رواية جديدة براديسيا (التميمة الملعونة) لبسمة بدران - الفصل 4 - 2 - الثلاثاء 21/5/2024
قراءة رواية براديسيا (التميمة الملعونة) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية براديسيا (التميمة الملعونة)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الرابع
2
تم النشر يوم الثلاثاء
21/5/2024
ألقت نظرة أخيرة على هيئتها في المرآة
فقد ارتدت فستانا من اللون الأسود يتسع من عند الخـ صر وحتى الأسفل كذلك يتسع من عند المرفق حتى أطراف أصابعها
لملمت خصلاتها في شكل كحكة وزينت رأسها بتاجها الذهبي المرصع بالألماس
كما أنها وضعت القليل من مستحضرات التجميل فبدت أصغر من عمرها
نادت بصوتها الهادئ: هيا يا زمرد الملك في انتظارنا
انحنت بخفة ومن ثم أشارت لها: تفضلي يا جلالة الملكة
بادلتها الابتسام وذهبت باتجاه غرفة العرش
فقد أرسل إليها الملك تميم يطلبها للقدوم إليه في غرفة العرش لمناقشة شيئا هاما
ولجت للداخل بعد أن سمح لها الحارس بالدخول تتبعها جاريتها بالطبع
تجمدت في مكانها واتسعت حدقتيها حتى كادتا أن تخرجان من محجرهما عندما وقعا بصرها عليه يقف أمامها بطولة المهيب ووسامته المفرطة
لم تشعر به وهو يحييها وينحني بخفة كما أنها لم تستمع إلى صوت الملك تميم الذي أشار لها لتجلس بجواره فوق أحد الكراسي المصطفة على جانبي العرش
شعر بالدهشة عندما لم يجد منها ردا كما أنها بقيت متجمدة في مكانها فناداها مرة أخرى: جلالة الملكة آسيا!
انتبهت إليه ووجهت بصرها باتجاهه بصعوبة: نعم
تعالي واجلسي بقربي هنا
سارت باتجاهه بخطوات بطيئة وجلست بهدوء وهي ما زالت تنظر إلى ذلك الماثل أمامها
سأله الملك تميم باهتمام: ها ماذا قلت يا سيد زيدان؟
رمق ابنته بغضب حارق ومن ثم غمغمة بخفوت: كما ترى جلالتك إذا أردت أن تبقى نور في قصرك فليس لدي مانع
وأنا سأعود إلى النورس بمفردي
هز رأسه نفيا: لا فأنا أريدك أن تعمل أنت أيضا في القصر
رمقه بتساؤل
فاستطرد الملك تميم حديثه الجاد: أخبرتني نور أنك تعمل في صناعة المجوهرات
لذا اتخذت قرار بتعيينك أن تكون المصمم لمجوهرات العائلة الملكية
خفق قلب السيدة رحيل بقوة وكذلك شعرت الملكة آسيا بسعادة عارمة
ساده الصمت قليلا حتى هتف السيد زيدان باختصار: كما تريد يا جلاله الملك
عظيم والآن يمكنكما الذهاب فلدي بعض الأعمال المهمة التي سأقوم بها
انحنى الجميع احتراما ومن ثم دلفوا للخارج بمشاعر متضاربة
❈-❈-❈
راح يدور حولها وهو يطلق صفيرا من فمه بسعادة وانبهار: تبدين فاتـ نة يا رونق
ابتسمت له برقة اذابته : أشكرك يا سمو الأمير
تجرأ واقترب منها بمسد فوق خصلاتها الفحمية الطويلة: قريبا سيكون كل هذا الجمال لي وحدي يا رونق
ضحكت بدلال يليق بها
فقاطعتهما السيدة كيارا بحماس: كل شيء جاهز يا سمو الأمير
فقط أريد القلادة فحسب
رغم أن الملك تميم يرتدي تلك القلادة باستمرار
لكن سنجد فرصة لأخذها منه
وهذا الأمر يعود إلى رونق
رمقته بدهشة
فاستطرد: لا عليك يا رونق ستفهمين كل شيء في وقته لكن الآن دعينا ندخلك القصر أولا
أومات موافقة
اتسعت ابتسامته مما زادته وسامة فوق وسامته: هل أنت مستعدة؟
أومات بثقة مبالغا فيها
