-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 25 ج2 - 1 - الخميس 18/7/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس والعشرون

ج2

1

تم النشر يوم الخميس

18/7/2024


بعد مرور أسبوعين.


انتبه شاهين إلي حال إبنه الصغير وهو يجلس بالوكاله صامت وملامحه باهته غير مدرك لأفعاله العابثة فكان يشغل تفكيره تغير زوجته الذي لا يعرف أسبابه حتى الآن فكل يوم يمر يزداد تغيرها وعدم اهتمامها لامره، فأنهي والده صلاته على الفور و نهض بجسده ليتجه نحوه متسائلاً باهتمام


= مالك قالب وشك كده ليه وقاعدلي ما رحتش مع اصحابك ليه اتفسحت ده احنا في اعياد حتى


التفت معاذ نحوه ليحدجه بنظرات ضيق قبل أن يرد بسخرية طفيفة 


= عادي يعني ما ليش مزاج! خليني قاعد بدل ما اروح اسهر معاهم واعمل لك مشكله زي المره اللي فاتت وتزعقلي 


استدار أباه للخلف واضعاً يده على كتفه قبل أن ينطق بحدة 


= قصدك على المراه اللي كنت هتودي نفسك في داهيه بسبب عربيه اخوك اللي خدتها منه؟ ما تبقاش غشيم الحاجه اللي ما لكش فيها ما تحاولش غير لما تتعلم عليها الاول


ضغط معاذ علي شفتيه وهو يقول باستخفاف 


= وانا هتعلم عليها فين يعني ما يكونش عندي عربيه ومش واخد بالي؟ منذر من ساعتها حلف ما يديني عربيته تاني وانت نفس الحكايه مش بترضى، وانا الوحيد اللي مش عندي عربيه وسطيكو وكل اصحابي عندهم و بيروحوا بيتفسحوا بيها ويجوا جت عليا يعني! 


رد عليه شاهين بجدية وهو يبتسم له


= ما جتش عليك ولا حاجه طب يا سيدي ما تلويش بوزك كده هجيبلك العربيه اللي عاوزها .


نهض معاذ بسرعه وهو محدق فيه وأجابه بحماس مفاجيء 


= بجد يابا هتعمل كده فعلا ولا بتضحك عليا


أبتسم شاهين بهدوء ثم رد عليه بثقة


= هو انا عمري قلت لك حاجه وطلعت باخدك على قد عقلك، اديني كده اسبوع ولا حاجه وهجيبلك عربيه! بس مش هتركبها الا لما تتعلم السواقه الاول فاهمني 


هز رأسه بفرحه وقد نسي أمر زوجتة وأخرج هاتفه وهو يضغط على الازرار بسرعه ثم وضعه أمام وجه أبيه قائلاً بحماس


= الا فهمك طبعا بص كده معايا ايه رايك في دي.. طالعه جديده وكله بيتكلم عليها وسعرها مكتوب تحت اهو


تحولت نظراته للإستنكار والذهول حينما قراء سعرها ليقول بتهكم ساخراً 


= هو ده سعرها ده انا فكرت رقم العربيه؟ دي غاليه اوي انا كنت هجيبلك حاجه في الحنين


توسل معاذ قائلاً برجاء كبير 


= ولا غاليه ولا حاجه يا حج ما كل الموضه كده، وبعدين ما انت عربيتك انت ومنذر مش اي كلام برده عاوز تجيبلي واحده مستعمله يعني ولا ايه؟ ولا يرضيك يكون انا الوحيد اللي فيكم معايا عربيه رخيصة وماركه وحشه


نظر له قليلاً بتفكير ثم التفت برأسه لينظر إلي خزانه الوكاله وهو يتذكر المال الذي بحوزتها، ثم رد عليه الحاج شاهين بصوت آمر 


= طب خلاص! قفل على الموضوع وسيبني أفكر .


❈-❈-❈


بدت غاده مزعوجة للغاية وهي تنتظر اتصال هاتفي من مروان التي وصلت له من يافطه المحل الخاص به لكنه لم يرد عليها الا مره واحده واخبارها ان تنتظر وقت وسيفعل ما تريد قريباً ويكتب الطفل باسمه، وهي صدقته وانتظرت لكنه لم يهاتفها حتى الآن.. بالاضافه الى عائله شاهين نفس الأمر لم يمر شخص منهما كما اخبروها ليطلبوها لمنذر من جديد كما توقعت وخططت للأمر.


