رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 9 جـ 2 - 3 - الثلاثاء 21/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل التاسع
الجزء الثاني
3
تم النشر يوم الثلاثاء
21/5/2024
هز رأسه متفهمًا وهو يجيب محذرًا
=طب ما هي معاها حق، انت المفروض تفرح انها اصلا تفكيرها كده مش بتعتمد عاوز فلوس وخلاص ومش مهم مصدرها فين.. لا عاوزه الشخص اللي معاها يكون مسؤول وراجل .
نفخ الآخر بضيق شديد هاتفاً بازدراء
= انت كمان هتعمل زيها يا منذر هو انا يعني كده مش راجل!! الشغل والمرمطه هي اللي هتخليني راجل في نظركم .
اندهش من تفكيره قائلاً بتهكم يحمل السخرية والاستهزاء
= ايوه وهو ده اللي اتربينا عليه من واحنا صغيرين وطلعنا لقيناه، بص حتى حواليك هتلاقي كل واحد عنده أسره الراجل هو اللي بيكون مسؤول عن دخل المصروف انما بقى لو الست هي اللي بتصرف و الراجل اللي قاعد بتبقى يعني حاجه لا مؤاخذه الـ آآ ولا بلاش اقول لك اسمها ايه .
لوي ثغره للجانب وهو يرد بصوت مغتاظ
= هو انت يعني شفتني قلتلها روحي اشتغلي وتعالي اصرفي عليا، وبعدين مين قال لك ان انا مش بشتغل اصلا حتى اسال ابوك .. امال المرتب اللي باخده كل شهر ده زيك على اي أساس .
استنكر كلماته الأخيرة، فعاتبه قائلاً بصوت رخيم
= يا معاذ مش عليا إذا كان ما دخلتش على مراتك هتدخل على اخوك اللي قاعد في الوكاله 24 ساعه وعارف كل حاجه بتروح فين وجايه منين، ده حوار ابوك عمله زمان بس عمري ما صدقته .
إبتلع ريقه بتوتر كبير وقبل أن يتحدث رفع منذر يده أمام وجهه ليقطم عبارته مضطرًا وهو يضيف بجمود جاد
= اسمعني كويس انا اخوك الكبير وخايف على مصلحتك، الست لازم تشوف الراجل قدامها و بالذات لو جوزها هو اللي مسؤول عن كل حاجه وراجل بجد يعتمد عليه ولازم يفضل عالي في نظرها مش العكس! و مراتك بتتكلم في نقطه كمان مهمه إبنك لما يكبر فعلا هيعمل زيك وهيعتمد ان حد يصرف عليه زيك مش هو اللي يشتغل.. او حتى لو ما عملش زيك هتبقى في نظره حاجه مش كويسة، الشغل بيعلم حاجات كتيره يا معاذ وهو فعلا اللي بيعلمك الالتزامات والمسؤوليه وهيعلمك حاجات كتير مع الوقت وبعدين هي دي سنه الحياه طالما بقيت راجل وكبرت لازم تشتغل و بالذات لو عندك بيت واسره .
هز رأسه بتردد وهو يقول بارتباك كبير
= بس انا وضعي غيرك يا منذر وانت عارف كويس حكايه مرضي دي واني مش بقدر اشتغل كثير
ضغط على يده بغضب مكتوم عندما تذكر وضع مرضه والذي بسببه قد دفع وتنازل الكثير من حياته، ليقول بصوت حزين مستاء
= ما خلصنا بقى من الاسطوانه بتاعه زمان دي! وضعك زمان فعلا كان صعب وامك وابوك هم السبب لانهم فضلوا لحد دلوقتي يعاملكوا على الأساس ده وعودوك على كده بس دلوقتي الوضع اتغير وانت الحمد لله صحتك اتغيرت عن زمان كتير وتقدر تروح وتيجي، و بعدين ما ياما ناس زيك بتبقى مريضه اكتر منك بس بيضغطوا على نفسهم عشان عارفين ان ده شيء اساسي في الحياة ولازم يكملوا حياتهم ويشتغلوا.. غير مش كل الناس عندها مقدوره زيك حد يصرفها عليهم، يا سيدي حتى جرب من باب التجربه ممكن تحب الموضوع بعد كده .