فربط على وجهها بخفة: إذا فلنبدأ الآن خطتنا لكن أريد أن أعلمكما أنني لم أستطع المجيء إلى هنا في الفترة القادمة
فلدي أعمال كثيرة سأقوم بها لذا ستكون رونق هي المرسل بيني بينك يا كيارا هل هزا مفهوم؟
مفهوم يا سمو الأمير
صاحت فجأة عندما تصاعد الدخان من البلورة التي تجلس أمامها هاتفة بقوة: عفركوش
صعق الأمير وكذلك ابنتها خوفا
فضحكت بقوة: ماذا بكما؟ هذا هو سر المهنة
رمقها الأمير بغضب ومن ثم انصرف دالفا للخارج عازما على تنفيذ خطته التي ستقلب الموازين
❈-❈-❈
في المساء
ارتدت ثوبا بلون السماء بلا أكمام بالكاد يغطي خصـ رها
ومن ثم جلست أمام مرآتها تمشط خصلاتها في شرود تام
انتفضت من مكانها عندما شعرت بأنفاسه الحارة تلفح عنقها
وضعت يدها على قلبها مردفه بلهاث: أخفتني يا جلالة الملك كاد قلبي ان يتوقف من شدة الفزع
طبع قبـ لة عميقة فوق منكبها ومن ثم ابتسم لها ابتسامة عابثة: ما كل هذا الجمال يا علياء
اجتاحتها سعادة عارمة بعد أن استمعت إلى كلماته تلك
فأي امرأة تعشق مغازلة زوجها لها
والحقيقة لم يبخل الملك تميم في تلك الناحية فدائما وأبدا يشعرها بأنها أجمل امرأة على وجه الأرض
استقامت واقفة واستدارت إليه مطوقة عنقه بذراعيها واضعة انفها فوق أنفه تتشرب أنفاسه العطرة هامسة بنعومة أذابته كليا: وكل ذلك الجمال لك وحدك يا تميم
أنا أحبك كثيرا عدني بأنك ستكون لي وحدي ولم تشاركني بك امرأة أبدا
حرك أنفه يداعب انفها الصغير ومن ثم حملها بين يديه هاتفا بعبث: حسنا ساعدك ولكن بطريقتي الخاصة يا ملكة بارابيسيا
تشبثت بعنقه وهي تضحك بدلال شديد جعلته يفقد عقله
ثواني ووضعها فوق الفـ راش يسمعها أجمل الكلمات وأعذب الأشعار حتى استسلمت له بالكامل وتناست كل شيء شيء كانت تفكر به قبل حضوره
❈-❈-❈
وصل إلى مملكة النورس أخيرا بعد رحلة استمرت ساعات طويلة
استقبله الحرس بحفاوة ومن ثم اصطحبه أحد الحرس لمقابلة الملكة جورية التي كانت تتواجد في غرفة العرش تنتظر قدومه
دقائق وولج إلى غرفة العرش الشاسعة
التي يتوسطها عرشا عظيما مصنوع من الذهب الأبيض المعروف في وقتنا هذا بالبلاتينيوم
مرصع بحجر الزمرد والألماس
هو من درجتين يعلوه كرسي العرش الذي كان كبير الحجم
تجلس عليه حورية فائقة الجمال ترتدي فستانا من اللون الذهبي يتسع بشكل كبير من عند الخـ صر وحتى الأسفل
وتاج المملكة الذهبي يزين رأسها وخصلاتها البندقية الطويلة تنساب حولها بشكل يخطف الأنفاس
راح ينظر في جميع الاتجاهات عداها
مما جعلها تشعر بالدهشة حيال ذلك الماثل أمامها
هتف ببرود استفزها كثيرا: تحيا ملكة النورس
اتسعت مقلتيها في دهشة عندما لم ينحني أمامها
انتظرت قليلا عله ينحني لكنه لم يفعل
قبض على يديه بقوة حتى ابيضت مفاصله
فهو الآن مجبور أن ينحني أمام تلك المرأة
وهذا الشيء من رابع المستحيلات
لن ينحني أمام جنس حواء أبدا حتى لو كان هذا الثمن حياته أو قطع العلاقات بين المملكتين
بقي ساكنا مكانه دون حراك
يسلط بصره على تلك التي تجلس بكبرياء فوق كرسي عرشها
تبادله النظرات باستنكار شديد
فقد شعرت بالدهشة حيال ذلك الرجل المريب
كيف له ان لا ينحني أمامها؟
أو ينبهر من جمالها الفاتن كبني جنـ سه!
