-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 25 ج2 - 2 - الخميس 18/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس والعشرون

ج2

2

تم النشر يوم الخميس

18/7/2024

سألته بأعين حالمه وهي بداخل احضانه بسكون تام


= وايه مبسوط ولا ؟! 


إحتواها أكثر إلى صدره كان يحاول تدفئتها قدر المستطاع بينما أجابها بسرعه وصدق جالي ظهر في عينيه قبل نبره صوته 


= بقيت مدرك أن أي مكاناً ما يحتونيش مجرد مساحة فارغة ما لهاش فايدة ذي المتشرد اللي ملهوش وطن ولا أهل.. إلا لما احضنك بعرف ان انا بنتمي ليكي


كان يتابع السعاده الباديه في عينيها بإبتسامة رضا، اتسعت حين قالت بصوت متحشرج وعيون ممتنه 


= كنت متاكده انك هتحبيني زي ما بحبك،و هتصحي في يوم من الصبح وتكتشف إنك بتبادلني نفس الشعور بس كنت بتهرب 


ادني وجهه منها حتي لامست شفتيه اذنها وهبطت انفاسه الحاره فوق عنقها قائلاً بهمس عاطفي متمهل


= ياريت يكون عندي ثقة في نفسي زيك كده يا ديمة! بس للاسف انا وضعي اصعب منك حتى لو فعلا اعترفت، هو أنتٍ اصلا إيه اللى مخليكٍ متأكدة بالشكل ده زي ما أكون أنا شخصيًا قولتلك إني.. إني بحبك


رفع انماله يتحسس وجنتيها برقه وهي لازالت بداخل احضانه يتفحص تعبيرات وجهها وسرعان ما عرف سر هذا التغيير حين قالت

بنبرة عميقة 


= الحاجات اللي ذي دي الواحد مابيقولهاش بلسانه قد مابيقولها بعينيه


اخفض رأسه بجانب رأسها وهمس بأذنها بصوته الغليظ الحنون


= عاوزه تفهميني ان عينيا قالت لك حاجه زي كده ؟ وانتٍ فهمتيني اكتر من نفسي حتى.


اخذت نفسها براحه وكأنه ازاح كتله من الصخر من فوق صدرها فكانت نظراته مطمأنه لها وكافيه ان تستعيد ولو القليل من ثقتها بنفسها وهي تردد 


= كفاية إنها مبتلمعش إلا ليا انا بس ، كفاية إن وشك مبتنوروش الابتسامة إلا معايا بس.


كان ذراعيه يحاوطها فنظر لها ثم قائلاً بصوت رخيم 


= ديمة انا بحسك من النوع اللى لما بيحب بيتعلق أوى أو بيتدلق؟ يعني بتجذفي بمشاعرك وعواطفك من غير ما تكوني متاكده بنسبه 100% من اللي قدامك هيباتلك نفس الشعور ولا لاء 


ابتسمت هي لكلماته التي نجحت بالفعل في بث الراحه بداخل قلبها فأمائت له رأسها بهدوء ثم قالت 


= أنا إكتشفت حاجة، أنا لما أكون مع حد لازم أكون بحبه يعني ما أقدرش آجى على نفسى عشان أحبه، لأ لازم أكون أنا من البداية بحبه

يعنى فيه علاقات الواحد ممكن يكون لسه بيتعرف على حد و مش عارف هو بيحبه ولا لأ و اللى هو ممكن يحبه بعدين، لأ أنا لو هبقى من الناس اللى ممكن أحبه بعدين دى يبقى مش هحبه خالص


ابتسم لها بحنو ثم همس امام عينها مازح


=عارفه دى إسمها ايه في مجتمعنا، بتتدلقى مره واحده


اتسعت ابتسامتها بتلقائية بسعادة لا متناهية تغمر روحها المتهالكة تود لو كان بالامكان اعادة الزمن مرة اخري و ان تمحي كل ما مرت به تبدأ حياتها بلقاءه وتنتهي بحبه، ثم ضحكت قائلة 


= آه أنا شكلي أتدلقت فعلا أنا الفكره إنى بحب الحب نفسه فا بقول اللي جوايا على طول، عشان كده لازم اللى بحبه يكون مشاعري باينه قدامة مش هتدارى.. و أصلا أدارى ليه، وهو هيبان كده كده


تساءل آدم بنبرة مهتمة 


= طب وما بتفكريش في الناس.. في المجتمع ونفسك و برستيجك وكده؟


اخذت نفس عميق فقد اغراها حديثه واحضانه المنعشه ثم ألتفتت وهي تجيب عليه بإحباط 


= لأ أنا بحس إن الحب مفيهوش الكلام ده لو هو بيحبنى و أنا بحبه ده أحسن شكل من أشكال الحب، إن الإتنين يحبه بعض مش حب من طرف واحد ولا من تالت لأ يبقى الإتنين بيحبو بعض، ده الحب بالنسبالى و تبقى علاقة سوية و جميلة، بس أنا عامة لما بحب حد بقوله.. وانت اكتر واحد عارف ده كويس


ابتسمت عيناه قبل وجهه بحنو، وكادت نظره الاحباط ان تختفي فأبتسم هو براحه بتأكيد

ثم ضمها إليه بعاطغه حتي التصقت بصدره ثم مد انماله اسفل ذقنها ورفع وجهها إليه برقه حتي تقابلت اعينهم فرأي بريق لمعت الحب بهم، لتتابع حديثها قائلة بهمس 


= اللي يحب الحب ذات نفسه بيتعب، بس انا بحاول اعيش لحظه السعاده كلها من غير تفكير في المجهول ونفسي تبقي ذيي 


تلمس بيده وجهها برفق شديد وتركت صوته ينساب إلى داخل خلايا عقلها وهو يقول بتمهل


= الانسان اصلا حتى و هو في أسعد لحظاته بيحس بالتعاسة جواه 


كانت اجابته خرقاء بالنسبه لها ولم تستوعبها في بادئ الامر حيث نظرت له ببلاهه وهتفت به بعدم فهم 


= و ده ليه؟! 


