هتخطبلك ليه بس بصراحه موضوع السرعه ده بيقلقني و انا شايفه ان الامور بتمشي بالراحه واحده واحده على مهلها أحسن.. وممكن مع الوقت نقدم الموضوع شويه بس مش لدرجه ان دلوقتي يعني واحنا لسه بقيلنا كام اسبوع مخطوبين 

وبعدين صدقني اللي حوالينا هيرفضوا الفكره


تعقدت تعبيرات وجهه بضيق حينما رفضت تعجل الزواج بحيرة واضحة عليها، فرد باقتضاب عابس


= انتٍ شايفه كده يعني؟ اننا نستنى، أنا بس غرضي كان خير والله! ومش عاوز فكره ان احنا رايحين جايين مع بعض كده تكثر.. و انتٍ عارفه الناس على طول بتدخل نفسها في اللي ما لهاش فيه .


ارتكبت أكثر من عتابه اللطيف، وتعللت قائلة بتوتر 


= معاك حق بس هم في الحالتين هيتكلموا حتى لو قدمنا جوازنا.. لان مش كل الناس بتفكر زيك! 


رد عليها بامتعاض مخرج تنهيدة ثقيلة من صدره 


=جايز، إن شاء الله نظبط الأمور كلها، ونتجمع في بيت واحد قريب!


أومـــأت برأسها بالإيجاب وهي تبتسم بخجل شديد أثر كلماته وهو مط فمه بجمود صامت، وفي تلك اللحظة اقتحمت والدتها خلوتهم دون مقدمات وهي تنظر له بالأخص بأعين مليئة بالغضب ثم كزت على أسنانها بغيظ وهي تقول بقله زوق 


= الساعه بقت تسعه، هو انتٍ نسيتي انك وراكي شغل الصبح ولا ايه يا ضحى، يلا يا حبيبتي عشان تنامي بدري وما تقوميش بالعافيه من على السرير .


نظرت إلي والدتها بحرج ولا إراديا همست بصوت شبه مختنق


= ايه يا ماما الكلام اللي بتقوليه ده ما تقلقيش شويه وهدخل انام مش هتعبك في صحياني  اتفضلي انتٍ .


هزت رأسها ببرود مبرطمة بكلمات ساخطة من بين شفتيها بقصد


= مالك هو انا قلت حاجه غلط انا كان غرضي خير خايفه عليكم انتم الاثنين، ولا انت كمان مش وراك شغل بدري يا منذر!. ولا مش هتيجي تاخدها الصبح زي ما كل يوم بتعمل 


نظرت ضحي نحوها بغيظ لتصمت قليلاً، بينما

نهض منذر متنحنحًا ثم هتف بصوت خشن 


= لا يا طنط معاكي حق انا همشي بقى تصبحوا على خير.. نتقابل بكره يا ضحى سلام 


هزت رأسها باعتراض و ردت عليه بعبوس


= ما لسه بدري بابا دلوقتي هيصلي و..


قاطعها قائلاً بإصرار وهو يعتدل في وقفته


= ما لوش لزومة يا ضحى خلاص انا همشي عشان اعرف اجي بدري الصبح فايق، يلا سلام 


❈-❈-❈


هبط منذر من عند ضحي يسير بخطوات بسيطة وهو شاردة، وتحرك تجاه منزله ليتفاجا بصوت ينده عليه من الخلف يعرفه قائلاً بصوت أجش


= منذر! 


التفت خلفه وتفاجأ باخيه يجلس على مقعد  القهوه في ذلك الوقت، لوي منذر ثغره مرددًا 


= معاذ بتعمل ايه هنا لحد دلوقتي .


لوح معاذ بذراعه ليجلس جانبه قائلاً بضيق


= عادي يعني زهقت من قعده البيت قلت اقعد شويه على القهوه بدل من النكد إللي بقى  طول ليل ونهار في البيت .


استشعر الآخر من نبرته وجود خطب ما به فقال بصوت مبتسماً 


= ممم شكلك كده متخانق انت وبسمة.. وانا ما ليش مزاج بصراحه اسمعلك و مزاجي رايق كده ولسه نازل من عند اهل خطيبتي . 


عقد حاجبيه باستغراب وهو يقول بغرابة


=هو انت كنت لحد دلوقتي عندهم و كل ما اسال عليك برده الاقيك عندهم، تكون أجرت اوضه عندهم وما نعرفش اللي يشوفك كده يعني ما يعرفش انك ولا كنت طايق الجواز ولا سيرته و انا وابوك اللي كنا بنقعد نتحايل عليك .


لم يرمش بعينيه بل شرد في نظراته فهمس بابتسامة باهتة


= عادي يعني اصلي لما حسبتها لقيت نفسي ان هاقضي باقي عمري كله لوحدي فعلى ايه اشوف لي احسن ونس وسند في الحياه  


نظر له باستغراب كبير، ثم تسائل بقصد 


= لوحدك ليه ما أنت عندك ابنك ربنا يخليه لك .


تنهد منذر بعدم ارتياح عندما يفتح اي شخص معه ذلك الموضوع، ويراه من وجهه نظره  شخص جاحد! لذلك غير الموضوع هاتفاً


= هو انت كنت مالك متخانق انت وبسمة ليه.. شكل الموضوع كده كبير 


أشار بيده للأعلى مبرر سبب تواجده هنا، وهو

يهز رأسه قائلاً بتجهم شرس


= أبدا بقيلها كام يوم طالعه لي وماسكه لي في إني لازم أنزل أشتغل! عشان ابقى شخص مسؤول وابني ما يعملش زيي لما يكبر.. لا و كمان عاوزاني اساعد في شغل البيت، بقيت نكديه أوي وعلي طول خناق وتتلكك على اي حاجه عشان تعمل حوار وتفتح نفس الموضوع



الصفحة التالية