وضعت يدها تحت وجنتيها وهي تفكر بالأمر 

وبامتعاضٍ بادٍ على وجهها أردفت بصرامة حاده 


=فات اسبوعين يعني ومحدش منهم جي زي ما قالوا ولا اتصل! معقول يكونوا كلموا ورفض 


قطبت جبينها معللة بتهكم ساخط


= لأ لأ لأ هو انا مش عارفاهم وعارفه بيعاملوا منذر ازاي من امتى وهو لي رايي ولا بيرفض ليهم حاجه، هو يقدر ده مش بعيد ابوه يمد ايده عليه ويهزقه زي ما بيعمل كل مره . 


فمطت فمها قائلة بضجر وهو تهز رأسها برفض 


=اكيد في حاجه معطلاهم! وقريب هيجيبه غصب عنه ويجي يتجوزني ومعاه الماذون كمان، المشكله بس لو البنت بسمه ترد عليا وتفهمني لكن مستفزه وما بترضاش تتكلم، اشحال ماسكه عليها ذله.. ماشي يا بسمه الظاهر انتٍ كمان عاوزه قرصه ودن عشان تعرفي ان انا مش بهدد ولا بهوش.


وفي تلك اللحظة تعالي صوت بكاء طفلها بشدة وهو يتألم، غص صدرها بغيظها الحقود، فكورت قبضتها وهي تضع يدها علي أذنيها وصاحت بقسوة بشعة


= يوووه كل يوم زن وعياط وتعب وادوخ على الدكاتره بيك، يا اخي بقي ارحمني انا هلاقيها منك ولا من منذر ولا من ابوك الحيله اللي مش بيرد عليا هو كمان ولا راضي يعترف بيك بس قريب هروحله تاني ومش هسكت غير لما يعمل اللي انا عاوزاه.. عشان اكون في الامان.


همست له بحقد مسلطة أنظارها على أبنها بجمود


= انا طالعه بره عيط مع نفسك بقي و ابقى شوف مين هيعبرك انا عارفه ايه الهم اللي انا فيه ده.. يكشي ربنا يريحني منك او ياخذني .


قالتها غاده بجحود وكانت تنفس نارًا من أذنيها وهي ترحل للخارج ثم أغلقت الباب خلفها تاركه إياه يبكي بحرقة دون إهتمام، فوالدها ليس هنا وكان بالخارج.


❈-❈-❈


مرت عده أيام عادت فيهم علاقه آدم وديمة لطبيعتها واصبح يتعامل معها بحريه من جديد دون التفكير بالعواقب ومن القادم، وفي ليله من الليالي رغم الشتاء والمنزل البارد الذي هُما بِه لم يشعر سوى بالدفئ وحسب، ولم يخلوا الليل من تلك الأحاديث القصيرة حتى خلدا للنوم ليلتها وكل ما يحتَل تفكيرهما هو مالذي سيحدث في حياتهم القادمة ومالذي ينتظرهما... 


بعد مرور وقت فتح عينه ونظر إلي تلك التي تمدد جسدها على السرير و مستغرقة في نومها لكنه تفاجئ بها هي الاخرى تفتح عينيها و تستيقظ اشتعلت وجنتيها بخجل ونظرت الي بعيد في حين راقبها هو بهدوء وتساءلت بحرج 


= انت اللي غيرتلي هدومي زي المره اللي فاتت 


طال صمته لتلتفت اليه مرة اخري ناظرة بتساؤل ليهز رأسه بالايجاب مما جعلها 

تقول بإحراج أكبر 


= آآ.. اونكل آدم !. 


تطلعت لعينه السودا الحاده، الهاله الهادئه و السكون حوله كان يلفت النظر دائما و كأنه أتى من مكان بعيد وصعب، تنبهت حواسها حين اردف قائلاً بحزم


= متقوليش اونكل آدم تاني، مش حابب احس إن في مسافة بيني وبينك تحت أي وضع ، عارفة أول يوم اعترفتي فيه وانا مش قادر أبطل تفكير فيكي وأتخيلك قدامي حتى لو أنتٍ معايا تحت سقف واحد ما بيبطليش تيجي على بالي وتوحشيني، اول ما افكر فيكي كان بيجيلي نغز في قلبي، ولما أول مرة حضنتك جالي نفس الاحساس؟ معرفش عملت كده ليه بس حسيت براحة كنت عاوز أحس إنك بين إيديا


اعتدلت ديمة وكادت أن تنهض من الاحراج 

لكنه منعها ونظر بعيون تايهه لتبتسم بخفه، و أبتسم هو علي بسمتها وتنهد براحه لتجاوزها حاله الحزن التي اصابتها سابقة بسببه ثم هوي يطبع قبله شغوفه فوق وجنتيها لتتورد فوراً وتخفض رأسها بخجل ليبتسم هو بإستمتاع قبل ان يقول 


= تعرفي دي أول مرة أنام فيها على سرير غير

سريري!

الصفحة التالية