هز رأسه بعدم إقتناع وهو يقول بضيق
= ما بحبش حكايه الوكاله وشغل ابوك، انا جربت فعلا وما ليش فيه ومش برتاح ولا حابب الموضوع .
عقد حاجبيه متنهدا وهو يقول بتفكير
= خلاص محلوله شوفلك شغل تاني مش لازم الوكاله.
صمت للحظة لكن سرعان ما انزعاج، فهتف على مضض
= شغل تاني ايوه عشان اتبهدل واتمرمط ويعمل عليا صاحب الشغل ريس
استغرب من طريقته المحبطة وعدم شغفة للعمل، ليحاول فهم ما يدور في رأسه عندما تسائل باستنكار قوي
= هو انت الشغل بالنسبه لك عباره عن ايه يا معاذ؟ تحط رجل على رجل وتقعد تتفرج و آخر الشهر تقبض زي ما ابوك عودك ! لو هي دي فكرتك عن الشغل واللي اتعودت عليها تبقى غلطان.. لازم تتعب وتجتهد في الحاجه اللي بتشتغلها عشان تتعلم وتبقى مسؤول .
لمحه منذر وهو يرمقه بنظراته المغتاظة، لينظر له باحتقان وقال بنفاذ صبر
= منذر بقول لك ايه انا مش هخلص من بسمه فوق تطلعلي انت، غير الموضوع احسن عشان زهقت، صدقني هي ولا في دماغها شغل ولا حاجه هي غاويه تنكد عليا وخلاص.. ولو ما اتلمتش وبطلت تفتح الموضوع ده كل شويه هوريها الوش الثاني .
حك طرف ذقنه بخشونة وهو يتسائل رغم معرفته بالإجابة مسبقاً
= هو انت بتحبها ولا لاء يا معاذ .
زفر معاذ بإرهاق مرجعًا رأسه للخلف وهو يجلس محدثًا بقله حيلة بتبرم
= بتنيل بحبها امال اتجوزتها ليه؟ بس هي لو تبطل نكد شويه امورنا هتتعدل زي الاول
سلط منذر أنظاره على وجه قائلاً بفتور
= طب كويس طالما بتحبها كده اعمل لها اللي هي عاوزه وجرب! اطلع صالح مراتك يا معاذ وبلاش تناموا شايلين من بعض.. وصدقني معنى انها بتكلمك في الموضوع ده انها بتحبك برده وعاوزه مصلحتك و عاوزه تشوف الراجل اللي معاها احسن حاجه في نظرها .
لوي فمه للجانب منزعج ليقول ساخراً
= طب يا عم المحلل طالما انت حلو كده، عاوز الصالح لكل الناس مش ناوي تشوف ابنك اللي رميه على راي أبوك، ولا هتفضل كده حتى بعد الجواز.. انت هتتحاسب عليه على فكره و حماك كل ما يشوفني ولا يشوف ابوك يفضل يعاتبنا بالكلام .
لم يلتفت نحو اخية وبقي عيناه علي الفراغ فقط وهو يجيب بهدوء عجيب
= ومين قال لك أني مش بشوفه.. هو انا لازم لما اعمل حاجه اقول لكم، سيبك من حماك ده اللي نايم في العسل على طول ولا دريان بحاجه .
لوي معاذ ثغره للجانب ليبتسم مستخفًا من حديثه، ثم رد عليه وهو يغمز بطرف عينه يمازحة
= بتشوفه آه، ده زي موضوع شغلي صح؟
نظر منذر له عده ثواني ثم قهقه ضاحكًا من طريقته، و اعتدل في وقفته قابضًا على رسغه ليسحبه خلفه وهو يقول
= طب يلا نروح يا ظريف .
❈-❈-❈
فتحت رانيا باب غرفة أختها الصغيرة بهدوء وهي تراها تجلس على السرير وتضم ركبتيها لصدرها ونظراتها شاردة غارقة بعيدا عن كل ما حولها.. دلفت للداخل تقترب منها وخلفها أختها زينب و لم تلاحظ الصغيرة دخولهم للغرفة ولم تشعر بخطواتهم حتي، ثم تحدثت أحدهم تتساءل بخفوت
= سرحانه في ايه يا ديمه اكيد في نفس الموضوع صح؟ واللي شغلنا كلنا زيك وبقينا حاسين أن حياتنا كلنا واقفه بسببه .
أغمضت ديمة جفنيها بضعف هاتفة بفتور
= انا اسفه حقكم عليا، حتى لو عاوزين كمان تسيبوني تاني وتروحوا كل واحده لبيتها اعملوا كده مش هعترض، انتم بقيلكم كتير معايا وما فيش حل والموضوع كمان ما لوش حل
رفعت زينب كفها للأعلى لتشير نحوها وهي تجيبها بتوجس
= اجوزنا بداوا يسالوا على تاخيرنا و ان احنا بقينا نقعد هنا ليه كتير؟ وابتدوا كمان يشكوا ان في حاجه مخبينها بس احنا مستحيل نقول عشان اكيد رد فعلهم متوقع وممكن كمان الامر يوصل بيهم أن واحده مننا تطلق بسبب كده .
تشنجت تعابير وجهها للغاية، وهي تقول بنبرة متوترة
= وانتم مالكم يحاسبكوا على حاجه زي كده ليه؟ انا السبب وأنا اللي عملت كده مش انتم، خلاص ما فيش ولا واحده منكم تقول حاجه زي كده انا مش هستحمل بيوتكم تتخرب بسببي .
ابتلعت رانيا ريقها بقلق بالغ مرددة بابتسامة باهتة
= ما فيش حاجه بتفضل متخبيه طول الوقت يا ديمة ممكن بالصدفه يعرفوا من اي حد او مننا، واحنا مش هنقدر نرجع حياتنا زي الاول ونسيبك لوحدك تاني، و كمان معترفين ان احنا غلطنا لما سبناكي لوحدك ولما ما حتوتكيش لما جيتيلي تعترفي لي بحبك كان ممكن وقتها اسال عنه واعرف انه مش كويس و بيضحك عليكي.. بس للاسف ما عملتش كده بس مش هغلط غلطتي تاني .
عقدت ما بين حاجبيها باستغراب، وبدت تائهة نسبيًا من أسلوبهم العجيب وهي تردد
= انا مش فاهمه هو انتم عاوزين تقولوا حاجه
نظروا الاختين الى بعض بتردد، ثم ازدردت زينب ريقها قائلة بتوتر بادٍ على ملامحها كليًا
= بصراحه يا ديمه ادم اتصل باختك رانيا و قال لها انه موافق على العرض بتاعها ان هو يتجوزك لمده وبعد كده يطلقك، انا كنت رافضه الموضوع زيك والله بالظبط أصل ازاي تتجوزيه الفرق بينكم كبير وما ينفعكيش اصلا ده انتٍ بتقوليله يا اونكل !. بس بعد كده رانيا فهمتني الموضوع انه مجرد جواز على الورق لمده بسيطه وبعد كده كل واحد يروح لحاله عشان يعني تبقى مطلقه أحسن من حالك ده .
شهقت مدهوشة وتسارعت دقات قلب ديمة عقب تلك الجملة المنذرة بالخطر، ولم تتمكن من السيطرة على ارتجافتها و اختنق صوتها
مردده
= انتم بتهزروا صح! وبعدين انتٍ قلتيلي مش بطل يرد عليكي وشكله رفض اللي خلاه يرجع يوافق!.
أسرعت تقول الأخت الكبرى بتبرير بلهفه
= لا ما احنا طلعنا ظالمينه هو ما رفضش ولا حاجه هو كان بيفكر وكمان في الوقت ابن عمه تعب وسافر له الصعيد، ديمه عشان خاطري وافقي انا عارفه ان الموضوع صعب عليكي بس صدقيني انا مش هثق في حد غيره ولو كنت شاكه بنسبه بسيطة في الموضوع وانه ممكن ما يحافظ عليكي ولا يضرك ما كنتش اقترحت الاقتراح ده من الاول.. انتٍ لازم توافقي يا ديمه لو مش عشانك يبقى عشانا .
بكت رغمًا عنها متنهدة بشهقات خفيفة مكتومة وهي تنظر إليهم بشدة وعجز! لم تتقبل رانيا رفضها المبرر، فهي تخشى من ردة فعل أهلها بالبلد و زوجها أيضا إن سمع خبر كذلك عن أختها، فربما الوضع يصل الى طلاقها وحرمانها من أطفالها هي وأختها الأخري، بالاضافه الى ما سوف يصيب صغيرتها لذا توسلتها قائلة برجاء ملحوظ
= بلاش تبصلنا كده احنا مش انانيين لو كنا كده كنا سبناكي، لو كنا وحشين برده كنت رحت قلت لعمامك وقلت لها إللي حصل و اتصرفوا أنتم عشان انا خلاص شلت ايدي من اختي بعد ما فضحتنا.. لكن انا لحد دلوقتي معاكي وبسندك وهفضل برده سندك يا ديمه عشان انا ما ليش غيرك ولا انتٍ كمان ليكي غيرنا..
نظرت إليهم بيأس ثم وضعت أناملها على صدغها لتمسح تلك العبرات التي تبللها ومع ذلك استمرت في بكائها المنكسر.. وهي تردف
بحزن
= انا والله مستعدة اعمل اي حاجه عشانكم و ما قلتش ان انتم انانيين وانا عارفه ان انا اكثر واحده غلطانه في الموضوع حتى لو بعدتوا عني، لكن انا للاسف فوقت متاخر واتعلمت كمان الدرس وعمري ما هعمل اي حاجه غلط تاني.. بس بلاش عشان خاطري تجوزوني لواحد اكبر مني عشان يستر عليا مش هستحمل اعيش معاه ولا ابصله وافضل طول الوقت حاسه ان انا .. آآ رخيصه بسبب الطريقه اللي اتجوزني بيها .
أخذتها إلي احضانها ضمتها بحنان وقالت مردده بصرامة
= بس يا حبيبتي ما تقوليش على نفسك كده وانا متاكده ان انتٍ ندمانه وعمرك ما هتعملي العمله دي تاني، بس لازم نصلحها الاول.. صدقيني آدم كويس مش وحش زي ما انتٍ فاكره، هو ساعدنا من غير ما نطلب ووقف جنبنا ولولا ان احنا سمعنا كلامه ما كناش خلصنا من الحيوان ده! هو عاوز يرد الجميل اللي بابا كان بيعمله معاه زمان.. وعمره ما هيبصلك بنظره وحشه زي ما انتٍ فاكره .
أزعجها رانيا للغاية شحوبها المقلق لذلك أضافت بجدية
= طب عارفه يا حبيبتي هو قال لي ايه واللي خلاه يوافق! قال لي عشان حسيت ان ديمة زي بنتي ولازم اساعدها عشان ربنا يردها لي في بنتي هي كمان.. انا متاكده انه هيحافظ عليكي وهتفضلي معززه مكرمه في بيته.. وهيعاملك زي بنته بالظبط .
حركت زينب رأسها بعدة إيماءات متتالية وهي تقول بثقة
= احنا مش عارفين آدم من يومين يا ديمة احنا عارفينه من زمان وياما كان بيدخل بيتنا لما بابا كان عايش وعمرنا ما شفنا حاجه وحشه منه، انا كمان واثقه فيه ان عمره ما هيذيكي بس وافقي عشان خاطري عشان ده الحل الوحيد.. ومش هتحسي بالوقت! هي مجرد فتره بسيطه وبعد كده هيطلقك.. بس لازم نعمل كده قدام الناس .
أصرت ديمة على اعتراضها مرددة
= ايوة بس..
وضعت رانيا يدها على وجنتها ماسحة إياها برفق تقاطعها وهي تقول برجاء
= لازم نعمل كده ونعرف كل الناس انك اتجوزتي مش مهم بقى لمين وليه؟ على الاقل بعد كده لو حد عرف محدش لي عندنا حاجه.. انا اخترت ادم بالذات لانه اهله معظمهم متوفين يعني ما فيش حد ممكن يجرحك بكلمه منهم.. وهو كمان كبير كفايه وعارف بيعمل ايه .
ابتلعت ريقها المرير وهي تمرر أنظارها على أوجه أخواتها، هي بالفعل أخطأت ويجب ان تتحمل الوضع الصعب، فهي لا تريد الخراب لهم يكفي ما حدث لها وما زالت تدفع الثمن أضعاف! لذلك استسلمت ديمة لإلحاح أخواتها المتواصل مرددة بإيجاز باهت
= طيب.. اعملوا اللي انتم عاوزينه .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية