رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 25 ج2 - 3 - الخميس 18/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس والعشرون
ج2
3
تم النشر يوم الخميس
18/7/2024
نفذ صبره من طريقته المزعجة في فرض نفسه علي حياته دون أن يفهم شيئا، فصــاح
بنبرة جامدة تحمل الصرامة والشدة
= والله ده يوم المنى انها تتجوز وارتاح منها و يا ريت تعزمني وانا هاجي على نفسي وارقص لها من الفرحه! بقول لك ايه يا حاج ريح نفسك عشان انا مش هرجعلها وقريب أوي انت وهي والكل هيعرف حقيقتها.. بس انا مستني الوقت المناسب، الظاهر فعلا انها ما تستاهلش اللي انا كنت بعمله عشانها زمان، سبحان الله من كام يوم كنت خايف اعمل لها فضيحه عشان سمعتها وابوها وهي من ناحيه ثانيه بتلعب عليكم يبقى تستلم بقى وعدها مني من اللي جي ومن النهارده هتشوف معامله مني تاني خالص .
استشاطت نظرات شاهين من أسلوبه المستفز، لينظر إليه باحتقار أكثر لتؤجج غضبه يقول بازدراء مهين
= تصدق انك ما عندكش دم وهتفضل غبي وعديم المسؤوليه طول عمرك! وفاشل وما لكش نافعه انت جايب الجبروت ده منين نفسي افهم ما فيش خالص احساس ولا صعبان عليك ابنك ولا انا ولا أمك، غاوي بس تتعبنا وخلاص! بكره هتندم على اللي انت بتعمله ده وهتعرف ان انا معايا حق بس هيكون بعد فوات الأوان
نظر منذر له بغيظ وتجهم عندما واصل استهزائه الساخط نحوه كعادته وتلك النقطه غير صالحه لحالته! لذلك فضل الانسحاب ورحل، وعندما رآه والده يرحل لوح له بيده بانفعال مضيف بنبرة مكفهرة
= وكمان ماشي وسايبني من غير ما ترد عليا غبي وحمار طول عمرك ايه الجديد يلا يا فاشل روح وسيب ابوك وسيب ابنك غيره يربي ويتشرد في الشوارع.. تربيه زباله ما انا ما عرفتش اربيك صحيح .
❈-❈-❈
###
طالعها معاذ وهي تدلف من باب الشقه تحمل بعض أكياس الطعام والخضار والفاكهه التي ذهبت واحضرتهم مع حماتها كالعاده لأن هي من تنفق عليهم! وبالطبع لم يكلف نفسه ان يترك ما بيده وياخذ منها الأكياس، وضعتهم على الطاوله وبدات أن تفرغ المحتويات في مكانها بضيق شديد فاصبحت لا تتحكم في نفسها وتثور على اي شيء بسبب توليها مسؤوليه منزل حماتها من جديد بمفردها فمنذر منع زوجته بشده الطرق ان تعود و تساعد أمه مرة أخرى تمنت ان يفعل زوجها هذا ايضا لانها لم تكن مسؤوليتها بيوم ويكفي عليها مسؤوليته هو وابنه والمنزل.. لكنها تعلم جيد من المستحيل ان يفعل ذلك.
وضعت وجبة الطعام فوق الطاوله الصغيره التي كانت يوماً تضم أفراد العائله بدفئ، أمام طفلها ومعاذ الذي شرع في تناول الطعام بنهم يتلذذ مذاق الأكل.. حتي انتبه اخيراً علي ملامح بسمة الشارده تُمضغ طعامها بمراره قبل أن تقول
= منذر لما صدق أمه اتلككت لضحي وقعدها في البيت، وحرم عليها ما تساعدش امك تاني وانا رجعت شلت القرف كله فوق دماغي من جديد.. غير البيت ده اللي بشيله برده فوق دماغي لوحدي وانت برده ما بتساعدش .
تعلقت عيني معاذ بها بتوتر زافراً أنفاسه بثقل وهو يقول ببعض الشفقه
= ربنا يقويكٍ.. خفي انتٍ بس خرجاتك اللي كترت على قله فايده و كل شويه عند ابوكي واختك وانتٍ توفري تعبك .
استنكرت عبارته وهي ترمقه بكره ثم صاحت بحده
= هو ده اللي ربنا قدرك عليه بدل ما تعمل زي اخوك ومره واحده في حياتك تكون زيه و تقعدني انا كمان وتفهم امك ان ده مش مسؤوليتي.. انا برده عندي صحه زيها وبتعب
ما انتم مش اشتريتوني.
لم يدع لها قراراً الا الصمت، تعلقت نظرات بسمة نحو معاذ التي رمقته ببغض لتطرق عيناها حزناً فعائلة شاهين لا تراها الا صفحة سوداء بحياتها، وهتفت وهي تغادر
= حتى صعبان عليه الوقت اللي بفك فيه عن نفسي ده ايه الهم ده يا رب.
غامت حدقتي معاذ وقد هز رأسه بقلة حيلة
فهل يكذب على نفسه إن قال بأنه يراها بعيناه تتحمل فوق طاقتها من اعمال اذا كان هنا أو بمنزل والدته أيضا، بالإضافة أنه كان يتعجب من سعادتها في كل مرة يراها تعود من عند عائلتها؟
وربما هذا هو ما كان يجعله أحيانًا يتمادى بتجبر ويمنعها من زيارتهم، فلا يستوعب كيف تعود كل مرة مفعمة بالحياة.. وعندما يجبرها على الجلوس بالمنزل تصبح كئيبه وكانها تبدو أكبر سنا بعشرات السنوات.
بدأ يقلب بالطعام بلا شهيه وخطف نظره الى طفله الذي بجانبه ليراه يمسك هاتف والدته ويحاول فتحه، ليقول مرددًا بضيق
= إيه أنت كمان خلاص هننسى المذاكره و المدرسه ونمسك في التليفون سيبه من ايدك، انا كل ما اشوفك الاقيك قاعد ومش بتذاكر
اتسعت عينا الطفل بذهول وهو يقول
= مدرسه ايه! انا خلصت امتحانات بقيلي شهرين واخذت الاجازه، عشان كده ماسك تليفون ماما بلعب عليه ذي كل مره بس مش راضي يفتح بالرمز القديم
أحمر وجه معاذ بحرج لأنه لا يعرف شيئًا عن طفله أبدًا، ثم حاول تغيير الحديث ووضع يده على كتفه ليحضنه، لينظر مالك إليه بدهشة أكبر جعله يخجل من نفسه أكثر، فلقد تفاجأ بفعل والده الذي لا يفعله معه أبدًا، ليعلم بأنه حقًا مقصر معه مثلما كانت تخبره زوجته دوماً.
لكن ما كان يشغله أكثر من أي شيء آخر هاتف زوجته الذي كان يحمله ابنه بيده من متى و هي تضع رمز سري له، وكان يتساءل عما إذا كانت تخفي شيئًا لا ترغب في أن يراه.
❈-❈-❈
عقـــد آدم رابطة عنقه ومشط شعره بالفرشـاة ثم نشر عطره على قميصه، وإلتفت برأســه ناحية ديمة التي كانت تقف على أعتاب الباب وهي بملابس انيقة مثله، فقد انتهت من سنه دراستها و اتفقوا يذهبون للتنزه للخارج، ليكافئها على نجاحها ويعوضها عن طريقته السيئة معها بالفتره السابقه.
اتفقوا على اختيار مكان يناسب ذوق كل منهما، واختار آدم في البداية أن يذهبوا إلى عرض الأوبرا وصلوا إلى هناك فعلًا، ثم سحب آدم يدها ووضعهما بين كفيه الضخمتين وبدأ في فرك يدها بين يديه لتدفئتها عندما لاحظ برودتها، ثم هتف قائلاً
= تعالي نقعد قبل ما العرض يبدا.
قالها فأستدارت وجلست ليجلس بجانبها واضعاً يده خلفها فتتكأ عليها ويبدأ العرض،
مر الوقت كان بداية العروض موسيقى هادئه
اوبرا تتحدث عن عهد قصص الحب وكيف نشأت، ثم بدات العروض الباقيه ومن ضمنهم العزف على البيانو و الفنون حيث كان عرضاً حزيناً معبراً...
لكن الغريب في ذلك أن ديمة لم تعتاد على تلك الأجواء أبدًا وشعرت بالملل من اللحظة الأولى ولكن حاولت عدم إظهار ذلك حتى لا يحزن آدم ويبدأ يشعر بأنهما غير مناسبين لبعضهما ويعود كما كانا متردد في استكمال علاقتهما، لكنها حقًا كانت مندهشة من نفسها لأنها أحبت العزف في المنزل والاستماع إليه وهو يعزف، لكن عندما حضرت العروض لم تستمتع أبدًا ولم تنجذب إلى هوايته مثله.
لاحظت بان يراقبها بشدة وينظر لها باهتمام، عقدت حاجيبها باستغراب وهي تسأله
= هو انت بتبص فين؟.
خفق قلب آدم بقــوة وهو يطالعها بنظرات عاشقة ليرد قائلاً بصراحة
= ليكي!.
ردت عليه بصوت خافت وهي تتحاشي النظر له من الاحراج
= بس العرض قدامك .
اقترب وهو يهمس بأذنها بغزل صريح
= بس انتٍ أجمل! عارفه انك بتملكي اجمل عيون شفتها في حياتي
هزت رأسها برفض وهي خجوله بشدة و متفاجاه من كلماته المعسوله، ثم نظر مطولاً في عيناها بهيام وهو يتابع حديثه
= ديمة انا ما بقيتش عارفه ابص لحاجه تانيه غيرك من ساعه ما شفتك