هز آدم كتفيه وهو يقول بواقعية


= خايف من المجهول، من بكرة من اللحظة اللي جاية لتحرمه من السعادة اللي هو فيها عشان كده دايما لازم الانسان يمني نفسه بالأمل في بكرة 


صمتت لحظة بتفكير وهي تقول بصوت جاد


= طب لو نفترض ما عندوش الأمل ده ؟! 


شعرت به يقترب بل أكثر من المعتاد حتي تحدث بجدية وهو يمسك بخصلة من خصلاتها يستشعر نعومة ملمسها 


= يبقي لازم يخلقه.. يحاول يبص على بكرة من أجمل زاوية فيه، الانسان من غير امل زي اللي عايش يتيم من غير اهل! وما لوش هدف محدد بالحياة


كان حديثه منمق ومنطقي فحاله الخوف و عدم الثقه بالنفس والاحباط متعلقه بالتطور النفسي لدي الإنسان، و الاختلال في توازنها بينتج عنه عدم الثقه بالنفس والقلق والخوف من مواجهه الاخرين وقد يؤدي للشعور بالأحباط والاكتئاب، لذلك الانسان الذي يتعرض لمعاناه كبيره مهما كان سعيد يكون خائف من المستقبل، هزت رأسها متفهمة حديثه وهي ترد 


= هي وجهه نظر قاسيه شوي لكنها للأسف واقعية .


تثائبت بعد فتره بنعاس ودفنت رأسها بين ثنايا عنقه وشعرت بشفتيه فوق رأسها يقبل شعرها بنعومه فأبتسمت برضا قبل ان تترك نفسها تتذوق من طعم النوم المريح الهادئ 


❈-❈-❈


وضع منذر يده علي الطرابزين وهو يصعد الدرج بحماس وتنوعت نظراته ما بين اللهفه والقلق! فقبل قليل كان في عياده الطبيب الخاص به وقد أخبره بعد اليوم يستطيع ممارسه العلاقه الزوجيه مع زوجته بشكل كامل فمن المحتمل ان ينجح هذه المره! طار من الفرحه وشعر بالحماس وهو يخبر ضحي عبر الهاتف بأنه قادم اليها واخبرها باختصار 

عن تعليمات الطبيب الجديده ورغم خجلها أخبرته بأنها ستتجهز لها وتنتظره.


كان طوال الطريق وحتى الآن يفكر في ما إذا كان سينجح الأمر معه حقًا أم سيذهب كل ما فعله هباءً! يشعر بأن هذه هي الفرصة الأخيرة له، وليس لديه رغبة أو حماس للانتظار و تجربة الفشل مرة أخرى وسيصيبه الإحباط بالتأكيد لذا، يتمنى من الله أن يوفقه في أمره. لم يكن يرغب في شيء محدد سوى إسعاد زوجته، تمامًا كما تحاول هي أن تسعده وقبل أن يصعد إلى الطابق العلوي من منزله، أخرجه من حماسه صوت والده وهو يقول بصوت خشن


= منذر تعالي عشان عاوزك في موضوع.


تردد منذر للذهاب له حتى لا يحبطه بحديثه كعادته ويعود الى نقطه الصفر بعد ما توصل اليه، فلا ينقصه والده بالاخص في يوم مثل ذلك، لذا قال باعتراض 


= معلش يا حاج خليها مره ثانيه عشان مستعجل بس .


هدر شاهين به قائلًا بعصبية مغتاظة


= هو إيه اللي مستعجل هو انا بقول لك تعالى نروح مشوار هنتكلم كلمتين جوه في الشقه وبعد كده روح زي ما انت عاوز.. يلا اتحرك وتعالى عاوزك في موضوع مهم .


تنهد بضيق شديد وتحرك معه للداخل باستسلام وبعد فتره أخبره ماذا يريد منه، اشتعلت نظرات منذر بسخط قائلا بانفعال ملحوظ


=نعم عاوزني ارجع مين على ذمتي؟ غاده انا هعتبر نفسي ما سمعتش حاجه والهبل اللي هي عملته ده والليله اللي دخلت عليكم دي عمرها ما هتدخل عليا عشان انا فاهمها كويس دي واحده مش سهله 


ظل شاهين يضرب بكفه على فخذه بعصبية وهو يردد بنبرة مغلولة


= ما تحترم نفسك يلا وكبرني مره واحده في حياتك، مش صعبان عليك ابنك اللي مرمي ده وما فرقش معاك الكلام اللي انا قلتهلك من شويه.. وانها ممكن تتجوز واحد ما يكونش أمين على ابنك

الصفحة التالية