ازدردت ريقها بقوة ثم تحدثت أخيرا: مرحبا بك سمو الأمير في مملكة النورس
هز رأسه باقتضاب ولم يعقب
جعلها تشعر بالغضب حياله
صكت على أسنانها من عجرفته تلك
ومن ثم هبت واقفة وهي ترفع فستانها وتهبط الدرجتين الفاصلتين بينها وبينه
ثواني ووقفت قبالته ترمقه شزرا
أما عنه فلم يكترث لما يحدث حوله
يعلم أنها غاضمة منه كثيرا لأنه لم ينحني أمامها لكن لن يفعلها أبدا حتى لو طردته من هنا أو قدمت شكوى لملك براديسيا فلن يفعلها أبدا
تنحنح بخشونة ومن ثم هتف بلا مبالاة: أين ستكون إقامتي يا ملكة النورس
سأكون سعيدا لو كانت إقامتي بعيدا عن هنا
اتسعت حدقتاها في دهشة
فذلك الأبله يريد البقاء بعيدا عنها
لو كان رجلا غيره لالتصق بها كالعلكة
لكن حسنا يبدو أنه مختلف ليس كمثل باقي الرجال
صمتت قليلا تدعي التفكير فعليها أن ترد له الصاع صاعين على عجرفته تلك وتحديه السافر لها
ثواني واتتها فكرة خبيثة ستجعله يدفع ثمن ما اقترفه بحقها
فقطعت المسافة التي تفصل بينهما وهمست بالقرب من اذنه حتى شعر بأنفاسها العطرة تلفح جانب وجهه: حسنا يا أمير براديسيا سأحرص أن تكون إقامتك بالملحق الخاص بالقصر
❈-❈-❈
تمكث في غرفتها منذ البارحة وبداخلها حزن شديد
فوالدها يرفض الحديث معها بعد ما فعلته بالأمس كي تبقى هنا
قرر معاقبتها بأكثر شيء تبغضه في حياتها
وهو التجاهل والخصام
نثرت خصلاتها الذهبية بعنف ثم هبت واقفة عازمة على الذهاب إليه والتحدث معه والاعتذار منه
فهي تعشق والدها فقد كان لها منذ الصغر درعا حاميا وخاصة بعد وفاة والدتها حرص على أن يوفر لها كل سبل الراحة كي تبقى سعيدة طوال الوقت
وليس من العدل أن يكون هذا هو المقابل
فكما يقال هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
ثواني وطرقت باب غرفته
شعرت بخيبة الأمل عندما لم تستمع منه ردا
فزفرت بقوة ومن ثم فتحت الباب وولجت
ابصرته يجلس فوق فـ راشه يقرأ في كتاب ما
على الفور استنتجت أنه كتاب خاص بالشعر فوالدها يعشق ذلك النوع من الكتب
دنت منه على حين غرة ثم سحبت الكتاب من بين يديه وجلست بالقرب منه حد الالتصاق
بينما هو فقد شعر بها لكنه لم يعيرها أي اهتمام
فهي ضربت بكلامه عرض الحائط ونفذت كل ما كانت تسعى إليه رغم معارضته الشديدة لكل هذا
وعلى الرغم من معرفته بعشق ابنته للملك تميم لكنه خائفا وبقوة فالملك تميم متيما بزوجته
إذا فذلك الحب محكوم عليه بالفشل قبل أن يبدأ فقضى ليلته ينهر ذاته ويجلدها دون رحمة لأنه لم يفعل شيئا لينقذ قلب ابنته من ذلك الحب
أجفل عندما وضعت رأسها على صـ دره وعانقت خصـ ره بكلتا يديها وراحت تبكي بصوت مرتفع
تردد في احتـ ضانها لكن قلبه لم يطاوعه
فأحاطها بكلتا ذراعيه وراح بمسد فوق خصلاتها بحنو شديد
فرغم ما فعلته هي صغيرته المدللة
ثمرة صبره وجهوده في تلك الحياة
❈-❈-❈
استيقظ من نومه وهو يشعر بألم شديد في رأسه
فهو من الأشخاص الذين لا يستطيعون النوم إذا قاموا بتغيير أماكنهم
رفع يده بمسد فوق جبينه عله يخفف هذا الألم اللعين
ثواني وولج ذلك الشخص الذي أرسلته الملكة جورية لخدمته يرمقه بابتسامة بلهاء مغمغما بحماس: صباح الخير يا أمير عروة أحب أن أعرفك بنفسي
أنا شعيب أرسلتني جلالة الملكة جورية كي أعتني بك وأنفذ أوامرك
أومأ له إيجابا
فاستطرد الآخر متسائلا: ماذا بك يا سمو الأمير؟
هل تشعر بألم في رأسك؟
أجل
لا تقلق سأصنع لك قداحا من القهوة وبعدها ستكون بخير فقهوة النورس غير اي قهوة في الدنيا
رمقه بحدة فيبدو أن ذلك الرجل يثرثر كثيرا
وهو يشعر بأن رأسه ستنفجر من شدة الألم
فهتف بنفاد صبر: حسنا حسنا اذهب وافعل ما تريد ولا تتحدث كثيرا فصوتك مزعج للغاية
اتسعت ابتسامته البلهاء واستدار دالفا للخارج كي يعد له فنجانا من القهوة
رمقه الأمير عروة بدهشة
فما الشيء الذي يضحك ذلك الرجل؟
يبدو أنه أبله
شعر بالغضب حيال الملكة جورية فيبدو أنها أرسلت ذلك الأبلة كي تثير غضبه لكن لم يكن الأمير عروة إن لم يجعلها تندم على ما تفعله معه
فقرارها بأن يبقى بملحق القصد إهانة له لكن لا بأس
أقسم بداخله أنه سيجعلها تندم على كل شيء تقوم به
فوعد الأمير عروة لا يخلف أبدا
❈-❈-❈
ماذا تقولين يا أمي الأمير حمزة رفضني!
تلك الكلمات هتفت بها الأميرة رغد بانفعال شديد
جعل والدتها تشعر بالحزن حيالها
فهي تعلم علم اليقين بان ابنتها عاشقة لابن عمها
لكن ما باليد حيلة
فبعدما أخبرها الملك تميم بقرار ابن عمه لم تستطع سوى الصمت وقتها لكن كرامة ابنتها وكبريائها فوق أي شيء فوق القرابة وصلة الدم
رسمت الجمود فوق قسمات وجهها ومن ثم تحدثت بصرامة : أجل يا رغد الأمير حمزة لا يريد الارتباط لا بك ولا بغيرك لذا عليك أن تنسي ذلك الأمر نهائيا
اسمعيني جيدا يا سمو الأميرة
أنت أميرة براديسيا أخت الملك تميم يجب أن تكوني على قدر عالي من المسئولية لأنك من الأسرة المالكة أعني بحديثي أن كرامتك من كرامة أخيك اتفهمين ؟
على الرغم من الحزن الذي اعتراها في تلك اللحظة والألم الشديد الذي اجتاح صـ درها لكنها أجابتها بحزم: حسنا يا جلالة الملكة لم أنسى أنني الأميرة رغد ابنة الملك الراحل نعيم وأخت الملك الحالي تميم
انحنت باحترام ومن ثم دلفت للخارج قبل أن تخونها دموعها وتهطل بغزارة أمام والدتها
بينما الملكة آسيا أزالت قناع الجمود الذي رسمته فوق وجهها منذ قليل وحل محله الألم والحزن فهي اعلم الناس بتلك المشاعر الجميلة فهي عاشتها منذ الصغر وحرمت من حبيب عمرها
لكن الوضع هنا يختلف فالأمير حمزة هو من رفض الارتباط بابنتها
لكن قديما هي من تخلت عن زيدان الذي كان مستعدا بان يضحي بروحه فداء لها
دهشة اجتاحتها عندما شعره بدموعها الساخنة تهبط فوق وجنتيها
ازالتها بعنف ومن ثم هبت واقفة عازمة على الذهاب إلى إحدى حدائق القصر كي تنعش روحها بالهواء النقي
فهي ان بقيت في جناحها أكثر من ذلك ستنهار بالتأكيد
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية