رواية جديدة براديسيا (التميمة الملعونة) لبسمة بدران - الفصل 4 - 1 - الثلاثاء 21/5/2024
قراءة رواية براديسيا (التميمة الملعونة) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية براديسيا (التميمة الملعونة)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الرابع
1
تم النشر يوم الثلاثاء
21/5/2024
ولجت إلى منزلها ووجهها ينضح بسعادة لا مثيل لها
فكلما تذكرت حمله لها بين يديه وكذلك نظرات الإعجاب التي تنضح من مقلتيه شعرت بفراشات تطير في معدتها
لكن ثواني واندثرت ابتسامتها رويدا رويدا حينما وجدت والدها يقف أمامها بكل شموخ عاقدا ساعديه خلف ظهره بغضب شديد
ظل يتبادلان النظرات حتى قطعها هو بصوته الرخيم: لن أسألك أين كنت لأنني أعلم الجواب جيدا
لكنني سأطلب منك أن تحزمي أمتعتك كي نعود لمملكة النورس
ليس لدي استعداد لخسارتك كما خسرت والدتك من قبل يا ابنتي
دقائق وتكوني أمامي كي نذهب قبل المساء
هل حديثي مفهوم؟
ألقى كلماته دفع واحدة وانصرف عائدا إلى غرفته تاركا إياها تشعر بالحزن الشديد
الآن وضعت نفسها في مأزق شديد
لم تستطع ان لا تنفذ أوامر والدها
كذلك هي لم تستطع أيضا أن تذهب وتترك قلبها هنا
لذا ستفكر مليا كي تثني والدها عن ذلك القرار الذي اتخذه حتى لو تحالفت مع الشيطان
❈-❈-❈
ماذا تقول يا أمير عروة أتعارض كلام الملك تميم!
تلك الكلمات هدر بها الأمير حمزة مما جعل الأمير عروة يطرق رأسه أرضا
فليس من آداب الأمراء أن يخالف أمير قرارا اتخذه الملك
تنحنح بإحراج ومن ثم غمغم بخفوت وصل إلى مسامع الملك تميم: أرجوك يا جلالة الملك لا تفعل بي ذلك أنت تعلم أنني لا أطيق هذه المملكة
رفع يديه مشيرا إلى الجميع: هيا يمكنكم الذهاب الاجتماع انتهى ومن الغد سيذهب الأمير عروة إلى مملكة النورس
ثواني وانصرف الجميع عاده هو والأمير عروة الذي ما ذال مطرقا برأسه وقلبه يشتعل من الغضب
فابن عمه وصديق دربه يعرف بأن زوجته اللعينة كانت تنتمي إلى تلك المملكة
رفع رأسه عازما على التحدث مع صديقه عساه يثنيه عن القرار الذي اتخذه الآن
لكن لم يستطع التفوه ببنت شفه عندما استمع إلى صوت الملك تميم يقول: اسمعني جيدا يا عروة اعلم أنك تفكر فيما حدث بالماضي
لكن الآن دع مشاكلك الشخصية جانبا وفكر في كلتا المملكتين
فجميعنا نحتاج إلى السلام
وأنت تعلم أن الأمير فخر يتربص لبراديسيا
والمعاهدة التي قمت بها مع ملكة النورس جعلت جميع الممالك يحقدون علينا
فنحن أغنى مملكتين في وسط الممالك المحيطة بنا
لذا عليك أن تفكر مليا
اعلم أنني أضغط على جرحك كثيرا لكن صدقني أنا أفعل الصواب من أجلك ومن أجل براديسيا بأكملها
وقبل كل هذا من أجل العامة الذين منحوني ثقتهم هل فهمتني يا ابن العم؟
أوما موافقا لكن رغما عنه شعر بالغضب تجاه الملك تميم
استقام واقف ودلف للخارج عازما على تنفيذ ذلك القرار لكن بعدم رضاه
بينما الملك تميم ابتسم بنصر فكان بإمكانه أن يرسل أحدا غيره كالأمير حكيم أو حتى الأمير حمزة
كلاهما يستطيعان تنفيذ تلك المهمة
لكن اختار الأمير عروة لحاجة ما في نفسه
❈-❈-❈
تجلس في جناحها وبالتحديد فوق فـ راشها تحتـ ضن إحدى وساداتها
ابتسمت باتساع عندما تذكرت لقائها به بالأمس
كم كان وسيما أنيقا وجذابا كعادته دائما وأبدا
عادت بذاكرتها لأكثر من خمسة وثلاثون عاما
كانت في السابعة عشر من عمرها
تلهو في الحديقة كطفلة صغيرة تركض هنا وهناك غافلة عن تلك العيون التي تتابعها بإعجاب شديد
ظلت تركض وتركض حتى اصتضمت بجسم صلب
رفعت عينيها لتعتذر ويا ليتها لم تفعل
فوجدت أمامها شابا وسيما يرمقها بنظرات قلقة
ابتسمت له بنعومة ومن ثم غمغمت بصوت يكاد يسمع: آسفة جدا ياا
زيدان اسمي هو زيدان يا سمو الأميرة
زيدان
تمتمت به وكأنها تتذوق حروفه
أوما مؤكدا فتابعت حديثها: لم أقصد أن اصطدم بك لكنني لم أراك فلاا
قاطعها بابتسامة زادته جمالا فوق جماله كما أن عينيه لمعت ببريق ساحر: اعلم يا سمو الأميرة
ساد الصمت كثيرا بينهما فكل منهما ليس لديه شيء يقوله سوى النظرات فقط
فأحيانا تكون النظرات أبلغ من أي حديث
حتى قاطع تواصلهما هذا صوت إحدى جارياتها تهتف باحترام: سمو الأميرة هيا الملك نعيم يبحث عنك في أنحاء المملكة
عبست بوجهها كالأطفال ومن ثم ألقت نظرة عليه وهرولت باتجاه تلك الجارية
توقفت فجأة ثم استدارت تلقي نظرة أخرى عليه وتابعت الركض كي تصل إلى القصر حتى لا يحدث ما لم يحمد عقباه
استفاقت من شرودها على صوت ابنتها الأميرة رغد تحييها بابتسامة عذبة: مولاتي هل يمكنني التحدث معك قليلا؟
اومئت موافقة
فجلست بجوارها فوق الفـ راش ولم تتحدث فأثارت استغراب الملكة آسيا
سألتها باقتضاب: هل جئت لتسمعيني صمتك أم ماذا؟
أجابتها بخجل: جئت كي أسألك بخصوص الأمير حمزة هل تحدثت معه؟
رمقتها بتفحص: كلا لم أتحدث معه لكن الملك تميم وعدني بأنه سيتحدث معه بخصوصكما لذا لا تقلقي وعما قريب ستكونين عروس مملكة براديسيا
لمعت عينيها بسعادة ومن ثم دنت لتقـ بل إحدى وجنتي والدتها
وركضت للخارج وخفقات قلبها تسمع للعيان
❈-❈-❈
بعد أن انتهت من لملمة أمتعتها التي اختارتها بعشوائية شديدة
القط إحدى قطع الثياب أرضا وهي تزفر بحنق فحتى الآن لم تجد حجة تقنع بها والدها للبقاء في براديسيا
ضربت الأرض بسـ اقها ثم ألقت بجـ سدها الصغير فوق الفـ راش وعقلها يدور في جميع الاتجاهات
فعليها أن تجد حلا وبسرعة وإلا لن تعود مرة أخرى إلى هنا
أحيانا تشعر أن والدها على حق
لكن ماذا عساها أن تفعل في قلبها الذي وشم عليه عشق ذلك الرجل
تعلم علم اليقين أن عشـ قه لزوجته الملكة علياء طاف في جميع الممالك البعيدة قبل القريبة
لكن قلبها ليس في يدها كي تتحكم به
بقيت هكذا تصارع أفكارها حتى واتتها فكرة ستجعلها تبقى هنا للابد
قفزت بحماس ومن ثم هرولت باتجاه غرفة والدها
ولجت للداخل بعد أن استمعت إلى صوته الرخيم يسمح لها بالدخول
أخفضت رأسها أرضا في حزن مصطنع هاتفة باحترام مبالغ فيه: لقد انتهيت يا ابي
لكن لي عندك رجاء
وما هو؟
تسائل بهاتين الكلمتين وهو يضع إحدى ثيابه فوق الفـ راش كي يرتديها ريثما ينتهي
أجابته بخفوت: أريد أن أرى خالتي رحيل قبل السفر أرجوك يا ابي اسمح لي أن أودعها واعدك بأنني لن أتأخر
لوهلة ساوره الشك تجاه تلك الصغيرة الماكرة
لكن بسبب فطرته الطيبة ونيته سمح لها بالذهاب لكن بشرط ألا تتأخر
قفزت بسعادة ومن ثم دنت منه على حين غرة مقبلة وجنته بعمق
هاربة للخارج قبل ان يتراجع في كلمته
ظل يحدق بها بعدم استيعاب فتلك الفتاة ليست مريحة بالمرة
هز رأسه بقوة كي يطرد تلك الافكار السلبية من رأسه وراحة يكمل لملمة اغراضه ريثما تعود
❈-❈-❈
وفي جناح الملكة علياء
تجلس بجوار أخيها الذي حضر منذ قليل كي يودعها
سألته بنبرة حزينة: كم يوم ستمكث في مملكة النورس يا عروة؟
أجابها باقتضاب: تسعون يوما يا ملكة براديسيا
انسابت عبراتها فهي غير معتادة أن يبقى توأم روحها بعيدا عنها لكل تلك المدة
ألقت جـ سدها بداخل أحضـ انه وأجهشت في بكاء مرير
اغلق ذراعيه على جـ سدها بحماية وراحا يهدهدها بكلمات مطمئنة: اهدئي قليلا يا علياء الأيام تمضي بسرعة البرق
أعدك بأنك لن تشعري بغيابي أبدا
ابتعدت عن أحضـ انه وهي تمسح دموعها بأطراف أصابعها: لم يجد الملك تميم أحدا غيرك ليؤدي تلك المهمة
هز رأسه نفيا
فتابعت تساؤلها: لم يسمح لك بالعودة إلى هنا على الأقل مرة في الشهر؟
أيضا قوبل جوابها بالنفي
عادت للبكاء مرة أخرى فليس لديها وسيلة سواه للتعبير عما يموج بداخلها من حزن على فراق شقيقها الوحيد الذي بقي لها بعد وفاة والديها
❈-❈-❈
بينما في قصر الأمير سفيان وبالتحديد في جناح الأميرة رحيق
تجلس إحدى الجواري التي تعمل في قصر الملك تميم وتدعى صفية تقدم أظافرها من شدة التوتر
فمنذ أن أخبرتها صديقتها مرجان جارية الأميرة رحيق أنها تريد رؤيتها في الصباح الباكر وهي تشعر بالقلق الشديد
ثواني وولجت الأميرة رحيق بكامل زينتها تتبعها جاريتها مرجان
جلست فوق الأريكة المقابلة للكرسي الذي تجلس فوقه تلك الجارية هاتفة بتعالي: ما هو اسمك؟
أجابتها باحترام وهي تخفض بصرها أرضا: صفية صفية يا سمو الأميرة
حسنا أخبريني يا صفية هل تجمعك صداقة بتلك المدعوة جارية الأمير حكيم؟
أومأت مؤكدة على حديثها
فاستطردت: إذا أريدك أن تفعلي لي شيئا واعدك أن أكافئك بجائزة مالية كبيرة
اعتدلت الجارية صفية تنصت لها باهتمام: موريني يا سمو الأميرة أنا رهن إشارتك
ابتسمت بسعادة ثم هتفت بغل: أريد قـ تل تلك المدعوة أشرقت
اتسعت حدقتا الجارية ثم سألتها: ماذا؟
تحدثت الجارية مرجان أخيرا: لا تقلقي يا صفية الأميرة رحيق ستضع خطة محكمة كي لا ينكشف أمرك ناهيك عن ذلك أنك ستكسبين سمو الأميرة وستكونين إحدى جواريها المفضلات عندما تنتقل إلى قصر براديسيا بعد زواجها بالأمير حكيم
الآن أيقنت صفية سبب كره الأميرة رحيق للمسكينة أشرقت
رغم الخوف الذي اعتراها لكن ليس لديها بديل سوى الموافقة
إن لم توافق حتما ستقوم الأميرة رحيق بقتلها بدم بارد
هتفت بعد أن حسمت أمرها: موافقة يا سمو الأميرة
❈-❈-❈
أجهشت في بكاء مصطنع بعد أن قصت على خالتها ما ينوي والدها فعله
شعرت السيدة العجوز بالشفقة على تلك اليتيم
فضمتها إلى صـ درها بقوة هاتفة بحنو شديد: لا تخافي يا نور أعدك بأنني سأتحدث مع والدك واثنيه عن ذلك القرار
تمسكت بثياب خالتها: صدقيني لن يوافق يا خالتي
أنا لا أريد الابتعاد عنك
يا لك من ماكرة يا نور
حتى أنا صدقتك
صمتت السيدة العجوز تفكر في حل
ثواني وهتفت بسعادة: وجدتها يا نور
سأطلب مقابلة الملك تميم واعرض عليه بان تعملي معنا هنا بالقصر
وقتها لم يجد والدك بد سوى الانصياع لأوامر الملك
ابتعدت بسرعة عن أحضـ ان خالتها ورسمت السعادة جليا فوق قسمات وجههة من يراها لا يظن بأنها كانت تبكي منذ قليل
صفقت بحماس ومن ثم جذبت السيدة العجوز من يدها: إذا هيا يا خالتي نذهب إلى جلالة الملك
نهضت السيدة من فوق مقعدها ببطء يناسب عمرها وسارت معها للخارج كي تنفذ ما وعدتها به
❈-❈-❈
وقف أمام قصره يلقي نظرة أخيرة عليه فهو سيشتاق له كثيرا
فذلك القصر شهد على طفولته السعيدة مع والديه
أجفل من سكونه على صوت إحدى جواريه التي تركض باتجاهه وهي تشهق بقوة: أرجوك يا سمو الأمير خذني معك أنا لم أستطع البقاء هنا بدونك لمدة تسعون يوما
زفر بحنق ومن ثم هتف بصرامة: لا والآن عودي للداخل
تجرأت وتمسكت بيده وهي تتوسل إليه: أرجوك أرجوك خذني معك كي أهتم بك وبطعامك وكذلك بثيابك يا سمو الأمير
صمت قليلا يفكر مليا في ذلك الأمر
فمن سيقوم بخدمته في تلك المملكة
ألقى نظرة طويلة إلى الفراغ ومن ثم تذكر المزاج السيئ الذي سيكون عليه هناك
فصاح بحدة: قلت لك لا والآن عودي للداخل وإلا حررتك لتذهبي بعيدا عن القصر بأكمله
شعرت بالخوف من تهديده الصريح فلم تجد بدا سوى الانصياع لأوامره
هرولت للداخل وهي تشعر بالحزن الشديد
تعشق ذلك الأمير منذ زمن وهو لا يبالي بها
يعاملها أسوأ معاملة
ليلا يشعرها بأنها المرأة الوحيدة التي على الأرض ونهارا يعاملها كالخرقة البالية
أما عنه فقد ألقى نظرة أخيرة على الحديقة الخاصة واستدار ذاهبا للخارج لكن عليه أن يقوم بفعل شيء هام قبل رحيله
❈-❈-❈
في غرفة العرش
بعد أن أدت كل من نور وخالتها التحية المعتادة سألهما الملك تميم باهتمام: ماذا تريدان وأنت ماذا تفعلين هنا في ذلك الوقت؟
أطرقت برأسها أرضا ولم تعقب فتحدثت السيدة رحيل بدلا عنها: آسفة يا جلالة الملك لكن هناك شيئا ما قد حدث نريد من جلالتك أن تتكرم علينا وتحل لنا تلك المشكلة
مشكلة؟
أجل يا جلالة الملك
راحت تقص عليه ما حدث بين نور ووالدها باختصار شديد
فسألها بجدية: هل أنت تنتمي إلى مملكة النورس يا نور؟
هزت رأسها نفيا: كلا يا مولاي أن والدتي الراحلة هي التي تنتم لتلك المملكة
لكن والدي من أبناء براديسيا
أومأ الملك متفهما ومن ثم وجه حديثه للسيدة رحيل: يعني أنك أيضا من مملكة النورس
أجابته بجديه: أجل يا مولاي أنا من مملكة النورس لكنني بعد أن تزوجت من عامل من أبناء براديسيا أصبحت أنتمي إلى هنا
حسنا ولماذا يريد والدك الرحيل من هنا؟
للمرة الثانية لم تجد ردا لسؤاله
فتابعت السيدة رحيل الإجابة نيابة عنها: لان نور فتاة مشاغبة قليلا يا مولاي
ابتسم بخفة: أنا أعلم أنها فتاة مشاغبة لكن لا تقولي قليلا بل قولي كثيرا
ابتسمت السيدة رحيل وكذلك نور التي ضمت يدها وهي تخفض رأسها أرضا: أعدك يا مولاي أنني لن أثير المشاكل لكن أرجوك دعني أبقى بقربك أقصد أبقى هنا بالقصر
صمت قليلا يفكر في حل يرضي جميع الأطراف
فهتف بجدية: وجدتها
سأعينك وصيفة لامي جلالة الملكة آسيا
لكن الآن دعينا نستدعي والدك
يا حارس
ثواني وامتثل الحارس بين يديه فخاطبه بأمر: أريدك أن تحضر والد تلك الفتاة الآن
نظر إلى نور موجها حديثه إليها: ما هو اسم والدك؟
واين يكون؟
تنهدت بارتياح ومن ثم أعطت الحارس كافة المعلومات التي ستساعده في الوصول إلى والدها